عربي21:
2025-03-31@18:16:38 GMT

لماذا ينزعجون من البيت التركي في نيويورك؟

تاريخ النشر: 2nd, October 2024 GMT

التقى رئيس الجمهورية التركي رجب طيب أردوغان خلال زيارته لمدينة نيويورك الأمريكية، زعماء ومسؤولين من دول مختلفة، إلى جانب مشاركته في أعمال الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة. وعُقدت معظم تلك اللقاءات في "البيت التركي" الذي يضم مقر الممثل الدائم لأنقرة لدى الأمم المتحدة والقنصلية العامة التركية.

كما اجتمع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، في ذات المبنى مع عدد من نظرائه، خلال تواجده في نيويورك. وكان المبنى المكوَّن من 36 طابقا، تم افتتاحه في 20 أيلول/ سبتمبر 2021 ليكون "قلعة الدبلوماسية التركية" بالقرب من مقر الأمم المتحدة. 

كانت المعارضة التركية انتقدت البيت التركي بعد افتتاحه، إلى جانب هجومها على أنشطة مؤسسة "توركان" التي أسستها في نيويورك مؤسستا "أنصار" و"تورغاو" التركيتان لتقديم منح دراسية وتوفير مساكن للطلاب المسلمين في الولايات المتحدة. وذهب رئيس حزب الشعب الجمهوري السابق، كمال كليتشدار أوغلو، إلى نيويورك ليسجل مقطع فيديو أمام مبنى المؤسسة "توركان" وصف فيه المبنى بـ"ناطحة سحاب عائلة أردوغان"، كما وصف أنشطة المؤسسة بـ"محاولة غسل الأموال".

منزعجون للغاية من ذاك الصرح الدبلوماسي ودوره المتنامي في تعزيز السياسة الخارجية التركية. ويعكس هذا الانزعاجَ موقفُ وسائل إعلام أمريكية من تفاصيل القضية التي يُتهم فيها عمدة نيويورك، إيريك أدامز، بتلقي رشاوى وتبرعات غير قانونية من رجال أعمال أتراك
رئيس حزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزل، تخلى عن سياسة التصعيد التي كان يمارسها سلفه، وتبنى سياسة تطبيع العلاقات بين الأحزاب السياسية والحكومة والمعارضة. وفي إطار هذه السياسة الجديدة، قام بزيارة البيت التركي في نيويورك، وقال إن ذاك المبنى مصدر فخر لتركيا، كما انتقد العقلية التي تعتبر البيت التركي مجرد مقر لحزب سياسي، مشيرا إلى أن الحكومات تتغير وأن المبنى يبقى ملكا للبلاد. وأعلن أوزل أن وفود حزب الشعب الجمهوري ستعقد لقاءاتها في نيويورك بعد الآن في البيت التركي بدلا من قاعات الفنادق.

تصريحات أوزل حول البيت التركي لم تعجب رئيس حزب الشعب الجمهوري السابق الذي انتقدها في حسابه بمنصة "إكس" دون ذكر اسم الأول. ووصف كليتشدار أوغلو الخطوات التي يتقدم بها رئيس حزب الشعب الجمهوري لتطبيع العلاقات بين الحكومة والمعارضة بـ"غض الطرف عن أخطاء حزب العدالة والتنمية"، كما قال إن "نظام القصر" الذي أسَّسه أردوغان وحكومته لا يمثل الجمهورية التركية.

أردوغان في تعليقه على تصريحات كليتشدار أوغلو، قال إن البيت التركي في نيويورك أصبح من المراكز التي ينبض فيها قلب الدبلوماسية العالمية، مضيفا أنهم لا يفهمون لماذا ينزعج رئيس حزب الشعب الجمهوري السابق من البيت التركي لهذا الحد. ولم يتأخر رد كليتشدار أوغلو على أردوغان، ودعا فيه رئيس الجمهورية التركي إلى ترك البحث عن حليف له في صفوف المعارضة، في إشارة إلى رئيس حزب الشعب الجمهوري الذي أثنى على البيت التركي.

