عاد اسم البلوجر سوزي الأردنية يتردد مرة أخرى عبر منصات التواصل الاجتماعي، بعد مرور 8 أشهر على الأزمة التي واجهتها خلال شهر فبراير الماضي بعدما جرى اتهامها بسب والدها على الهواء بألفاظ خادشة للحياء العام، واستغلال شقيقتها من ذوي الهمم، لتحقيق الأرباح والمشاهدات حتى أصدرت محكمة جنح الطفل خلال الساعات الماضية حكمًا قضائيًا ضدها، فما القصة؟

قصة حبس البلوجر سوزي الأردنية

البلوجر سوزي الأردنية التي يتابعها على منصة «تيك توك» الشهيرة أكثر من 6 ملايين متابع، صدر بحقها حكمًا بالحبس سنتين وغرامة 300 ألف وكفالة 100 ألف جنيه، وذلك على خلفية القضية التي وجهت لها النيابة العامة فيها تهمة توجيه السُباب إلى والدها في بث مباشر عبر صفحتها الشخصية وتصدر حينها الترند، بعدما ظهرت «سوزي» ترد على والدها خلال مشادة كلامية بينها وبين والدها في البث المباشر تقول: «الشارع اللي وراه»، وهو ما اعتبرته النيابة العامة ألفاظًا خارجة وخادشة للحياء وانتهاكًا لحرمة الحياة الخاصة والتعدي على قيم الأسرة المصرية.

أزمة البلوجر سوزي الأردنية بدأت في شهر فبراير من العام الحالي، عندما ألقى مباحث الآداب القبض عليها بتهمة التعدي على القيم الأسرية، وذلك بعد أن تقدّم المحامي أشرف فرحات مؤسس حملة تطهير المجتمع ببلاغ للنائب العام، يتهم فيه سوزي الأردنية بتقديم فيديوهات خارجة عن الآداب العامة والقيم الأخلاقية للمجتمع.

وخلال التحقيقات أقرّت «سوزي» أنّ ما يظهر في مقاطع الفيديو المصورة عبر صفحتها ما هو إلا لغرض زيادة المشاهدات والأرباح، إلا أنّها لم تقصد إهانة والدها أمام العامة، مؤكدة أنّ والدها الذي يعمل محصل في هيئة النقل العام، كان قد استولى على الأرباح التي تحصّلت عليها من «تيك توك» ولم تتمكن من استعادتها منه، فكان ذلك سبب الشجار والمشادة الكلامية التي حدثت بينهما، مؤكدة أنّها تتقاضي أرباحًا مالية بالدولار، وحينها قررت السلطان المصرية إخلاء سبيل سوزي الأردنية فيما قررت النيابة العامة الاستئناف على القرار.

من هي البلوجر سوزي الأردنية؟

وسوزي الأردنية اسمها الحقيقي مريم أيمن، تبلغ من العمر 18 عامًا، ولديها من الأشقاء اثنين هما مي ومودة من ذوي الاحتياجات الخاصة، وتقطن «سوزي» بمنطقة المطرية في القاهرة، وتطلق على نفسها لقب «الأردنية» نسبة لوجود عدد كبير من أقاربها في الأردن، كما أن والديها من أصول مصرية لكنها عاشت في الأردن 11 عامًا، بحسب ما تنشره عبر حسابها الشخصي.

وقبل شهرين، تصدر اسم سوزي الأردنية محركات البحث، بعدما كشفت عن مجموعها في الثانوية العامة الذي كان 33%، إذ حصلت على 138 درجة من أصل 410 درجات، بالإضافة إلى رسوبها في 3 مواد، وقالت للمتابعين: «أنا متعبتش السنادي، وعديت بظروف سواء مشاكل أو لما شقتي ولعت، أنا مينفعش أتعلم.. أنا مليش غير بيت جوزي».

