ما خيارات أبناء دير الزور لمواجهة البطالة والهروب من التجنيد الإجباري؟
تاريخ النشر: 2nd, October 2024 GMT
دير الزور- يواجه الشباب في ريف دير الزور الشرقي ضغوطا متزايدة نتيجة قلة فرص العمل والبطالة، إلى جانب التحديات المتعلقة بالهروب من التجنيد الإجباري الذي فرضته قوات سوريا الديمقراطية (قسد) على المواليد بين عامي 1998 و2006، حيث زادت هذه المعوقات من الأعباء النفسية والاجتماعية على الشباب، وأثرت سلبا على حياتهم اليومية.
وتقوم قوات "الدفاع الذاتي" التابعة لـ"قسد" بفرض التجنيد الإجباري على الشباب الذين تبلغ أعمارهم 25 عاما. ويعدّ هذا الإجراء شرطا أساسيا للبقاء في مناطق سيطرتها، أو لمن يرغب في الحصول على وظيفة ضمن المراكز التابعة لها، إذ يتعين على المتقدمين للوظائف تقديم "وصل لا مانع" من مكتب الدفاع الذاتي، لإثبات إتمام الخدمة أو إعفائهم منها بمقابل مادي، قبل الموافقة على توظيفهم.
حاجز لقوات الأسايش في بلدة الصبحة شرقي دير الزور (الجزيرة) اعتقالاتتعاني مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية في دير الزور من تصاعد في عمليات الاعتقال وصعوبة التنقل، حيث يتم توكيل مهمة اعتقال المطلوبين إلى قوات الدفاع الذاتي التي باتت تستعين بقوات "الأسايش" (الأمن الداخلي) بقرار من الإدارة الذاتية، مما أدى إلى زيادة في الاعتقالات في المدة الأخيرة.
وبحسب ما ذكر مصدر من قوات الدفاع الذاتي -فضل عدم الكشف عن اسمه- للجزيرة نت، يتم اعتقال 50 إلى 70 شخصا شهريا من كل مناطق دير الزور، مشيرا إلى أن مشاركة الأسايش أسهمت إسهاما كبيرا في تسهيل هذه العمليات بفضل انتشار حواجزها المكثفة في كامل الريف الغربي والشرقي.
ففي حين تتوزع حواجز الدفاع الذاتي بشكل محدود في مناطق مثل المعامل شمالي دير الزور، وبلدات الصبحة والشحيل والبصيرة وأبو حردوب، وصولا إلى مدينة هجين شرقي المحافظة، تنتشر بالمقابل حواجز الأسايش في جميع المناطق الخاضعة لسيطرة "قسد" في دير الزور.
هذا الانتشار الواسع يجعل التنقل للمطلوبين محفوفا بالصعوبات، سواء للعمل أو لتأمين الاحتياجات اليومية، ويجبرهم على اتخاذ طرق وعرة وغير آمنة، حسب ما يقول نايف العبد الله أحد سكان المنطقة، للجزيرة نت.
ويشرح العبد الله معاناته بالقول "أنا المعيل الوحيد لعائلتي، ولا أستطيع التوقف عن العمل أو مغادرة المحافظة في ظل قلة فرص العمل وارتفاع تكاليف المعيشة، وكثير من الشباب مثلي يضطرون إلى استخدام طرق البادية الخطرة لتفادي الحواجز".
طريق وعرة يسلكها الفارّون تجنبا للتجنيد في دير الزور (الجزيرة)يتعرض الفارّون من الاعتقال لخطر الاعتداءات بعد سلوك الطرق البرية أو انقطاع وسيلة النقل، إضافة الى صعوبة الطريق، حسب ما يقول رداد العليان للجزيرة نت. وقد يفضل آخرون البقاء في منازلهم خوفا من الاعتقال الذي يفضي في النهاية إلى دفع الأموال أو التجنيد الاجباري.
وعند القبض على المطلوبين، يحتجزون في أقرب نقطة تُعرف باسم "مركز القوى"، حيث ينتظرون حتى يكتمل العدد إلى 10 أفراد على الأقل قبل نقلهم إلى مكتب الدفاع الذاتي في منطقة المعامل غربي دير الزور، وفق ما أفاد مصدر خاص من عناصر "قسد" العاملين في مركز التجنيد الإجباري، للجزيرة نت.
بعد ذلك، وبحسب المصدر، يُنقل المعتقلون إلى مراكز تدريب عسكرية، إما في منطقة المعامل أو في محافظتي الرقة والحسكة، حسب الحاجة. وخلال الاحتجاز، يُقدّم للمعتقلين الخبز والشوربة والماء، بينما ينتظرون استكمال العدد المطلوب.
مركز تجمّع المطلوبين للتجنيد في منطقة البصيرة (الجزيرة) ابتزاز ماليتعدّ ظاهرة الرشوة في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في دير الزور من المشكلات المتفاقمة، في ظل تزايد عدد المطلوبين للتجنيد الإجباري وتدهور الأوضاع الاقتصادية، مما يجعل الأهالي ضحية الابتزاز المالي والرشوة المتعلقة بعمليات التجنيد.
يسعى العديد من الأهالي، خلال هذه الفترة، لدفع مبالغ مالية كبيرة لإطلاق سراح أبنائهم، حيث يُعد عامل الوقت أساسيا في تحديد قيمة الرشوة. وبحسب محمد العبد الله (والد أحد المعتقلين السابقين)، الذي تحدث للجزيرة نت، تراوح قيمة الرشوة بين 100 و200 دولار لدفعها عند الحواجز في المدن والبلدات، لتجنب نقل الشخص إلى مراكز الدفاع الذاتي.
