تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

ترأس البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، اليوم الأربعاء، القداس الإلهي، في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان وألقى البابا فرنسيس كلمة بمناسبة افتتاح الجمعيّة العامة لسينودس الأساقفة بالإصغاء إلى ما تقترحه علينا كلمة الله، يمكننا أن نستلهم ثلاث صور لتأملنا: الصوت، الملجأ، والطفل.

وأضاف البابا فرنسيس أن الصوت يقول في المسيرة نحو أرض الميعاد، أوصى الله الشعب أن يصغي إلى "صوت الملاك" الذي أرسله.

إنها صورة تلمسنا عن قرب، لأن السينودس هو أيضًا مسيرة، يضع فيها الرب بين أيدينا تاريخ، وأحلام، وآمال شعب عظيم: إخوة وأخوات ينتشرون في جميع أنحاء العالم، يحرّكهم إيماننا عينه، وتحركهم الرغبة في القداسة عينها، لكي نبحث معهم ومن أجلهم عن الدرب الذي يجب علينا أن نسلكه لكي نصل إلى حيث يريد الرب أن يقودنا. ولكن كيف يمكننا أن نضع أنفسنا في إصغاء إلى "صوت الملاك"؟

تابع البابا فرنسيس : إحدى الطرق بالتأكيد هي الاقتراب باحترام وانتباه، في الصلاة وبنور كلمة الله، إلى جميع المساهمات التي جُمعت على مدى ثلاث سنوات من العمل الجاد، والمشاركة، والمناقشة، والجهد الصبور لتنقية العقل والقلب. يتعلق الأمر، بمساعدة الروح القدس، بالإصغاء إلى الأصوات وفهمها، أي إلى الأفكار، والانتظارات، الاقتراحات، لكي نميز معًا صوت الله الذي يتحدث إلى الكنيسة. وكما ذكرنا مرارًا، نحن لسنا برلمانًا، وإنما مكان إصغاء في الشركة، حيث، كما يقول القديس غريغوريوس الكبير، ما يملكه أحدهم جزئيًا، يُكمَّل في الآخر، وعلى الرغم من أن البعض يمتلكون مواهب خاصة، إلا أنَّ كل شيء يعود إلى الإخوة في "محبة الروح".

واستطرد بابا الفاتيكان، ولكن لكي يحدث ذلك، هناك شرط أن نتحرر مما قد يعيق فينا وبيننا "محبة الروح" من خلق الانسجام في التنوع، لا يمكنه أن يسمع صوت الرب من يدعي بغطرسة ويفترض أنه يمتلكه حصريًا، ولكن علينا أن نقبل كل كلمة بامتنان وبساطة، لكي نكون صدى لما منحنا الله إياه من أجل خير الإخوة. على أرض الواقع، لنتجنب أن نحوِّل مساهماتنا إلى نقاط نصر ندافع عنها أو أجندات نفرضها، وإنما لنقدمها كعطايا نتشاركها، مستعدين أيضًا لأن نضحّي بما هو خاص، إذا كان ذلك يمكنه أن يساعد في أن نولِّد شيئًا جديدًا معًا وفقًا لمشروع الله. وإلا، فسينتهي بنا الأمر بالانغلاق في حوارات بين الصم، يسعى فيها كل واحد "لجذب الماء إلى طاحونه" بدون أن يصغي إلى الآخرين، ولاسيما بدون أن يُصغي إلى صوت الرب. إنَّ حلول المشاكل التي علينا مواجهتها ليست لدينا، بل لديه، ولنتذكر أن الصحراء ليست مكانًا للعب: إذا لم ننتبه إلى المرشد، واعتقدنا أنه بمقدورنا أن نكفي أنفسنا، قد نموت من الجوع والعطش ونجرّ معنا الآخرين أيضًا. لنضع أنفسنا إذن في الإصغاء إلى صوت الله وصوت ملاكه، إذا كنا نريد حقًا أن نتقدم بأمان في مسيرتنا رغم الحدود والصعوبات.

