خلال استقباله وزير الشئون الإسلامية والدعوة والإرشاد السعودى، الشيخ عبداللطيف بن عبدالعزيز آل شيخ، أوائل العام الماضى، دعا شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب إلى ضرورة إحياء فتوى «حق الكد والسعاية» من التراث الإسلامى، لحفظ حقوق المرأة العاملة. وتنص الفتوى على إعطاء الزوجة نصيبا من ثروة الزوج عند الوفاة، إلى جانب نصيبها الشرعى فى الميراث، واستقبل المجلس القومى للمرأة دعوة شيخ الأزهر بالتأييد، ووجهت مايا مرسى رئيس المجلس، الشكر إلى فضيلة الإمام الأكبر على حسابها فى فيسبوك لتأكيده على حفظ حقوق المرأة العاملة التى بذلت جهدا فى تنمية ثروة زوجها، خاصة فى ظل المستجدات العصرية التى أوجبت على المرأة النزول إلى سوق العمل ومشاركة زوجها أعباء الحياة.
دعوة شيخ الأزهر لاقت تأييدا كما واجهت معارضة، المؤيدون لحق «الكد والسعاية» قالوا إن الكثير من السيدات أصبحن يخرجن للعمل ويساهمن فى مصروفات المنزل مع أزواجهن، وحق الكد والسعاية يقضى بتحرير عقود يكتب فيها للزوجة ما تنفقه فى الحياة الزوجية، حفظا لحقوقها، وأن هناك الكثير من الزوجات يشاركن أزواجهن فى الحياة الزوجية من خلال عملهن، وكتابة نسبة مشاركة كل منهما فى عقود، يضمن للمرأة حقها الذى أنفقته، سواء تم الانفصال أو توفى الزوج.
ولفتوا إلى أن حق الكد والسعاية لا ينص على كتابة نسبة معينة للزوجة فى العقود التى يتم تحريرها، وإنما توضع النسبة التى ساهمت بها مع زوجها، ضمانا لحقوقها، وفى حال تزوج الرجل على زوجته التى ساهمت معه فى كل شيء، فالكد والسعاية يضمن لها حقوقها، حال حدوث ذلك. وإذا توفى الزوج، وكانت الزوجة مشاركة معه فى كل شىء، وتم تحرير عقود بموجب حق الكد والسعاية، تحصل على نصيبها أولا، وبعد ذلك يتم إنفاق مصروفات الجنازة، وسداد الديون، وتوزع التركة.
مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية، أوضح أن حق الكد والسعاية للمرأة يعنى مساهمة المرأة فى زيادة ثروة أسرتها أو من خلال امتلاكها لشركة أو محلات خاصة بها. والكد والسعاية للمرأة سواء كان من عملها أو ميراثها، أو ذمة مالية قديمة قبل زواجها، قد منحتها لزوجها أو فتحت له حسابا فى البنك، يقدر هذا المال كخدمة مالية مستقلة للزوجة، بعيدا عن الميراث، بمعنى أنه لا يحق للورثة مشاركة الزوجة فى هذا المال، وإذا رحل الزوج ولم يكن هناك ما يثبت حق المرأة فى الكد والسعاية يقدر بتقدير الزوجة.
حق الكد والسعاية كان أحد محاور الحوار الوطنى فى الجانب المجتمعى وقال المشاركون فى الحوار إنهم يسعون لإعلاء المصلحة العليا للأسرة والمصلحة الفضلى للطفل، تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى بحماية الأسرة المصرية. وحول الكد والسعاية كان صوت المرأة عاليا: أشرت إلى تكرار حالات الانفصال فى المراحل العمرية المتقدمة وهو أمر مستحدث على المجتمع المصرى، وكانت المرأة تدعم زوجها وأسرتها والمشاركة فى جميع المهام وضغوط الحياة، وتحمل أعباء منزلية ومعاونته فى النفقات، سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة، ولا تدخر مالا يؤمن مستقبلها، تجد نفسها فى مراحل متأخرة من العمر دون شريك أو سند يعينها، دون اعتبارها شريكة فى تكوين ثروة الزوج.
فيما كانت هناك معارضة ولكن بنسبة أقل لتطبيق فتوى الكد والسعاية، أشار الرأى المعارض إلى أن الكد والسعاية أمر فيه خلط فى المشاركة المالية فقط، ومن يزعم أن هناك مقاسمة فى ثروة الزوج فذاك مخالف للشريعة، والشراكة تكون فقط فى المشاركة المالية، وأن القول به استدراك على الشرع فهو اتهام للشرع بالتقصير، وهو أمر مرفوض، ولا زال الحوار مستمرا.
