السياحة الثقافية والحضارية.. عُمان وجهة مغرية
تاريخ النشر: 12th, August 2023 GMT
رغم عدم وجود دراسات ميدانية وأرقام حول تفضيلات السياح بين مسارات السياحة: الطبيعية والتاريخية والترفيهية والثقافية إلا أن إقبال السياح حول بعض الوجهات السياحية العالمية يمكن أن تكشف شيئا عن تلك التفضيلات التي يمكن البناء عليها محليا لتكون لدينا سياحة ثقافية تستند على المنجز التاريخي والحضاري العماني، وهذا المسار من المسارات السياحية عليه إقبال كبير من مختلف السياح في العالم إضافة إلى السائح العماني المهتم بمعرفة تاريخه وتراثه وحضارته على أن تسرد له هذه المعرفة بطريقة حديثة تتواكب ومتطلبات الجيل التقني والتكنولوجي الجديد؛ فليس سهلا أن يكون هناك إقبال من فئات المراهقين والشباب على السياحة التراثية والثقافية بطريقتها التقليدية خاصة في ظل توفر أساليب حديثة ومتطورة.
ورغم الاهتمام الواضح الذي توليه سلطنة عمان بالمتاحف الحديثة ويظهر في افتتاح متحفين من أكبر المتاحف في المنطقة: المتحف الوطني ومتحف عمان عبر الزمان إضافة إلى مشروع المتحف البحري المنتظر إنشاؤه في مدينة صور إلا أن منظومة المتاحف، على أهميتها، لا تعدو أن تكون جزءا واحدا من الأجزاء التي تقوم عليها السياحة التراثية والثقافية/الحضارية.
وهذا النوع من السياحة لا يقتصر فقط على عرض القطع الأثرية التاريخية ولكن يمكن ابتكار الكثير من الأساليب التي تدعم هذا النوع من السياحة وتكون جاذبة للسياح ومن كل مكان ومن كل الفئات. فعلى سبيل المثال يمكن إنشاء متاحف تاريخية مفتوحة في الكثير من المحافظات العمانية باستخدام التقنيات الحديثة بحيث تمكّن الزوار من الرجوع بالزمن إلى الوراء ومشاهدة الحياة اليومية بكل تفاصيلها كيف كانت قبل ألف سنة أو قبل خمسة آلاف سنة، عبر تقنيات المحاكاة، ويمكن الاستفادة من تجربة متحف عُمان عبر الزمان والكثير من التجارب العالمية، أو حتى يمكن أن يكون لعُمان السبق في إنشاء مثل هذه المتاحف المتنقلة أو الثابتة التي تقوم بأكثر من دور، فإضافة إلى الجانب السياحي فإن هذه المشاريع يمكن أن تلعب دورا أساسيا في تنمية الجوانب الوطنية لدى الأجيال المتأثرة كثيرا بتيارات العولمة والمد الثقافي القادم من وراء الحدود.. وتمتلك سلطنة عمان تاريخا كبيرا جدا يمكن أن يتحول إلى مادة متحفية بتقنيات حديثة وافتراضية تكون مصدر جذب سياحي ونشر للتاريخ العماني. ولا تحتاج عُمان أن تستورد قصصها المتحفية من الخارج أو أن تستعيرها فهي متخمة بكل قصص التاريخ الكبرى التي لا يمكن أن ينكرها إلا جاهل. ولنا أن نتخيل عندما يعرض فيلم تفاعلي في مدينة قلهات يجسد للزوار تاريخ هذه المدينة، منذ النشأة وحتى الأفول، أو فيلم تفاعلي آخر في منطقة سلوت يوضح كيف كانت واقعة سلوت ودورها في التاريخي العماني، وآخر في صحار وفي صور وفي سمائل وفي محافظة ظفار، أو حتى على مستوى الولاية الواحدة وفيه مجال للتنافس وجذب السياح لولايات عمانية كل منها مرشحة في أن تكون حضارة متكاملة بما تملكه من إرث تاريخي.
ورغم أن الفكرة هنا عابرة دون تفاصيل تنفيذية لكنها يمكن أن تتطور في المحافظات على أيدي الشباب المبدع والمتوهج والقادر على تحويل منجزات محافظاته التاريخية إلى استثمار سياحي واعد.
وهذا الأمر لا يمكن أن يبقى دورا من أدوار وزارة التراث والسياحة بل هو دور مؤسسات القطاع الخاص التي عليها أن تتجه نحو الاستثمار في هذه المشاريع السياحية الريادية التي تتجاوز الفهم التقليدي للسياحة وكذلك الفهم التقليدي للمتاحف التراثية، وتفتح مسارات استثمار تخرج من إطارها المحلي إلى إطار عالمي.