واشار البابا فرنسيس إلي ان هذا يقودنا إلى الصورة الثانية: الملجأ. إن الرمز هو رمز الأجنحة التي تحمي: "تحت أجنحته وحقِّه يكون لك ترسا ودرعًا". الأجنحة هي أدوات قوية، قادرة على أن ترفع الجسد عن الأرض بحركاتها القوية. ولكن، على الرغم من قوتها، يمكنها أيضًا أن تنزل وتطوى لتصبح درعًا وعشًا دافئًا يحتضن الصغار الذين يحتاجون إلى الدفء والحماية. وهذا رمز لما يفعله الله من أجلنا، ولكنه أيضًا نموذج علينا اتباعه، لاسيما في هذه الجمعية العامة. يوجد بيننا، أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، الكثير من الأشخاص الأقوياء، المتعلمين، القادرين على التحليق عاليًا بحركات قوية من التأملات والأفكار البارعة. هذا كله يمثل غنى يحفزنا ويدفعنا ويجبرنا أحيانًا على التفكير بطريقة أكثر انفتاحًا وعلى المضي قدمًا بحزم، كما أنه يساعدنا على البقاء ثابتين في الإيمان حتى أمام التحديات والصعوبات. ولكن هذا هو عطيّة يجب أن تقترن، في الوقت المناسب، بقدرة على الاسترخاء والانحناء، لنقدّم لبعضنا البعض عناقًا دافئًا ومكانًا آمنًا: لكي نكون، كما قال القديس بولس السادس، "بيتًا [...] من الإخوة، ورشة عمل ذات نشاط مكثف، وعليّة روحانية مُتَّقدة".

تابع البابا : كل واحد هنا سيشعر بحرية التعبير بشكل تلقائي وحُر بقدر ما سيشعر بوجود أصدقاء من حوله يحبونه ويحترمونه ويقدرون ما لديه ويرغبون في الاصغاء إلى ما يريد قوله. وهذا بالنسبة لنا ليس مجرد تقنية "لتسهيل" الحوار أو ديناميكية تواصل جماعي: ولكن المعانقة والحماية، والعناية، جميع هذه الأمور هي جزء من طبيعة الكنيسة، التي تُدعى لتكون مكانًا مضيافًا يجمع الجميع، "تتطلّب فيه المحبة المجمعية تناغمًا كاملًا، تولد منه قوتها الأخلاقية، جمالها الروحي، وكونها مثالاً يُحتذى به". تحتاج الكنيسة إلى "أماكن مسالمة ومنفتحة"، علينا أن نخلقها أولاً في القلوب، ويشعر فيها كل فرد أنه مقبول كابن في حضن أمه وكطفل يُرفع إلى وجنتي أبيه.

وهكذا نصل إلى الصورة الثالثة: الطفل. ويسوع نفسه، في الإنجيل، "يضعه في الوسط"، ويظهره للتلاميذ، ويدعوهم لكي يرتدّوا ويصيروا صغارًا مثله. كانوا قد سألوه من هو الأعظم في ملكوت السماوات: فأجاب مشجِّعًا إياهم على أن يصيروا صغارًا كالأطفال. ولكن ليس هذا فقط: بل يضيف أيضًا أن من يقبل طفلًا باسمه فقد قبله.

أضاف البابا فرنسيس، أن هذا التناقض بالنسبة لنا هو أساسي. إن السينودس، نظرًا لأهميته، يطلب منا بطريقة ما أن نكون "عظماء" – في العقل، في القلب، وفي الرؤية – لأن القضايا التي يجب معالجتها هي "عظيمة" وحساسة، والسياقات التي تقع فيها هي واسعة وشاملة. لكن لهذا السبب بالتحديد، لا يمكننا أن نحيد نظرنا عن الطفل الذي يستمر يسوع في وضعه في محور اجتماعاتنا وطاولات عملنا، لكي يذكرنا بأن السبيل الوحيد لتكون "على مستوى" المهمة التي أوكلت إلينا هو أن نصبح صغارًا ونقبل بعضنا البعض كما نحن، بتواضع. لنتذكر أن الله، إذ تصاغر، "أظهر لنا ما هي العظمة الحقيقية، لا بل ما معنى أن يكون إلهًا". وليس من قبيل الصدفة أن يقول يسوع إن ملائكة الأطفال "يشاهدون أبدًا وجه الآب الذي في السماوات"، أي أنهم بمثابة "تلسكوب" لمحبة الآب.

