عربي21:
2024-11-19@12:40:53 GMT

من فلسطين إلى لبنان: ملحمة الدم والمقاومة مستمرة

تاريخ النشر: 2nd, October 2024 GMT

منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 وإلى اليوم ونحن نشهد مرحلة جديدة في الصراع مع العدو الصهيوني لم يشهدها هذا الصراع منذ العام 1948، فبعد معركة طوفان الأقصى التي أطلقتها حركة حماس في السابع من أكتوبر من قطاع غزة، ها نحن في مرحلة جديدة في المواجهة بين حزب الله والعدو الصهيوني، وتحول جبهة المساندة اللبنانية إلى حرب مفتوحة، وبعد أن قدّم الحزب وعدد كبير من قادته شهداء، ها هي ملحمة الدم تتوسع من فلسطين إلى لبنان واليمن والعراق ودول أخرى، وها هي المقاومة الإسلامية تخوض أشكالا جديدة من المواجهات والتحديات لإسقاط المشروع الإسرائيلي- الامريكي الهادف إلى إقامة نظام شرق أوسطي جديد وسحق قوى المقاومة.



فما هي صورة المواجهات اليوم من لبنان بعد استشهاد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله وعدد من قادته العسكريين والأمنيين؟ وإلى أين تتجه الأوضاع بعد بدء الهجوم الإسرائيلي البري في جنوب لبنان؟ وماذا بعد عام على انطلاقة معركة طوفان الأقصى؟

بعد عام من معركة طوفان الأقصى وانطلاقة جبهة المساندة اللبنانية لفلسطين بقيادة حزب الله ومشاركة عدد من القوى الوطنية والإسلامية، شهدت هذه المعركة تطورات خطيرة تمثلت بقيام العدو الإسرائيلي باستهداف حزب الله بسلسلة عمليات عسكرية وأمنية وغارات جوية غير تقليدية أدت إلى استشهاد أمينه العام وعدد من القادة العسكريين والأمنيين، إضافة لاستهداف منظومة الاتصالات البديلة التي اعتمدها ومنها أجهزة البيجر واللاسلكي، والقيام بغارات كبيرة على كل المناطق اللبنانية مما أدى لتهجير حوالي مليون مواطن لبناني من الجنوب والضاحية الجنوبية والبقاع إلى مناطق أخرى، إضافة لاعتماد سياسة التدمير الممنهج للقرى والمدن والأماكن السكنية في أكثر من منطقة لبنانية، وصولا لإطلاق العملية البرية في جنوب لبنان والتي قد تتطور وتتدحرج لاحتلال مناطق لبنانية واسعة.

لكن رغم حجم الضربات القاسية التي تلقاها الحزب وبيئته، فإنه نجح في استيعاب الصدمات وإعادة ترتيب أوضاعه الداخلية وبنيته العسكرية والأمنية والاستعداد لمواجهة العدوان البري، مع الاستمرار في مساندة جبهة غزة وإطلاق الصواريخ على المدن والمستوطنات الإسرائيلية.

نحن إذن أمام مرحلة جديدة في المواجهة بين قوى المقاومة والعدو الإسرائيلي المدعوم أمريكيا، وكما نجحت حركة حماس في مواجهة العدوان الإسرائيلي في غزة رغم كل التضحيات واستشهاد عدد من قادتها وعلى رأسهم إسماعيل هنية وصالح العاروري، فإن حزب الله سيكون قادرا على مواجهة التحديات والحرب الجديدة رغم قسوة الضربات التي تلقاها الحزب.

تؤكد المصادر القيادية في حزب الله، أن الحزب استوعب كل الصدمات وأعاد ترتيب هيكليته الداخلية، وقد حرصت قيادة الحزب على عدم انتخاب أمين عام جديد حاليا واعتماد القيادة الجماعية وفقا للنظام الداخلي للحزب
وتؤكد المصادر القيادية في حزب الله، أن الحزب استوعب كل الصدمات وأعاد ترتيب هيكليته الداخلية، وقد حرصت قيادة الحزب على عدم انتخاب أمين عام جديد حاليا واعتماد القيادة الجماعية وفقا للنظام الداخلي للحزب. وأطل نائب الأمين الشيخ نعيم قاسم لإعلان مواقف الحزب من كل التطورات الداخلية والخارجية وأن انتخاب الأمين العام سيتم في وقت لاحق.

ومن خلال المعطيات الداخلية في حزب الله يمكن التأكيد على النقاط التالية:

أولا: أن قيادة الحزب تعتبر أن المعركة مستمرة ومفتوحة على كل الاحتمالات، ولذا ستخاض المعركة بشكل متدرج في استخدام القدرات والإمكانيات العسكرية حسب التطورات الميدانية.

ثانيا: يواكب الحزب التطورات والاتصالات السياسية وهو يعتمد أسلوب المرونة في إدارة الشأن السياسي ولا يضع خيارا واحدا، وإن كان الهدف الاستراتيجي هو الربط بين الحرب في غزة والحرب على لبنان ولم يتخل عنه، وهو يؤكد على الترابط بين المعركة في فلسطين والمعركة في لبنان، وهذا ما أكده نائب الأمين العام في إطلالته الأولى بعد استشهاد السيد حسن نصر الله ورفاقه.

ثالثا: رغم قسوة المعركة العسكرية والأمنية فإن قيادة الحزب تتابع أيضا كل الملفات غير العسكرية وخصوصا هموم النازحين والانعكاسات الداخلية وكيفية استيعاب التداعيات السياسية والاجتماعية، وتتواصل مع كل الجهات والمؤسسات الحكومية والخاصة.

