2 أكتوبر، 2024

بغداد/المسلة:

افادت معلومات بأن القرار الذي اتخذته الحكومة العراقية بإلغاء عضوية الموظفة الدبلوماسية سمر القيسي جاء استجابة لضغوط شعبية وسياسية داخلية، وخصوصًا بعد توجيه “التيار الصدري” لانتقادات لاذعة واتخاذ إجراءات قانونية ضدها.

و القرار ، وفق تحليلات،  يعكس الطبيعة الحساسة  للموقف العراق من اسرائيل، حيث تلتزم الحكومة بعدم الاعتراف بإسرائيل وتعتمد مواقف صارمة ضدها، بما في ذلك انسحاب ممثليها من الفعاليات الدولية عند مشاركة مسؤولين إسرائيليين.

سمر القيسي، وفقًا لما ذُكر، بررت عدم انسحابها بأنها لم تُبلَّغ بذلك، إلا أن مثل هذا التصرف يعد إهمالًا في التقدير الذاتي للوضع الدبلوماسي، خصوصًا في ظل انسحاب الوفود العربية والإسلامية الأخرى.

من الجانب السياسي، جاءت الانتقادات الأبرز من “التيار الصدري”، حيث وجه زعيم التيار، مقتدى الصدر، أوامره لمقاضاة الدبلوماسية المعنية، وأكدت الشكوى القانونية التي تقدم بها رئيس كتلة التيار الصدري على أن القوانين العراقية، وخاصة قانون تجريم التطبيع مع إسرائيل لعام 2022، تُجرّم أي شكل من أشكال الاعتراف أو التعاون مع الكيان الصهيوني.

ويُعد بقاء الموظفة في القاعة خلال خطاب نتنياهو مخالفة لهذا القانون ومساسًا بمشاعر الشعب العراقي والأمة العربية والإسلامية.

الهجوم الشعبي والرسمي على وزارة الخارجية يُظهر مدى التوتر المحيط بالقضية الفلسطينية في العراق وحساسية أي موقف يعتبر متساهلًا تجاه إسرائيل.

وفي هذا السياق، يُذكر أن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني قد أكد على موقف العراق تجاه إسرائيل في أكثر من مناسبة، بما في ذلك أمره في وقت سابق للوفد العراقي بالانسحاب من مؤتمر الأمم المتحدة لمكافحة الفساد خلال كلمة إسرائيل.

و الحدث يكشف عن عدد من النقاط المهمة. أولاً، يوضح مدى تأثير الأحزاب  صناعة القرار السياسي والدبلوماسي في العراق، حيث كان لتحرك مقتدى الصدر وقاعدته الشعبية دور كبير في توجيه الحكومة لاتخاذ قرار بإلغاء عضوية الموظفة. كما يعكس هذا القرار التزام الحكومة العراقية بمواقفها المناهضة للتطبيع مع إسرائيل، والذي يبدو وكأنه يحظى بدعم شعبي وسياسي واسع.

في الوقت ذاته، يثير القرار تساؤلات حول الكفاءة الدبلوماسية وتدريب الموظفين العراقيين في المحافل الدولية، خاصةً عندما يتعلق الأمر بمواقف تحتاج إلى تقدير فوري وسلوك يتناسب مع السياسة الرسمية للبلاد. ربما تكون هذه الحادثة دافعًا لتحسين التدريب والإجراءات في وزارة الخارجية لضمان توحيد المواقف في الفعاليات الدولية.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

مبادرات لتخفيف أعباء الزواج في العراق

22 أبريل، 2025

بغداد/المسلة: في أسواق الذهب العراقية، تتصاعد الأسعار يومًا بعد يوم، مما يثقل كاهل الشباب المقبلين على الزواج. في بغداد.

وبلغ سعر المثقال الواحد من الذهب عيار 21 نحو 611 ألف دينار، بينما في أربيل، سجل الذهب عيار 24 سعرًا قدره 715 ألف دينار للمثقال الواحد .​

و يُعدّ تقديم الذهب كجزء من المهر تقليدًا راسخًا في المجتمع العراقي، حيث يُقدّم الخاطب لعرسته قبل عقد القران. لكن مع الارتفاع المستمر في أسعار الذهب، أصبح هذا التقليد عبئًا ماليًا كبيرًا على الشباب، مما دفع بعض العائلات إلى إعادة النظر في هذه العادة.​

وفي ظل هذه التحديات، بدأت بعض العائلات في البحث عن بدائل لتقليد تقديم الذهب، مثل استخدام الفضة أو المال، لتخفيف العبء المالي على الشباب.

و أشار اتحاد علماء الدين في أربيل إلى أن الشريعة الإسلامية لا تُلزم بتقديم الذهب كمهر، بل يمكن استخدام أي شيء يتفق عليه الطرفان .​

من جهة أخرى، تؤكد الناشطة النسوية فخر الدين أن ارتفاع المهور يعود جزئيًا إلى خوف العائلات من الطلاق أو الخيانة، مما يدفعهم لطلب مهور عالية لضمان حقوق الفتاة.

وفي بعض الحالات، تطلب العائلات ما يُعرف بـ”حق الحليب”، وهو مبلغ يُقدّر مقابل تكاليف تربية الفتاة، وقد يصل إلى 40 مليون دينار عراقي .​

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • غضب بعد رفض الجنائية الدولية تعليق أمر اعتقال نتنياهو وغالانت
  • رفض الجنائية الدولية تعليق أمر اعتقال نتنياهو وغالانت يغضب إسرائيل
  • المحكمة الجنائية الدولية تحاصر قادة إسرائيل | رفض تعليق مذكرات الاعتقال ينذر بمحاسبة تاريخية
  • خطوة استراتيجية لتعزيز مكانة العاصمة العراقية بين وجهات الضيافة الفاخرة حول العالم
  • مجلس الأعمال المصري-الكندي: التوجيهات الرئاسية بفرض الشريبة الموحدة تعزز بيئة الاستثمار
  • العراق يترقب مصير مفاوضات إيران النووية: آمال ومخاوف
  • النقل تفتح باب الجدل: هل تصبح الأجواء العراقية محوراً استراتيجياً للطيران العالمي؟
  • هل تواصل الحكومة العراقية تحكمها في الموازنة رغم انخفاض أسعار النفط؟
  • ذهب العراق الأسود: رحلة نحو الاكتفاء النفطي
  • مبادرات لتخفيف أعباء الزواج في العراق