وفي حال تم ترحيل المعتقل إلى المركز الرئيسي للدفاع الذاتي، قد يراوح المبلغ المطلوب دفعه بين 700 وألف دولار. ويضيف العبد الله أنه دفع 700 دولار بعد تفاوضه مع مدير المركز آنذاك، قبل نقل ابنه إلى مكان آخر بعد أن اضطر إلى بيع قطعة أرض كان يمتلكها.
ويروى رامي الخالد للجزيرة نت تفاصيل احتجازه عند حاجز طيار (نقطة تفتيش غير مركزية) في مدينة البصيرة ومن ثم نقله إلى مركز الدفاع الذاتي.
استطاع الخالد من خلال زيارة أحد أقارب المعتقلين إيصال رسالة إلى عائلته عن مكان احتجازه، لتبدأ بعد ذلك المفاوضات مع مسؤولي المركز، التي انتهت باتفاق على دفع 800 دولار أميركي مقابل إطلاق سراحه بشرط دفع المبلغ ذاته لو ألقي القبض عليه مرة أخرى.
وفي ظل هذه الظروف الصعبة، يجد الشبان بريف دير الزور الشرقي أنفسهم أمام خيارات محدودة، بين مواجهة البطالة أو الخضوع للتجنيد الإجباري، مما يفرض عليهم مزيدا من الضغوط التي تؤثر تأثيرا كبيرا على مستقبلهم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات التجنید الإجباری الدفاع الذاتی فی دیر الزور للجزیرة نت العبد الله
إقرأ أيضاً:
محافظ الجيزة وقائد قوات الدفاع العسكري يشهدان الندوة التثقيفية الـ 16 للمدارس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
شهد المهندس عادل النجار محافظ الجيزة واللواء أسامة عبد الحميد داوود قائد قوات الدفاع الشعبي والعسكرى فعاليات الندوة التثقيفية الـ 16 للمدارس، والتي تنظمها قوات الدفاع الشعبى والعسكري بالتعاون مع مديرية التربية والتعليم بالجيزة بمسرح مدرسة مودرن انفينتي بمناسبة ذكرى انتصارات أكتوبر.
وخلال كلمته قدم محافظ الجيزة التهنئة لقيادات الدولة والقوات المسلحة والحضور بمناسبة ذكرى انتصارات أكتوبر وشكره لقائد قوات الدفاع الشعبى و العسكري لتنظيم الفاعلية وحرص القوات المسلحة ومختلف أجهزتها على التواصل المستمر مع الشباب و مجهوداتهم فى سبيل رفع وعيهم ومشاركة أجهزة المحافظة بمختلف مشروعات التنمية والتطوير.
وأكد محافظ الجيزة على أهمية التعاون فى سبيل حفظ عقول الشباب وتعريفهم بالمخاطر المسلطة عليهم والمحيطة بوطنهم.
كما إستحضر النجار الروح الإيجابية التى تسلح بها الشعب المصرى لتحقيق نصر أكتوبر المجيد مستشهدا بها كسبيل لإجتياز ما تواجهه الدولة من تحديات إقتصادية ومعبرا عن تطلعه لزيادة حجم الأنشطة التعريفية والتوعوية وإيصال فعالياتها لكافة الطلاب من أبناء المحافظة.
ومن جانبه أكد قائد قوات الدفاع الشعبى والعسكرى على أن التعليم وبناء وعى صحيح لدى الشباب هو الركيزة الأساسية نحو تحقيق أهداف الدولة للوصول إلى حلم الجمهورية الجديدة.
كما أشار إلى حرص الدولة وقيادتها على الإهتمام بالشباب وزيادة قدراتهم وتنمية مهاراتهم بمختلف المجالات و تخليد ذكرى الشهداء و تكريم أسرهم، مقدما الشكر لمحافظ الجيزة لإحتضانه ورعايته للندوة، وكذا للمشاركين بالتنظيم وإدارة الفعاليات.
بدأت فعاليات الندوة بالإستماع لأيات من القرآن الكريم، والوقوف لـ سلام الشهيد وكلمات الحضور عقبها عدد من الفقرات الغنائية والإستعراضية حول إنتصارات أكتوبر والتى قدمها طلاب المحافظة وقادرون بإختلاف.
وتضمنت الندوة محاضرة للدكتورة غادة عامر العميد السابق لكلية الهندسة بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا والمحاضر بأكاديمية ناصر العسكرية حول فهم المخاطر الإلكترونية وتحديات التحول الرقمى ومخاطر الحروب الحديثة.
كما شملت الندوة عرض فيلم حول المشروعات القومية وخطط التنمية والتطوير التى تشهدها مختلف المحافظات.
واختتمت الفعاليات بتكريم أسر الشهداء و المتفوقين من طلاب المحافظة وذوى الهمم بالصفوف التعليمية المختلفة وتبادل الدروع وإلتقاط الصور التذكارية والوقوف للسلام الوطنى.
حضر الندوة اللواء محمد أحمد منصور قائد قطاع محافظة الجيزة و العميد محمد الشافعى المستشار العسكرى للمحافظة والدكتور وائل شعبان رئيس الإدارة المركزية لشئون مكتب المحافظ والمشرف على الموارد البشرية والشئون المالية والعميد محمد عبدالمالك الخولى مساعد القائد للتربية العسكرية والأستاذ سعيد عطية مدير مديرية التربية والتعليم بالجيزة والأستاذ بدوى علام رئيس مجلس الأباء والأمناء بالجيزة و هشام زين العابدين رئيس فرع هيئة الأبنية التعليمية بالجيزة و رشا رجب رئيس مجلس إدارة مدرسة مودرن انفينتي وممثلين عن الإدارات التعليمية ومجموعات من الطلاب ممثلين عن إتحادات الطلاب بالإدارات التعليمية بنطاق أحياء ومراكز ومدن المحافظة.