تناقضات العلاقات التركية-الاسرائيلية
تاريخ النشر: 2nd, October 2024 GMT
أنقرة (زمان التركية) – يلفت الرئيس رجب طيب أردوغان، الأنظار بسياساته وخطاباته المعادية لاسرائيل التي يواصلها لسنوات أمام الرأي العام، لكن بالنظر عن كثب إلى الوضع الفعلي على الساحة وخبايا هذه الخطابات يتبين أن الوضع أكثر تعقيدا مما يبدو عليه.
وأضر أردوغان بخصوم اسرائيل في المنطقة باتباعه السياسات التي دمرت سوريا وهذا الوضع أسهم بشكل غير مباشر في أمن اسرائيل.
على الجانب الآخر ساهمت تركيا بشكل مهم في أمن اسرائيل من الطاقة من خلال تزويدها بنفط أذربيجان وكردستان العراق وجزء من النفط السوري. وفي المقابل دعمت تركيا خلال الفترة الممتدة لهجمات السابع من أكتوبر/ تشرين الأول حركة حماس ولا يمكن تجاهل الادعاءات بأن نتنياهو يهمش القضية العادلة للفلسطينيين.
ودفعت تهديدات أردوغان لليونان وقبرص خلال السنوات الماضية إسرائيل إلى التقارب مع هذه الدول، وبالطريقة عينها مهد تدهور العلاقات مع مصر الطريق لإقامة منصة غاز شرق المتوسط التي تحييد تركيا وتعزز تأثير اسرائيل بالمنطقة.
واللافت في هذه النقطة أيضا هو شراء أردوغان لمنظومة الدفاع الصاروخي الروسية اس 400، فشراء تركيا لهذه المنظومة طردها من برنامج مقاتلات الاف 35 وجعل اسرائيل هى المالك الوحيد لتلك المقاتلات بشرق البحر المتوسط.
وفي النهاية أصبحت موازين القوة بالمنطقة في صالح إسرائيل بفعل الخطوات التي اتخذتها حكومة أردوغان.
وعلى الرغم من أزمة سفينة مافي مرمرة، لم تفرض حكومة أردوغان أية حظر على إسرائيل، ومن1 عام 2010 وحتى عام 2022، ارتفع حجم التجارة بين تركيا واسرائيل 3.5 أضعاف ما كان عليه وارتفعت أرباح عائلة أردوغان خلال تلك المرحلة بشكل ملفت.
وعلى الرغم من كل هذا، واصل أردوغان التظاهر بوجود أزمة مع إسرائيل.
على الجانب الآخر، يلفت الانتباه محاولة أردوغان الحصول على دعم سري خلال لقاءاته مع ممثلي اللوبي اليهودي في كل زيارة إلى الولايات المتحدة.
قد تطول القائمة، لكن ما يهم هو النظر إلى الأفعال والسياسات المطبقة بالفعل وليس الخطابات الرنانة.
والآن، بات التدقيق في عمق هذه العلاقات في المرحلة التي يتحدى فيها أردوغان اسرائيل شفاهية أكثر مغزى.
استيعاب هذا الوضع المتناقض بالسياسة الخارجية التركية سيساهم في استيعاب الديناميكيات وعلاقات القوة في المنطقة بشكل أفضل.
Tags: - العلاقات التركية الاسرائيليةالتجارة بين تركيا واسرائيلالحرب الاسرائيلية على قطاع غزةحماسمافي مرمرةالمصدر: جريدة زمان التركية
كلمات دلالية: العلاقات التركية الاسرائيلية التجارة بين تركيا واسرائيل الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة حماس مافي مرمرة
إقرأ أيضاً:
أردوغان: مستعدون لما سيخلقه انسحاب أمريكا من سوريا
أنقرة (زمان التركية) – أجاب الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، عن اسئلة الصحفيين بشأن التطورات على الساحة خلال عودته من زيارته إلى البرازيل لحضور قمة قادة مجموعة العشرين.
وفي إجابته عن سؤال حول احتمالية شن تركيا عملية عسكرية جديدة في شمال سوريا، أفاد أردوغان أن تركيا لن تتعاون مع الكيانات التي تهدد أمنها القومي على الحدود باستمرار مشيرا إلى تصدي تركيا لتلك الكيانات بالوقت الراهن.
وأكد أردوغان أن تركيا ستواصل التصدي للإرهاب، قائلا: “تركيا مستعدة للوضع الحالي والوضع الجديد الذي سيتشكّل نتيجة انسحاب القوات الأمريكية من سوريا، أمننا القومي فوق كل شيء ونعمل على تحويل الأجواء الحالية في سوريا لصالح المنطقة من خلال إجراء اللقاءات اللازمة مع روسيا بهذا الصدد”.
وتطرق أردوغان أيضا إلى العلاقات مع الولايات المتحدة، قائلا: “من المبكر جدا التعليق على المرحلة الجديدة على الرغم من كثرة حديث ترامب عن إنهائه الحروب خلال فترته، سنرى سلوك وموقف الولايات المتحدة تجاه الشرق الأوسط عند مباشرة ترامب مهامه، وخلال المرحلة الجديدة سنبذل جهودا لتطوير العلاقات التركية الأمريكية في إطار مصالح بلدنا، نقوم بتحليل أعضاء التشكيل الوزاري لترامب ونهجهم والاستعداد وفقا لهذا”.
وعلّق أردوغان على قرار الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بالسماح لأوكرانيا باستخدام الصواريخ الأمريكية بعيدة المدى لضرب العمق الروسي، قائلا: “ بايدن اتخذ خطوة سيتم وصفها كحملة ستؤجج الحروب ولن تنهيها بل ستوسع رقعتها، والسيد بوتين وافق على عقيدة الرد النووي التي تسمح باستخدام النووي في حال تعرض روسيا لهجمات بصواريخ باليستية، كل هذه الأمور قد تضع المنطقة والعالم بأسره على شفا حرب جديدة وضخمة، لا يمكن تحقيق شيء باتباع مفهوم أنا ومن بعدي الطوفان”.
Tags: اانسحاب الأمريكي من سورياالحرب الروسية الأوكرانيةالعلاقات التركية الأمريكيةجو بايدندونالد ترامبرجب طيب أردوغان