بوابة الوفد:
2024-12-16@22:15:34 GMT

الطبيب والغربة

تاريخ النشر: 12th, August 2023 GMT

والغربة إن كانت فى الوطن فهى أشد وأنكى، وإن كانت فى أوطان فقد ضل فاعلوها ومبتدئوها. فهل كان الوطن إلا حنينًا ورحمة وصدرًا يلجأ إليه القاصى والدانى فإن أصبح الوطن هو الغربة فعلى الدنيا السلام.

مقدمة لا بد منها إن شئنا الحديث عن مشكلات الأطباء فى الغربة التى لا تعد ولا تحصى، وبعيدًا عن المشقة المطلقة لكى تحصل على عقد عمل ثم الإجراءات الكثيرة التى تقوم بها من تحاليل وإخلاءات حتى تحصل على التوقيعات وكل من يعرف «أنك

مسافر» يحاول الخروج منك بأى «مصلحة»، لأنك ذاهب إلى الخليج، وما أدراك ما الخليج.

بطبيعة الحال يحمل الطبيب همّ السفر ولكن الأهم هو طبيعة العمل التى عامة لا تكون مكتوبة فى العقد إلا المستشفيات الكبرى

specifications Job and description وغير ها ويكون الطبيب فى بعض الأماكن مجبرًا على إرضاء هذا وذاك كى يحافظ على أكل عيشه أو يرجع إلى بلده سريعًا.

بعض هذه المشكلات قد صادفتها وعشتها بنفسى فى الغربة وهذا لمدة سنة وحيدة قضيتها فى الخليج بعد الدكتوراه، ولكنها تلخص عمر آخرين قد جئت عليهم وتركتهم وما زالوا على هذا الحال، والمشكلات فى الغربة منها مشكلات العمل والتعليم والزملاء. وقد يظن البعض أنه لا مشكلات من الزملاء فهم مغتربون مثلك و«زيك

زيهم» ولكن هذا أبعد بكثير عما يتصوره البعض، لأن منهم من يكره وجودك من أول يوم ويتمنى الخلاص منك ولو على حساب العمل كله ولا مجال للحديث عنها الآن.

مشكلات العمل:

هى أهم شيء لأننا لا بد أن نعرف الدولة التى سنعمل بها وأمراضها والطبيعة الطبية لأهلها فضلا عن التركيبة السكانية التى يجهلها كثير من الأطباء «وأنا منهم» ويذهبون للعمل فى هذه البلاد سواء كانت عربية أو أجنبية، ويقضون وقتًا طويلًا لكى يتأقلموا على ذلك

ومشكلات طبيعة العمل لابد أن تدرس للأطباء قبل سفرهم وتتم متابعتها أو متابعتهم عن طريق القنصلية المصرية فى هذه البلاد، ففى بعض الأماكن يترك الطبيب مع أناس لا يستطيع التفاهم معهم

أو أجواء لا يستطيع العمل سليما فيها.

المشكلات فى عدد ساعات العمل والتى قد لا يعترف الطبيب الالتزام بعدد ساعات معين التى قد لا يعرفها الطبيب من قبل ولا يعرف كيف يتعامل معها لأننا فى مهنتنا نلتزم بالكيف وليس الكم.

مشكلات التعليم فى الغربة:

عامة يطلب منك شهادة معادلة وهذا امتهان شديد للشهادة المصرية، ويقضى بعض الأطباء أوقات فراغهم فى الحصول على شهادات أخرى وخاصة الأوربية وإذا عقدت مقارنة بين التعليم فى الشهادات الجامعية المصرية وبين البلاد الأجنبية فستجد أنه لا

توجد مقارنة من الأساس وتعرف لماذا دول الخليج الآن تطلب معادلة فى بلادها، فنحن نكذب على أنفسنا أن أبقينا التعليم الجامعى هكذا، وبطبيعة الحال نحن نحتاج أن يصبح التعليم الجامعى مثل الدول المتقدمة والشهادة الجامعية تماما مثل الشهادة الأوروبية

والأمريكية لماذا؟

1. لأن الطالب المصرى يبذل أضعاف الجهد الذى يبذله الأجنبى.

2. لأن الجامعات المصرية كانت رائدة العرب وأفريقيا ولا بد أن تظل كذلك دون أهواء أو مصالح.

3. لأن البلاد الخليجية تعرف كيف تحافظ على صحة مواطنيها.

