بوابة الوفد:
2025-01-11@13:04:23 GMT

الدور الفرنسى وأفريقيا

تاريخ النشر: 12th, August 2023 GMT

لعل التساؤل الذى يفرض نفسه على الساحة اليوم يتمحور حول الدور الذى تلعبه فرنسا فى الاضطرابات التى تشهدها دول غرب أفريقيا. ولقد أصبحت «النيجر» آخر دولة فى غرب أفريقيا يستولى فيها الجيش على السلطة بعد «بوركينا فاسو»، و«غينيا»، و«مالي»، و«تشاد»، وكلها مستعمرات فرنسية سابقة. وتشير الإحصائيات إلى أن نسبة 78% من الانقلابات التى حصلت فى أفريقيا جنوب الصحراء منذ التسعينيات وعددها 27 انقلابًا حصلت فى دول فرنكوفونية، وهذا ما يجعلنا نتساءل عما إذا كانت فرنسا بإرثها الاستعمارى تتحمل مسئولية هذا الأمر؟

لقد أراد الضالعون فى هذه الانقلابات إقناعنا بذلك، ولهذا عمد العقيد «عبدالله مايغا» ــ  الذى عينته السلطة العسكرية رئيسًا للوزراء فى  2022 ــ  إلى توجيه انتقادات قاسية لفرنسا، إذ وصف سياستها تجاه بلاده بأنها استعمارية ومتعالية وانتقامية، وأنها تخلت عن القيم الأخلاقية الكونية وطعنت «مالى» فى الظهر.

وتنامى العداء لفرنسا أيضًا فى «بوركينا فاسو» إذ أنهت السلطة العسكرية هناك فى فبراير الماضى اتفاقا قديما كان يسمح للقوات الفرنسية بالعمل فى البلاد، وبادرت  فأمهلت فرنسا شهرًا كى تبادر بإجلاء قواتها. وفى «النيجر» التى تجاور البلدين زعم الانقلابيون أن الرئيس «محمد بازوم» أصبح دمية تخدم مصالح فرنسا؛ ولهذا تمت تنحيته، كما ألغت السلطات العسكرية بقيادة العميد  «عبدالرحمن تيانى» خمس اتفاقيات عسكرية مع فرنسا. كما تعرضت سفارة فرنسا فى النيجر لهجمات من متظاهرين داعمين للانقلابيين.

وتؤكد البيانات التاريخية مشروعية المظالم التى يرفعها أفارقة ضد باريس، فالنظام الاستعمارى الفرنسى هو الذى عمد إلى استخراج الموارد والتنمية من البلدان الأفريقية، وتبنى استراتيجية قمعية للسيطرة عليها، وبذلك نحت فرنسا منحى بريطانيا كدولة احتلال. بل إن منتقدى فرنسا يتهمونها بالتدخل فى اقتصاديات وسياسات مستعمراتها السابقة. إذ لا تزال سبع دول فى غرب أفريقيا من أصل تسع تستعمل الفرنك الأفريقى المرتبط باليورو بضمان فرنسى، وهو دليل على التأثير الاقتصادى الفرنسى فى المستعمرات السابقة. كما أن فرنسا صاغت لنفسها أيضًا اتفاقيات عسكرية مع الدول الأفريقية والتى استغلتها للتدخل عسكريًا فى هذه الدول من أجل الإبقاء على القادة المغضوب عليهم شعبيًا فى الحكم. وفى الكثير من الحالات عززت سياسات فرنسا فى الكثير من الحالات سلطة القادة الفاسدين والقمعيين على غرار رئيس تشاد السابق «إدريس ديبى»، ورئيس «بوركينا فاسو» السابق، وهو ما وضع المعوقات فى طريق الصراع من أجل الديمقراطية. وعلى الرغم من أن فرنسا لم تتدخل عسكريًا لإعادة هؤلاء القادة إلى الحكم، إلا أنهم جميعًا يدينون لها بالولاء.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الساحة الاضطرابات إفريقيا جنوب الصحراء السلطة العسكرية

إقرأ أيضاً:

الجمهوريون ضد الجمهوريين.. «الجارديان»: هل يستطيع الرئيس أن يلعب دور صانع السلام داخل حزبه؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن تدخل الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب فى فوز مايك جونسون بمنصب رئيس مجلس النواب كان بمثابة إشارة إلى قوته على الحزب- لكنه لم يكن سوى الاختبار الأول للعديد من الاختبارات الأخرى.

فمع تعثر مساعى مايك جونسون لإعادة انتخابه رئيسًا لمجلس النواب يوم الجمعة الماضي، قاطع الرئيس المنتخب مباراة جولف ليتحدث هاتفيًا مع اثنين من الجمهوريين الرافضين.

وفى وقت قصير ساد فن التعامل، وفاز جونسون فى الجولة الأولى. وكان هذا هو الاختبار الأول من بين العديد من الاختبارات لرئيس قادم معروف بقدرته على تأجيج الانقسام بدلًا من لعب دور صانع السلام.

شعبية ترامب

وقالت إلين كامارك، زميلة بارزة فى دراسات الحوكمة فى مؤسسة بروكينجز للأبحاث فى واشنطن: "لقد ظهرت بعض الشقوق العميقة فيه. من ناحية أخرى، يتمتع "ترامب" فى هذه اللحظة بشعبية كافية لتهدئة بعض هذه الشقوق كما فعل فى التدخل الذى جعل رئيس مجلس النواب جونسون يتغلب على الموقف. لقد جاء فى اللحظة الأخيرة وأنقذ الموقف، لذا أتوقع أنه سيكون قويًا جدًا فى توجيه الحزب فى البداية".

