للمرة الثالثة.. التعليم الأساسى
تاريخ النشر: 12th, August 2023 GMT
نستكمل الحديث الذى تم تناوله على مدار الأسبوعين الماضيين، حول انحدار اللغة العربية وضياعها خلال السنوات الأخيرة فى البلاد وعن أسبابها، وكيف أصبح أبناؤنا فى وادٍ واللغة العربية فى واد آخر. واكتشفنا أن السواد الأعظم من الأبناء لا يستطيع القراءة والكتابة جيدا بسبب المنظومة التعليمية الخاطئة التى يتم التدريس بها خلال المراحل التعليمية الأساسية، بداية من الصف الأول الابتدائى الذى هو أهم وأخطر مرحلة تعليمية، كما تناولنا السبب الثانى فى ضياع اللغة العربية وهو تركيز الأهالى فى تعليم الأبناء اللغة الأجنبية، والاستهتار باللغة العربية.
واليوم نتحدث عن سبب تركيز الأهالى مع أبنائهم للتفوق فى اللغات الأجنبية دون العربية، ويرجع هذا السبب لعدة أمور منها إما التباهى بأن الأبناء لا يعرفون التحدث إلا باللغة الأجنبية، أو الهروب للعمل خارج البلاد لتقاضى الراتب بالدولار، والسبب الآخر الأكثر شيوعًا هو الحصول على وظيفة براتب مميز. ونجد أننا بالفعل أمام مشكلة كبيرة هى أن أغلب مؤسسات العمل تشترط إجادة اللغة الأجنبية، وكذلك فارق الراتب الذى يتقاضاه الشاب الذى يجيد اللغة الأجنبية حتى وإن كان ضعيفًا فى اللغة العربية، وما يتقاضاه الشاب الذي درس بالعربية، وقد يكون الجهد المبذول عند الشخصين أثناء الدراسة متساويًا أو يكون الشاب الذى تعلم فى مدارس عربية أكثر جهدا، ولكن فى سوق العمل تكون فرصة اللغات أكثر والراتب أعلى بكثير عن نظيره فى اللغة العربية؛ ولذلك نرى بعض الأهالى تضغط على نفسها فى مصروف البيت، وقد تقترض فى بعض الأحيان حتى تتمكن من تعليم أبنائها بمدارس لغات. وتكون فى النهاية النتيجة واحدة، وهى ضياع اللغة العربية وانحدارها.
لا بد من التفكير جيدا فى هذه المشكلة والبحث عن حلول لها، وأرى من وجهة نظرى أن البداية تأتى من وزارة التربية والتعليم بتأسيس الأطفال جيدا فى اللغة العربية، وإلزام المدارس الخاصة للغات بالاهتمام باللغة العربية بنفس الاهتمام باللغة الأجنبية، وكذلك الأمر إلزام المدارس الحكومية العربية بأن تهتم باللغة الإنجليزية لتخريج أجيالاً تجيد اللغتين العربية والإنجليزية، ولابد من طرح فرص عمل لمن يجيد اللغة العربية برواتب مناسبة ويكون من شروط التقديم بها تقييم الشاب فى اللغة العربية لحصوله على الوظيفة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: للمرة الثالثة التعليم الأساسي إطلالة السنوات الاخيرة اللغة العربية المنظومة التعليمية اللغة الأجنبیة
إقرأ أيضاً:
مختصون: «المعجم التاريخي» إنجاز يصون إرث لغة الضاد للأمة العربية
الشارقة (الاتحاد)
أكد مختصون ممن أسهموا في إنجاز المعجم التاريخي للغة العربيّة، على أهمية هذا المعجم الكبير باعتباره إنجازاً لكافة العرب، يحقق نقلة نوعية في توثيق اللغة العربية ويخدم الأجيال الحالية والمستقبلية، مشيرين إلى أنّ المشروع ضمّ فريق عمل يتكون من 780 مشاركاً من المحررين والمدققين والمشرفين والإداريين، من 20 مؤسسة عربية ما بين مجمع لغوي وجامعة ومركز، ليحقق توثيقاً شاملاً من خلال 127 جزءاً تحتوي على 12,141 جذراً و348,406 شواهد من القرآن الكريم والحديث النبوي والشعر والنثر، بمجموع يقدر بنحو 14 مليون كلمة.