كليتشدار أوغلو ليس وحده من ينزعج من البيت التركي، بل هناك آخرون منزعجون للغاية من ذاك الصرح الدبلوماسي ودوره المتنامي في تعزيز السياسة الخارجية التركية. ويعكس هذا الانزعاجَ موقفُ وسائل إعلام أمريكية من تفاصيل القضية التي يُتهم فيها عمدة نيويورك، إيريك أدامز، بتلقي رشاوى وتبرعات غير قانونية من رجال أعمال أتراك. وتشير لائحة الاتهامات إلى أن عمدة نيويورك قام بالضغط على الضابط المسؤول عن تفتيش المبنى، ليمنحه الترخيص من البلدية، رغم عدم التزامه آنذاك بأنظمة الوقاية من الحريق.

ممثل قناة "سي إن إن تورك" وصحيفة "حرِّييت" التركيتين في الولايات المتحدة، يونس باكصوي، يلفت إلى أن تلقي عمدة نيويورك هدايا وتبرعات غير قانونية من رجال أعمال أتراك بالإضافة إلى خصومات سفر من مسؤول سابق في الخطوط الجوية التركية، لا علاقة له بالبيت التركي، وأن وسائل إعلام أمريكية تتعمد خلط الأمرين وتصوير القضية وكأن المبنى تم بناؤه بشكل غير قانوني، التصريحات والجهود الدبلوماسية التي تبذلها أنقرة ضد السياسة الإسرائيلية العدوانية، تزعج اللوبي اليهودي المؤيد لحكومة نتنياهو المتطرفة، وتدفعه إلى عرقلة تلك الجهود والتشويش على الدبلوماسية التركيةوأن تركيا حصلت على الترخيص له عن طريق تقديم رشاوى إلى العمدة، مؤكدا أن ما حصل في الحقيقة هو أن أحد الأتراك اتصل بإيريك أدامز، بناء على الصداقة القديمة بينهما، ليطلب منه وساطته كي يتم منح الترخيص للمبنى دون تأخير.

البيت التركي في نيويورك يوفر بيئة مميزة لأنشطة الدبلوماسية التركية التي تبذل جهودا حثيثة لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ولبنان. ويدعو رئيس الجمهورية التركي المجتمع الدولي إلى فرض إجراءات قسرية ضد إسرائيل من أجل حماية الفلسطينيين، كما ذكر في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. وقال، أمس الثلاثاء، في كلمته التي ألقاها في البرلمان التركي بمناسبة افتتاح الدورة التشريعية الجديدة، إن "الإدارة الإسرائيلية التي تتحرك من منطلق هذيان الأرض الموعودة، تضع الأراضي التركية نصب عينيها بعد فلسطين ولبنان"، مشيرا إلى أن العدوان الإسرائيلي يشمل تركيا أيضا. وأضاف قائلا: "لذلك سنقف ضد إرهاب الدولة هذا بكل الوسائل المتاحة من أجل وطننا وشعبنا واستقلالنا".

ومن المؤكد أن مثل هذه التصريحات والجهود الدبلوماسية التي تبذلها أنقرة ضد السياسة الإسرائيلية العدوانية، تزعج اللوبي اليهودي المؤيد لحكومة نتنياهو المتطرفة، وتدفعه إلى عرقلة تلك الجهود والتشويش على الدبلوماسية التركية من خلال زج اسم البيت التركي في قضية فساد والسعي إلى إغلاقه.

x.com/ismail_yasa

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه أردوغان البيت التركي الدبلوماسية تركيا تركيا أردوغان دبلوماسية البيت التركي مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة رئیس حزب الشعب الجمهوری الدبلوماسیة الترکیة الجمهوریة الترکی کلیتشدار أوغلو عمدة نیویورک إلى أن

إقرأ أيضاً:

نيويورك تايمز تكشف تفاصيل خفية عن الدعم العسكري الأميركي لأوكرانيا

نشرت صحيفة نيويورك تايمز عرضا لأهم النقاط في تقريرها المطول عن الشراكة العسكرية السرية بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، والتي وصفتها بأنها لم تكن معروفة من قبل، ولعبت دورا أكبر بكثير في تلك الحرب.