وكانت «سوزي» حققت شهرة واسعة على منصة تيك توك، وحصدت مشاهدات بالملايين، بعدما قدّمت عددًا من مقاطع الفيديو من داخل منزلها، وأحيانًا ما تظهر فيه شقيقتها «مودة» التي اتهمها البعض بمحاولتها استغلال شقيقتها من أجل المتاجرة بها، فضلًا عن مقاطع الفيديو التي تظهر فيها ويدور خلالها حديثًا بين والدتها ووالدها والتي تستقطب عدد كبير من المتابعين.

وقبل ظهور نتيجة الثانوية العامة 2024، أعلنت سوزي الأردنية خطبتها على أحد صانعي المحتوي يُدعى «طارق»، إلا أنّهما سرعان ما انفصلا، وأعلنت أنّها «سنجل» عبر حسابها الشخصي، وتستعد حاليًا للظهور في عدد من الإعلانات والمسرحيات بحسب ما نشرته عبر تيك توك.

رسالة من سوزي الأردنية إلى المتابعين

وخلال الساعات الماضية عقب، إعلان محكمة جنح الطفل قرارًا بحبسها، نشرت صديقة سوزي الأردنية مقطع صوتي للبلوجر الشهيرة، تُطمئن فيه المتابعين وتطلب منهم دعمها والدعاء لها بالخروج من هذه المحنة، تقول «سوزي»: «أنا لسة معرفش أي حاجة، أنا لسة في بيتي ومش فاهمة حاجة، بس بتمنى محدش يتكلم عني كلمة وحشة، أنا شخصية كوميدية بطلع أهزر، وبعد اللايف ده (تقصد البث الذي ظهرت فيه تسب والدها) أنا بقيت شخص تاني، وبقيت بصلي وكنت طالعة أعمل عمرة ومكنتش متخيلة أن ده يحصل خالص».

وأضافت سوزي الأردنية خلال المقطع الصوتي: «بتمنى لو أنا اختفيت أو اتحبست محدش يزعل مني في أي حاجة، وياريت الناس تتعاطف معايا لأجل أهلي وأن سوزي تطلع من اللي هي فيه لأن أنا شخصية بقت أحسن حاجة، وكل همي في الدنيا أني أأمن مستقبل أخواتي وأهلي، ومش عايزة أي حاجة من السوشيال ميديا غير أني أخلي أهلي في مستوى أحسن».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: سوزي الأردنية سوزي الاردنية حبس سوزي الاردنية سوزي حبس سوزي الأردنية البلوجر سوزي الأردنية البلوجر سوزی الأردنیة تیک توک

إقرأ أيضاً:

حـاجـة الفلسفة إلى العـلـوم الاجتـماعيّـة

منذ الثّـورة المعرفيّـة الهائلة التي أحدثها التّحليل النّفسيّ، قبل نيّـفٍ وقرن، بتسليطه الضّوء على فعل العوامل غيرِ المُوعى بها في الحياة السّيكولوجيّة وغيرِ المراقَبة من أنـا متـشبّعةٍ بالقيم وبالعقـل؛ ومنذ الانقلاب الكبير في نظرتنا إلى ظواهر الاجتماع الإنسانيّ وإلى بِـناهُ وعلاقاته بأثـرٍ من الدّرس الأنثروپـولوجيّ المعاصر...، بات على المعرفة الإنسانيّة أن تستـدخل، في جملة ما استدخلـتْهُ من أبعادٍ جديدة، مسائلَ اللاّمعقول، واللاّمشعور به، والخيال، والمقـدّس، والإيمان... في نطاق ما ينبغي أن يُـبْـحَث فيه ويُـدْرَس بالمناهـج الحديثة (التي تدفّـقت سيولُها في امتداد ثورة علوم الاجتماع والإنسان المعاصرة)؛ من حيث أنّ هذه جميعَها أبعاد مسؤولة عن توليد ديناميّاتٍ موجِّهة للأفعال الإنسانيّة: الفرديّة والجماعيّة.