وتابعت: "ولا شك أن ترامب لن يكون أقوى مما هو عليه الآن، بعد أن تحدى كل المشككين وفاز بالانتخابات الرئاسية فى نوفمبر الماضي، وبمجرد توليه منصبه ومواجهة مصاعب الحكم، فمن المرجح أن يصبح رأس ماله السياسى من الأصول المتضائلة؛ خاصة لأنه ممنوع دستوريًا من السعى إلى إعادة انتخابه".

وأضافت "كامارك": "لن تكون المشكلة فى العام أو العامين المقبلين؛ بل ستكون عندما يصبح بطة عرجاء ولا يوجد خليفة طبيعى له. سيكون هذا مثيرًا للاهتمام للغاية لأنه عندها سيكون الحزب مقسمًا إلى شرائح: شريحة واحدة هى شعب ماجا ولكن لا تزال هناك هذه المجموعة شبه الليبرالية التى يتحدث باسمها إيلون ماسك، ولا يزال هناك بعض الجمهوريين التقليديين من أصحاب الأعمال الكبرى".

الصراع الحاسم فى عام ٢٠٢٥

ويشير بعض المعلقين إلى أن الصراع الحاسم فى عام ٢٠٢٥ لن يكون بين الجمهوريين والديمقراطيين؛ بل بين الجمهوريين والجمهوريين.

فقد انتهى شهر العسل الذى أعقب الانتخابات الشهر الماضي، عندما انتقد نشطاء اليمين المتطرف اختيار ترامب لسريرام كريشنان، وهو رجل أعمال أمريكى من أصل هندي، ليكون مستشارا فى مجال الذكاء الاصطناعي، قائلين: "إنه سيكون له تأثير على سياسات الهجرة التى تنتهجها إدارة ترامب".

وتعهد إيلون ماسك، الرئيس التنفيذى لشركتى تسلا وسبيس إكس، المولود فى جنوب أفريقيا، بالذهاب إلى "الحرب" للدفاع عن برنامج تأشيرة H-١B للعاملين الأجانب فى مجال التكنولوجيا.

وكتب على موقع X موجها كلامه إلى أنصار ترامب: "خذوا خطوة كبيرة إلى الوراء واذهبوا إلى الجحيم"، ووصفهم بأنهم "حمقى حقيرون" و"يجب إزالتهم من الحزب الجمهوري، من الجذور".
وألقى رجل الأعمال فيفيك راماسوامي، الذى يرأس مع ماسك "إدارة كفاءة الحكومة"، بثقله فى الأمر؛ ما أثار ردود فعل غاضبة من قاعدة ترامب القومية.

كما أدان ستيف بانون، مستشار ترامب القديم، "أصحاب رؤوس الأموال من شركات التكنولوجيا الكبرى" لدعمهم برنامج تأشيرة H-١B ووصف الهجرة بأنها تهديد للحضارة الغربية.

وفى هذا الأسبوع، وصف بانون ماسك وغيره من داعمى وادى السيليكون بأنهم "متحولون حديثًا" إلى قضية ترامب، محذرًا: "لا تصعد إلى المنبر فى أسبوعك الأول هنا وتبدأ فى إلقاء المحاضرات على الناس حول الطريقة التى ستكون عليها الأمور. إذا كنت ستفعل ذلك، فسوف نمزق وجهك".

وشكل هذا الانقسام صداعًا سياسيًا لـ"ترامب"، الذى تحرك للحد من استخدام التأشيرات خلال رئاسته الأولى ووعد بترحيل جميع المهاجرين الذين يتواجدون فى الولايات المتحدة بشكل غير قانوني.

وقرر الوقوف إلى جانب ماسك، الذى أنفق أكثر من ربع مليار دولار لمساعدته على الفوز فى الانتخابات، قائلًا إنه يدعم بشكل كامل برنامج تأشيرة H-١B للعاملين الأجانب فى مجال التكنولوجيا.
ويشتبه منتقدو ترامب فى أن هذه مجرد معاينة للصراعات القادمة مع ظهور التناقضات المتأصلة فى ائتلاف ترامب على السطح.

وأخيرًا فقد كانت ثورة الجمعة القصيرة بمثابة إشارة إلى المتاعب التى ستواجهها البلاد فى عام ٢٠٢٥ فى ظل الأغلبية الضئيلة التى يتمتع بها الحزب.

وقال جون زغبي، المؤلف وخبير استطلاعات الرأي: "الحقيقة هى أن ترامب الثانى غامض مثل ترامب الأول.. نحن نعلم ما هى الأجندة هذه المرة، لكن احتمالات اندلاع العديد من الصراعات هائلة. وهو يزدهر على هذا الأساس. والرقم واحد على الأجندة هو دونالد ترامب. وكلما زاد عدد هؤلاء الرجال الذين يقاتلون، كلما أصبح فى ذهنه رونالد ريجان فوق كل شيء".

مقالات مشابهة

  • الشاعر إبراهيم رضوان: الأغنية الشعبية تعانى الخفوت.. وعصرها الذهبى فى فترة عبد المطلب ورشدى
  • تامر أفندى يكتب: أحمد عدوية..  طرب "صُنع فى مصر"
  • الجمهوريون ضد الجمهوريين.. «الجارديان»: هل يستطيع الرئيس أن يلعب دور صانع السلام داخل حزبه؟
  • كما قال مالك فى الخمر
  • حنان أبوالضياء تغوص فى العالم السرى للمشاهير
  • اللغة التى جعلتهم يقهروا الظلام
  • إدمان الهواتف
  • محافظ أسوان يشيد بالطالبة بسملة لتكريمها بمسابقة الرسملمحات من الهند
  • المهمة الأساسية للأحزاب السياسية
  • حكايات يكتبها خيري حسن : عطية معبد..شاعر التفاصيل ضد التفاصيل الأخرى