هناك كلام حول ضرورة تعديل قانون الأحوال الشخصية، دون انحياز لأى طرف من أطراف العلاقة الزوجية، وأن يكون الانحياز للعدالة فقط، وظهرت دعوات تطالب بتخصيص نصف ثروة الزوج للزوجة بعد الطلاق أو الوفاة، وإلغاء البنود الخاصة بالطاعة فى قانون الأحوال الشخصية لأنه ينتقص من حقوق المرأة، وتغيير صيغة عقد الزواج لتتمشى مع الثروة المشتركة. كما دافع البعض عن وضع نص فى القانون يضمن للمرأة حق الكد والسعاية، مشددين على توافقه مع الشريعة، فيجوز للزوجة عن سعيها داخل المنزل وخارج المنزل ولا يشترط أن تكون تعمل أو لا تعمل.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: معارضة
إقرأ أيضاً:
نورة المطروشي: الدولة سخرت للمرأة الإمكانيات كافة
استعرضت المهندسة نورة المطروشي مسيرة نجاحها كأول رائدة فضاء إماراتية، خلال الجلسة التي نظمها منتدى المرأة العالمي– دبي 2024، بعنوان «صانعات التأثير.. المرأة والفضاء»، وأكدت خلالها أنها محظوظة؛ لأنها ابنة دولة الإمارات العربية المتحدة التي تحظي بقيادة سخرت جميع الإمكانات لتمكين المرأة حتى أصبحت تتقلد المناصب المختلفة كوزيرة وسفيرة ومهندسة وأخيراً رائدة فضاء، لتثبت للعالم أنه لا يوجد كلمة مستحيل في قاموسها.
قالت نورة المطروشي، إنها لم تكن تمتلك عصا سحريــة، وإنمــا كانــت تمتلــك أهم من ذلــك ألا وهو الطموح والشغف الذي لا يعرف سقفاً ولا حــدوداً، عمــلاً برؤيــة القيادة الرشيدة، مشيرة إلى أنها بدأت تحلم بأن تصبح رائدة فضاء لأول مرة، عندما طلبت منها معلمتها في «رياض الأطفال» بناء خيمة، والتظاهر بأنها مركبة فضائية ستأخذها إلى القمر، ومنذ ذلك الحين اشتعل حماسها لأن تكون رائدة فضاء. وقالت، إنها كانت تحلم وتتخيل بشكل مستمر ومنذ نعومة أظفارها أن تطأ قدمها سطح القمر، وأن تكون على متن صاروخ يأخذها إلى النجوم، وكانت تتخيل أيضاً واقعاً جديداً ومختلفاً، مشيرة إلى أن الأحلام هي بذور التغيير، وهو سلم وخطوات نحو تحقيق الأهداف والآمال والدافع للإبداع والابتكار.
وأضافت أن الكثير من علماء العرب مثل عباس بن فرناس وأبو بكر الرازي وغيرهم استخدموا قوة الخيال والحلم لتوسيع حدود المعرفة وتطويرها، وتخيلوا حدوداً جديدة تختلف عن الحدود المعهودة؛ حيث كان خيالهم وأحلامهم بمثابة جسور نحو مستقبل أفضل.
وأشارت إلى أنها خاضت العديد من التدريبات بنجاح، وأثبتت أن المرأة الإماراتية قدوة في تحدى المستحيل، حيث اجتازت جميع مراحل التدريبات الصعبة، مثل طرق العيش في الغابات والصحراء، فضلاً عن التعرض للمواقف الطارئة، وغيرها من التدريبات اللازمة، لترى أحلامها تتجسد على أرض الواقع أمام عينيها كل يوم، مشيرة إلى أن الحلم، الذي رافقها منذ الصغر أصبح حقيقة، وأنها الآن بدأت تحلم بشكل أكبر.
وأكدت أن النجاح متأصّل في نسيج دولة الإمارات حتى أصبح جزءاً من رؤيتها يتجلى في تطورها التقني والثقافي والعلمي وفي كافة المجالات، وقالت، إن التقدم الذي أحرزته الدولة لا يقتصر على أبنائها بل يعزز مفهوم أننا جميعاً نعيش تحت سقف نفس السماء الواسعة، وعلى مدى التاريخ بالتركيز على مستقبل البشرية.
وتابعت المطروشي: «أن أصبح رائدة فضاء هو بالنسبة إليّ وسيلة للبناء على هذا الإرث، وعلى ما بدأه مؤسس الدولة المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، قبل أكثر من خمسين عاماً»».