في إطار حرصها لمدّ جسور التواصل مع ثقافات العالم وتعزيز دورها كمحطة رائدة في صناعة المشهد الثقافي والأدبي في المنطقة والعالم استقبلت مكتبة محمد بن راشد قنصل عام جمهورية بيلاروس في دبي سـعادة أليكسي جالديبين حيث كان في مقدمة مستقبليه معالي محمد أحمد المر رئيس مجلس إدارة مؤسسة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم.


وتبادل سعادة القنصل أليكسي جالديبين مع معالي محمد المر الحديث الودي حول الحركة الثقافيــة في دولة الإمارات العربية المتحدة بشكلٍ عام وما تقدمه مكتبة محمد بن راشد على وجه الخصوص، حيث أكد معالي المر على عراقة الثقافة البيلاروسية كونها تعتبر موطناً لأبرز الكتَّاب والفنانين الذين أثروا الساحة الثقافية والفنية العالمية بأعمالٍ خالدة تعد من كلاسيكيات الأدب العالمي، إضافةً إلى كون جمهورية بيلاروس وما تمثله عاصمتها “مينسك” التي تعد واحدة من أعرق المدن الأوروبية التي يمتزج فيها الشرق مع الغرب وسعيها الحثيث في نشر العلوم والمعارف عبر مكتباتها ذات الطابع المميز والمتــاحف التي تتحدث عن تاريخ الجمهورية وإرث الأمة، والاهتمام بالفنون والمسارح ودار الأوبرا التي تقدم أبرز الأعمال العالمية مما يعكس الطابع الحضاري العريق للجمهورية البيلاروسية أمام العالم.
وخلال الزيارة، تم بحث سبل التعاون بين مكتبة محمد بن راشد والمكتبة الوطنية في العاصمة مينسك بهدف تبادل الخبرات والاستفادة من تجارب الجانبين في سبيل تطوير المنظومة الثقافية والمعرفية.
من جهته أثنى سعادة القنصل “أليكسي جالديـــبين” على ما تشهده دبي من نهـــضة حضارية وثقافية تعكس توجيهات صاحب السمو الشيخ محمـد بن راشـد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في جعل الإمارة مقصداً للمثقفين والمبدعين وصنّاع المعرفة حول العالم بما بتقدمه من مبادرات ومشاريع تسهم في نشر الثقافة وتطويرها وبما يتناسب مع العصر الحالي، حيث يشهد العالم زخماً معرفياً يرافقه تكنولوجيا حديثة لابد من مواكبتها عبر تطوير منابع المعرفة وقدرتها على مخاطبة الأجيال الجديدة مع المحافظة على روح الثقافة والأدب الكلاسيكي وتقديمه في صورة عصرية مناسبة ليكون في متناول الجميع.
واطلع سعادة “أليكسي جالديـــبين” على مرافق المكتبة حيث بدأ جولته في معرض الذخائر الذي يضم مقتنيات نادرة جمعت بعناية، والتي تعتبر كنوزّا ثقافية تختزل قروناً من العلم والمعرفة، مع شرح وافٍ لكل المعروضات حيث أثنى على الوثائق وطريقة عرضها وإتاحتها للجمهور.
وأكمل سعادة القنصل زيارته بتفقد أقسام المكتبة، وأشاد بخدماتها المتوفرة لمرتاديها والباحثين عن المعرفة والتي تلبي تطلعاتهم وتساعدهم في الوصول إلى المعلومات والمصادر بطرق سهلة، حيث توفر المكتبة عدد من أهم الكتب الورقية الإلكترونية مع دوريات باللغة البيلاروسية تحمل أسماء أهم أدباء الجمهورية الحاصلين على جوائز دولية رفيعة.
كما تم التعريف ببرنامج العضوية الذي أطلقته مكتبة محمد بن راشد للجمهور في خطوة تهدف إلى نشر العلم والمعرفة وتشجيـــع الزوّار على البحث والمطالعة وإنجاز الأعمال في جــو معرفي فريد.
وفي ختام الجولة، تم تبادل الصور والهدايا التذكارية، ووجَّه معالي المر الشكر للضيف، سعادة قنصل جمهورية بيلاروس، على الزيـارة الكريمة، على أمل تجدد اللقاءات الودية للاطلاع على ما تقدمه المكتبة في سبيل النهوض بالحركة الثقافية في المنطقة.


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

 معالي الوزير

 

 

جابر حسين العُماني **

jaber.alomani14@gmail.com

 

 

لا توجد دولة في العالم إلا ولديها وزراء يعملون لخدمة مصالحها ومصالح مواطنيها، وهو عمل واجب لا مجال فيه للتراخي أو التكاسل أو التخاذل، ولتحقيق ازدهار الأوطان لا بد من اختيار الوزراء الناجحين، القادرين على إيجاد التوازن بين العمل الحكومي وخدمة المواطنين، في شتى الظروف الاجتماعية، والسعي الدائم لتلبية مطالب الناس، واتخاذ القرارات الحكيمة والصائبة والرشيدة المدعومة بالرؤية المستقبلية الثاقبة بما يسهم في بناء الوطن وخدمة أفراد المجتمع.

