نيويورك - وام 
شاركت مريم المهيري، رئيس مكتب الشؤون الدولية في ديوان الرئاسة، في مجموعة من الفعاليات المهمة، ضمن أجندة أعمال الدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة في مدينة نيويورك، وذلك ضمن وفد دولة الإمارات برئاسة سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية.


ركز الوفد على الدور المتنامي لدولة الإمارات كنموذج للمواطنة العالمية المسؤولة، مع التركيز على مد جسور الحوار والتعاون لمعالجة التحديات العالمية المُلحة، بما فيها التغير المناخي.
وتعكس المشاركة الواسعة لمريم المهيري في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، حرص دولة الإمارات على استخدام الموارد والخبرات المتاحة، لتعزيز التعاون مع الشركاء والمنظمات العالمية، من أجل ابتكار حلول مشتركة، وتحقيق إجماع دولي في مواجهة القضايا الملحة، وتعزيز التقدم العلمي والتكنولوجي للجميع.
تحدي تكنولوجيا الغذاء 
وخلال الزيارة، شاركت مريم المهيري، رئيس مكتب الشؤون الدولية في ديوان الرئاسة والرئيس المشارك لتحدي تكنولوجيا الغذاء، في إطلاق النسخة الثالثة من تحدي تكنولوجيا الغذاء في دولة الإمارات، وذلك ضمن الاجتماع السنوي لمبادرة كلينتون العالمية 2024.
وقالت: «بعد الإعلان التاريخي في مؤتمر الأطراف (كوب 28)، حول الزراعة المستدامة وأنظمة الغذاء المرنة والعمل المناخي، والإعلان عن الشراكة بين دولة الإمارات ومؤسسة غيتس، بشأن الابتكار الزراعي، بات واضحاً أن أنظمة الإنتاج الغذائي تلعب دوراً محورياً في أزمة المناخ العالمية، لذلك أصبحت الحاجة ملحّة إلى اتخاذ خطوات جريئة، تقوم على الابتكار والتفكير التحويلي، لإعادة تشكيل منظومة الغذاء، خاصة مع تزايد الطلب على الغذاء والمياه والطاقة».
وأضافت: «من خلال تحدي تكنولوجيا الغذاء، نهدف إلى تعزيز تضافر الجهود العالمية، ومشاركة جميع الدول في طرح الأفكار وتطوير استراتيجيات لدعم قضية حيوية كالأمن الغذائي».
وتؤكد هذه المبادرة الموسعة التزام دولة الإمارات بقيادة الابتكار في النظام الغذائي العالمي، ومعالجة التحديات المترابطة في مجالات الأمن الغذائي والتغير المناخي وندرة المياه.
وبناء على النجاحات التي حققتها نسخه السابقة، يستفيد تحدي تكنولوجيا الغذاء 3.0، من مشاركة مجموعة قوية من الشركاء العالميين، بمن فيهم مؤسسة بيل وميليندا غيتس والمجموعة الاستشارية للبحوث الزراعية الدولية (CGIAR)، وذلك لتحديد وتوسيع نطاق الحلول الرائدة في مجال العلاقة بين الغذاء والمياه والطاقة.
إطلاق تقرير الابتكار الزراعي للمناخ
كما شهدت المهيري إطلاق تقرير الابتكار الزراعي للمناخ، «تنمية الاستثمارات التحويلية في الزراعة الذكية مناخيا وابتكار أنظمة الغذاء»، وذلك خلال حدث استضافه مجلس العلاقات الخارجية، بمشاركة قيادات من الولايات المتحدة ودولة الإمارات ومنظمة الأمم المتحدة وصندوق بيزوس للأرض.
وأكدت جميع الأطراف على ضرورة اتخاذ إجراءات مبتكرة، لمعالجة التأثيرات المتداخلة للتغير المناخي والأمن الغذائي.
ويشجّع تقرير الابتكار الزراعي للمناخ «تنمية الاستثمارات التحويلية في الزراعة الذكية مناخياً وابتكار أنظمة الغذاء»، الذي تم إعداده بالشراكة مع منظمة الأمم المتحدة، الشركاء على مواصلة السعي لزيادة الاستثمارات العامة والخاصة، لدعم الابتكار في مجال الزراعة الذكية مناخيا وأنظمة الغذاء.
وسلّطت المهيري، خلال الفعالية، الضوء على آلية التوسع في الابتكار الزراعي (AIM for Scale)، وهي مبادرة ناشئة مشتقة من مبادرة الابتكار الزراعي للمناخ (AIM) التي تم إطلاقها في مؤتمر الأطراف COP28.