السياحة في عُمان بحاجة ماسة إلى أفكار جديدة وابتكارات تجذب السياح من كل مكان عبر الاشتغال على المعطيات التاريخية والتراثية التي تزخر بها الأرض العمانية، ويمكن أن نتذكر هنا كيف اهتمت بعض الولايات بتحويل بيوت الطين إلى مزارات سياحية لها عوائد كبيرة، وهي في الوقت نفسه تقدم بعضا من المنجز التاريخي العماني.
وإلى جوار المشاريع السياحية الثقافية المقترحة يمكن بسهولة أن تنشأ مشاريع سياحية خدمية مثل الفنادق والمقاهي والألعاب الترفيهية على أن تخرج في تصميماتها من الروح الثقافية والتراثية نفسها.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: یمکن أن
إقرأ أيضاً:
رواتب مغرية لعودة جيش لحد: مشروع أمني إسرائيلي جديد في جنوب لبنان
كشف الزعيم اللبناني، شاكر البرجاوي، عن تفاصيل مثيرة بشأن خطة إسرائيلية سرية لتفعيل دور جيش لحد السابق، الذي أسسته "إسرائيل" في السبعينيات، وتوظيف عناصره في مشروع أمني جديد يستهدف تغيير المعادلة في المنطقة.
ووفقا لتصريحات البرجاوي، يتواصل ضباط من جهاز الموساد الإسرائيلي مع أفراد من جيش لحد القديم، ويحاولون إقناعهم بالعودة إلى العمل لصالح إسرائيل، حتى مع أبنائهم الكبار، مقابل رواتب شهرية مغرية تتراوح بين 6 إلى 8 آلاف دولار.
عمل جيش لحد بشكل وثيق مع القوات الإسرائيلية، وكان يُعتبر أداة لتنفيذ السياسات الإسرائيلية في جنوب لبنان.
لكن مع انسحاب إسرائيل من الجنوب في عام 2000، تم تفكيك جيش لحد، وظلت أعداد كبيرة من عناصره موزعة بين اللجوء إلى "إسرائيل" أو الاختفاء داخل المجتمع اللبناني.
المخطط الإسرائيلي الجديدووفقا للبرجاوي، فإن المشروع الإسرائيلي الجديد في جنوب لبنان يتجاوز بكثير حدود القرار 1701 الذي تم بموجبه وقف العمليات العسكرية بين "إسرائيل" وحزب الله بعد حرب 2006.
ويتضح من خلال تصريحات البرجاوي، أن "إسرائيل" تسعى إلى مشروع أكبر وأخطر، هدفه استعادة نفوذها في المنطقة عبر توظيف جيش لحد السابق في تشكيل أحزمة أمنية لصالحها.
ويشير البرجاوي، إلى أن "إسرائيل" تعمل على إعادة عناصر جيش لحد السابقين إلى جنوب لبنان، في خطوة تهدف إلى تقوية سيطرتها على المنطقة وخلق حالة أمنية موالية لها، من خلال استعادة العناصر السابقة، وتوزيعهم على شكل خلايا أمنية جديدة تتعاون مع "إسرائيل" في مواجهة حزب الله والمقاومة اللبنانية.
الأهداف الإسرائيلية: تدمير بنية المقاومةالمشروع الإسرائيلي الذي يجري التحضير له في جنوب لبنان، يشمل أيضا تدمير المناطق المحسوبة على حزب الله وبنية المقاومة في الجنوب.
وتشير المعلومات التي حصل عليها البرجاوي إلى أن "إسرائيل" تسعى إلى تشكيل "شريط أمني" على طول الحدود الجنوبية، يعتمد على العناصر السابقة من جيش لحد، وهو ما يشير إلى خطوة استراتيجية تهدف إلى إضعاف المقاومة في هذه المنطقة، عبر استغلال التحولات الأمنية التي قد تنجم عن التعاون مع هؤلاء العناصر.
© 2000 - 2024 البوابة (www.albawaba.com)
محرر البوابةيتابع طاقم تحرير البوابة أحدث الأخبار العالمية والإقليمية على مدار الساعة بتغطية موضوعية وشاملة
الأحدثترند رواتب مغرية لعودة جيش لحد: مشروع أمني إسرائيلي جديد في جنوب لبنان دينزل واشنطن يقرر التقاعد.. ويشوق جمهوره لـ Black Panther 3 بالفيديو: أشهر لص تائب في مصر يروي حكايته مواعيد الدخول إلى الحطيم حجر إسماعيل: تعليمات وأوقات محددة للمصلين تشكيلات الفرق: منتخب العراق - منتخب الأردن في تصفيات كأس العالم 2026 Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا فريقنا حل مشكلة فنية اعمل معنا الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTubeاشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن
© 2000 - 2024 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter