وصف المحللون في الصحف الإسرائيلية اليوم الأربعاء، 2 أكتوبر 2024 ، الهجوم الصاروخي الإيراني الواسع على إسرائيل، أمس، أنه يشكل حربا مباشرة بين إسرائيل وإيران وبداية حرب إقليمية، واعتبروا أن إيران لم تحقق نجاحا كبيرا في هذا الهجوم، الذي شمل إطلاق نحو 180 صاروخا باليستيا.

تغطية مباشرة ومتواصلة عبر قناة وكالة سوا على تطبيق تليجرام- تابعونا هنا

وحسب المحلل العسكري في صحيفة "يسرائيل هيوم"، يوآف ليمور، فإن الهجوم الصاروخي الإيراني "على قواعد الجيش الإسرائيلي في وسط البلاد والنقب كان متوقعا، واستعدت إسرائيل له طوال عدة أيام"، وأن "إيران سجلت إنجازا محدودا جدا، بعيدا عن نيتها الأصلية باستهداف كبير لقواعد الجيش الإسرائيلي والاستخبارات ومقر الموساد".

#عاجل | إيران بعد قصف إسرائيل: عمليتنا انتهت وهذه الرسالة أوصلناها لواشنطنhttps://t.co/PP5D69VuAY

— وكالة سوا الإخبارية (@palsawa) October 2, 2024

وأشار إلى أنه خلافا للهجوم الإيراني على إسرائيل، في 14 نيسان/أبريل الماضي، "هذه المرة غيرت إيران التكتيك، وبدلا من إطلاق طائرات مسيرة وصواريخ كروز التي تمنح إسرائيل وقتا للتأهب لها واعتراضها، اختارت إطلاق صواريخ باليستية فقط ومدة تحليقها أقصر، حوالي 12 دقيقة، وتواجهها إسرائيل لوحدها تقريبا".

ورجح ليمور أن الهجوم الإيراني، أمس، هو "نتيجة ضغوط" مارستها عليها المنظمات الموالية لها، "التي تشعر بأنه تم التخلي عنها في ظل الضغط الإسرائيلي في الأسابيع الأخيرة. والضربات الشديدة التي تعرض لها حزب الله استهدفت بشكل كبير قدراته على العمل، ويتضح ذلك بصعوبة إطلاقه رشقات صواريخ وقذائف صاروخية على الأراضي الإسرائيلية. ورغم أن حزب الله أطلق، أمس، قذائف صاروخية مرتين على وسط البلاد، لكنهما كانا حالتان وحيدتان وبعيدتان جدا عن خطته العملياتية الأصلية".

وأضاف أن هجوم إسرائيل ضد الحوثيين، بداية الأسبوع الحالي، كانت "أكبر مما ذكرت التقارير"، واستهدف ميناء الحديدة الذي يستورد منه النفط ومشتقاته، "ويتوقع أن يحدث أزمة للحوثيين، وأن يتوجهوا إلى إيران مطالبين بمساعدات عاجلة. وإيران التي كانت تحت ضغط منذ اغتيال إسماعيل هنية ، حُشرت في الزاوية مرة أخرى، ولذلك عملت أمس".

مشاهد لاعتراضات وصواريخ الهجوم الإيراني على إسرائيلhttps://t.co/dvwyVw2RoC#ايران #تل_ابيب #بيروت #لبنان #طهران

— وكالة سوا الإخبارية (@palsawa) October 1, 2024

واعتبر أن "فشل الهجوم الإيراني يحرر إسرائيل كي تدرس بأعصاب باردة كيف ومتى سترد، وعلى الأرجح أن الرد سيكون قريبا، لأنه خلافا لإيران، إسرائيل درجت على العمل بسرعة كيف تحافظ على علاقة واضحة بين السبب والنتيجة. والأهداف قد تكون متنوعة: بإمكان إسرائيل الحفاظ على معادلة العين بالعين وأن ترد بمهاجمة أهداف عسكرية فقط، قواعد ومصانع وأسلحة. وبإمكانها العمل ضد أهداف بنية تحتية تلحق ضررا بالنظام الإيراني والاقتصاد الإيراني، مثل منشآت النفط والغاز والبتروكيماويات، على أمل أن تؤدي الأزمة التي ستنشأ في إيران إلى غضب الجمهور ضد النظام".

لكن ليمور استدرك أنه "يتعين على إسرائيل في ردها أن تدرس إلى أي مدى تريد توسيع الحرب ضد إيران، التي أصبحت علنية بالكامل الآن. ويبدو كأن جميع الاحتمالات واردة، لكن يتعين على إسرائيل أن تأخذ بالحسبان أن الأمور ستتطور إلى درجة حرب واسعة وإقليمية، لأن إيران قد ترد أيضا ضد حلفاء علنيين وغير علنيين لإسرائيل، بدءا من الولايات المتحدة وحتى السعودية والأردن".

وأضاف أنه "يتعين على إسرائيل أن تنسق ردودها مع الإدارة الأميركية، عشية الانتخابات الرئاسية، والتي قد تنجر إلى تدخل عسكري يتجاوز تخطيطها، ويتعين على إسرائيل أيضا دراسة تأثير توسيع الحرب على الجبهتين في لبنان و غزة . والعملية المسلحة في يافا، أمس، تذكر مرة أخرى بأن منطقة يهودا والسامرة قابلة للاشتعال أيضا وتشكل تهديدا، والعملية التي انطلقت منها جبت من إسرائيل ثمنا أثقل بكثير من ذلك الذي تسبب به هجوم الصواريخ الذي انطلق من إيران".

