سام برس
أكدت السيدة الأولى أسماء الأسد أن الكشف المبكر عن نقص السمع لدى حديثي الولادة ممكن ومتاح ، ونتائج العلاج فعالة إلى حد كبير في حال تم التدخل المناسب في الوقت المناسب ، مشيرة إلى أن هذه المسؤولية مشتركة تقع على عاتق الجميع ، وهي تشكل روح البرنامج الوطني للكشف والتدخل المبكر لنقص السمع عند حديثي الولادة.



جاء ذلك خلال كلمة للسيدة الأولى يوم السبت ، أثناء إطلاق البرنامج الوطني للكشف والتدخل المبكر لنقص السمع عند حديثي الولادة، وفيما يلي النص الكامل للكلمة:

“السيداتُ والسادة:

لا يخفى على أحد منكم أن الرعاية الصحية هي واحدة من أهم معايير تقدم ورقيِ المجتمعات لكونها تعبر عن الوجهين الإنساني والإنتاجي لها وما يحمِلان من مضامين تنموية واجتماعية على اعتبار أن بناء الإنسَان السليمَ المعافى هو مسؤولية إنسانية وأخلاقية.

لقد كان توفر العلاجات الطبية للمرضى هو المحور الأهم لقياسِ التقدم في مجال الصحة العامة عبر العقود الماضية، لكن التطور العلمي الكبير الذي تحقق عالمياً في هذا المجال قد بدل المعايير بحيث أصبحت الوقاية اليوم من الأمراض هي المعيار الأهم متفوّقة على العلاج والعناية الطبية اللاحقة، فالوقاية تخفض من نسبة حدوثِ المرض في أحسن الاحتمالات، وتجعل العلاج أكثر فاعلية في أسوئها.

كما أنها تساهمُ في تخفيض التكاليف الباهظة للرعاية الصحية والتي تُشكّل عبئاً كبيراً جداً حتى على موازنات الدول الغنية، فكيف سيكون الحال لِدول محدودة الموارد، محاصرة، محاربة؟ ستكون أهمية الوقاية مضاعفة بكلِ تأكيد.

وإذا كان الإنسان هو منطلق ومستقر أي عمل إنساني أو خدمات طبية تُقدَّم فإن الأطفال يحتلون المرتبة الأولى في هذه الخدمات، فسلامة أطفال أي وطن تعبر عن سلامة مجتمعه وأجيالهِ، وبالتالي سلامة مستقبله، وبمقدارِ ما يتّسمُ الطفلُ بشدة التأثر وسُرعةِ العطب بمقدار ما يتميز بسُرعةِ التجدد والشفاء، وأكثر الأمراض شفاء لديهِ هي نفسها أكثر الأمراضِ إعاقة لِصحَته، وهي بالطبع الأمراض المتعلقة بالحواس لِما تشكّل من أساس النمو المعرفي والتواصلي للأطفال، وفي مقدمة هذه الحواس أهميةً حاسة السمع، فالطفل الفاقد لها – كما ذكر السادة الأطباء والمختصون منذ قليل – هو فاقد للكلامِ أيضاً، غير قادر على التواصل ولا التفاعل مع محيطه، غير قادرٍ على التعلمِ ولا التطور، لكنه وفوق كلِ ما سبق هو عِبءٌ على ذويه ومجتمعه ووطنه دون ذنب منه، بل بتقصير منا عائلةً أو مجتمعاً أو دولة وخاصةً أنَ الكشف المبكر لهذا المرض ممكنٌ ومتاح، ونتائج العلاج فعالة إلى حد كبير في حال تم التدخل المناسب في الوقت المناسب، فإذاً المسؤولية تقع علينا جميعاً بدءاً من الأهل والمؤسسات المعنية، مروراً ببروتوكولات تشخيص الحالة في مراحلهِا المبكرة، وصولاً إلى المعالجة التخصصية.

إن هذه المسؤولية المشتركة بين كل الجهات السابقة هي التي تشّكل روح البرنامج الوطني للكشف والتدخل المبكر لنقص السمع عند حديثي الولادة الذي نطلقه اليومَ، والذي لا ينطِلق من الصفر، إنما من مرحلة متقدمة مبنية على تجربة وطنية عمرها سنوات، تراكمت عاماً بعد عام، واستندت إلى تأهيل عال للكوادر الطبية والفنية التخصصية، وإلى مراكز جديدة وتجهيزات حديثة.

وإذ يشكل البرنامج الوطني خطوة مهمة إلى الأمام في المجال الصحي، فهو أيضاً تجسيد حي للسياسات الصحية العامة التي بدأت سورية بانتهاجها وبخطا متسارعة.

ورغم أن التحديات على المستوى الوطني كبيرة ومتعددة إلا أنها لم ولن تكون مبرراً لعدم السير قدماً والإنتاج والإنجاز على مختلف الصعد وفي شتى المجالات، فاعتلال قطاعٍ أو جزءٍ من قطاع لا يعني عدم التقدم في قطاعات أخرى، وكما المرض بحاجة لعلاج مناسب وفي وقت مناسب، كذلك الأزمات مهما تعقدت فالخروج منها لن يكون إلا بالعمل الصحيح، والتوقيت المناسب، والعمل الدؤوب.

السيداتُ والسادة، وقبل الختام:

إن هذه الدقائق القليلة التي استمعتم مشكورين فيها لكلمتي هي نفسها مُدة الفحص، هي نفسُها -إن أغفلناها- ما تفصل هذا الطفل عن عالمه لبقية حياته، سمعاً وتواصلاً وكلاماً، هي دقائق ستمكن آلاف الأطفال أن يكونوا أطفالاً كاملين في مجتمعاتهم بدل أن نحرمهم حقهم بالكشف المبكر، بالتقصير أو الإهمال.

