والغربة إن كانت فى الوطن فهى أشد وأنكى، وإن كانت فى أوطان فقد ضل فاعلوها ومبتدئوها. فهل كان الوطن إلا حنينًا ورحمة وصدرًا يلجأ إليه القاصى والدانى فإن أصبح الوطن هو الغربة فعلى الدنيا السلام.
مقدمة لا بد منها إن شئنا الحديث عن مشكلات الأطباء فى الغربة التى لا تعد ولا تحصى، وبعيدًا عن المشقة المطلقة لكى تحصل على عقد عمل ثم الإجراءات الكثيرة التى تقوم بها من تحاليل وإخلاءات حتى تحصل على التوقيعات وكل من يعرف «أنك
مسافر» يحاول الخروج منك بأى «مصلحة»، لأنك ذاهب إلى الخليج، وما أدراك ما الخليج.
بطبيعة الحال يحمل الطبيب همّ السفر ولكن الأهم هو طبيعة العمل التى عامة لا تكون مكتوبة فى العقد إلا المستشفيات الكبرى
specifications Job and description وغير ها ويكون الطبيب فى بعض الأماكن مجبرًا على إرضاء هذا وذاك كى يحافظ على أكل عيشه أو يرجع إلى بلده سريعًا.
بعض هذه المشكلات قد صادفتها وعشتها بنفسى فى الغربة وهذا لمدة سنة وحيدة قضيتها فى الخليج بعد الدكتوراه، ولكنها تلخص عمر آخرين قد جئت عليهم وتركتهم وما زالوا على هذا الحال، والمشكلات فى الغربة منها مشكلات العمل والتعليم والزملاء. وقد يظن البعض أنه لا مشكلات من الزملاء فهم مغتربون مثلك و«زيك
زيهم» ولكن هذا أبعد بكثير عما يتصوره البعض، لأن منهم من يكره وجودك من أول يوم ويتمنى الخلاص منك ولو على حساب العمل كله ولا مجال للحديث عنها الآن.
مشكلات العمل:
هى أهم شيء لأننا لا بد أن نعرف الدولة التى سنعمل بها وأمراضها والطبيعة الطبية لأهلها فضلا عن التركيبة السكانية التى يجهلها كثير من الأطباء «وأنا منهم» ويذهبون للعمل فى هذه البلاد سواء كانت عربية أو أجنبية، ويقضون وقتًا طويلًا لكى يتأقلموا على ذلك
ومشكلات طبيعة العمل لابد أن تدرس للأطباء قبل سفرهم وتتم متابعتها أو متابعتهم عن طريق القنصلية المصرية فى هذه البلاد، ففى بعض الأماكن يترك الطبيب مع أناس لا يستطيع التفاهم معهم
أو أجواء لا يستطيع العمل سليما فيها.
المشكلات فى عدد ساعات العمل والتى قد لا يعترف الطبيب الالتزام بعدد ساعات معين التى قد لا يعرفها الطبيب من قبل ولا يعرف كيف يتعامل معها لأننا فى مهنتنا نلتزم بالكيف وليس الكم.
مشكلات التعليم فى الغربة:
عامة يطلب منك شهادة معادلة وهذا امتهان شديد للشهادة المصرية، ويقضى بعض الأطباء أوقات فراغهم فى الحصول على شهادات أخرى وخاصة الأوربية وإذا عقدت مقارنة بين التعليم فى الشهادات الجامعية المصرية وبين البلاد الأجنبية فستجد أنه لا
توجد مقارنة من الأساس وتعرف لماذا دول الخليج الآن تطلب معادلة فى بلادها، فنحن نكذب على أنفسنا أن أبقينا التعليم الجامعى هكذا، وبطبيعة الحال نحن نحتاج أن يصبح التعليم الجامعى مثل الدول المتقدمة والشهادة الجامعية تماما مثل الشهادة الأوروبية
والأمريكية لماذا؟
1. لأن الطالب المصرى يبذل أضعاف الجهد الذى يبذله الأجنبى.
2. لأن الجامعات المصرية كانت رائدة العرب وأفريقيا ولا بد أن تظل كذلك دون أهواء أو مصالح.
