وصول القاطرة البحرية "سفاجا 1" لميناء بورتوفيق البحري
تاريخ النشر: 2nd, October 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تابع الفريق كامل الوزير وزير النقل اليوم وصول القاطرة البحرية " سفاجا 1" إلى ميناء بورتوفيق البحري بعد انتهاء بنائها بتكلفة حوالي 268 مليون جنيه وبقوة شد 70 طنا، حيث تم بناء القاطرة الجديدة بواسطة الشركة المصرية لإصلاح وبناء السفن، وهي مزودة بماكينة ديزل بحرية رباعية الأشواط 6 سلندر خدمة شاقة متوسطة السرعة، وقد اجتازت كافة تجارب البحر والرصيف وحصلت على جميع الشهادات من هيئة الإشراف الفرنسية BV وشهادات التراخيص الملاحية الخاصة بالتشغيل.
كما أنها مزودة بوحدة إطفاء حريق بإمكانيات متطورة مع الثبات في المكان وتستخدم كوحدة بحرية في الطوارئ.
يأتي ذلك في إطار جهود وزارة النقل لتطوير قطاع النقل البحري ورفع كفاءة الوحدات البحرية التي تستخدم لأعمال القطر والإرشاد للسفن المترددة على الموانئ المصرية بصفة عامة وموانئ البحر الأحمر بصفة خاصة.
واستقبل القاطرة بميناء بورتوفيق قيادات الهيئة العامة لموانئ البحر الأحمر برئاسة اللواء أ.ح مهندس محمد عبد الرحيم رئيس الهيئة، الذي قام بتقديم المصحف الشريف كهدية للقاطرة وتسليم ربان القاطرة علم جمهورية مصر العربية لرفعه على الساري إيذانًا ببدء العمل وانضمام القاطرة لأسطول الوحدات البحرية بالهيئة. وقدم رئيس الهيئة وقياداتها التحية والتقدير للطاقم المصاحب للقاطرة من الإسكندرية إلى بورتوفيق تقديرًا للجهد المبذول أثناء أعمال البناء وخلال فترة الإبحار وتجارب البحر.
وأشار اللواء أ.ح مهندس محمد عبد الرحيم إلى أنه تم تدريب الأطقم العاملة على القاطرة ورفع كفاءة الأفراد للتعامل مع التكنولوجيا الحديثة والأجيال المتطورة من الوحدات البحرية، مؤكدًا أن الهيئة تعمل دوما على رفع كفاءة الوحدات البحرية وأطقم التشغيل العاملة عليها لتواكب الأجيال الجديدة من السفن.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: 8 مليون جنيه التكنولوجيا الحديثة الفريق كامل الوزير وزير النقل الوحدات البحریة
إقرأ أيضاً:
زاهر بن سعيد البحري النخلي
زاهر بن سعيد البحري النخلي، كما هو واضح من اسمه يبدو أن موطنه ولاية نخل إلا أنه استقر به المقام في زنجبار، وكان ذا ثقافة وعلم وجمال خط مما أهله لتولي منصب كاتب السلطان، وذلك في عهد السلطان ماجد بن سعيد البوسعيدي (1856- 1870م) ، ومن بعده عمل في منصب الكاتب الأول لدى السلطان برغش بن سعيد (1870م – 1888م)، وكان من المقربين من السلطان برغش، ومن الموظفين الذين يتطلب منهم جدول أعمال السيد برغش أن يقابل السلطان بشكل يومي، فالسلطان برغش وضع برنامج يومي، حيث يبدأ يومه بعد صلاة الفجر التي يصليها في قصر بيت الحكم ويصلي به الشيخ سليمان بن عمير الرواحي. وبعده يشرب الشاي ثم قراءة القرآن، حتى طلوع الشمس ، ثم صلاة الضحى، ثم يبدأ في مقابلة موظفي دولته وفي مقدمتهم كاتبه الشيخ سعيد بن زاهر النخلي، ليتباحث معه في عدد من الأمور الإدارية، ثم يواصل باقي برنامجه اليومي.
رافق الشيخ زاهر بن سعيد البحري السلطان برغش في رحلته إلى أوروبا في عام 1875م، وكان السلطان برغش يهدف من هذه الرحلة الاطلاع على المنجزات الأوروبية والتعرف عليها عن قرب ونقل عدد من الأفكار والمنجزات إلى بلاده من أجل تطويرها ودفع عجلة التقدم والتنمية فيها. كان الكاتب زاهر بن سعيد البحري أحد المرافقين للسلطان برغش في هذه الرحلة وقرر كتابة كتاب عنونه بـ"تنزيه الأبصار والأفكار في رحلة سلطان زنجبار"، وذكر البحري الهدف من كتابه في مقدمته، حيث كتب:" ولما كنت ممن تشرف بصحبة جلالة السلطان في هذه الرحلة الزهية، ورأيت بمرأى العين ما حصل لجلالته من العز والجاه في تلك البلاد السعيدة، وسرحت نظري بما فيها من المفترجات والتحف النفيسة التي تتوق إليها العقول، وترتاح إلى استماع أخبارها النفوس، عولت جمع ذلك في كتاب".
مرت كتابة هذا الكتاب بمرحلتين: المرحلة الأولى ما كتبه زاهر بن سعيد من مشاهداته في هذه الرحلة، ثم قام لويس يعقوب إبراهيم صابنجي قرر طباعة هذه الرحلة فأضاف بعض التعديلات على ما كتبه زاهر بن سعيد، حيث أضاف الفوائد العلمية والتاريخية من الرحلة، لان لويس رجل مثقف يتقن أكثر من لغة ، وأصدر مجلة ثقافية في بيروت، ثم انتقل للإقامة في لندن وأصدر فيها جريدتين هما: "الاتحاد العربي: و "الخلافة".