وختم البابا فرنسيس عظته بالقول أيها الإخوة والأخوات، لنواصل هذه المسيرة الكنسية بنظرة موجهة نحو العالم، لأن الجماعة المسيحية هي دائمًا في خدمة الإنسانية، لإعلان فرح الإنجيل للجميع. هناك حاجة ماسة لذلك، لاسيما في هذه اللحظة المأساويّة من تاريخنا، التي تستمر فيها رياح الحرب ونيران العنف في تدمير شعوب وأمم بأسرها. ولكي أطلب بشفاعة مريم العذراء عطية السلام، سأذهب يوم الأحد القادم إلى بازيليك القديسة مريم الكبرى حيث سأتلو صلاة المسبحة الوردية المقدسة وأوجه للعذراء صلاة حارًا؛ وإن أمكن، أطلب منكم أيضًا، يا أعضاء السينودس، أن تنضموا إليّ في تلك المناسبة، وفي اليوم التالي، ٧ أكتوبر، أطلب من الجميع أن يعيشوا يوم صلاة وصوم من أجل السلام في العالم. لنسر معًا. ولنضع أنفسنا في الإصغاء للرب. ولنسمح لنسيم الروح القدس بأن يقودنا.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: البابا فرنسيس بابا الفاتيكان ساحة القديس بطرس كلمة الله الصوت الملجأ الطفل البابا فرنسیس

إقرأ أيضاً:

"حالته مستقرة".. الفاتيكان يطمئن العالم على صحة البابا فرنسيس

أصدر الفاتيكان، اليوم الأحد، تحديثا جديدا حول الحالة الصحية للبابا فرنسيس، الذي ما يزال يتلقى العلاج في مستشفى جيميلي بروما بعد إصابته بالتهاب رئوي مزدوج منذ أكثر من أسبوعين.

اعلان

وأكد الأطباء، أن حالة البابا البالغ من العمر 88 عاما "مستقرة"، حيث يواصل الراحة والتعافي تحت الرعاية الطبية.

ووفقا للتحديث اليومي الصادر اليوم، مرت ليلة البابا بهدوء، ولم تظهر عليه أعراض مثل الحمى أو ارتفاع عدد خلايا الدم البيضاء، مما يشير إلى أن جسمه يتعافى بشكل جيد، ولا يزال يحارب العدوى. 

وجاء تقييم الأطباء المتفائل بعد يوم من تعرض البابا لأزمة تنفسية استدعت وضعه على جهاز تنفس صناعي غير جراحي.

ومع ذلك، غاب البابا فرنسيس للمرة الثالثة على التوالي عن قداس الظهيرة الأسبوعي، كما ألغى تقديم صلاة التبشير الملائكي شخصيا.

Relatedالبابا فرنسيس في حالة حرجة وفشل كلوي مبكر لكنه لا يزال يقظاًانتكاسة مقلقة في حالة البابا فرانسيس: الحبر الأعظم يستنشق القيء بعد نوبة سعالالفاتيكان: تحسن طفيف في صحة البابا فرانسيس

وبدلا من ذلك، تم نقل نص الصلاة التي أعدها البابا من المستشفى، حيث أعرب عن امتنانه للعاملين الصحيين الذين يعتنون به، وللمؤمنين الذين يرفعون الصلوات من أجله حول العالم.