وقالت إن أميركا وأوكرانيا شكلتا على مدى ما يقرب من 3 سنوات قبل عودة الرئيس دونالد ترامب إلى السلطة شراكة عسكرية سرية شملت الاستخبارات والتخطيط الإستراتيجي والتكنولوجيا.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2يسرائيل هيوم: هذه هي الفجوة بين إسرائيل وحماس في المفاوضاتlist 2 of 2كاتب إسرائيلي: لسنا بحاجة للعيش في جيب أميركاend of list

وبينما أعلن البنتاغون علنيا عن تقديم 66.5 مليار دولار مساعدات عسكرية لأوكرانيا، امتد الدور الأميركي إلى ما هو أبعد من إمدادات الأسلحة، إذ أثر بشكل مباشر على إستراتيجية المعارك وقدّم بيانات استهداف دقيقة.

وفيما يلي أهم النقاط حسب تقرير الصحيفة:

الولايات المتحدة قدمت معلومات استخباراتية للاستهداف من قاعدة سرية في ألمانيا

أصبح مركز عمليات سري في قاعدة الجيش الأميركي في فيسبادن بألمانيا محور تبادل للمعلومات الاستخباراتية بين أميركا وأوكرانيا، وكان الضباط الأميركيون والأوكرانيون يجتمعون يوميًا لتحديد الأهداف الروسية ذات الأولوية العالية.

واستخدمت وكالات الاستخبارات الأميركية والحليفة صور الأقمار الصناعية والاتصالات الملتقطة وإشارات الراديو لتحديد مواقع القوات الروسية. ثم قامت "فرقة التنين" (عملية أميركية سرية) بنقل الإحداثيات الدقيقة إلى القوات الأوكرانية لتنفيذ الضربات. ولتجنب الطابع الاستفزازي لهذه العمليات، أطلق المسؤولون الأميركيون على الأهداف اسم "نقاط اهتمام" بدلا من "أهداف عسكرية".

إعلان المخابرات الأميركية والأسلحة المتقدمة قلبت موازين الحرب

في منتصف عام 2022، زوّدت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أوكرانيا بأنظمة هيمارس، وهي صواريخ موجهة بالأقمار الصناعية تتيح ضربات دقيقة تصل إلى 80 كيلوكترا.

في البداية، كانت أوكرانيا تعتمد بشكل كبير على المعلومات الاستخباراتية الأميركية لكل ضربة من هذه الصواريخ، وأدت هذه الضربات إلى ارتفاع الخسائر الروسية بشكل كبير، مما منح أوكرانيا ميزة غير متوقعة في ساحة المعركة.

"الخطوط الحمراء" الأميركية ظلت تتغير

كانت إدارة بايدن حريصة على تأكيد أن الولايات المتحدة لا تخوض الحرب ضد روسيا بشكل مباشر، بل تقدم المساعدة لأوكرانيا فقط. ومع ذلك، توسع الدعم الأميركي تدريجيا ليشمل المزيد من العمليات السرية.

في البداية، كان إرسال جنود أميركيين إلى أوكرانيا محظورا تماما، لكن لاحقا تم إرسال فريق صغير من المستشارين العسكريين إلى كييف، ثم زاد العدد إلى نحو 36 مستشارا قرب الخطوط الأمامية.

في عام 2022، سُمح للبحرية الأميركية بمشاركة معلومات استخباراتية لتمكين الضربات الأوكرانية على السفن الروسية قرب شبه جزيرة القرم، كما قدمت وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي أيه) دعما سريا للهجمات على السفن الروسية في ميناء سيفاستوبول.