من جانبه، لفت المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، إلى أنه "بعد قرابة سنة على الحرب، دخلت إسرائيل أمس إلى مرحلة الحرب الإقليمية. ووضعت إيران نفسها في قلب المواجهة بهجومها الصاروخي الواسع وغير المسبوق على إسرائيل. ووفقا لذلك يتوقع رد إسرائيلي شديد".

وأضاف أن "إيران حللت نتائج هجومها السابق واستخلصت العبر، لكنها لم تنجح في اختراق منظومة الدفاع الإسرائيلية والإقليمية بشكل فعال. ورغم أن الهجوم كان موجها ضد مواقع عسكرية وأمنية، وبينها قواعد سلاح الجو، لكنه كان يهدف عمليا إلى استهداف مراكز سكانية مدنية والتسبب بقتلى وفرض رعب على إسرائيل".

وتابع هرئيل أن "التدهور الأخير يضع جميع الأطراف في وضع مختلف كليا، وفيه المواجهة بين إسرائيل و حماس وحتى الصدام مع حزب الله يحتلان مكانا ثانويا قياسا بالمواجهة الإسرائيلية – الإيرانية. وخلال ذلك، فإنه في الجبهة الداخلية أيضا تتصاعد مخاطر ثانوية. ويتعالى الاشتباه كأن العملية في يافا كانت منسقة مع توقيت الهجوم الإيراني".

وبحسبه، فإن "عملية كهذه تعزز التوتر وانعدام الثقة بالذات لدى الجمهور الإسرائيلي، إضافة إلى إطلاق صواريخ بشكل مكثف. وينبغي أن يؤخذ بالحسبان محاولات مشابهة من جانب فلسطينيين في الضفة الغربية، مرسلين وممولين من إيران وحزب الله. ومن الجائز أيضا أن تكون هناك محاولات لدفع جهات متطرفة أو عصابات من الجمهور العربي في إسرائيل".

وتوقع هرئيل أنه "في الظروف الحالية، سيتم إزالة القتال في قطاع غزة عن سلم الأولويات. وهذا سيؤثر سلبا على محاولات التوصل إلى صفقة مخطوفين، المجمدة أصلا منذ فترة طويلة. ويتوقع الآن أن تستدعي إسرائيل قوات احتياط بشكل أوسع على خلفية الأزمة الإقليمية ومخاطر تدهور آخر في جميع الجبهات".

ولفت إلى أن "التهديد الإيراني الآني إنما يؤكد وحسب تعلق إسرائيل بالأميركيين. وإسرائيل متعلقة بالولايات المتحدة ليس فقط بتنسيق الدفاع الجوي وإنما باستمرار تزويد الذخيرة، لمصلحة عملياتها الهجومية. وهذه أمور لا يستوعبها وزراء نتنياهو الذين يدعون إلى مهاجمة المنشآت النووية في إيران بدون تنسيق مع أميركا، لكن الواقع الحقيقي هو أنه بكل ما يتعلق بالنووي، إسرائيل ملزمة بالعمل بالتنسيق مع الولايات المتحدة، من أجل ضمان إلحاق ضرر حقيقي لفترة طويلة وكذلك من أجل الحصول منها على مساعدات ملائمة في الدفاع والهجوم".

المصدر : وكالة سوا - عرب 48

المصدر: وكالة سوا الإخبارية

كلمات دلالية: الهجوم الإیرانی على إسرائیل وکالة سوا

إقرأ أيضاً:

خبير إستراتيجي: إسرائيل قد تضرب إيران عسكريا في هذه الحالة

أكد اللواء محمد عبد المنعم، الخبير الاستراتيجي والعسكري، أن إسرائيل قد تضرب إيران عسكريا؛ حال رفضت أمريكا برنامج طهران نوويا، مشيرا إلى أن إسرائيل لا تريد أن يكون لدولة شرق أوسطية سلاحا نوويا.

وقال “عبد المنعم”، خلال برنامج “نظرة” المذاع عبر فضائية “صدى البلد”، تقديم الإعلامي حمدي رزق"، أن مصر لديها قدرات عسكرية تحقق لها الأمن والاستقرار لمصالحها، مؤكدا أن إسرائيل مكونة على العدائية؛ ما يجعلها مستنزفة ومستهلكة للسلاح الكثير، وتعتمد على المعونة الأمريكية.

وتابع الخبير الاستراتيجي والعسكري، أن حركة حماس لم تجمع الأسرى في مكان واحد وإنما فرقتهم بأنفاق متعددة، ورغم عمل وسائل الرصد المتطورة الإسرائيلية لم تتمكن تل أبيب من اكتشاف الأنفاق في غزة.
 

مقالات مشابهة

  • تعويلٌ على تشييع نصرالله... هل بدأت إيران بخسارة لبنان؟
  • أخّر “طوفان الأقصى” نصف ساعة.. الضيف تفّوق استخبارياً على إسرائيل
  • «صحيفة أمريكية»: هجوم ترامب على زيلينسكي يثير ردود فعل غاضبة في أوكرانيا
  • خبير إستراتيجي: إسرائيل قد تضرب إيران عسكريا في هذه الحالة
  • الرئيس الإيراني: نريد التفاوض مع أمريكا ودول المنطقة ولن نخشى إسرائيل
  • إيران التي عرفتها من كتاب “الاتحادية والباستور"
  • العلاقات بين إسرائيل وتركيا تتأرجح.. بسبب إيران وحزب الله؟
  • غادة أيوب: يبقى جيشنا فوق كل الافتراءات التي يروجها أتباع إيران في لبنان
  • الكشف عن عدد الجثامين التي تحتجزها إسرائيل
  • رئيس أركان الجيش الإيراني: أي اعتداء على إيران لن تنعم المنطقة بالهدوء ثانية