اكتشاف كوكب يدور حول أقرب نجم منفرد إلى شمسنا
تاريخ النشر: 2nd, October 2024 GMT
يمن مونيتور/قسم الأخبار
اكتشف علماء الفلك، باستخدام التلسكوب العملاق جدا التابع للمرصد الجنوبي الأوروبي، كوكبا خارجيا يدور حول نجم برنارد، وهو أقرب نجم منفرد إلى شمسنا.
وعلى هذا الكوكب الخارجي المكتشف حديثا، والذي تبلغ كتلته نصف كتلة كوكب الزهرة على الأقل، تستمر السنة أكثر بقليل من ثلاثة أيام أرضية. تشير ملاحظات الفريق أيضا إلى وجود ثلاثة مرشحين آخرين للكواكب الخارجية، في مدارات مختلفة حول النجم.
ويقع نجم برنارد على بعد ست سنوات ضوئية فقط، وهو ثاني أقرب نظام نجمي، بعد “ألفا سنتوري” (المكون من ثلاثة نجوم)، وأقرب نجم فردي إلينا.
ونظرا لقربه، فهو هدف أساسي في البحث عن كواكب خارجية تشبه الأرض.
وعلى الرغم من الاكتشاف الواعد في عام 2018، لم يتم تأكيد وجود كوكب يدور حول نجم برنارد حتى الآن.
ويشار إلى أن اكتشاف هذا الكوكب الخارجي الجديد الذي أُعلن عنه في ورقة بحثية نُشرت في مجلة Astronomy & Astrophysics، هو نتيجة للملاحظات التي أُجريت على مدى السنوات الخمس الماضية باستخدام التلسكوب العملاق جدا (VLT)، الواقع في مرصد بارانال في تشيلي.
ويقول جوناي غونزاليس هيرنانديز، الباحث في معهد الفيزياء الفلكية في جزر الكناري في إسبانيا، والمؤلف الرئيسي للورقة البحثية: “حتى لو استغرق الأمر وقتا طويلا، كنا دائما على ثقة من أنه يمكننا العثور على شيء ما”.
وكان الفريق يبحث عن إشارات من الكواكب الخارجية المحتملة داخل المنطقة الصالحة للسكن أو المعتدلة لنجم برنارد – النطاق الذي يمكن أن يوجد فيه الماء السائل على سطح الكوكب.
وغالبا ما يستهدف علماء الفلك الأقزام الحمراء مثل نجم برنارد لأن الكواكب الصخرية ذات الكتلة المنخفضة أسهل في الكشف عنها هناك مقارنة بالنجوم الأكبر حجما التي تشبه الشمس.
ويقول العلماء: “يُطلق على الكوكب الخارجي المكتشف حديثا اسم برنارد بي، وهو أقرب إلى نجم برنارد بعشرين مرة من قرب عطارد من الشمس. ويدور حول نجمه في 3.15 يوما أرضيا ودرجة حرارة سطحه نحو 125 درجة مئوية”.
وتابعوا: “يعتبر برنارد بي أحد الكواكب الخارجية الأقل كتلة، وواحدا من الكواكب القليلة المعروفة بكتلة أقل من كتلة الأرض. لكن الكوكب قريب جدا من النجم المضيف، أقرب من المنطقة الصالحة للحياة. وحتى لو كان النجم أبرد بنحو 2500 درجة من شمسنا، فإنه ما يزال ساخنا جدا للحفاظ على الماء السائل على السطح”.
وفي ملاحظاتهم، استخدم الفريق ESPRESSO، وهي أداة دقيقة للغاية مصممة لقياس تذبذب النجم الناجم عن الجاذبية لكوكب أو أكثر يدور حوله. وقد تم تأكيد النتائج التي تم الحصول عليها من هذه الملاحظات من خلال البيانات من أدوات أخرى متخصصة أيضا في البحث عن الكواكب الخارجية. ومع ذلك، لا تدعم البيانات الجديدة وجود الكوكب الخارجي الذي تم الإبلاغ عنه في عام 2018.
وبالإضافة إلى الكوكب المؤكد، وجد الفريق الدولي أيضا تلميحات لثلاثة مرشحين آخرين للكواكب الخارجية يدورون حول نفس النجم. ومع ذلك، يتطلب ملاحظات إضافية باستخدام ESPRESSO لتأكيدها.
المصدر: phys.org
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: الشمس كوكب الکوکب الخارجی یدور حول
إقرأ أيضاً:
نجم الزُبَانَى
لطالما كان للنجوم حضور قوي في الثقافة العربية، ولا تزال الكثير منها تحمل أسماء عربية حتى اليوم، وقد ورد ذكرها في القرآن الكريم، حيث قال الله تعالى في سورة الأنعام: «وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ»، وارتبط العرب بالنجوم بشكل وثيق، فأطلقوا عليها أسماء ووصفوها بدقة، ولم يقتصر تأثيرها على علم الفلك وحسب، بل امتد أيضًا إلى الشعر والأدب، حيث تغنّى بها الشعراء وحيكت حولها الأساطير، لرسم صور خيالية تربط بين النجوم وتوضح مواقعها في السماء ضمن حكايات وقصص مشوقة.
