قوات إيكواس وانقلاب النيجر.. توقيت وحجم ومسار التدخل بدعم غربي
تاريخ النشر: 12th, August 2023 GMT
في 10 أغسطس/ آب الجاري، أمرت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) بتفعيل قواتها الاحتياطية لـ"استعادة النظام الدستوري" في النيجر، لكنها قالت إنها ستواصل في الوقت ذاته اتباع الإجراءات الدبلوماسية، مما أثار تساؤلات بشأن توقيت وكيفية التدخل العسكري المحتمل، بحسب تحليل بموقع "ستراتفور" (Strator) الأمريكي ترجمه "الخليج الجديد".
تلك الخطوة جاءت في أعقاب انتهاء مهلة لمدة أسبوع منحتها "إيكواس" للانقلابيين في النيجر لإعادة الرئيس محمد بازوم إلى السلطة، وإلا سيواجهون إجراءات تشمل استخدام القوة، وهو ما رفضه الانقلابيون الذين أطاحوا بالرئيس بازوم في 26 يوليو/ تموز الماضي.
وقال "ستراتفور" إنه "في حين أن تدخل إيكواس من المحتمل أن يطيح بالمجلس العسكري في النيجر، فإنه يخاطر بالتحول إلى صراع إقليمي، مما يمنح الجماعات الجهادية مساحة أكبر للعمل ويجعل أي حكومة مدنية مستعادة في البلاد هشة للغاية".
وتابع أنه "في حين أن نيجيريا والسنغال وتوجو التزمت بالمشاركة بقوات في التدخل المحتمل، فإن حجم الانتشار والتفويض والجدول الزمني غير واضحين، فيما قالت فرنسا والولايات المتحدة إنهما ستدعمان مهمة إيكواس لإعادة بازوم، وتعزيز القدرات المالية والتكتيكية والمعدات لأي تدخل محتمل".
فيما "هدد المجلس العسكري في النيجر بقتل بازوم إذا حاولت إيكواس التدخل، وهو ما قد يؤدي إلى أزمة أكبر إذا انتفض أنصار بازوم ضد المجلس العسكري في اضطرابات واسعة النطاق"، بحسب "ستراتفور".
وزاد بأن "الحكومتان العسكريتان في بوركينا فاسو ومالي قالتا إنهما ستعتبران تدخل إيكواس عملا من أعمال الحرب، وستقفان إلى جانب النيجر ضد القوى الخارجية".
اقرأ أيضاً
الإرهاب والنفوذ الروسي وأشياء أخرى.. ماذا يعني انقلاب النيجر لدول الخليج؟
ضوء أخضر
و"لن تؤدي التعبئة الفورية للقوات الاحتياطية إلى تدخل فوري؛ فالاتحاد الأفريقي يجب أن يوافق أولا على الانتشار، وقد يُطلب من مجلس الأمن الدولي أيضا إعطاء الضوء الأخضر، ومن المحتمل أن يؤدي امتناع روسي و/ أو صيني عن التصويت إلى تأخير أو منع التدخل"، كما أضاف "ستراتفور".
وزاد بأنه "من المرجح أن يستغرق تنظيم لوجستيات التدخل العسكري أسابيع، وهو ما قد تأمل إيكواس أن يكون وقتا كافيا للتوصل إلى تسوية تفاوضية مع المجلس العسكري في النيجر، فمثلا استغرق تدخلها في جامبيا عام 2017 حوالي سبعة أسابيع لنشر قواتها بطلب من الرئيس أداما بارو".
واستطرد: "وبحسب ما ورد، وافقت كوت ديفوار على إرسال من 850 إلى 1100 جندي، بينما الحجم الإجمالي للتدخل وحجم الوحدات البنينية والنيجيرية و/ أو السنغالية غير معروفين، ونظرا لامتلاكها أقوى جيش في الكتلة وقربها من النيجر (حدود مشتركة)، فمن المرجح أن تشكل نيجيريا العمود الفقري لأي تدخل".
اقرأ أيضاً
بموقعها الاستراتيجي.. هل تتحول النيجر إلى "أوكرانيا جديدة"؟
غزو معقد
وحتى الآن، وفقا لـ"ستراتفور"، "لم يعلن القادة العسكريون في إيكواس عن كيفية تنفيذ التدخل، ولكن من شبه المؤكد أنه سيتطلب غزوا معقدا من نيجيريا على الأقل جزئيا بتيسير من فرنسا و/ أو الولايات المتحدة".
