أكذوبة رابعة العدوية .. متى تتوقف الجماعة الإرهابية عن المتاجرة بصبيانها ودراويشها؟
تاريخ النشر: 12th, August 2023 GMT
ساعات قليلة تفصلنا عن الذكرى العاشرة لفض اعتصام رابعة العدوية، المسلح والذي يوافق يوم 14 أغسطس الجاري، حيث عملت جماعة الإخوان الإرهابية حينها، على نشر الفوضى والخراب من خلال هذا الاعتصام، "الذي كان قائما على تزييف وعي دراويشها والمتاجرة بهم؛ لتحقيق نصر وهمي داخل مخيلة قياداتها تمثل في عودة المعزول للحكم".
فض اعتصام رابعة العدوية
وبذلت الدولة المصرية بكل أجهزتها ومؤسساتها جهودا كبيرة في محاولة لإنهاء اعتصامي رابعة والنهضة بكافة الطرق والسبل السلمية الممكنة، حيث بدأت الدولة بفتح الطرق لجميع الوساطات عبر أطراف داخلية وخارجية دولية، بغرض حرص الدولة على السلامة العامة ودون تعريض أي من الأطراف للمواجهة ، لأنه من المؤكد أنه سيدفع ثمنها بالأساس من ألقت بهم الجماعة في الصفوف الأولى للاعتصام ليكونوا في مواجهة الدولة.
واتخذ قادة التنظيم الإرهابي من منصتي رابعة العدوية والنهضة وعلى مدار 45 يوما مديرًا لهم من أجل نشر الأفكار المتطرفة وبت العنف والتهديد والدفع إلى القتل من 30 يونيو وحتى 14 أغسطس 2013، حيث لا تزال بعض الكلمات لها آثار ثابتة حتى اليوم، كما أن قناة الجزيرة القطرية تحتفي بتلك الخطابات وتتولى نشرها بمفردها كبوق إعلامي للجماعة الإرهابية.
ولعبت المنصة التي توسطت الميدان دورًا بارزًا في غسل عقول المغيبين بمادة الكذب الكاوية، حيث كانوا يتلقون طوال مدة إقامة المعسكر تدريبات عالية في فنون القتال، وتدمير العقول بالأفكار التكفيرية، والاستعداد؛ لتأسيس كيان موازٍ للدولة، والدليل كان واضحًا جدا أمام أعين الجميع.
ووجدنا بعد فض اعتصام رابعة العدوية المسلح مباشرة، تنظيمات وحركات إرهابية تخرج من رحم الاعتصام أشد عددًا وتأهيلًا، وكان من بينها حركات حسم ولواء الثورة والمقاومة الشعبية، علاوة على ما يسمى الذئاب المنفردة التي نفذت عمليات إرهابية بشكل فردي.
تهديد ووعيد من الاعتصاموفي الأسبوع الأول للاعتصام، ظهر الإرهابي عاصم عبد الماجد على منصة رابعة، مؤيدا للعديد من الأكاذيب ومطالبا بـ سحق متظاهري ثورة يونيو وأفراد الجيش والشرطة، مدعيا الصفح عمن أسماهم بـ"المخدوعين"، قائلا: "الأغبياء أدخلوا رقبتهم تحت المقصلة ولا بد أن تدوس الآن".
كما أدعى أن المشاركين والداعمين لثورة 30 يونيو عملاء وخونة، قائلا: هؤلاء الداعمون للثورة المضادة والمشاركون فيها عملاء وخونة، وكل أهل الصلاح وأهل الدين والحرية قد تجمعوا في رابعة، فقتلانا في الجنة وقتلاهم في النار".
ومن بين الحشود الإرهابية في اعتصامي رابعة والنهضة، خرج أحد أتباع الجماعة الإرهابية في مقطع فيديو شهير، سجلته قناة تليفزيونية تابعة للإخوان الإرهابية، تم تداوله بشدة وقتها، موجها تحذيرات بعنف جليّ مع تهديد بتفجير مصر، وزعم الإخواني الإرهابي في حديثه أن ثورة يونيو: صنعت طالبان وقاعدة جديدة في مصر، قائلا: "كل الجموع دي هتتفرق وهتدمر مصر بجماعات استشهادية، ولو كل واحد فجر نفسه في مجموعة هنفجر مصر، أنا بأنذركم بعودة الأمور لنصابها، وإلا هتقوم حروب أهلية بين الجميع، وكتبت شهادة وفاة لكل من عارض مرسي".
وظهر في صباح 14 أغسطس 2013، ومع بداية عملية فض اعتصام رابعة العدوية والنهضة ما لم يكن أحد يتوقعه، وهو هروب جميع قيادات الإخوان من الاعتصامين، تاركين أنصارهم لمواجهة الدولة.
