كشف تقرير كاسبرسكي حول مشهد الأمن السيبراني لأنظمة التحكم الصناعي (ICS) في الربع الثاني من العام 2024، عن زيادة بنسبة 20% في هجمات برمجيات الفدية مقارنة بالربع السابق. ويلفت التقرير الانتباه إلى تهديد متزايد لقطاعات البنية التحتية الحيوية في جميع أرجاء العالم، حيث تشكل برمجيات الفدية وبرامج التجسس الأخطار الأكثر أهمية.


تُظهر إحصائيات شبكة كاسبرسكي الأمنية أن 23.5% من حواسيب أنظمة التحكم الصناعي عالمياً كانت عُرضة لتهديدات إلكترونية في الربع الثاني من العام 2024، بانخفاض طفيف عن نسبة 24.4% في الربع الأول من العام ذاته. وتستمر أنظمة التحكم الصناعي في إفريقيا بكونها الأكثر تعرضاً للخطر بشدة، مع وقوع 30% من حواسيب أنظمة التحكم الصناعي أهدافاً للهجوم، بينما كانت النسبة في الشرق الأوسط 25%. 
تفاقم نشاط برمجيات الفدية بشدة، إذ ارتفعت نسبة حواسيب أنظمة التحكم الصناعي المتأثرة ببرمجيات الفدية بمقدار 1.2 مرة بالمقارنة مع الربع السابق. ويُلقي تقرير كاسبرسكي الضوء أيضاً على حالة انكشاف متواصلة على البرامج النصية وصفحات التصيد الاحتيالي بالإضافة إلى برامج التجسس، بما في ذلك ثغرات الأبواب الخلفية، ورواصد لوحات مفاتيح، وبرمجيات حصان طروادة، والتي غالباً ما تُستخدم في سرقة البيانات وإفساح المجال لهجمات لاحقة مثل برمجيات الفدية. 
كما تم اكتشاف أساليب مبتكرة في التعدين؛ إذ يواصل المهاجمون توظيف طرق متطورة لنشر برمجيات خبيثة لتعدين العملات المشفرة على حواسيب أنظمة التحكم الصناعي. وقد رصدت كاسبرسكي لجوءاً متزايداً لأساليب التنفيذ بدون ملفات، حيث يجري تنفيذ الكود الخبيث مباشرة ضمن الذاكرة، ما يجعل من اكتشافها والتصدي لها أكثر تحدياً.
قال رئيس فريق الاستجابة للطوارئ السيبرانية في أنظمة التحكم الصناعي لدى كاسبرسكي، يفجيني جونشاروف: «تكشف نتائجنا أنه وبرغم انخفاض إجمالي عدد الهجمات على حواسيب التقنية التشغيلية (OT) بعض الشيء، إلا أن الارتفاع في هجمات برمجيات الفدية والتجسس أمر يدعو للقلق». «فبمقدور البرمجيات الخبيثة عالية التأثير، مثل برمجيات الفدية، أن تعرقل العمليات الحساسة في أي صناعة كانت. وغالباً ما يجري توظيف صفحات التصيد الاحتيالي وبرامج التجسس في سرقة بيانات اعتماد الشركات واستخدامها إما لمزيد من الانتشار داخل البنية التحتية للهدف، أو لبيعها في أسواق الإنترنت المظلم لإعادة استخدامها مستقبلاً من قبل عصابات برمجيات الفدية، والنشطاء القراصنة، ومجموعات التهديدات المتقدمة المستمرة. وإنّ الإفراط في تعرّض البنية التحتية للتقنية التشغيلية لهذه التهديدات يضع العمليات والشركات في خطر جسيم بوقوع حادث كارثي.»
في منطقة الشرق الأوسط شهد قطاع أتمتة المباني أعلى نسبة من حواسيب نظام التحكم الصناعي (ICS) التي تعرضت للهجوم (28.3%) عالمياً خلال الفترة المشمولة بالمراجعة، مع استغلال المهاجمين نقاط ضعف في شبكات أتمتة المباني، واستهدافهم في كثير من الأحيان الأنظمة التي يمكن الوصول إليها عبر الإنترنت فضلاً عن البرامج المتقادمة. والقطاعات التي تلت ذلك هي الطاقة (26.3%)، والنفط والغاز (22.5%)، والهندسة وتكامل أنظمة التحكم الصناعي (23.4%)، والتصنيع (11.7%).
للحفاظ على حواسيب التقنية التشغيلية محمية من مختلف التهديدات، يوصي خبراء كاسبرسكي بما يلي:
تنفيذ تدقيقات وتقييمات أمنية منتظمة لأنظمة تكنولوجيا المعلومات والتقنية التشغيلية. 
إجراء تحديثات في الوقت المناسب للمكونات الرئيسية لشبكة التقنية التشغيلية للمؤسسة. وتطبيق الإصلاحات والتصحيحات الأمنية، أو تنفيذ تدابير التخفيف حالما أمكن ذلك من الناحية الفنية. 
تمكين حماية موثوقة للشبكات الصناعية وأنظمة الأتمتة من خلال استخدام حلول متخصصة مثل Kaspersky Industrial CyberSecurity، وهي منصة حل اكتشاف واستجابة موسعة للتقنية التشغيلية، توفر إدارة مركزية للأصول والمخاطر، وتدقيقاً للأمن والامتثال، وقابلية توسع منقطعة النظير، وتوافقاً لتكنولوجيا المعلومات والتقنية التشغيلية مع المنظومة البيئية لكاسبرسكي.
إعداد تدريب مصمم خصيصاً لأولئك الذين يتعاملون مع أنظمة التحكم الصناعية، وأولئك المسؤولين مباشرة عن أمن تكنولوجيا المعلومات والتقنية التشغيلية. 
تزويد الفريق الأمني المكلف بحماية أنظمة التحكم الصناعية بمعلومات التهديدات المحدثة دورياً. حيث توفر خدمة ICS Threat Intelligence Reporting رؤى حول التهديدات ومسارات الهجوم الراهنة والثغرات المقلقة في التقنية التشغيلية، بالإضافة إلى طرق التخفيف منها. 
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: برمجیات الفدیة