في النهاية، سُمح للولايات المتحدة بدعم الضربات داخل روسيا

وبحلول عام 2024، سمحت إدارة بايدن للقوات الأميركية بمساعدة أوكرانيا في تنفيذ ضربات داخل الأراضي الروسية، لا سيما حماية مدينة خاركيف من الهجمات الروسية. ولاحقا، توسع الدعم الأميركي ليشمل ضربات صاروخية على مناطق روسية كانت تستخدمها موسكو لحشد قواتها وشن هجمات على شرق أوكرانيا.

في البداية، كانت سياسة الاستخبارات المركزية تمنعها من تقديم معلومات استخباراتية بشأن أهداف داخل روسيا، لكنها حصلت لاحقا على "استثناءات" لدعم ضربات أوكرانية محددة.

ففي 18 سبتمبر/أيلول 2024، استهدفت طائرات مسيرة أوكرانية مستودع ذخيرة روسي ضخم في "توروبيتس" بمعلومات استخباراتية قدمتها سي آي أيه، مما أدى إلى انفجار ضخم يعادل زلزالا صغيرا، وفتح حفرة بحجم ملعب كرة قدم.

إعلان الخلافات الداخلية في أوكرانيا أدت إلى فشل الهجوم المضاد في 2023

على الرغم من النجاحات المبكرة في ساحة المعركة، فإن الهجوم المضاد الأوكراني في 2023 انهار بسبب الصراعات السياسية الداخلية.

وكان الجنرال فاليري زالوجني يخطط لشن هجوم رئيسي نحو ميليتوبول لقطع خطوط الإمداد الروسية، لكن منافسه الجنرال أولكسندر سيرسكي دفع باتجاه هجوم في باخموت بدلا من ذلك، وانحاز الرئيس زيلينسكي إلى سيرسكي، مما أدى إلى تقسيم الجهود العسكرية، وأضعف تقدم أوكرانيا، وفي النهاية سمح لروسيا باستعادة التفوق.

دور خفي

ويكشف التحقيق عن أن الولايات المتحدة لعبت دورًا حاسمًا ولكنه خفي في الجهود العسكرية الأوكرانية.

فمع تقدم الحرب، تعمق تورط الولايات المتحدة من خلال تبادل المعلومات الاستخباراتية والتخطيط العملياتي، وحتى تقديم الدعم السري في الهجمات داخل الأراضي الروسية.

وعلى الرغم من الدعم الأميركي، فقد أسهمت الانقسامات الداخلية في أوكرانيا في فشل الهجوم المضاد لعام 2023، مما جعل الزخم يعود لصالح روسيا في الحرب.

مقالات مشابهة

  • يوم العيد.. مقتل مغترب يمني في نيويورك بأمريكا جراء الفوضى والانفلات
  • رئيس برلمانية الشعب الجمهوري: احتشاد المصريين رسالة واضحة ضد تهجير الفلسطينيي
  • "نيويورك تايمز": ترامب أجج انعدام الثقة ودفع حلفاء الولايات المتحدة بعيدا
  • رئيس هيئة الأركان: المرحلة القادمة ستشهد تحولات كبرى والأمم التي يتمسك أبناؤها بالقرآن الكريم هي أمم لا تُقهر
  • مقتل مغترب يمني في حادثة سطو بولاية نيويورك الأمريكية
  • نيويورك تايمز تكشف تفاصيل خفية عن الدعم العسكري الأميركي لأوكرانيا
  • بعض الأسئلة التي تخص قادة الجيش
  • نيويورك تايمز: أمريكا غارقة في حالة ضارة من الهوس بنظريات المؤامرة
  • «لديكم رئيس يحبكم في البيت الأبيض».. ترامب في رسالة للمسلمين
  • ترامب في رسالة للمسلمين: لديكم رئيس يحبكم في البيت الأبيض