كشفت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، أن التوغل البري الإسرائيلي في لبنان، يؤكد على حقيقة استراتيجية جديدة ناجمة عن عام من الحرب، وهي أن الولايات المتحدة، التي كانت قوية في يوم من الأيام، أصبحت عاجزة عن كبح جماح حليفتها، أو التأثير على الأطراف المتحاربة في الأزمة الإقليمية المتفاقمة بسرعة.

وأوضحت أنه على الرغم من طلبات واشنطن بضبط النفس، والدعوات الدولية لخفض التصعيد، أطلقت حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، المرحلة الثانية من هجومها ضد حزب الله، وصفته قوات الدفاع الإسرائيلية بـ "عملية برية محدودة" في لبنان.

What Israel’s ground operation into Lebanon drives home about Americahttps://t.co/ck1YPupARz

— Amstel News (@amstelnews) October 1, 2024 نمط مهين

ومع قرب الانتخابات الأمريكية، لفتت الشبكة إلى أن مجال المناورة المتاح لبايدن محدود، إذا كان يريد تجنب تفاقم التأثير السياسي المحلي للحرب في الشرق الأوسط.

وأوضحت أن المرشحة الديمقراطية، نائبة الرئيس كامالا هاريس، تمسكت إلى حد كبير بخط الإدارة - على الرغم من التعليقات السابقة التي أشارت إلى أنها قد تتخذ موقفاً خطابياً أكثر صرامة تجاه نتانياهو، مع التأكيد على محنة المدنيين الفلسطينيين.

وقالت: "تكرر نمط العجز الأمريكي والتحدي الإسرائيلي مراراً وتكراراً، منذ الهجمات التي شنتها حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، الأمر الذي دفع إسرائيل إلى قصف غزة، ومحاولة تدمير حزب الله في لبنان مؤخراً".

وأضافت: "في كثير من الأحيان، يتصرف نتانياهو أولاً ثم يتشاور مع الولايات المتحدة في وقت لاحق، حتى عندما تكون أفعاله كفيلة بالتأكيد بعرقلة الجهود الدبلوماسية الأمريكية، وزيادة المخاوف من انزلاق الولايات المتحدة إلى حرب إقليمية كارثية".

وأشارت الشبكة إلى أن هذا النهج الإسرائيلي، جعل إدارة بايدن تبدو في كثير من الأحيان وكأنها متفرجة، وليس لاعباً نشطاً في الأحداث، كما ينبغي أن تكون الحال مع القوى العظمى.

إرث كارثي

وذكرت "سي إن إن"، أن أشهر الدبلوماسية المكوكية الشاقة التي قام بها وزير الخارجية أنتوني بلينكن، باءت بالفشل في الغالب. وقالت: "هذا ليس مجرد إحراج دبلوماسي. ففي كل مرة يتم فيها رفض رئيس أمريكي علناً، فإن ذلك يترتب عليه تكلفة لهيبته الشخصية وتصوراته للقوة العالمية للولايات المتحدة".

وتتزايد احتمالات أن يترك بايدن، الذي تولى منصبه مدعياً أنه خبير في السياسة الخارجية، البيت الأبيض في غضون بضعة أشهر، مع حرب مستعرة في الشرق الأوسط من شأنها أن تلطخ إرثه.

ولكن رهان الزعيم الإسرائيلي على أن إدارة بايدن ستظل، على الرغم من كل تحفظاتها، الضامن لأمن الدولة اليهودية، قد أتى بثماره.

تجاهُل لـ #واشنطن.. نفوذ أمريكي محدود في ظل التصعيد الإسرائيلي بـ #لبنانhttps://t.co/FRJFWXIYCo pic.twitter.com/0i2uaC5c8e

— 24.ae (@20fourMedia) October 1, 2024 علاقات متوترة

وأشارت الشبكة إلى أن تجاهل إسرائيل للمخاوف السياسية والاستراتيجية للإدارة الأمريكية، جاءت بتكلفة باهظة. فالعلاقات بين بايدن ونتانياهو متوترة للغاية. وكثيراً ما تنفجر العداوة المتزايدة في العلن - ومؤخراً عندما غضب المسؤولون الأمريكيون من استهزاء الزعيم الإسرائيلي، بمقترح وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله.

وطالبت واشنطن الإسرائيليين بإصدار بيان لمعالجة الإحراج الدبلوماسي، وقال العقيد المتقاعد سيدريك ليجتون، وهو محلل عسكري للشبكة: "إن المحادثات بين المسؤولين الإسرائيليين والأمريكيين قبل التحرك الإسرائيلي المتوقع في جنوب لبنان كانت متوترة للغاية، وخاصة على المستويات العليا".

وأضاف "الأمر الرئيسي الذي يجب وضعه في الاعتبار، هو أن إسرائيل عمدت بشكل أساسي إلى إبقاء الولايات المتحدة غير مطلعة، عندما يتعلق الأمر بتفاصيل عملياتها".

عجز أمريكا

ولفتت الشبكة أيضاً إلى أنه كلما طال أمد الحرب، كلما زاد التهديد بأن تتحد الصراعات المتصاعدة في مختلف أنحاء المنطقة، في حرب واحدة خطيرة متعددة الجبهات، وأن يندلع صراع مباشر بين الولايات المتحدة وإيران.

كما من شأن الحرب الإقليمية أن تخلف عواقب اقتصادية كارثية، وقد تزيد من انحراف الولايات المتحدة عن هدفها المتمثل في التعبئة، لمواجهة جديدة بين القوى العظمى والصين.