إقرأ أيضاً:

تقرير استخباراتي: الصين تتصدّر قائمة التهديدات العسكرية والسيبرانية لأمريكا

أكدت وكالات الاستخبارات الأمريكية أن الصين لا تزال تمثل التهديد العسكري والسيبراني الأكبر للولايات المتحدة، وفقًا لتقرير صدر أمس الثلاثاء، مشيرًا إلى أن بكين تحقق تقدمًا "مطردًا ولكنه غير متوازن" في قدراتها للسيطرة على تايوان.

وأوضح التقييم السنوي للتهديدات أن الصين تمتلك القدرة على ضرب الولايات المتحدة بأسلحة تقليدية، وتهديد بنيتها التحتية عبر الهجمات السيبرانية، إلى جانب استهداف أصولها الفضائية، وفقًا لما أوردته وكالة "رويترز". كما تسعى بكين للتفوق على واشنطن في مجال الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2030.

وأشار التقرير إلى أن روسيا، إلى جانب إيران وكوريا الشمالية والصين، تعمل على تحدي النفوذ الأمريكي عالميًا، حيث توفر الحرب الروسية في أوكرانيا "دروسًا قيّمة" في مواجهة الأسلحة والاستخبارات الغربية.

يأتي التقرير قبيل شهادة رؤساء الاستخبارات أمام لجنة مجلس الشيوخ، ويكشف أن جيش التحرير الشعبي الصيني ربما يستخدم نماذج لغوية ضخمة لإنشاء أخبار كاذبة، وانتحال شخصيات، ودعم حملات سيبرانية هجومية.

مقالات مشابهة

  • عائق أوروبي أمام زيادة صادرات الكهرباء التركية إلى العراق
  • زيادة الملح قد تحفّز سلوكيات الاكتئاب
  • تقرير استخباراتي: الصين تتصدّر قائمة التهديدات العسكرية والسيبرانية لأمريكا
  • «ساعة الفطار» مع رجال المراقبة الجوية.. كواليس التحكم في السماء
  • وزير الكهرباء يبحث مع "شنايدر إليكتريك" سبل خفض الفقد وتطوير مراكز التحكم
  • خلال رمضان.. الجهود التشغيلية تسهل حركة المعتمرين والزوار في المسجد الحرام
  • "كاسبرسكي" تدعم عملية أمنية بقيادة الإنتربول.. اعتقال أكثر من 300 مشتبه بهم بإفريقيا
  • إدارة ترامب تمثل أمام الكونغرس لمناقشة التهديدات الأمنية
  • الفيدرالي يُقلص خسائر عملياته التشغيلية إلى 77.6 مليار دولار في 2024
  • فيينا تراهن على الطاقة الشمسية لتغطية احتياجاتها من الكهرباء