تهدف آلية التوسع في الابتكار الزراعي (AIM for Scale)، إلى تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص، وتدعم بشكل مباشر توصيات تقرير مبادرة الابتكار الزراعي للمناخ (AIM)، من خلال تسريع وتوسيع نطاق الابتكارات في مجال الزراعة الذكية مناخيا وأنظمة الغذاء.

وتعكس هذه المبادرة التوصية الثالثة من التقرير، التي تدعو إلى بناء وتوسيع نطاق الشراكات العالمية المبتكرة، كوسيلة رئيسة لحفز التغيير المؤثر والدائم في قطاع الزراعة الذكية مناخيا وأنظمة الغذاء العالمية.

لقاءات مهمة

وشاركت في سلسلة من اللقاءات المهمة، على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، بما في ذلك اللقاء الذي جمعها مع توماس جيمس فيلساك، وزير الزراعة في الولايات المتحدة الأمريكية.

وركّز اللقاء على بحث سبل التعاون بشأن آلية التوسع في الابتكار الزراعي (AIM for Scale) وغيرها من الأولويات المشتركة في مجال الأمن الغذائي والعمل المناخي.

وقالت مريم المهيري، بعد اجتماعها مع الوزير فيلساك: «تتطلب أزمة المناخ تضافر الجهود والحلول المبتكرة، ونحرص من خلال آلية التوسع في الابتكار الزراعي (AIM for Scale)، على بناء تحالف عالمي لتمكين المزارعين، وتعزيز أنظمة الغذاء، وبناء مستقبل أكثر استدامة للجميع».

التغير المناخي

والتقت أيضاً مع روجر فورهيس، رئيس إدارة النمو العالمي والفرص في مؤسسة بيل وميليندا غيتس. وناقش الطرفان الشراكة القائمة بين دولة الإمارات ومؤسسة غيتس، مع التركيز بصورة خاصة على المبادرة المشتركة، التي تم الإعلان عنها مؤخرا بقيمة 200 مليون دولار، لتعزيز الابتكار الزراعي وتحويل أنظمة الغذاء. ويؤكد هذا التعاون التزام دولة الإمارات بتوظيف الابتكار والتكنولوجيا لمعالجة التحديات العالمية المُلحّة.

وقالت مريم المهيري: «لا أحد في مأمن من تداعيات التغير المناخي، وشراكة الإمارات مع مؤسسة غيتس هدفها تحويل الالتزامات إلى أفعال، والاستثمار في حلول ملموسة من شأنها تمكين المجتمعات وبناء مستقبل أكثر استدامة للأجيال القادمة».

وحول آفاق وتطلعات الشراكة، قالت: «تدور هذه الشراكة حول الأمل، حيث نتطلع إلى مستقبل يتوفر فيه الطعام الكافي للجميع، ويتحقق فيه الازدهار لكوكبنا».

وشدد الاجتماع على الرؤية المشتركة للطرفين، لتمكين صغار المزارعين وتعزيز المرونة المناخية في الزراعة، وبناء نظام غذاء أكثر استدامة وإنصافا.

كما اجتمعت مريم المهيري مع الدكتور توبياس ليندنر، وزير الدولة بوزارة خارجية جمهورية ألمانيا الاتحادية، وعضو البرلمان الألماني، حيث ركز الطرفان بشكل أساسي على العلاقات الثنائية المتنامية بين دولة الإمارات وجمهورية ألمانيا، بما في ذلك فرص التعاون الاقتصادي والبيئي والدبلوماسي.

النظم الغذائية المرنة

وشاركت في جلسة نقاش بحضور الدكتورة أسمهان الوافي، المديرة التنفيذية للمجموعة الاستشارية الدولية للبحوث الزراعية (CGIAR)؛ وروجر فورهيس رئيس إدارة النمو العالمي، والفرص في مؤسسة غيتس، حيث أكدت وفاء الإمارات بالالتزامات التي تعهدت بها في إعلان COP28، بشأن النظم الغذائية المرنة والزراعة المستدامة والعمل المناخي.

وسلطت مريم المهيري الضوء على دعم دولة الإمارات للمجموعة الاستشارية الدولية للبحوث الزراعية وتقديرها لشراكة غيتس لحفز الابتكار الزراعي.

وقالت: «نفخر بكوننا أول دولة عربية، تنضم إلى مجلس منظومة المجموعة الاستشارية الدولية للبحوث الزراعية كجهة مانحة، وبهذه الصفة، سنسعى إلى دعم المجموعة بطرق شتى بالاستفادة من الخبرات والقدرات الفريدة لدولة الإمارات».