رابعة والنهضة وتدمير الدولةواشتبك بعض أعضاء الجماعة مع قوات الأمن وأطلقوا النيران مما اضطر قوات الأمن للتعامل معهم بحزم، حيث سجلت تحقيقات النيابة العامة 66 واقعة من وقائع الحرق والتدمير لدور العبادة، إذ أرادت الجماعة إشعال الفتنة الطائفية وإدخال الدولة في حرب أهلية.
من جانبه قال مدير أديب الباحث المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، إن اعتصامي رابعة والنهضة، أكدا عنف جماعة الإخوان، التي استخدمت العدوان المسلح ضد الدولة، وكذلك التحريض على العنف الذي بنيت عليه فكره الاعتصام من الأساس.
وأضاف أديب - في تصريحات لـ"صدى البلد": خلال اعتصام رابعة العدوية الذي بلغت مدته 45 يوما، قام قادة الاعتصام والمسؤولون عنه ببث الكراهية والتحريض على النظام السياسي في مصر، متوعدين كل من شارك في الثورة التي قامت ضدهم في 30 يونيو.
وتابع: كلما مر يوم أو عام على هذا الاعتصام الذي شهدته البلاد في فترة عصيبة نتذكر قيام جماعة الإخوان الإرهابية بأعمال العنف، لافتا إلى أن الإخوان لا يستطيعون العيش دون وهمية، وتقع جميع المسئوليات والعقوبات الجنائية على عاتق الإخوان.
وأوضح أن جماعة الإخوان الإرهابية أمرت أعضاء التنظيم بالخروج مسلحين ضد السلطة السياسية والشعب المصري، وأيضا قوات الأمن التي كانت تسعى إلى فض الاعتصام بطريقه سلمية، إلا أن جماعة الإخوان واجهت ذلك بالعنف، ودفعت بمجموعة كبيرة من الرجال والنساء والأطفال لمواجهة قوات الأمن، فحدث ما حدث، ويتحمل الإخوان المسئولية الكاملة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: فض اعتصام رابعة طالبان عاصم عبد الماجد قناة الجزيرة القطرية جماعة الإخوان جماعة الإخوان قوات الأمن
إقرأ أيضاً:
الدولة الأردنية والإسلاميون من التوافق إلى الحظر
عمّان- في تطور لافت، اعتقلت الأجهزة الأمنية الأردنية، مساء أمس الأحد، القيادي البارز في الحركة الإسلامية أحمد الزرقان، الذي يعد أرفع شخصية قيادية يتم اعتقالها منذ قرار السلطات الأردنية حظر أنشطة جماعة الإخوان المسلمين واعتبارها "جمعية غير مشروعة".
واستهجن المحامي عبد القادر الخطيب نائب رئيس لجنة الحريات في حزب جبهة العمل الإسلامي اعتقال الزرقان (72 عاما)، وقال للجزيرة نت إن نهج الاعتقالات بحق بعض قيادات الحركة الإسلامية من شأنه أن يقدم صورة مغايرة للأردن أمام الرأي العام المحلي والعالمي بما لا يخدم مصالحه العليا.
ودعا الخطيب الحكومة لتغليب الحكمة والتهدئة والإفراج عن الزرقان والقيادي الآخر في الحركة الإسلامية عارف حمدان، وعن جميع المعتقلين السياسيين على خلفية فعاليات التضامن مع غزة، لافتا إلى أنه مُنع من زيارة المعتقلين أكثر من مرة، واستدرك "لا يوجد أي مسوغ قانوني لهذه الاعتقالات واستمرارها".
ضمن الحملة
ورجَّح مراقبون أن يكون اعتقال الزرقان وحمدان مرتبطا بالتحقيقات الجارية حول الملف المالي للإخوان المسلمين، في إطار حملة أمنية للبحث عن وثائق ومستندات قد تُدين الجماعة.
وتزامنت هذه الاعتقالات مع قرار الحكومة الأردنية الأخير، الذي أعلن فيه وزير الداخلية مازن الفراية حظر جماعة الإخوان المسلمين رسميّا.
إعلانواعتبر الفراية الانتساب للجماعة أو الترويج لأفكارها عملا مخالفا للقانون، مؤكدا إغلاق مقراتها ومكاتبها كافة، حتى لو كانت بالتشارك مع جهات أخرى.
كما سارعت الحكومة -من خلال لجنة مختصة- إلى مصادرة ممتلكات الجماعة المنقولة وغير المنقولة، تنفيذا للأحكام القضائية ذات الصلة، وشدَّدت السلطات على أنّ التعامل مع الجماعة عبر وسائل الإعلام أو منصات التواصل يخضع للمساءلة القانونية.
وحسب مراقبين، فإن قرار الداخلية الأردنية لم يشمل حزب جبهة العمل الإسلامي، الذي لم توجّه له أيّ تُهم رسمية، ولم تُحرّك النيابة العامّة دعوى ضدّه، مما يعني أنّ أيّ إجراء مُحتمل لا يزال ضمن دائرة التقديرات القانونية، وليس الحقائق القضائية.
