شمسان بوست / جمال مسعود علي:

ازمات كبيرة يعاني منها الشعب الجنوبي وبالأخص الساكنين في العاصمة عدن ، الذين يستيقيضون في كل يوم على حدث جديد ، الحدث الاكثر قلقا هو انفجار أسعار السلع الاستهلاكية وارتفاعها الجنوني الذي تجاوز حد العقل والمنطق وبشكل مفاجئ وغير مبرر ومثير للاستغراب ، لأول مرة منذ الانفلات الاقتصادي وخروج الأزمة عن السيطرة تدخل الخضروات والفواكه المحلية في موجة الغلاء والارتفاع الكارثي في أسعارها ، اذ قفزت أسعار الطماطم إلى ثلاثة الف ريال للكيلو الواحد وكذا البصل والبطاطس ، وهذه الاصناف الثلاثة من الأساسيات في موائد أسر فقيرة فقدت القدرة على شراء مايسمى في اللهجة العدنية ( خصار ) سواء من السمك أو اللحوم أو الدواجن ولم يتبقى لها سوى الخضار التي خرجت اسعارها أيضا عن السيطرة فغادرت موائدهم.



من شدة الفقر وصل الحال إلى شراء مجموع مشكل خضار بمبلغ الف ريال يوميا لسد حاجة البعض في وجبة الغذاء فقط ، ليتفاجا الكثيرون بأن الف ريال لم تعد كافية ، بل يحتاجون اليوم إلى ثلاثة الف ريال لشراء مجموع خضار وليس فيها طماطم.



وصول الارتفاع الجنوني للأسعار سوق الخضروات خطر جديد يهدد الأمن الغذائي وكأنها ملاحقة تتعقب احتياجات الاسر الفقيرة من السلع وضربها بقوة لتمنعها عن تناول قدراتهم الشرائية.




كانت الأسماك قد غادرت الموائد اليومية لدى مئات الآلاف من الأسر والتحقت باللحوم والدواجن ومشتقاتها واليوم بالخضار يدخل المواطن مرحلة فرض الحصار بآلية جديدة لاتتعلق باختفاء السلع من الأسواق بل على العكس ، فالسلع الغذائية بكل أنواعها الخضار والفواكه والأسماك واللحوم والدواجن والحلويات والالبان والاجبان إضافة إلى الارز والدقيق والزيت والسكر تتدفق إلى عدن من كل مكان فهي معروضة بكثرة لكنها مرتفعة الاسعار وارتفعت أكثر بطريقة غير منطقية ولا تفهم المبررات وتفوق القدرة الشرائية للمواطن البسيط .



أن الارتفاع المتزايد في أسعار السلع الاستهلاكية والجنوني الذي لا يتوقف عند حد معين ، أصاب الناس بالذعر وافقد الكثير معنوياتهم وقدراتهم النفسية والجسدية وشل تفكيرهم فصار الواحد منهم لايدري كيف يدير شؤون بيته ولا كيف يوفر القوت الضروري لأولاده ، فالسباق بين دخل المواطن وبين ارتفاع أسعار السلع تجاوز حدود العقل وبدون سبب يذكر ، إذ لم يستجد مايدفع نحو ذلك ، فكل المبررات واهية لايقبلها لاعقل ولا منطق ، والمواطن بدأ يستشعر خطورة القادم من الايام حال السكوت الرسمي والشعبي إزاء هذا الانفلات الاقتصادي وخروج الكثير من السلع من سلة المواطن الغذائية.



صاحب بقالة يصف البيع والشراء في الأحياء الشعبية بالمنهار تماما فالراشن الشهري الذي اعتادت عليه الأسر العدنية انعدم ، واكتفى الكثير بالشراء باليومية ، قائلا صرنا نوزن المواد الغذائية في اكياس بالجرام ، فالسكر والدقيق والأرز والزيت حتى المنظفات نفرغها من القوارير إلى اكياس الايسكريم ، المواطن يطلب دقيق وشاي وسكر بالف ريال نزنه له بالجرام.



وضع مزري ومخيف تعيشه الأسر في عدن وينذر بكارثة محدقة ، أحد الأعيان في شارع بكريتر من ذوي الايادي البيضاء الممدودة بالخير يتحدث دامعة عيناه واصفا مشهد تقطعت منه القلوب لامرأة مستورة خرجت ماقبل الفجر تقلب في القمامة قبل أن يأتي عمال النظافة قائلا رأيتها وانا في طريقي الى المسجد ، جمعت في كيس بقايا طعام ومخلفات الأسر قال تعقبتها لاجدها تدخل بيتا من البيوت العفيفة المستورة التي لا يظهر على أهلها الفاقة والفقر.

أنه مهما كانت الظروف المحيطة بنا ، ومهما بلغت المعوقات والصعوبات التي تواجهها السلطات الحاكمة في البلد ، فلابد من التدخل العاجل والعودة إلى ضوابط الشرع وفسح الطريق امام اهل البر والإحسان حال عجز الحكومة ليدخلوا البيوت المستورة ويتفقدوا أحوال الناس في ظل غياب السياسات الاقتصادية وخطط الإنقاذ المتسارع بتشجيعهم بالتخفيف عليهم من الجبايات والضرائب والرسوم التي ترهق كاهلهم.