3. لأن البلاد الخليجية تعرف كيف تحافظ على صحة مواطنيها.
وإذا كانت تستقدم أطباء للعمل عندها فهى تبحث عن الطبيب الذى نال أفضل تعليم وتسأل عن شهاداته وتتابع ذلك وتعرف أحوال الجامعات التى تأخذ منها العاملين.
4- وأضرب المثل بالامتحان التعليمى فى الشهادات البريطانية والأمريكية وفى البلاد الأجنبية.
فلابد أن نتعلم منهم ونعرف قيمة الشهادة الجامعية فهى سلاح الطبيب ومدفعه ودبابته تماما مثل الجندى فى ساحة القتال ولأنها أيضاً جزء من مرتبه الذى يقبضه كل شهر وتقييمه.
أما مشكلات الزملاء فهناك أمثلة كثيرة للزملاء فهناك الزميل الخائن وهناك الزميل «المطبلاتي» وهناك الزميل السلبى وغيرهم، فعليك أن تختار منهم والأفضل «ألا تستعن بصديق».
ويقول العارفون بالصديق عليك أن تختار الرفيق قبل الطريق، وأن تبصر الأمر الدقيق وألا تسير مسلكًا حين يضيق وتحمل من الأمور ما تطيق، فما أحد عليك بشفيق. ويقول العارفون بالغربة من الأطباء: لا تغرنك الغربة فإنها كربة لو لم تعرف ماذا تفعل، وإياك أن تنسى نفسك فى الغربة فأنت الوحيد الذى يدفع ثمنها.
استشارى القلب–معهد القلب
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: طارق الخولي استشاري القلب معهد القلب الوطن مصلحة
إقرأ أيضاً:
حالات تستوجب تشديد العقوبة التأديبية على الموظف وفقا للقانون
ُيعد الالتزام بالضوابط والقوانين الوظيفية أحد الركائز الأساسية، لضمان انضباط بيئة العمل وتحقيق العدالة داخل المؤسسات، ولتحقيق هذا الهدف، وضع المشرّع عقوبات تأديبية تتناسب مع طبيعة المخالفة التي يرتكبها الموظف، ومع ذلك هناك بعض الحالات التي تستوجب تشديد العقوبة نظرًا لخطورة الفعل وتأثيره السلبي على بيئة العمل والمصلحة العامة.
اليوم السابع يقدم مفهوم العقاب التأديبى على الموظف العام، وذلك من خلال عدة جهات هى "المحاكم التأديبية، النيابة الإدارية، وجهة الإدارة التى يعمل بها الموظف المتهم"، وتوضح السطور التالية الحالات التي يقع فيها تشديد وتخفيف العقوبة علي الموظف كالتالى:
وضع المشرع قائمة بالعقوبات التأديبية التى يجوز لكل جهة من هذه الجهات توقيعها، دون تحديد عقوبة معينة لكل جريمة تأديبية على حدة، إنما منح الدستور كلا منها سلطة تقديرية، فى اختيار العقوبة التأديبية المناسبة لكل جريمة، وذلك من بين قائمة العقوبات التى يجوز لها توقيعها.
كما أوضح المعايير القانونية التى يتم على أساسها اختيار العقوبة التأديبية التى توقع على الموظف العام، وكيف تتم تشديد العقوبة التأديبية، وكذلك الأسباب التى تؤدى إلى اختيار عقوبة بسيطة؟
أحوال تشديد العقوبة التأديبية
أولا:
يجب تشديد الجزاء على المخالفات التأديبية العمدية، حيث إن جسامة العمل المادى المشكل للمخالفة التأديبية، ترتبط بالاعتبار المعنوى المصاحب لارتكابها، الهادفة إلى غاية غير مشروعة، ومن ثم يجب أن يدخل هذا فى تقدير من يقوم بتوقيع الجزاء التأديبي.
ثانيا:
وجوب تشديد العقوبة التأديبية على الأفعال التى تشكل جرائم جنائية مخلة بالشرف والاعتبار.
ثالثا:
يجب تشديد الجزاء على الأفعال التى سيعاقب عليها تأديبيا، كونها تشكل جرائم جنائية، حيث إن العقاب التأديبى فى هذه الحالة، يمثل العقوبة الوحيدة التى ستوقع على الموظف.