وأكدت أن الابتكار الزراعي يشكل ركيزة أساسية في المسيرة التنموية لدولة الإمارات.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات مريم المهيري الأمن الغذائي الابتکار الزراعی للمناخ تحدی تکنولوجیا الغذاء الزراعة الذکیة مناخیا للبحوث الزراعیة دولة الإمارات أنظمة الغذاء مریم المهیری مؤسسة غیتس فی مجال

إقرأ أيضاً:

ممثل “الفاو” الإقليمي : الإمارات شريك إستراتيجي في دعم الأمن الغذائي إقليمياً وعالمياً

أكد عبد الحكيم الواعر، المدير العام المساعد لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة “الفاو” والممثل الإقليمي لمنطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، أن دولة الإمارات العربية المتحدة تبرز كشريك إستراتيجي رائد في دعم الأمن الغذائي وتطوير الابتكارات الزراعية المستدامة في ظل التحديات المتزايدة التي تواجه الأمن الغذائي على المستويين الإقليمي والعالمي.

وقال الواعر، في حوار مع وكالة أنباء الإمارات “وام” ، على هامش زيارته إلى الدولة، إن دولة الإمارات تبرز كشريك إستراتيجي من خلال استثماراتها الذكية في الزراعة المتكيفة مع المناخ، والمزارع العمودية، والمبادرات المبتكرة مثل “مبادرة الابتكار الزراعي للمناخ”، حيث تقدم الدولة نموذجاً استباقياً لمعالجة تداعيات تغير المناخ على الزراعة والأمن الغذائي.

وأضاف أن شراكة الإمارات مع “الفاو” مثالاً يحتذى به للتعاون الدولي الذي يرمي إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة، ولا سيما القضاء على الجوع، لافتا إلى أن هذه الشراكة أكدت على أن الاستثمار الإستراتيجي في الزراعة وتطبيق الحلول القائمة على الابتكار والتكنولوجيا يمكن أن يكون له تأثير واسع يتجاوز حدود المنطقة.

وأشار إلى أن هذا التعاون الناجح مع دولة الإمارات يمكن توسيعه ليشمل مناطق أخرى، حيث يمكن للدروس المستفادة من هذه التجربة أن تساهم في تعزيز الأمن الغذائي العالمي وضمان مستقبل أكثر استدامة للأجيال القادمة، لاسيما وأن منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا تواجه تحديات كبيرة في القطاع الزراعي، مع تزايد معدلات الجوع وسوء التغذية.

وأوضح أن الأزمات الاقتصادية العالمية، مثل التضخم وارتفاع أسعار المواد الغذائية، تؤثر بشكل كبير على جهود “الفاو” في مكافحة الجوع وتحقيق الأمن الغذائي، لافتا إلى أنه وفقًا لتقرير حالة الأمن الغذائي والتغذية “SOFI” لعام 2024، واجه حوالي 733 مليون شخص الجوع في عام 2023، أي ما يعادل شخصا واحدا من بين كل 11 شخصًا على مستوى العالم، وتصل النسبة في أفريقيا إلى شخص واحد من بين كل خمسة أشخاص.

وأكد الواعر أن دولة الإمارات تلعب دورًا حاسمًا في دعم جهود “الفاو” من خلال المساهمة في تمويل مشاريع الأمن الغذائي وتقديم المساعدات التقنية، مشيراً إلى أن هذه المساهمات تصبح أكثر أهمية مع تزايد الحاجة إلى تمويل يصل إلى عدة تريليونات من الدولارات لسد الفجوة وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، خاصة في المناطق الأكثر تضررًا مثل أفريقيا، حيث من المتوقع أنه في حال استمرت الاتجاهات الحالية، فإن حوالي 582 مليون شخص سيعانون من نقص التغذية المزمن بحلول عام 2030، نصفهم في أفريقيا.

وذكر أن “الفاو” تركز على تعزيز السياسات المتعلقة بالمناخ وإدارة الموارد المائية لتحقيق الاستدامة مع تصاعد أزمة المياه في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، حيث تُشير التحليلات إلى أن 25% من الخسائر والأضرار الاقتصادية في الزراعة بالدول النامية تنجم عن المخاطر المناخية، مثل الجفاف والفيضانات.