نحن أمام حرب طويلة مفتوحة على كل الاحتمالات والهدف الإسرائيلي- الأمريكي توسع كثيرا، وهو يريد القضاء على قوى المقاومة ومحاصرة إيران وإقامة نظام شرق أوسطي جديد
رابعا: بعكس ما يروج عن تخلي إيران عن دعم الحزب وإثارة الخلافات بين الحزب والقيادة الإيرانية، فإن التنسيق مع القيادة الإيرانية وقوى محور المقاومة قائم، وهناك توافق على كيفية إدارة المعركة والتعاون الميداني ولا توجد أية خلافات أو تباينات في وجهات نظر، والحزب يثق بالقيادة الإيرانية ودورها وهذا ما برز طيلة 42 عاما منذ تأسيس الحزب إلى اليوم.

خامسا: استفاد الحزب كثيرا من تجربة المعركة في غزة على الصعيد الميداني، وإن كان يواجه أشكالا جديدة من الحرب الإلكترونية والأمنية، وهو يحاول معالجة الثغرات التي برزت.

سادسا: الحزب حاضر في مواكبة الحرب ووصولها إلى مداها الواسع، وهناك حسابات كثيرة يأخذها بعين الاعتبار في إدارة المعركة ولا يكشفها.

سابعا: تركز قيادات الحزب على الميدان وأن الكلمة الفصل له.

على ضوء هذه المعطيات نحن أمام حرب طويلة مفتوحة على كل الاحتمالات والهدف الإسرائيلي- الأمريكي توسع كثيرا، وهو يريد القضاء على قوى المقاومة ومحاصرة إيران وإقامة نظام شرق أوسطي جديد، لكن كما فشل العدوان في حرب تموز 2006 وكما نجحت المقاومة الفلسطينية في غزة والضفة الغربية، فسيكون لبنان ساحة جديدة للمقاومة والصمود والانتصار.

x.com/kassirkassem

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة حزب الله اللبنانية المقاومة لبنان غزة حزب الله الاحتلال المقاومة مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قوى المقاومة قیادة الحزب حزب الله فی غزة على کل

إقرأ أيضاً:

حزب الله يواصل استهداف مواقع العدو الصهيوني بعمليات نوعية داخل الأراضي المحتلة

يمانيون../
صعّد حزب الله اللبناني عملياته العسكرية النوعية ضد مواقع وقوات الاحتلال الصهيوني في الأراضي المحتلة، في إطار دعمه للمقاومة الفلسطينية وتعزيز جبهة المواجهة مع العدو.

العمليات التي نفذها الحزب اليوم الاثنين استهدفت تجمعات للعدو ومواقع استراتيجية، مكبّدة الاحتلال خسائر فادحة في الأرواح والمعدات.

وأعلن حزب الله أن مجاهديه استهدفوا تجمعات عسكرية للعدو في مستوطنات ديشون ومارون الراس وشتولا بصلية صاروخية وصواريخ موجهة، ما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى. كما شنّ الحزب هجوماً جوياً بسرب من المسيّرات الانقضاضية على قاعدة رغفيم العسكرية، التي تقع على بعد 65 كيلومتراً من الحدود اللبنانية وتضم معسكرات تدريب لواء غولاني، محققاً إصابات دقيقة في الأهداف.

في وقت لاحق من مساء اليوم، قصف الحزب منطقة الكريوت شمال حيفا بصلية صاروخية، واستهدف قاعدة شراغا شمال عكا للمرة الثانية، مؤكداً إصابة الأهداف بدقة. بالإضافة إلى ذلك، هاجم تجمعاً لقوات الاحتلال غرب بلدة علما الشعب مستخدماً المسيّرات الانقضاضية، مما زاد من خسائر العدو الميدانية.

وأكد الحزب في بياناته أن هذه العمليات تأتي في إطار الرد على جرائم الاحتلال في فلسطين، ودعماً لصمود الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة في غزة، وحرصاً على حماية السيادة اللبنانية من التهديدات المستمرة. كما شدد على أن المقاومة لن تتراجع عن أداء واجبها في الدفاع عن القضية الفلسطينية ومواجهة الاحتلال بكل الوسائل المتاحة.

تصعيد حزب الله في عملياته يعكس تنسيقاً متقدماً مع فصائل المقاومة الفلسطينية، في ظل استمرار العدو الصهيوني بتوسيع عدوانه. وأظهرت هذه العمليات قدرة المقاومة على ضرب أهداف استراتيجية داخل العمق الصهيوني، مما يفاقم من أزمات الاحتلال على المستويين الأمني والعسكري.

مقالات مشابهة

  • ملاكم أيرلندي يروي أصعب لحظات فقدان ابنته الوحيدة.. خسرت المعركة
  • في ظل الضغوط الدولية والداخلية.. هل يتخلى حزب الله عن دعم المقاومة لتبريد الجبهة اللبنانية؟
  • الدويري: مقاومة غزة تكيفت مع تغيرات المعركة
  • العدوان على غزة يدخل يومه 410 والمقاومة تكبد الاحتلال الخسائر
  • حزب الله يواصل استهداف مواقع العدو الصهيوني بعمليات نوعية داخل الأراضي المحتلة
  • المقاومة الإسلامية في لبنان تواصل استهداف قوات العدو عند الحدود وفي فلسطين المحتلة
  • في جنوب لبنان، ومن جنوبه سيبدأ الانهيار الإسرائيلي!
  • حزب الله ينعى مسؤول العلاقات الإعلامية في الحزب محمد عفيف النابلسي
  • 51 شهيدا في غزة والمقاومة تخوض معارك ضارية في الشمال
  • شاهد| عملية استهداف المقاومة الإسلامية في لبنان تحشّدات جيش العدو الصهيوني في ثكنة يفتاح شمال فلسطين المحتلة