"رويترز": الضربة الصاروخية تكشف عن قدرات إيرانية "أوسع نطاقًا وأكثر تعقيدًا"
تاريخ النشر: 2nd, October 2024 GMT
بيروت- رويترز
يقول خبراء إن الهجوم الإيراني بالصواريخ الباليستية على إسرائيل أمس الثلاثاء كان أكبر وأكثر تعقيدا وتضمن استخدام أسلحة أكثر تطورا من تلك التي استُخدمت في ضربات أبريل الماضي؛ الأمر الذي يضغط أكثر على الدفاعات الصاروخية ويسمح بمرور مزيد من الرؤوس الحربية منها.
وعلى الرغم من أن حطام أكثر من 180 صاروخا ما زال قيد التجميع والتحليل، يقول خبراء إن أحدث الهجمات استُخدمت فيها فيما يبدو صواريخ "فتّاح-1" و"خيبر شكن" الإيرانية التي يبلغ مداها نحو 1400 كيلومتر.
وقالت إيران إن الصاروخين يحملان رؤوسا حربية قادرة على المناورة، وهو ما قد يجعل الدفاع أكثر صعوبة، ويستخدم الصاروخان وقودا صلبا، مما يعني أنه يمكن إطلاقهما بتحذير لا يكاد يُذكر.
وقال جيفري لويس، مدير برنامج منع الانتشار النووي في شرق آسيا في مركز جيمس مارتن لدراسات منع الانتشار النووي بمعهد ميدلبري للدراسات الدولية في كاليفورنيا بأمريكا "التحضير لإطلاق الصواريخ في وقت أقصر يعني وصول هذه الصواريخ كلها في وقت واحد مما يزيد الضغط على الدفاعات". وأضاف أن الرؤوس الحربية "بوسعها المناورة قليلا ومن ثم تُعّقد عملية توزيع الصواريخ الاعتراضية، والمناورة تعني أنها قادرة على ضرب الأهداف بدقة أفضل فعليا بعد مرورها".
وقال لويس إن بعض صواريخ فتاح-1 استُخدم في هجوم أبريل الذي أحبطته إلى حد كبير الدفاعات الصاروخية الأمريكية والإسرائيلية. لكن أغلب الصواريخ المستخدمة في الهجوم كانت باليستية من طراز "عماد" التي تعمل بالوقود السائل والتي بلغ معدل فشلها 50 بالمئة وكانت دقتها لا تستطيع إلا ضرب هدف في قُطر يزيد عن كيلومتر واحد.
وفي المقابل، قالت إيران إن معدل "الخطأ الدائري المحتمل" بصواريخها الباليستية الأكثر تقدما يبلغ نحو 20 مترا، وهذا يعني أن نصف الصواريخ التي تطلق على هدف ستسقط على بعد 20 مترا منه. وقال فابيان هينز، الباحث في الشؤون الدفاعية والعسكرية بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية إن هذه هي "صواريخ إيران الباليستية الأكثر تقدما والقادرة على الوصول إلى إسرائيل".
وأظهرت مقاطع مصورة للهجوم الذي وقع أمس الثلاثاء ما يبدو أنها صواريخ تحمل رؤوسا حربية، أو ما يبدو أنها حطام ناري يصل إلى الأرض. وجرى اعتراض بعض هذه الصواريخ، كثير منها فوق الغلاف الجوي للأرض.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إن مدمرتين تابعتين للبحرية الأمريكية أطلقتا نحو 12 صاروخا اعتراضيا على الصواريخ الباليستية الإيرانية.
وقال أنكيت باندا من مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي ومقرها الولايات المتحدة إن المقارنات المباشرة مع ضربات أبريل ستكون صعبة لأن الأسلحة تغيرت، بالإضافة إلى تغير هيكل الهجوم والدفاعات.
وأوضح أن ضربات أبريل تضمنت، على سبيل المثال، طائرات مسيرة بطيئة الحركة وصواريخ كروز، مما وفر للدفاع وقتا أطول للتحذير.
وأضاف "لدينا طراز هجوم مختلف... ربما مخزون أقل من صواريخ آرو الإسرائيلية الاعتراضية، وقوة الجو-فضائية التابعة للحرس الثوري الإيراني تلجأ فيما يبدو إلى استخدام عدد أكبر من الصواريخ الأكثر تطورا وقدرة".
وظهرت تقارير محدودة عن حدوث أضرار وأعلنت إسرائيل في بادئ الأمر عدم سقوط قتلى نتيجة هجوم الثلاثاء.
وحذر مالكوم ديفيس، وهو محلل بارز في المعهد الأسترالي للسياسة الاستراتيجية، من أن الهجمات في المستقبل قد تصبح أكثر تعقيدا وبعدد أكبر من الصواريخ.
وقال ديفيس "إذا شن الإيرانيون هجوما آخر أكبر بكثير فمن المرجح أن تمر مزيد من الصواريخ لا سيما إذا تم تنسيق هجمات الصواريخ الباليستية مع هجمات بصواريخ كروز وطائرات مسيرة... لذا لا أعتقد أننا شهدنا أقصى نطاق للهجوم بأي حال".
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
71 شهيدا وأكثر من 200 مصاب منذ لحظة الإعلان عن وقف إطلاق النار بغزة
استشهد 71 فلسطينيا على الأقل وأصيب 200 شخص آخر ، في غارات صهيونية استهدفت عدة مناطق في قطاع غزة وذلك بعد ساعات من إعلان توصل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والكيان الصهيوني إلى اتفاق لوقف إطلاق النار يبدأ الأحد المقبل.
وقال الناطق باسم الدفاع المدني الفلسطيني محمود بصل إن الطائرات الصهيونية كثفت غاراتها في الساعات الأخيرة على القطاع مما أسفر عن استشهاد 71 شخصاً وإصابة آخرين.
وأوضح أن القصف استهدف بداية عدة مناطق في غزة حيث استشهد 18 شخصاً وأصيب 20 آخرون في قصف صهيوني استهدف منازل قرب نقابة المهندسين في حي الشيخ رضوان غرب مدينة غزة.
واضاف أن عشرة فلسطينيين استشهدوا في استهداف صهيوني لمنزلين الأول في شمال مدينة غزة والآخر في منطقة الدرج شرق المدينة.
كما أفادت مصادر محلية في مجمع ناصر الطبي في خان يونس جنوب القطاع باستشهاد شخصين في قصف صهيوني لمنزلا في منطقة قيزان رشوان جنوب المدينة.
وتأتي هذه الغارات بعد ساعات من إعلان التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة إلى جانب اتفاق لتبادل الأسرى والمحتجزين.
ومنذ السابع من أكتوبر 2023 يشن الكيان الصهيوني عدوانا واسعا في قطاع غزة ما أدى إلى استشهاد أكثر من 46 ألف فلسطيني وفقاً لمصادر صحية فلسطينية.