وأشار إلى أن الإمارات تلعب دورًا حيويًا في مواجهة هذه التحديات من خلال مبادراتها الرائدة مثل “مبادرة الابتكار الزراعي للمناخ” التي أطلقتها بالشراكة مع الولايات المتحدة، والتي تهدف إلى تعزيز الزراعة الذكية مناخيًا وحشد الاستثمارات لدعم الحلول المستدامة التي تُسهم في الحفاظ على الموارد المائية ، فيما تركز الإمارات على تقنيات حديثة مثل الزراعة العمودية، مما يساعد على تحسين الإنتاجية الزراعية مع تقليل استهلاك المياه.

وأكد أن “الفاو” تعزز دور المرأة والشباب في القطاع الزراعي، حيث يمكن لمعالجة أوجه عدم المساواة بين الجنسين في النظم الزراعية والغذائية أن يعزز الاقتصاد العالمي بمقدار تريليون دولار ويقلل من انعدام الأمن الغذائي بمقدار 45 مليون شخص، وتسعى الفاو إلى تحسين وصول النساء والشباب إلى الموارد والفرص الاقتصادية من خلال برامج تدريبية وتطوير المهارات والتمويل للمشاريع الزراعية الصغيرة.

ولفت إلى أنه يمكن لدولة الإمارات دعم هذه الجهود عبر الاستثمار في المشاريع الصغيرة، وتعزيز المبادرات التي تسهم في تمويل وتدريب النساء والشباب في الزراعة، والالتزام بشراكات مع الفاو والمنظمات الدولية الأخرى التي تركز على دعم هذه الفئات في القطاع الزراعي.

وقال المدير العام المساعد لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة “الفاو”، إن دولة الإمارات تلعب دورًا بارزًا في دعم المبادرات الدولية لمكافحة الجوع وتعزيز الأمن الغذائي، من خلال شراكات إستراتيجية مع “الفاو”، وتشمل المشاريع البارزة مشروع تعزيز الأمن الغذائي في شمال شرق نيجيريا، حيث تدعم مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية نحو تحسين الأمن الغذائي لأكثر من 58 ألف شخص، بينما في ليبيريا، تساهم الإمارات في مشروع “تعزيز المرونة وزيادة الدخل المستدام، والأمن الغذائي، والتغذية للنساء الريفيات” بالتعاون مع الفاو، والذي يستهدف 2,000 مزارع عبر 24 مجموعة زراعية في ست مقاطعات، من خلال إدخال وحدات مزارع متنقلة توفر التخزين البارد والطاقة الشمسية للري.

وأشار إلى أن “الفاو” تعمل على تعزيز الوعي بأهمية الأمن الغذائي من خلال العديد من البرامج التي تهدف إلى تحسين فهم المجتمعات لتحديات الغذاء واستدامة الزراعة، لافتاً إلى إمكانية إشراك الشباب في جهود الابتكار الزراعي والاستدامة التي تقودها الإمارات من خلال تبني برامج مثل تطوير المزارع العمودية والزراعة الذكية مناخيًا، التي تهدف إلى زيادة الإنتاجية الزراعية والتكيف مع التغيرات المناخية.

وأوضح الواعر أن هذه المبادرات تعتمد على استخدام تقنيات حديثة مثل الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات، ما يوفر فرصًا تعليمية وتدريبية للشباب ليكونوا جزءا فاعلاً في تطوير هذه المجالات ، وذلك من خلال تعزيز مشاركتهم في هذه البرامج لتمكين تحفيز جيل جديد من المبتكرين الزراعيين القادرين على مواجهة تحديات الأمن الغذائي وتغير المناخ.وام


مقالات مشابهة

  • مريم المهيري: الابتكار الزراعي ركيزة أساسية في المسيرة التنموية للإمارات
  • خلال أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة ..مريم المهيري تؤكد التزام الإمارات بالأمن الغذائي العالمي
  • توضيح من الخارجية السودانية تؤكد فيه التزام السودان بحرمة المقار الدبلوماسية
  • إيطاليا تعزز شراكتها مع الإمارات لدعم الابتكار المستدام
  • الابتكار الزراعي.. ركيزة أساسية لتحقيق الأمن الغذائي العربي
  • "الفاو": الإمارات شريك استراتيجي في دعم الأمن الغذائي عالمياً
  • الفاو: الإمارات شريك استراتيجي في دعم الأمن الغذائي إقليمياً وعالمياً
  • ممثل “الفاو” الإقليمي : الإمارات شريك إستراتيجي في دعم الأمن الغذائي إقليمياً وعالمياً
  • تنظيم ورشة عمل اقليمية بالجامعة العربية لمواجهة التصحر ودعم الأمن الغذائي