واليوم نتحدث عن نجم الزُبَانَى الذي يعتبر أحد نجوم الأنواء عند العرب، ويقع في كوكبة الدّلو، وهو من النجوم التي يمكن رؤيتها بسهولة في السماء، يُطلق عليه أيضًا اسم «ألفا الدّلو»، ويُعدّ أحد ألمع النجوم في هذه الكوكبة، ويتميز بلونه الأبيض الذي يميل إلى الزرقة، يقع ضمن الأنواء التي كان يُعتمد عليها في تحديد بعض الفترات الزراعية أو الفصول السنوية، وقد أُطلق عليه هذا الاسم من قبل الفلكيين العرب، ويعني «الزبانة» في اللغة العربية «المشرف» أو «الذي يُوجه»، وذلك بسبب موقعه في السماء بالقرب من نهر الفلك. وقد ذكره المرزوقي في كتابه الأزمنة والأمكنة فقال: «الزباني، وسمّي زباني العقرب وهما قرناها، كوكبان وهو مأخوذ من الزّبن وهو الدّفع، وكلّ واحد منهما عن صاحبه غير مقارن لها ونوؤها ثلاث ليال وتهبّ معه البوارح. وفضل وقت لرؤية الزُبَانَى هو في شهر أغسطس تقريبًا عندما تكون الكوكبة في أعلى نقطة لها في السماء، وقد أثبتت الدراسات الفلكية أن هذا النجم يبعد حوالي 36 سنة ضوئية عن الأرض، مما يجعله قريبًا نسبيًا من كوكبنا في المقاييس الفلكية، وتبلغ درجة حرارته حوالي 12,000 درجة مئوية، وهي حرارة مرتفعة جدًا مقارنةً بشمسنا، وهو أكثر سطوعًا من شمسنا بنحو 30 مرة، وأكبر من قطر الشمس بنحو 4 مرات. وقد ذكر هذا النجم كثيرًا في أشعار العرب قديمها وحديثها، ونجد كذلك أن البحار العماني أحمد بن ماجد ذكره في منظومته الفلكية فقال:
وَيَعتدِل يا صاحبي الزُباني
مَعَ السهيلِ فافهَمِ المَعَاني
في ذلكَ الموسمِ غيرَ خافي
وهُم براسِ الحدِّ ستَّه وافي
وأشهر الشعراء الأمويين الذين ذكروا هذا النجم منهم ذو الرمة الذي ذكر هذا النجم في أكثر من قصيدة في ديوانه، ومنها قوله:
وَرَفْرَفَتْ لِلزُّبَانَى مِنْ بَوَارِحِهَا
هَيْفٌ أَنَشَّتْ بِهَا الأَصْنَاعَ وَالخَبِرَا
رَدُّوا لِأَحْدَاجِهِمْ بُزْلاً مُخَيَّسةً
قَدْ هَرْمَلَ الصَّيْفُ عَنْ أَكْتَافِهَا الوَبَرَا
ففي قصيدة أخرى نجد ذو الرمة يذكر نوء الزبانى وبعض التغيرات المقونة بهذا النوء فيقول:
فَلَمَّا مَضى نَوْءُ الزُّبَانَى وَأَخْلَفَتْ
هَوَادٍ مِنَ الجَوْزَاءِ وَانْغَمَسَ الغَفْرُ
رَمَى أُمَّهَاتِ القُرْدِ لَذْعٌ مِنَ السَّفَا
وَأَحْصدَ مِنْ قُرْيَانِهِ الزَّهَرُ النَّضْرُ
وهذا الشاعر الأموي الأخر الكميت بن زيد الأسدي يذكر هذا النوء فيقول:
وَلَمْ يَكُ نَشؤُكَ لِي إِذْ نَشَأْتَ
كَنَوْءِ الزَّبَانِي عَجَاجاً وَمُورَا
وَلِكِنَّ نَجْمَكَ سعْدُ السعُو
دِ طَبَّقْتَ أَرْضيَ غَيْثًا دَرُورَا
وفي العصر العباسي نجد الشاعر الشهير ابن المعتز يذكر هذا النجم في قصيدة له فيقول فيها:
إِذا شدَّ خِلتَ الأَرضَ تَرمي بِشَخصِهِ
إِلَيها وَيَدعوها لَهُ فَتُجيبُ
مُعِدٌّ لِأَخيارِ الرِياحِ طَليعَةً
يُراقِبُ زَبّانينَ حينَ يَأوبُ
وكذلك الشاعر محمد بن يزيد الحصني المسلمي الذي عاش في العصر العباسي يقول:
إلا وغفرُ الزبانى
يلوحُ فيه العمود
كأنه قُرَشيٌّ
تهفو عليه البنود
ونجد شاعر إشبيلية المتصوف الأعمى التطيلي يذكر هذا النجم في قصائده فيقول:
ولو أنّهُ هزَّ يُمناكَ رمحًا
وركّبَ بأْسََ فيه سنانا
لقامَ فَبَدَّدَ شمْلَ الثريّا
ولو أنّها زَبَنَتْ بالزُّبَانى
وكذلك نجد الشاعر الأندلسي ابن دراج القسطلي يذكر هذا النجم بقوله:
سليبَ المُلْكِ مُنْبَتَّ الأَمانِي
وفَقْدُ العِزِّ إِحْدى المِيتَتَيْنِ
طريدَ الرَّوْعِ لَوْ حَسِبَ الزُّبانى
تلاحِظُهُ لَغارَ مع البُطَيْنِ
كما نجد الشاعر ابن عُنَيْن الذي عاش في الدولة الأيوبية يفصل في ذكر هذا النجم فيقول:
وَأَهدى لَها الوَسمِيُّ سبعًا وَسَبعَةً
طُلوع الزُبانى قَبل ذاكَ مَع الفَجرِ
فَما بَسطت كَفُّ الخَضيبِ بِنانَها
عَلى الأَرضِ إِلّا وَهيَ مَوشيَّةُ الأُزرِ