فلنقم بواجبنا تجاههم أسرة، مجتمعاً ومؤسسات لكي تتحقق الغاية الأسمى، وليكون لكل طفل صوت يُسمع.

شكراً”.

المصدر: سانا

المصدر: سام برس

كلمات دلالية: السمع عند حدیثی الولادة البرنامج الوطنی للکشف

إقرأ أيضاً:

وفد الوكالة الألمانية يزور أسيوط لبحث تنفيذ البرنامج الوطني لإدارة المخلفات

التقى اللواء الدكتور هشام أبوالنصر، محافظ أسيوط، بمكتبه بديوان عام المحافظة، وفدَ الوكالة الألمانية للتعاون الدولي «GIZ» وأعضاءَ البرنامج الوطني لإدارة المخلفات الصلبة؛ لمناقشة الاحتياجات الفنية لرفع كفاءة إدارة منظومة المخلفات البلدية الصلبة، ضمن مشروع البرنامج الوطني التابع لوزارة البيئة، والمُمول من الاتحاد الأوروبي «EU» والحكومة السويسرية ممثلةً في وزارة الدولة للشؤون الاقتصادية «SECO»، والحكومة الألمانية ممثلةً في بنك التعمير الألماني «KFW» والوكالة الألمانية للتعاون الدولي «GIZ»، بالتعاون مع الحكومة المصرية ممثلةً في وزارة البيئة.

جاء ذلك في ضوء الأهمية التي توليها الدولة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي لتحسين الأوضاع البيئية، وانعكاساتها الإيجابية على خطة التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030.

مناقشة وبحث الاحتياجات الفنية

وضم الوفد كلاً من: الخبير الألماني الدكتور ديرك والتر (قائد فريق المشروع)، والدكتورة عبير برقاوي (خبيرة تطوير المنظمات)، والدكتور عبدالمجيد عبدالرازق (خبير التوعية والإعلام)، والدكتور مصطفى عبدالشافي (خبير واستشاري المشروع بالمحافظة)، والمهندسة جاسمين طارق (منسقة المشروع)، وسلمي كمال (عضو الفريق)، والمهندس رجب محمود علي (مدير الإدارة المتكاملة للمخلفات الصلبة بالمحافظة)، وأحلام سيد (مسؤول التوعية والتواصل المجتمعي).

وناقش اللقاء الاحتياجات الفنية لرفع كفاءة إدارة المنظومة، وتفقدَ الجوانب الفنية لها، وعملَ قاعدة بيانات ومنظومة متابعة إلكترونية شاملة.

بناء القدرات والدعم الفني بالتعاون مع وكالة التعاون الدولي الألماني giz

واستعرض محافظ أسيوط خلال اللقاء ما تم تطبيقه على أرض الواقع للنهوض بالمنظومة، موجهاً الشكر لوزيرة البيئة والبرنامج الوطني وكافة شركاء التنمية على التنسيق المستمر لتحقيق الإنجازات التي تشهدها المحافظة، مؤكداً تقديم كافة أوجه الدعم وتذليل العقبات، ومتابعة مشروعات البرنامج الوطني لإدارة المخلفات الصلبة؛ لبناء القدرات والدعم الفني بالتعاون مع وكالة التعاون الدولي الألماني «GIZ»، الذي يُعد أحد أكبر مشروعات إدارة المخلفات في مصر، ويهدف إلى وضع منظومة فعالة ومستدامة للحفاظ على البيئة والصحة العامة، بمشاركة جهات تمويلية منها: الاتحاد الأوروبي، وبنك التعمير الألماني، وهيئة التعاون الدولي الألمانية، والتعاون الدولي السويسري.

تنفيذ ورشة عمل لمسئولي المخلفات الصلبة بالمحافظة

جدير بالذكر أن وفد الوكالة الألمانية للتعاون الدولي «GIZ» قام بزيارة لبعض المناطق الحيوية بإدارة المخلفات الصلبة بالمحافظة على مدار يومين وتم تنفيذ ورشة عمل لمسئولي المخلفات الصلبة بالمحافظة والمراكز والأحياء لتنمية القدرات والمهارات لديهم في مجال إدارة منظومة المخلفات الصلبة وذلك ضمن مشروع البرنامج الوطني لإدارة المخلفات الصلبة.

مقالات مشابهة

  • بتكلفة 10 مليون جنيه.. محافظ القاهرة يفتتح وحدة الماموجرام للكشف المبكر عن سرطان الثدي بمستشفى الشروق المركزي
  • انطلاق منافسات البرنامج الوطني للقراءة في شمال الباطنة
  • انتحار زعيم “عصابة حديثي الولادة” بالسجن
  • الكشف المبكر على سرطان الثدي يزيد من نسبة الشفاء إلى ٩٨٪
  • صحة سوهاج: قوافل طبية للكشف على 7 آلاف مواطن فى قرى سوهاج
  • أليونا: دكتورتي تؤكد أن السعوديات واليمنيات أسهل النساء في الولادة.. فيديو
  • وفد الوكالة الألمانية يزور أسيوط لبحث تنفيذ البرنامج الوطني لإدارة المخلفات
  • المسؤولية المجتمعية للشركات.. أولوية لتنمية وازدهار المجتمع في 2025
  • الأمن الوطني يعلن اسماء المتورطين بإعدام الصدر وآل الحكيم
  • الكرملين : مجموعة بريكس لم تناقش إطلاق عملة مشتركة