رابعا:
يجب التشديد فى حال تعدد المخالفات المنسوبة للموظف فى التحقيق الواحد، حيث انه لا يجوز تعدد الجزاءات التأديبية بتعدد المخالفات التأديبية، انما يوقع على المخالفات رغم تعددها جزاء تأديبى واحد، ومن ثم يجب ان يكون مغلظا بما يتناسب مع هذه المخالفات.
خامسا:
يجب تشديد الجزاء التأديبى فى حالة العود فى ارتكاب المخالفات فى فترة زمنية وجيزة، حيث ينبئ ذلك عن أن العقاب السابق لم يحقق أثره فى ردع الموظف، بما يوجب تشديد الجزاء عند تكرار ارتكاب ذات المخالفة التأديبية.
سادسا:
يجب تشديد العقوبة فى المخالفات التى يترتب عليها ضرر مالى جسيم عن المخالفات التى لا يترتب عليها ضرر مالى يسير أو ضرر يمكن تداركه.
أحوال تخفيف العقوبة التأديبية
أولا:
من أسباب تخفيف الجزاء التأديبى "الحالة النفسية" للموظف وقت ارتكابه المخالفة، التى لا تصل إلى حد المرض النفسى والعقلى، مثل ظرف الاستفزاز الذى يتعرض له ويدفعه لارتكاب المخالفة التأديبية، يكون سببًا لتخفيف الجزاء التأديبى، ويراعى أن المرض النفسى والعقلى من أسباب امتناع العقاب التأديبى وليس فقط التخفيف منه.
ثانيا:
ثبوت عدم تدريب الموظف على العمل، وجهله و عدم درايته بأصول العمل الوظيفي، نتيجة حداثة العهد بالعمل، وقلة الخبرة الوظيفية، وكثرة الأعمال المسندة للموظف.
ثالثا:
تغيير وصف الجريمة المنسوبة للموظف، من جريمة عمدية إلى جريمة غير عمدية.
رابعا:
ثبوت تعرض الموظف للإكراه الأدبى، مما أدى إلى ارتكابه المخالفة التأديبية، بأن يثبت أنه كان فى موضع تنفيذ تعليمات وأوامر رئاسية مخالفة للقانون.
خامسا:
نقاء صحيفة العامل الوظيفية طوال مدة خدمته، وحسن سلوكه طبقًا لتقاريره السنوية.
سادسا:
انتفاء الضرر المالى عن الفعل موضوع المخالفة.
سابعا:
تنازل الشاكى عن شكواه ضد الموظف، تؤدى الى تخفيف العقوبة التأديبية، وليس إلى انقضانها، لأن العقوبة التأديبية لا تهدف إلى رد الاعتبار للمجنى عليه، وإنما ترمى إلى حماية الوظيفة العامة والمحافظة على مظهر جهة الإدارة.
كان مركز الإعلام والرصد رصد مرور المفاجئ لمحافظ الدقهلية على الوحدة الصحية بقرية "كفر الترعة بمركز شربين بمحافظة الدقهلية يوم الاثنين الماضي، من إغلاق الوحدة الصحية في تمام الساعة الثالثة عصرًا، وانصراف جميع العاملين بها الساعة الثانية ظهرًا، وذلك بالمخالفة لمواعيد العمل الرسمية المقررة حتى الساعة السادسة مساءً وهو موعد انتهاء مناوبة العمل، الأمر الذي ترتب عليه توقف تقديم الخدمة الطبية للمواطنين.
باشرت النيابة الإدارية بالمنصورة - القسم الرابع التحقيقات في الواقعة، حيث قررت المستشارة شيماء عبد الرازق، وبإشراف المستشار محمد السيد محمود، مدير النيابة، استدعاء مدير المتابعة بديوان عام محافظة الدقهلية، ومدير المراجعة الداخلية والحوكمة بمديرية الشئون الصحية بالدقهلية، للاستماع إلى أقوالهم حول ملابسات الواقعة، وجارٍ استكمال التحقيقات.
مشاركة