وهذا معناهُ أنّ إحسانَ فهـمِ الكينونةِ الإنسانيّة والمجتمعيّة فهما مطابِـقا أو، على الأقلّ، مقترِبـا من وضعها الفعليّ بات وقْـفا على أخذ تلك الأبعاد في الحسبان، وعلى توسّلها في تحليل ظواهر الإنسان والمجتمع، وعلى عدم الاقتصار - بالتّالي- على العوامل المُوعَى أو المشعور بها.

ما من شكٍّ في أنّ هذه الثّورة المعرفـيّة، التي أوقـدْتها العلومُ الإنسانيّة والاجتماعيّة، سدّدت ضربة كبيرة لنزْعاتٍ فكريّة عدّة ازدهرت في القرن التّاسع عشر من قبيل الوضعانيّـة والعِـلْمـويّة، في امتداد الانتصارات التي سجّلها العلم في القرنين الـ 17 والـ 18. ولكنّ الذي لا مِـرْية فيه أنّ الفلسفة تلـقّت، بدورها، قسطها من تلك الضّربة التي آذتْها طويلا، بمقدار ما كان قد أصابها أذى أوّلٌ من انفصال علوم الاجتماع والإنسان عنها، واستقلالها بموضوعاتٍ لها كانت في جملة أحكار الفلسفة طوال تاريخها الإمبراطوريّ الممتـدّ من العهد الإغريقيّ حتّى مطالع القرن التّاسع عشر. نعم، بدتِ الفلسفةُ وكأنّها لا تأبـه، كثيـرا، بهذا المتغيّـر المعرفيّ الجديد ولا تعترف له بمشروعيّـة استيلائه على مسائـلَ كانت من أحيازها الفكـريّة.

هكذا استمـرّت في انشغالها بما زُوحِمت فيه من موضوعات من قِـبَـل العلوم الجديدة، ولئلاّ تنحشـر في الزّاوية الأضيق فيستـقـرّ كيانُها على هيئةٍ واحـدةٍ وحيدة (الميتافيزيـقا)، حافظت على فروعها التّـقليديّة محاولة إنتاج معارف في نطاقها. من ذلك: فلسفة الدّين، فلسفة السّياسة، فلسفة الأخلاق، فلسفة التّربيّـة، فلسفة اجتماعيّـة، فلسفة اللّغة، فلسفة العلوم...إلخ، لتجد نفسها تعمل في الميادين عـينِها التي قـامت عليها علـوم جديدة.

والحقّ أنّ الأمرَ ما كان مكابَرَة من الفلسفة أمام فُـتُـوّة المعارف الجديدة، بل أتى يمثّـل فِعْـلا من أفعال الإقدام المعرفيّ الذي لم تـتنـكّب عنه الفلسفةُ يوما، حتّى وهي تُـعَـاين - وعلى مدار قرون عـدّة - كيف يتـقـدّم العلـمُ ظافرا فـيَحْرِمها من حقّ القول في ميادينَ انـتهت إليه ملكـيّـتُها الحصْريّة (= العلوم التّجريبيّـة والرّياضيّة). على أنّ إسقاط فرضيّة المكابَرة من الحسبان لا يُسْقِـط أنّ الفلسفة ما استطاعت، دائما، أن تُجارِيَ علوم المجتمع والإنسان في مناهجها واشتغالها المعرفيّ في مسائل بعينها بانَ فيها تـفـوّقُـها السّاحق على الفلسفة. والغالبُ على ذلك البوْن الذي يفصل بينهما (= الفلسفة من جانبٍ والعلوم من جانب ثانٍ) أنّه ناشئ عن غزارة موضوعات التّـفكير في تلك العلوم قياسا بما هي عليه من شحّـةٍ في الفلسفة! وهي شحّـة قـد تكون غيرَ مفهـومة، تـماما، في نـظامٍ من المعـرفة (= الفلسفة) وَلَج إلى عالم الفكر من باب السّـؤال، منذ ابتداء أمره، واستمرّ فِعْـلُ السّؤال وتوليد الأسئلة والإشكالـيّات يَسِـمُه ويَمِيـزُهُ عن أيّ نظامٍ آخـر من المعرفة.