جاء ذلك خلال مؤتمر خاص للإعلان عن إنجازات المعجم التاريخي للغة العربية، عقد ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب 2024، بمشاركة كلّ من محمد حسن خلف، عضو مجلس أمناء مجمع اللغة العربية، والدكتور امحمد صافي المستغانمي، الأمين العام لمجمع اللغة العربية والمدير التنفيذي للمعجم، والأستاذ الجامعي الدكتور محمد السعودي، مقرر عام الفريق الأردني، وبحضور أحمد بن ركاض العامري، الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب وعدد من رؤساء وممثلي مجامع اللغة العربية.
وأشاد المتحدثون بجهود صاحب السمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، على إنجاز مشروع المعجم التاريخي للغة العربية رغم التحديات التي واجهها، مؤكدين أن دعم سموه اللامحدود وتوجيهاته باستخدام أحدث التقنيات كان له الدور الحاسم في تسهيل وتسريع إنجاز المشروع، ما يعكس رؤيته الثاقبة للحفاظ على اللغة العربية وتطويرها، وإيمانه بأهمية هذا المشروع للأمة العربية جمعاء. وأوضحوا أن هذا الإنجاز يشكّل إرثاً لغوياً وحضارياً للأجيال القادمة ويضمن للغة العربية مكانة رائدة بين لغات العالم.
في مستهلّ حديثه، عبّر محمد حسن خلف، عضو مجلس أمناء مجمع اللغة العربيّة، عن فخره بهذا المشروع الذي يسهم في حفظ اللغة العربية وموروثها الثقافي. وبيّن خلف أنّ المعجم التاريخي ليس مجرد توثيق للكلمات بل هو تتبع لجذورها منذ استخدامها الأول في عصر ما قبل الإسلام وصولاً إلى العصر الحديث.
من جانبه، أوضح الدكتور امحمد صافي المستغانمي، الأمين العام لمجمع اللغة العربية والمدير التنفيذي للمعجم، أنّ الأمر الذي حال من دون إنجاز مشروع بهذا الحجم سابقاً تمثّل في ضخامته والحاجة إلى التقنيات الحديثة، التي وفّرت بدورها إمكانية تحقيق هذا الإنجاز في وقت قصير اليوم.
وأضاف: «الفرق بين المعاجم العامة والمعجم التاريخي يكمن في أنّ الأولى تضع معاني ودلالات كل كلمات العربية، في حين أن المعجم التاريخي يرصد تطورات هذه الكلمات من أول استخدام لها في النقوش والمخطوطات القديمة، وصلاً إلى العصر الحديث».
بدوره، تطرق الدكتور محمد السعودي، مقرر عام الفريق الأردني، إلى أهمية المعجم في خلق لغة مصطلحية جديدة في العلوم والفكر والثقافة، وأكد على الدور الأساسي للعلماء والخبراء الذين عملوا بجهد كبير لإنتاج هذا المعجم.
وأكد المتحدثون أن من أبرز أهداف المشروع نشر هذا الإنجاز بين الأجيال الشابة، حيث يتوفر المعجم التاريخي الآن من خلال تطبيق إلكتروني يسهّل البحث، إلى جانب موقع المعجم الإلكتروني وموقع مجمع اللغة العربية بالشارقة. ولفتوا إلى أن صاحب السمو حاكم الشارقة أطلق كذلك مشروع «المعجم GPT»، الذي يستخدم تقنية الذكاء الاصطناعي لتسهيل التعامل مع المعجم، ويتيح للجميع التفاعل والوصول إلى المعاني والمفردات بكل سهولة، ما يعزز من مكانة اللغة العربية ويجعلها متاحة للجميع بطرق عصرية.