ولقد أضاف لويس أيضا ما كتبته الصحف الأوربية حول زيارة السيد برغش، وقسم لويس الكتاب إلى خمسين بابا وكتب مقدمة الكتاب وخاتمته. وطَعَّم الكتاب برسومات للشخصيات التي قابلها السيد برغش أو رسم يوثق بعض الأحداث.
وصف الكتاب خط سير الرحلة التي بدأت حين قرر السلطان برغش زيارة المملكة المتحدة، وبمعيته مجموعة من رجال دولته، وبذلك يعد السيد برغش أول سلطان عربي يزور المملكة المتحدة، وبدأت رحلته نهار السبت الأول من ربيع الآخر 1292هـ/ 8مايو 1875م. ويقول زاهر بن سعيد حول بداية الرحلة السلطانية:" وفي الساعة الرابعة وعشر دقائق أقلعت السفينة وسافر السلطان –أعزه الله- على بركات الله تعالى، مصحوبا بقنصل جنرال الدولة البريطانية مستر جون كيرك الذي أمرته جلالة الملكة أن يرافق السلطان ذهابا وإيابا. فساروا وطابت لهم الريح وصفا الجو، وراق البحر. وما زالوا يقلعون في راحة وسرور حتى أقبلوا على سراج فوق منارة على رأس مدخل بندر عدن".
وبعد عدن اتجهت السفينة عبر البحر الأحمر إلى السويس، ثم عبرت البحر المتوسط ومضيق جبل طارق، ونزل السلطان برغش في مدينة لشبونة البرتغالية، ويصف زاهر بن سعيد مراسم استقبال السيد برغش في لشبونة فيقول: "فلما وصل السلطان عزف الجنود بآلات الموسيقية ورحبوا بقدومه، وخرج ملك البورتكال ومعه جلالة الملكة، وهي لابسة أفخر الحلل، وعليها من الزينة والجواهر ما يبهر النواظر، فتلقت جلالة السلطان بالحشمة والترحاب". وبعد لشبونة انطلقت السفينة السلطانية إلى المملكة المتحدة حتى وصلت ميناء بورتسموث يوم الأربعاء الثالث من جمادى الأولى، وتم الترحيب بالسلطان عن طريق إطلاق سفينة انجليزية راسية في الميناء إحدى وعشرين طلقه. ثم استكملت السفينة رحلتها إلى لندن التي وصلتها السادس من جمادى الأولى سنة 1292م. وفي لندن حضر السيد برغش الكثير من الفعاليات منها سباق الخيول العربية، وزيارة حديقة الحيوانات، ومركز البريد، وزار المتحف البريطاني وأطلق زاهر بن سعيد على المتحف اسم قصر البلور، ويصف زاهر مراسم ذهاب السلطان برغش إلى المتحف بقوله: "وكانت جرائد لندن قد سبقت وأذاعت زيارة السلطان لقصر البلور، فدرى الناس بذلك، وبادروا من كل فج عميق بأمل مشاهدة أمير عربي قد شرف بلادهم ،... ولما وصل السيد برغش إلى القصر استقبله الشعب بغاية الترحيب والسرور وكشفوا قلانسهم – أي قبعاتهم- عن رؤوسهم، وحيوه بأشرف سلام".
واستقبلته الملكة فكتوريا في قصرها وأقامت على شرفه مأدبة عشاء دعت لها عدد من الأميرات والأمراء ورجال الدولة، ودار حديث مطول بين السلطان والملكة، وكان مما قاله السلطان للملكة:" أما الذي زادني رغبة في مشاهدة ملكة الإنجليز فهو من الأمور المستغربة: فإني رأيت كثيرين من الانجليز سواء كانوا من القواد أو من الجنود أو من التجار يمدحون غاية المديح هذه الملكة المعظمة، ويثنون عليها كل الثناء. ولم أشاهد باقي الأمم يودون ملوكهم وملكاتهم وِدَاد الانجليز لملكتهم، فهذا جعلني أزداد رغبة في مشاهدة الملكة التي هي أشبه بحجر المغناطيس، تجذب إليها قلوب الداني والقاصي".
استمرت رحلة السلطان في لندن 36 يوما، وفي يوم الخميس 11 جمادى الآخرة توجه السلطان من ميناء دوفر إلى فرنسا، و ركبوا القطار إلى باريس، وفي فرنسا زار السلطان جامعة السوربون، ومتحف اللوفر، ونهر السين، وقبر نابليون بونابرت، وظل في فرنسا 15 يوما بعدها، فاتجه إلى ميناء مرسيليا ومنه إلى الإسكندرية التي وصلها بداية شهر رجب واستقبله الخديوي إسماعيل باشا ،ثم توجه إلى القاهرة التي زار فيها نهر النيل، وبستان الأزبكية، ودار الكتب المصرية، وقلعة الجبل ومدرسة الطب، والجامع الأزهر والأهرامات.
ومن القاهرة توجه إلى السويس، ومنها إلى زنجبار التي وصلها 18 من شعبان 1292هـ/ 20 سبتمبر 1875م .
ومن نتائج هذه الرحلة أن قرر السلطان برغش إدخال الطباعة إلى زنجبار، فأنشأ فيها المطبعة السلطانية التي قامت بطباعة عدد من المؤلفات العمانية على نفقة السلطان، إدراكا منه لأهمية العلم في بناء الحضارات والأمم.