ميدل إيست آي: لماذا يتخوف حقوقيون من مشاركة منظمات هندوسية باحتفالات في الولايات المتحدة؟
تاريخ النشر: 12th, August 2023 GMT
كشف تقرير لموقع "ميدل إيست آي" أن منظّمتين قوميتين هندوسيتين -على الأقلّ- ستشاركان في مسيرة اليوم الوطني للهند هذا الأسبوع، في المدن نفسها في ولاية نيوجيرسي، التي شهدت ظهور رموز معادية للمسلمين في الشوارع خلال مسيرة مماثلة قبل عام.
ووفقًا لمصادر عديدة في الولاية الأميركية، ستشارك كلٌّ من: منظمة هندو سوايامسيواك سانغ، وفيشوا هندو باريشاد أوف أميركا -اللتين صنّفهما الباحثون فروعًا خارجية لنظيراتها اليمينية في الهند- كجزء من مجموعة من 21 منظمة مشاركة في موكب العيد الوطني للهند في 15 أغسطس/آب الجاري.
وحسب تقرير "ميدل إيست آي"، فإن منظمة هندو سوايامسيواك سانغ هي الفرع الخارجي لمنظمة راشتريا سوايامسيفاك سانغ، وهي منظمة هندوسية قومية شبه عسكرية، تدعو إلى أن تكون الهند دولة هندوسية.
في حين أن هندو سوايامسيواك سانغ هي الفرع الأميركي من فيشوا هندو باريشاد، التي تعدّ الجناح الثقافي لراشتريا سوايامسيفاك سانغ.
وأشار تقرير الموقع البريطاني إلى أنه حتى 2018، كانت فيشوا هندو باريشاد تعدّ "منظمة دينية متشدّدة"، حسب كتاب (فاكت بوك) لوكالة الاستخبارات المركزية.
خيبة أمل
وقال العديد من المسلمين الهنود الذين يعيشون وسط نيوجيرسي لميدل إيست آي إنهم أصيبوا بخيبة أمل من قرار السماح للمجموعات بالمشاركة؛ نظرًا لارتباطها بمجموعاتها الأم في الهند، بالإضافة إلى أحداث أغسطس/آب 2022 التي أُدرج فيها جرّافة عربة في مسيرة اليوم الوطني للهند.
شاركتهم في موقفهم مجموعات هندوسية ناشطة بمجال حقوق الإنسان، إلى جانب المجلس الإسلامي الهندي الأميركي.
وكانت الجرّافة المزينة بلافتات رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ويوغي أديتياناث، حاكم ولاية أوتار براديش، تجوب شوارع المدينة في 2022.
ولفت الموقع إلى أن أديتياناث معروف بترويجه لنظريات المؤامرة عن المسلمين، وكذلك بلقبه "بابا بولدوزر" بسبب ميله لاستخدام الجرّافات لتدمير منازل المسلمين والأقليات الأخرى، كوسيلة لتخويف وإسكات المعارضة.
وكان العديد من السياسيين المحليين، وكذلك المتحدث القومي للحزب الحاكم بهاراتيا جاناتا حاضرين في المسيرة.
ومن جانبها قالت سونيتا فيسواناث، المؤسس المشارك لجماعة الهندوس لحقوق الإنسان، إن إدراج هندو سوايامسيواك سانغ، وفيشوا هندو باريشاد أوف أميركا، كأنه إحضار جرافة إلى المسيرة.
تعصب أعمى
من جهته قال رئيس المجلس الإسلامي الأميركي الهندي محمد جواد للموقع، إن منظمته شعرت بالإهانة من استمرار وجود هاتين المنظمتين في المسيرة.
وأضاف جواد "ما حدث العام الماضي في شوارع مدينة إديسون كان نتيجة الكراهية والتعصب الأعمى، تلك "الأيديولوجية" التي تدعمها هاتان المجموعتان وتتحالف معها".