كما عليها وقد دخلت السياسة الاقتصادية إلى مرحلة الخطر وتهديد الوضع المعيشي ووصوله إلى حد الاضرار بالسكينة العامة عليها أن تبحث عن البدائل وتبتكر آليات جديدة لتوفير السلع الاستهلاكية بأسعار مناسبة وفي حدود القدرة الشرائية لذوي الدخل المحدود لأن اعراض الجوع قد بدأت تظهر في أجساد الاطفال والنساء وكبار السن.


إن لكل مشكلة حل ومامن أزمة الا ولدى العقلاء مفتاحا لفك شفرتها فانقذوا الناس واطعموهم من جوع مما رزقهم الله من خيرات بلادهم فلا تتخلوا عنهم وتتركوا مصيرهم رهين الازمات السياسية ، فاليوم قد يكون افضل حالا من الغد والأزمات في تصاعد على مستوى العالم ، فإن الله سائل كل راع عما استرعاه وقفوهم أنهم مسؤولون.

المصدر: شمسان بوست

كلمات دلالية: الف ریال

إقرأ أيضاً:

أسعار النفط تتراجع بفعل مخاوف الإمدادات

الاقتصاد نيوز - متابعة

انخفضت أسعار النفط الخام بأكثر من دولار للبرميل، الاثنين، مع تزايد مخاوف الطلب الناجمة عن الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين مما أدى إلى انخفاض الطلب على الخام.

وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 1.09 دولار أو 1.63% إلى 65.78 دولار للبرميل، وتراجعت أيضاً العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 1.15 دولار أو 1.82% إلى 61.87 دولار للبرميل.

وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت قليلاً في الجلستين السابقتين، لكنها سجلت مع ذلك انخفاضاً أسبوعياً بأكثر من 1% يوم الجمعة بسبب المخاوف من تأثير الرسوم الجمركية على الاقتصاد العالمي.

وقال جون إيفانز المحلل لدى شركة الوساطة في المعدات النفطية "بي.في.إم" إن الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين تهيمن على تقة المستثمرين فيما يتعلق بتحريك أسعار النفط، بشكل يفوق تأثير المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران والخلافات داخل تحالف أوبك+.

واهتزت الأسواق بقوة بسبب الإشارات المتضاربة من الرئيس الأمdvكي دونالد ترامب وبكين بشأن التقدم المُحرز لتهدئة حرب تجارية تهدد بتقويض النمو العالمي.

وفي أحدث تعليق من واشنطن، لم يؤيد وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت أمس الأحد تأكيد ترامب على وجود مفاوضات مع الصين. وفي وقت سابق، نفت بكين إجراء أي محادثات.

ومن المتوقع أن يقترح بعض أعضاء أوبك+، وهي تحالف يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول أوبك ومنتجين من خارجها بقيادة ورسيا، تسريع زيادات إنتاج النفط للشهر الثاني على التوالي عندما يجتمعون في الخامس من مايو/ أيار.

في غضون ذلك، قال بنك "بي إن بي باريبا" في مذكرة إنه يتوقع أن يظل سعر خام برنت دون 70 دولاراً للبرميل في الربع الثاني من العام.

ويراقب المستثمرون أيضاً المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة في سلطنة عُمان، والتي تستمر هذا الأسبوع. وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إنه لا يزال "حذراً للغاية" بشأن نجاح المفاوضات.

وفي طهران، ذكرت وسائل إعلام إيرانية رسمية الاثنين أن عدد قتلى الانفجار القوي الذي وقع يوم السبت في ميناء بندر عباس، أكبر موانئ إيران، ارتفع إلى ما لا يقل عن 65 شخصاً.


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام

مقالات مشابهة

  • أنيس بيرو: الأحرار كسب ثقة المواطنين بالجدية و المنجزات
  • طائرة عسكرية صينية ضخمة تهبط في مصر يثير مخاوف إسرائيل
  • الأمير محمد بن سلمان يتبرع بمليار ريال سعودي
  • أسعار النفط تتراجع بفعل مخاوف الإمدادات
  • علي نفقته الخاصة .. الأمير محمد بن سلمان يتبرع بمبلغ مليار ريال | تفاصيل
  • هل يوم الخميس القادم إجازة رسمية في مصر؟ الحكومة توضح
  • مليشيا الحوثي تجبر المواطنين على تسليم أجهزة "ستارلينك" وسط مخاوف من فقدان سيطرتهم على موارد الاتصالات ووسائل التجسس
  • 500 % ارتفاع أسعار السلع في القطاع .. ونفاد الغذاء والأدوية .. والفقر يتجاوز 90 %.. غزة «هيروشيما جديدة».. دمار شامل وحصار خانق
  • خبير اقتصادي: ضرورة ضبط السياسات المالية والتقشف لإنقاذ الاقتصاد الليبي قبل فوات الأوان
  • فشل المرتزقة الاقتصادي يسلب المواطنين قوت يومهم ويعرض حياة الملايين للموت