ويرى المراقبين في واشنطن، أن نتانياهو لديه مصلحة شخصية قوية في شن حرب دائمة، للتكفير عن فشله في وقف هجمات 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، والاستمرار في تأجيل حساباته القانونية بينما يواجه اتهامات جنائية خطيرة.

وأشارت "سي إن إن" إلى أن بايدن وهاريس في موقف سياسي محفوف بالمخاطر قبل شهر من الانتخابات. موضحة أنه إذا فشل الرئيس الأمريكي في كبح جماح إسرائيل في غزة ولبنان، سيؤدي ذلك إلى انقسام الحزب الديمقراطي، ويهدد بخفض نسبة المشاركة بين التقدميين والناخبين العرب الأمريكيين، وخاصة في الولايات المتأرجحة مثل ميشيغان.

وذكرت أن أي تحرك لمعاقبة إسرائيل، قد يلحق الضرر بهاريس بين الناخبين المعتدلين والولايات المتأرجحة، الذين يتعرضون لوابل من الإعلانات السلبية لترامب، الذي يزعم أنها وبايدن ضعيفان، ويقودان الولايات المتحدة إلى حرب عالمية ثالثة.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية نتانياهو حزب الله حماس إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله عام على حرب غزة الولایات المتحدة إلى أن

إقرأ أيضاً:

الشرق الأوسط… صراع العروش

بقلم الكاتب: حسنين تحسين

التهب الشرق الأوسط منذ اكثر من قرن تحت ثنائيتي صراع (العربي - الإسرائيلي) و (السني - الشيعي) و الحقيقة ان أساس الصراعين منذ تواجد الديانات التوحيدية الإبراهيمية.

استمرت هذه الصراعات و خاصة بالعصر الحديث بسبب (النفاق السياسي بلا سقف)  الذي مارسته الأنظمة مع شعوبها بالدرجة الأولى و مع المحيط لبعض الأنظمة الشمولية، فكان واحد يتوعد بإفناء الاخر مدعمين كلامهم بسبب من الغيبيات المزيفة, ولهذا يكرهون ترامب لأنه جاء بصراحة مزعجة وقال كفى يجب ان يتوقف هذا العبث وان يوضع حد لهذا النفاق السياسي فالشرق الاوسط يجب ان يكون مكان التنمية الداعمة و الصراع الحقيقي ليس هنا و انما في وسط اسيا!! 

نعم كان ترامب بولايته الأولى نبه العالم إلى ان الرؤساء السابقون أوهموكم بالصراع مع روسيا و تركتم الصين! و الان يقول ان الشرق الأوسط يجب ان ينهي هذا السخف الحاصل وان يكون داعم لأمريكا التي تحميه ولديها حرب زعامة مع الصين ، لهذا كل دولة بالشرق الأوسط حسب لها حسابها الخاص ورهن وجودها بتغريدة ينهي اقتصادها وللشرق الأوسط تجاربه فعلى سبيل المثال تركيا بسبب اعتقالها لقس أمريكي غرد من بضع كلمات هبط بالليرة من 530 إلى ان وصلت الان 3600 لكل 100 دولار، والصراع السني الشيعي دمره محمد بن سلمان بسحب بلاده والتوجه الصاروخي لتنمية بلده و كأن وصوله كان انقلاب على الحكم في السعودية و الصراع العربي الإسرائيلي تغيرت معادلاته بعد 7 أكتوبر.

خطأ من يظن ان ترامب سيستخدم ايران لحلب الخليج، والخطأ الأكبر من يرى الرجل بعين أمريكا السابقة، الرجل تاجر وبلا عقيدة سياسية، يفهم ان القوي من يملك مصادر المال و العلم فأمريكا الان يحكمها الأغنياء الأذكياء و ليس الضعفاء. لهذا يربح من يتقدم مبادرا الان وسيخسر من ينتظر. والرجل يعمل بسلسلة الأولويات بالخطة وليس بسلسلة الأولويات بالنفع، وبسلسلة الأولويات بالخطة العراق الأخير قبل ايران، وقطعا ترامب لا ينتظر احد إلا تركيا الان فموقف تركيا ومدى تعاونها مع أمريكا هو ما سيحدد طبيعة تعامل ترامب مع ايران، وهو ما يؤخر قرارات أمريكا بحق العراق فاذا خضعت تركيا سيتصرف بحزم مع ايران وإذا لم تخضع تركيا فموازنة القوى بالشرق الأوسط تحتاج ايران وذلك يحتاج إعادة لتوزيع النفوذ بالعراق.

مقالات مشابهة

  • لايأخذون شيئاً تقريباً..ترامب يهدد الاتحاد الأوروبي برسوم جمركية
  • المبعوث الأمريكي الخاص: إنهاء الصراع في أوكرانيا يصب في مصلحة الولايات المتحدة
  • ضربة موجعة لترامب.. 100 ألف توقيع لعزله من رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية
  • الشرق الأوسط… صراع العروش
  • مستشار للرئيس الأمريكي: ترامب بصدد وضع حد للنفوذ الإيراني في الشرق الأوسط
  • بايدن والماسونيون السود | حقيقة انضمام الرئيس الأمريكي السابق للجماعة الأخوية بريطانية الأصل
  • الغرب وكأس الشرق الأوسط المقدسة
  • ويتكوف : لم أناقش مع ترامب فكرة نقل الفلسطينيين من غزة
  • غباشي: مصر تقود جهودًا دبلوماسية مع واشنطن لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط
  • القيادة تعزي رئيس الولايات المتحدة الأمريكية في ضحايا حادث اصطدام طائرة ركاب بمروحية عسكرية في واشنطن