وأضاف أن "إيكواس لا تمتلك القدرة العسكرية لبدء تدخل جراحي يركز على (العاصمة) نيامي من خلال جسر جوي بسبب القيود اللوجستية والتدريبية، ويجب أن يمر أي تدخل عبر حدود النيجر مع نيجيريا أو بنين أو كليهما، ثم التوجه عبر تضاريس معادية إلى نيامي".
ورجح "ستراتفور" أنه "اعتمادا على المسار، يمكن أن تتراوح الرحلة من 300 إلى 500 كيلومتر، ولكن يوجد عدد قليل من الطرق السريعة في جنوب غربي النيجر، ما يعني أنه إذا تمكن جيش النيجر من البقاء موحدا وسعي إلى مقاومة التدخل، فقد يكون له وجود أمني كبير على طول أي طريق يتم استخدامه".
واعتبر أن هذا الوضع "قد يجبر أو يتطلب من إيكواس أو حتى فرنسا استخدام تفوقها الجوي لإضعاف مقاومة التدخل. وحتى لو نفذت إيكواس غزوا بريا للنيجر عبر نيجيريا أو بنين، فمن المرجح أن يتطلب حشد القوات والمعدات والآلات بالقرب من حدود النيجر دعما لوجستيا أمريكيا أو فرنسيا".
وتعتمد وتيرة أي تدخل ونجاحه أيضا على ثلاثة متغيرات رئيسية أخرى هي، بحسب "ستراتفور"، الدعم الفرنسي والأمريكي، واحتمال انتشار قوات من مجموعة فاجنر المرتزقة الروسية واستعدادها للقتال بجوار المجلس العسكري، وأخيرا الانقسامات المحتملة داخل جيش النيجر.
اقرأ أيضاً
انقلاب النيجر.. كيف تراجع دور فرنسا في مستعمراتها السابقة بأفريقيا؟
المصدر | ستراتفور- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: إيكواس النيجر انقلاب تدخل عسكري الولايات المتحدة فرنسا المجلس العسکری فی فی النیجر أی تدخل
إقرأ أيضاً:
حماس: قرار نتنياهو بوقف المساعدات لغزة جريمة حرب وانقلاب على الاتفاق
ردت حركة المقاومة حماس على قرار رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقف دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، واصفةً إياه بـ"جريمة حرب وانقلاب سافر على الاتفاق".
وقالت حماس، في بيان رسمي، إن اعتماد نتنياهو لمقترحات أمريكية لتمديد المرحلة الأولى من الاتفاق، خلافًا لما تم التوافق عليه، هو "محاولة مفضوحة للتنصل من الاتفاق". وأضافت أن هذا القرار يمثل "ابتزازًا رخيصًا" بحق نحو مليوني إنسان في غزة، مطالبة الوسطاء والمجتمع الدولي بالتحرك العاجل للضغط على إسرائيل لوقف إجراءاتها العقابية.
واتهمت الحركة نتنياهو بمحاولة فرض وقائع سياسية على الأرض "بعد فشل جيشه الفاشي في تحقيق أهدافه على مدى 15 شهرًا"، مؤكدة أن مزاعم الاحتلال بشأن انتهاك حماس لاتفاق وقف إطلاق النار "ادعاءات مضللة لا أساس لها".
كما شددت حماس على أن حكومة نتنياهو تخالف البند 14 من الاتفاق، الذي ينص على استمرار إجراءات المرحلة الأولى خلال المرحلة الثانية، محملة إياها المسؤولية الكاملة عن تعطيل تنفيذ الاتفاق أو أي "حماقة قد ترتكبها بالانقلاب عليه".
ودعت الحركة الإدارة الأمريكية إلى التوقف عن "الانحياز لمخططات نتنياهو الفاشية"، مؤكدة أن جميع المشاريع التي تتجاوز حقوق الشعب الفلسطيني "مصيرها الفشل والانكسار".
واختتمت حماس بيانها بالتأكيد على أن السبيل الوحيد لاستعادة الأسرى الإسرائيليين هو الالتزام بالاتفاق والدخول الفوري في مفاوضات لتنفيذ المرحلة الثانية، داعية الوسطاء إلى الضغط على إسرائيل للوفاء بالتزاماتها وتنفيذ البروتوكول الإنساني المتفق عليه.