وقال إن "إدراجهما ضمن المشاركين في المسيرة يثير -أيضًا- مخاوف داخل مجتمعنا، حيث إن وجودهما يديم بيئة تتعارض مع قيم الشمولية والتنوّع التي يدعمها المجتمع".
وذكر رقيب حميد نايك، مُعدّ التقرير حول فيشوا هندو باريشاد أوف أميركا -الذي نشرته مبادرة الجسر في جامعة جورج تاون- أنه من المفهوم أن يشعر المسلمون والمسيحيون الأميركيون من أصل هندي بعدم الأمان في وجود هذه الجماعات.
وأوضح للموقع أن "بعض قادة هذه المنظمة لديهم تاريخ في الإدلاء بتصريحات معادية للمسلمين. وبالنظر إلى ما حدث العام الماضي، من المثير للصدمة أن نرى إدراج مثل هذه المجموعة العدائية والبغيضة في استعراض هذا العام".
وأشار التقرير إلى تمتع مودي بالدعم بين الأميركيين الهنود، حيث يغازل حزبه بهاراتيا جاناتا على وجه التحديد نحو 4.2 ملايين شخص من أصل هندي يعيشون في الولايات المتحدة للحصول على تأييدهم.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
بقرار من ترامب.. خفض التمويل يُخفت "صوت أميركا"
بدأت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الأحد، عمليات تسريح واسعة النطاق في إذاعة "صوت أميركا" (فويس أوف أميركا) ووسائل إعلام أخرى ممولة من الولايات المتحدة، مؤكدة بذلك نيتها القضاء على منصات لطالما اعتُبرت ضرورية بالنسبة لنفوذ واشنطن.
وبعد يوم فقط على منح جميع الموظفين إجازة، تلقى الموظفون العاملون بموجب عقود محددة رسالة عبر البريد الإلكتروني تبلغهم بإنهاء خدماتهم بحلول نهاية مارس.
وأبلغ المتعاقدون في الرسالة التي أكدها عدد من الموظفين لفرانس برس، بأن "عليكم التوقف عن كل العمل فورا ولا يسمح لكم بدخول أي أبنية أو أنظمة تابعة للوكالة".
يشكّل المتعاقدون الجزء الأكبر من القوة العاملة لدى "صوت أميركا" خصوصا في الخدمات باللغات غير الإنجليزية، رغم عدم توفر أرقام حديثة بعد.
والعديد من المتعاقدين ليسوا مواطنين أميركيين، ما يعني بأنهم يعتمدون على الأرجح على وظائفهم من أجل تأشيرات البقاء في الولايات المتحدة.
ولم تتم فورا إقالة الموظفين العاملين بدوام كامل الذين يحظون بحماية قانونية، لكنهم منحوا إجازة إدارية وطلب منهم عدم العمل.
وتبثّ إذاعة "صوت أميركا" التي تأسست أثناء الحرب العالمية الثانية بـ49 لغة وتمثّلت مهمتها بالوصول إلى البلدان التي لا تتمتع بحرية الإعلام.
وقال الصحفي لدى "صوت أميركا" ليام سكوت الذي يغطي الحريات الصحفية والتضليل إنه تم تبليغه بخبر إقالته اعتبارا من 31 مارس.
وأشار على "إكس" إلى أن تدمير إدارة ترامب لـ"صوت أميركا" ومنصات إعلامية أخرى تندرج "في إطار جهودها لتفكيك الحكومة على نطاق أوسع، لكنها أيضا جزء من هجوم الإدارة الأوسع على حرية لتعبير والإعلام".
وأضاف: "غطيت حرية الصحافة لمدة طويلة ولم أر قط شيئا على غرار ما حدث في الولايات المتحدة خلال الشهور القليلة الماضية".
وانتقلت بعض الخدمات التابعة لـ"صوت أميركا" لبث الموسيقى بسبب نقص البرامج الجديدة.
ووقّع ترامب أمرا تنفيذيا، الجمعة، يستهدف "الوكالة الأميركية للإعلام العالمي" في آخر تحرّك لخفض الإنفاق في الحكومة الفيدرالية.