وتطرق البابا في رسالته إلى الحروب المستمرة في عدة مناطق حول العالم، واصفا إياها بـ"العبثية"، ودعا إلى الصلاة من أجل أوكرانيا، فلسطين، إسرائيل، لبنان، ميانمار، السودان، ومنطقة كيفو.

واختتم الحبر الأعظم رسالته بتوجيه الشكر للمؤمنين الذين تجمعوا للصلاة من أجله، قائلا: "أشعر بعاطفتكم وقربكم، وفي هذه اللحظة بالذات، أشعر بأنني مدعوم من قبل كل شعب الله. أشكركم جميعا!"

ويواصل المؤمنون التجمهر أمام المستشفى، حيث يضعون بطاقات كتب عليها دعواتهم وصلواتهم عند قدم تمثال البابا يوحنا بولس الثاني، ويرتفع صوتهم بالدعاء من أجل الشفاء العاجل للبابا فرنسيس.

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية تحذيرات من خطر "تعفن الدم"..البابا فرنسيس في حالة صحية حرجة جراء التهاب رئوي معقد البابا فرنسيس يغيب عن قداس الأحد للمرة الثانية في ظل استمرار المخاوف حول صحته البابا لم يخرج بعد من دائرة الخطر وتكهنات حول احتمال استقالته لو ساءت حالته الصحةإيطالياالبابا فرنسيساعلاناخترنا لكيعرض الآنNext ستارمر: لندن وباريس تعملان على خطة لوقف الحرب في أوكرانيا سيتم طرحها على ترامب يعرض الآنNext هل لقاحات mRNA ضد فيروس "كوفيد-19" غير آمنة؟ الأدلة العلمية تحسم الجدل يعرض الآنNext إسرائيل توقف المساعدات إلى غزة وحماس ترفض مقترح ويتكوف لهدنة في رمضان يعرض الآنNext جنود أوكرانيون عن المشادة بين ترامب وزيلينسكي: على الطرفين تقديم تنازلات يعرض الآنNext إصابة سبعة أشخاص على الأقل بعد هجوم بطائرة بدون طيار على منشأة طبية في خاركيف اعلانالاكثر قراءة نتنياهو يتوعد بضرب النظام السوري إذا تعرض لدروز جرمانة جنوب دمشق ويتعهد بحماية هذه الأقلية في سوريا كيف استطاعت إسبانيا التفوق على باقي أوروبا وأن تزدهر اقتصاديًا بفضل المهاجرين؟ في مشهد غير مألوف: مشادة كلامية عنيفة بين ترامب وزيلينسكي أمام الإعلام... ولا توقيع لاتفاقية المعادن زيلينسكي يرفض الاعتذار لترامب ويقول: ما حدث لم يكن أمرا جيدا لكنني لم أخطئ تحقيق لـ"الغارديان" يوثق لحظات مقتل الطفل أيمن الهيموني برصاص إسرائيلي في الخليل اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومالانتخابات التشريعية الألمانية 2025فولوديمير زيلينسكيدونالد ترامبروسياأوكرانياالحرب في أوكرانيا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيلقطاع غزةرجب طيب إردوغانرمضانالمسلمونالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025

مقالات مشابهة

  • خضع لعملية .. مستجدات الحالة الصحية لقداسة البابا فرنسيس
  • البابا فرنسيس يتعرض لمشكلات جديدة في التنفس
  • الفاتيكان يكشف حالة البابا فرنسيس الصحية
  • الفاتيكان: حالة البابا فرنسيس مستقرة
  • شارك في القداس.. استمرار استقرار الحالة الصحية لقداسة البابا فرنسيس
  • الفاتيكان: البابا فرنسيس ظل في حالة مستقرة ولا يحتاج لتنفس اصطناعي
  • في تقريره اليومي.. الفاتيكان: حالة البابا فرنسيس مستقرة
  • "حالته مستقرة".. الفاتيكان يطمئن العالم على صحة البابا فرنسيس
  • البابا فرنسيس قضى ليلة هادئة
  • اتحاد الكتّاب يطلق الدورة السادسة عشرة لجائزة غانم غباش