وإذا كانت تستقدم أطباء للعمل عندها فهى تبحث عن الطبيب الذى نال أفضل تعليم وتسأل عن شهاداته وتتابع ذلك وتعرف أحوال الجامعات التى تأخذ منها العاملين.

4- وأضرب المثل بالامتحان التعليمى فى الشهادات البريطانية والأمريكية وفى البلاد الأجنبية.

فلابد أن نتعلم منهم ونعرف قيمة الشهادة الجامعية فهى سلاح الطبيب ومدفعه ودبابته تماما مثل الجندى فى ساحة القتال ولأنها أيضاً جزء من مرتبه الذى يقبضه كل شهر وتقييمه.

أما مشكلات الزملاء فهناك أمثلة كثيرة للزملاء فهناك الزميل الخائن وهناك الزميل «المطبلاتي» وهناك الزميل السلبى وغيرهم، فعليك أن تختار منهم والأفضل «ألا تستعن بصديق».

ويقول العارفون بالصديق عليك أن تختار الرفيق قبل الطريق، وأن تبصر الأمر الدقيق وألا تسير مسلكًا حين يضيق وتحمل من الأمور ما تطيق، فما أحد عليك بشفيق. ويقول العارفون بالغربة من الأطباء: لا تغرنك الغربة فإنها كربة لو لم تعرف ماذا تفعل، وإياك أن تنسى نفسك فى الغربة فأنت الوحيد الذى يدفع ثمنها.

استشارى القلب–معهد القلب

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: طارق الخولي استشاري القلب معهد القلب الوطن مصلحة

إقرأ أيضاً:

وزير الاقتصاد الألماني: نموذجنا الاقتصادي حشر في الزاوية

ألمانيا – أقر وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك في حديث لصحيفة Bild am Sonntag بحاجة ألمانيا إلى أسواق مفتوحة، مشيرا إلى الوضع الحرج الذي يعاني منه نموذج الأعمال في البلاد.

وأضاف هابيك ردا على سؤال حول ما إذا كان نموذج العمل الألماني قد توقف عن العمل بسبب غياب الغاز الروسي الرخيص، قائلا: “نموذج العمل الألماني يمر بوقت عصيب ويعاني من مأزق حقيقي بجميع الأحوال وحشر في الزاوية”.

وأشار إلى أن ألمانيا دولة تعتمد على التصدير وتحتاج إلى أسواق مفتوحة، مضيفا: “الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب يغلق الأسواق، والصين تغلق الأسواق مع الترويج لسياراتها الكهربائية في كل مكان وهذه إحدى المشكلات الخطيرة التي تواجه صناعة السيارات الألمانية”.

ووفقا له فإن حقيقة أن ألمانيا لم تستثمر في البنية التحتية وفي تحسين النظام الضريبي والعمالة الماهرة منذ سنوات تؤثر سلبا على البلاد.

وخلص قائلا: “لدينا مشكلة في جاذبية ألمانيا كوجهة لممارسة الأعمال التجارية، لكنها مشكلة قابلة للحل”.

وأكد وزير المالية الألماني كريستيان ليندنر في وقت سابق أن بلاده “غير قادرة على المنافسة” بعد تدهور اقتصادها، حيث تعاني ألمانيا ارتفاع كلفة الطاقة على خلفية العقوبات ضد روسيا، وتمويل أوكرانيا.

وقال هابيك إن الاقتصاد الألماني فقد ميزته التنافسية بسبب التراجع عن شراء الغاز الروسي، الأمر الذي كان مربحا للغاية لاقتصاد البلاد.

المصدر: تاس

مقالات مشابهة

  • مكاوي: مواكبة التطورات الدولية ضرورة لحل مشكلات الصحافة في مصر
  • الأمم المتحدة تعلن خطوات جديدة لحل الأزمة السياسية في ليبيا
  • وزير الاقتصاد الألماني: نموذجنا الاقتصادي حشر في الزاوية
  • أكشن وضحك ورومانسية.. أفلام نص السنة «لكل مزاج فيلم»
  • كريم وزيرى يكتب: حكايات القوادم.. عندما كتبت كوكب الشرق مقالًا عن الحب
  • إعادة تقييم قوانين الاستثمار ضمان لتعظيم الميزة التنافسية
  • «الكراسة» فين؟!!!
  • لا تتأخر دقيقة عن زيارة الطبيب إن ظهرت هذه العلامة على قدميك.. مرض مميت
  • كشفه بـ20 جنيه.. المئات يشيعون جثمان الطبيب أحمد عبده بالإسماعيلية
  • «الكراسة» فين؟!!!