وتأتي هذه التطورات وغيرها في الوقت الذي أعلنت فيه دائرة المخابرات الأردنية يوم 15 أبريل/نيسان الجاري القبض على خلية قالت إنها كانت تقود "مخططات تتمثل في تصنيع صواريخ، وحيازة مواد متفجرة وأسلحة نارية وإخفاء صاروخ مجهز للاستخدام، ومشروع لتصنيع طائرات مُسيَّرة".
وتحدث الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية، محمد المومني، عن إلقاء القبض على "16 ضالعا بتلك المخططات التي كانت تتابعها الدائرة بشكل استخباري دقيق منذ 2021".
وكان الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي وائل السقا أكد أن الحزب مارس نشاطاته ومهامه كافة خلال السنوات الماضية، وفقا للدستور والقانون الأردنيين.
وأضاف -خلال مؤتمر صحفي عقده الأربعاء الماضي- أن "قرار الحكومة المتعلق بحظر النشاط السياسي لجماعة الإخوان المسلمين لا يعني الحزب".
وشدَّد الحزب على أنه يعمل وفق الدستور والقوانين الناظمة للأحزاب ويمارس دوره السياسي والوطني، مؤكدا رفضه "أي تحريض أو تطاول أو تشكيك بالدور الوطني الذي يقوم به ضمن أي خصومة سياسية".
إعلانمن جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي الدكتور محمد أبو رمان إنه بعد معركة قضائية استمرّت أعواما، أقرت محكمة التمييز عام 2020 مصادرة ممتلكات جماعة الإخوان المسلمين، وتضمّنت القرارات نصوصا تفيد بتأكيد أن الجماعة القديمة غير شرعية.
وأضاف "خاض حزب جبهة العمل الإسلامي، بالشراكة غير الرسمية مع الإخوان، الانتخابات النيابية في سبتمبر/أيلول 2024، وحصدوا أكبر عدد من الأصوات في تاريخ الجماعة، ولم يؤثر ذلك على موقف مؤسّسات الدولة، حتى تدحرجت الأزمة أكثر مع حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة".
لكن القشّة التي قصمت ظهر البعير -وفق أبو رمان- "تمثّلت في مجموعات جرى الإعلان عنها، وقضية الأسلحة، وأغلبها من الإخوان أو في الأوساط التنظيمية والقريبة منها، مما دفع الدولة إلى وضع حدّ للحالة غير القانونية السائدة سابقا، وإعلان حظر أنشطة الجماعة، من دون التعرّض للحزب السياسي الذي يمثّلها عمليا وأغلب أعضائه من أبناء الجماعة، وله تمثيل نيابي واسع وعريض".
الأردن مختلفوحول توجه الدولة نحو مزيد من التصعيد والاعتقالات في صفوف قيادات الحركة الإسلامية، أوضح أبو رمان أنه لا يعني قرار الحكومة الأردنية حظر عمل الإخوان المسلمين أن يتم استنساخ نماذج وتجارب عربية أخرى حكمت على الجماعة وحزبها بـ"الإرهاب"، وزجّتهم جميعا بالسجون، وجرّمت بصورة قطعية الانتماء للجماعة أو حزبها أو حتى تبني هذا الخطاب.
وذكر أن القرار والسياسة الأردنيين أبعد ما يكونان عن هذا الخط، وأن المسألة ضبط العمل ليكون ملتزما بقواعد اللعبة السياسية وبمظلة القانون وعلنا، وهو أمر قد يكون في صالح الحركة الإسلامية مستقبلا، ويدفعها أكثر فأكثر نحو الواقعية السياسية والعمل العلني، بعيدا عن "الازدواجيات".
بدوره، استنكر الملتقى الوطني لدعم المقاومة وحماية الوطن حملات "التجييش والشيطنة" التي أعقبت الكشف عن خلايا اتُهمت بتصنيع أسلحة، وتم ربطها بالحركة الإسلامية، واستغلت من قبل الخصوم السياسيين لتصفية الحسابات مع الحركة في الأردن بشكليها الدعوي والسياسي.
إعلانوعبَّر الملتقى في بيانٍ صادر عنه، أمس الأحد، عن استغرابه مداهمة مقرات حزب جبهة العمل الإسلامي، مع أنه "مرخص ويمارس أعماله تحت سقف القانون والدستور".
وكانت محكمة التمييز الأردنية، وهي أعلى سلطة قضائية في البلاد، قد قررت حلّ جماعة الإخوان المسلمين في الأردن في 15 يوليو/تموز 2020، لـ"عدم تصويب أوضاعها القانونية وفقا للقوانين الأردنية، واعتبار جماعة الإخوان المسلمين منحلة حكما وفاقدة لشخصيتها القانونية والاعتبارية".