لقد نشأت، اليوم، حاجةٌ ماسّة إلى أن تنفتح الفلسفة على العلوم الاجتماعيّـة والإنسانيّـة: على علم الاجتماع السّياسيّ، والأنثـروپـولوجيا السّياسيّـة، وعلم السّياسة، وعلم الاقتصاد، وعلم التّاريخ، وعلى التّحليل النّـفسيّ... إلخ؛ وإلى أن تـنتهل منها مناهجَها وطرائـقَها في الدّرس، ومفاهيمَها التي تفتح بها أفـقا جديدا للمعرفة.

إنّها حاجة حيويّـة لها، اليوم، لا لِتحسين موقعها الفكريّ التّـنافسيّ في مواجهة تحـدّي تلك العلوم، بل من أجل توسعة تدخُّلها المعرفيّ في حقول السّياسة والدّين والاجتماع والتّربيّـة وسواها من المسائل التي تتناهـبُها علومُ المجتمع والإنسان. وكم هو نـافلٌ أن يقال، في المعرض هذا، إنّ الفلسفة لا تأتي جديدا ولا تُحْـدِث في سيرتها بدعـة بهذا الانفتاح إذا هي أقدمت عليه؛ فلقد ظلّت تفعله منذ ألفيْ عام، فكانت تعيد وضع فرضيّاتها المؤسِّسة على قاعدة نتائج علومٍ مثل الهندسة والفلك... ثمّ الميكانيكا والفيزياء، فتجـدِّد بها نفسَها.

وهذه حقيقة يعرفها كلّ دارسي تاريخ الفلسفة عندما يتوقّـفون عند حقبةٍ منها فـيَلحظون ما كان من أثـرٍ لعِلْمٍ سابق في تكوين پـراديغماتها.

إذا كانتِ المعرفةُ بمجال السّياسة، في المجتمعات الحديثة التي يقوم فيها نظامُ الدّولة الوطنيّة، تمرُّ- حُكـما - بعلوم الاجتماع، منذ أن فرضت أعمالُ ماكس ڤيبر اللاّفتةُ ذلك على الجميع منذ قـرنٍ من اليوم؛ وإذا كان بعضُ تلك العلوم يتوسّل فرضيّاتٍ للدّرس غيرَ مألوفة في الفكر الغربيّ عن استمرار أثر الموروث في بنية الحداثة، في مجتمعات متشبّعة بالعقلانيّة وفي دولٍ تقوم فيها السّياسة على قواعد العقلانيّة، فكيف - إذن - لا تكون للفلسفة العربيّة حاجةٌ بهذه العلوم من أجل إنتاج معرفةٍ أرصن بمجالٍ للسّياسة يَعْسُر على الدّارس، كثيرا، أن يقول إنّه محكوم بقـواعد العقـل والحداثة؟

مقالات مشابهة

  • عامل إقليم الحوز يشارك في المناظرة الجهوية للتشجيع الرياضي استعداداً للاستحقاقات الكروية الكبرى التي تشرف عليها المملكة المغربية
  • حـاجـة الفلسفة إلى العـلـوم الاجتـماعيّـة
  • المحكمة الاقتصادية تصدر أحكاما بالحبس والبراءة فى قضية مستريح البيتكوين
  • اليوم.. محاكمة سوزي الأردنية بتهمة نشر أخبار كاذبة
  • بتهمة نشر أخبار كاذبة.. سوزي الأردنية تواجه هذه العقوبة طبقا للقانون
  • بدء محاكمة سوزي الأردنية بتهمة نشر أخبار كاذبة.. بعد قليل
  • اليوم.. أولى جلسات محاكمة البلوجر سوزي الأردنية بتهمة نشر أخبار كاذبة
  • أول جلسات محاكمة سوزي الأردنية بتهمة نشر أخبار كاذبة
  • على رأسها الأدوية.. إليك السلع الأساسية التي تركزت عليها الاعتمادات
  • رسميًا.. موعد إعلان أرقام جلوس الثانوية العامة 2025 وخطوات الحصول عليها