ولا تقتصر مهام الوزير على تحقيق الأهداف الحكومية المطلوبة فحسب؛ بل ينبغي العمل الجاد على تطوير وتحسين الحياة الاجتماعية والأسرية للمواطنين، ووضع مصلحة الوطن والمواطن في عين الاعتبار، ولتحقيق ذلك النجاح، لا بد أن تتوفر في الوزير صفات معينة لبناء وطن خال من المنغصات والمعكرات، ومن أهم تلك الصفات التي ينبغي أن تتوفر في الوزير الناجح ما يلي:

أولًا: تقوى الله؛ وهي من أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها، لأنها تجعله يراقب الله في كل شيء بإخلاص وتفانٍ، قال تعالى: {فَاتَّقُوا اَلنّٰارَ اَلَّتِي وَقُودُهَا اَلنّٰاسُ وَاَلْحِجٰارَةُ} [البقرة: 24]. ثانيًا: القيادة الحكيمة، وهي أن يتمتع الوزير بقدرات كافية ومناسبة، وأن يكون قدوة صالحة لمن يرأسهم، قادرًا على إعدادهم وتشجيعهم على التفاني والإخلاص، والحفاظ على الأمانة، وتكريس الجهود، والعمل بروح الفريق الواحد، الذي يستطيع من خلاله خلق الكثير من التغيرات الإيجابية في بيئة العمل، بل ويلعب دورا أساسيا للوصول إلى نجاح وازدهار البلاد والعباد. قال تعالى: {إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ} [القصص: 26]. ثالثًا: أن يكون مستمعًا متمكنًا ومبتسمًا لبقًا، قريبًا من الناس، ملبيًا احتياجاتهم، مستأنسًا باقتراحاتهم وأفكارهم وآرائهم، متطلعًا لمستقبلهم، فاتحًا لهم قلبه ومكتبه وجوارحه. قال الإمام علي بن أبي طالب: (مَنْ أَحْسَنَ اَلاِسْتِمَاعَ تَعَجَّلَ اَلاِنْتِفَاعَ). رابعًا: أن يكون قادرًا على إدارة وحل الأزمات والمشكلات المجتمعية، فلا يصح لمن حصل على منصب الوزير أن يكون فاشلًا أو متكاسلًا أو متخاذلًا في إدارة الأزمات، بل يجب أن تكون له القدرة الكافية على اتخاذ قرارات صحيحة ومدروسة بشكل منطقي وحيادي، مبنية على الحقائق والوقائع الواضحة التي تصب في مصلحة الجميع. خامسًا: أن يكون من أهل الخبرة في الإدارة، لضمان تحقيق الأهداف الوطنية المنشودة وتفادي الوقوع في الأخطاء والخسائر التي قد تضر بالمصلحة العامة للوطن والمواطنين. سادسًا: أن يتحلى بالنزاهة والشفافية ليكون بذلك قدوة حسنة في الحفاظ على الأمانة والاستقامة، محاربًا للفساد بيد من حديد، ساعيًا لتعزيز الثقة بين الحكومة وأفراد المجتمع. سابعًا: أن يكون عادلًا وشجاعًا في قول الحق، وأن يساعد الحاكم على تحقيق العدل وليس على تثبيت السلطة فقط. قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب: (أَلاَ وَإِنَّ مَنْ لاَ يَنْفَعُهُ اَلْحَقُّ يَضُرُّهُ اَلْبَاطِلُ).

وعندما تتوفر هذه الصفات والمعايير في الوزير ستكون قيادته قيادة ناجحة، قادرة على تحقيق التغيير الإيجابي والملموس في وزارته ومحل عمله، بما يخدم الوطن والمواطنين، ويسهم في بناء دولة مباركة وقوية، تطبق العدل والإنصاف على الجميع.

وفي حال عدم توافر تلك الصفات والمعايير، من المتوقع أن يُلحق الوزير ضررًا بالغًا بالمصلحة العامة على الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، ومن أبرز تلك الأضرار، إهدار الموارد المالية والبشرية، وتأخير التنمية المستدامة، وعدم تحسين معيشة الناس، وضعف تنفيذ السياسات والخطط الحكومية المنشودة والمرجوة، كما يؤثر على الخدمات العامة التي ينبغي أن تقدم للمواطنين، مما يؤثر ذلك سلبًا على سمعة ومكانة البلاد والعباد.

ختامًا.. إنَّ منصب الوزير- أيًّا كانت درجته ومكانته الاجتماعية في المجتمع- يُعد تكليفًا لا تشريفًا، وعلى من يحظى بهذا المنصب أن يدرك جيدًا دوره في خدمة الشعب وإدارة شؤونه وشؤون الدولة، وأن يكون عند حسن ظن من أوصله لهذا المنصب، مراعيًا بذلك رضا الله تعالى والناس أجمعين.

** عضو الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • وفد من محافظة حلب يلتقي القنصل العام لجمهورية أرمينيا
  • ضاحي خلفان يستقبل المهنئين بشهر رمضان المبارك
  •  معالي الوزير
  • مكتبة القاهرة تنظم أمسية رمضانية حول "شعراء المدائح النبوية"
  • إليك أغرب أشكال الاحتجاج التي شهدها العالم على مر التاريخ (صور)
  • رئيس جامعة المنوفية يعقد لجنتي المكتبة المركزية والمكتبات "أون لاين"
  • الأمير سعود بن جلوي يستقبل القنصل العام لجمهورية الصومال الفيدرالية
  • العقيد حسن عبد الغني المتحدث باسم وزارة الدفاع في زيارة لأهالي الساحل وإخبارهم بالتواصل في حال حدوث أي تجاوز
  • إلتفاتة إنسانية..القنصل العام للمغرب بإشبيلية تزور السجناء المغاربة في المؤسسات السجنية في رمضان
  • مخاوف حول تنظيم كأس العالم 2026.. ما الصعوبات التي ستواجهها أمريكا؟