ترسانة إيران ودفاعات إسرائيل.. ماذا يملك طرفا الصراع؟
تاريخ النشر: 2nd, October 2024 GMT
كشف شبكة "سي إن إن" الأمريكية عن قدرات الصواريخ الباليستية الإيرانية، والأنظمة الدفاعية التي تستخدمها القوات الإسرائيلية، في أعقاب أكبر هجوم تشنّه إيران على إسرائيل، حيث أطلقت 180 صاروخاً باليستياً، وتم اعتراض معظمها.
ماذا تمتلك إيران ؟أظهر تقرير لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية "CSIS" في عام 2021 أن طهران تمتلك آلاف الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز بمجموعة متنوعة من المدى.
وأخبر الجنرال كينيث ماكنزي من القوات الجوية الأمريكية الكونجرس في عام 2023 أن إيران لديها "أكثر من 3000 صاروخ باليستي، وفقًا لتقرير صدر هذا العام من موقع " Iran Watch ".
وأكد خبراء الأسلحة، الذين حللوا مقاطع فيديو تم التحقق منها على وسائل التواصل الاجتماعي من مكان الحادث، بحسب شبكة "سي إن إن"، أن إيران استخدمت متغيرات من صاروخ شهاب 3 الباليستي، في أحدث هجوم على إسرائيل.
ويعتبر صاروخ شهاب 3 الأساس لجميع الصواريخ الباليستية متوسطة المدى الإيرانية، التي تستخدم الوقود السائل، وفقًا لباتريك سينفت، منسق الأبحاث في خدمات "أبحاث التسلح ".
ودخل صاروخ شهاب 3 الخدمة في عام 2003، ويمكنه حمل رأس حربي يتراوح وزنه بين 760 و1200 كيلوغرام.
ويقول موقع "Iran Watch " إن أحدث متغيرات صاروخ شهاب 3، صاروخي قدر وعماد، ويتمتع بدقة تصل إلى ما يقرب من 300 متر من أهدافه المقصودة.
وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن طهران استخدمت صاروخاً جديداً، فاتح 1، في الهجمات، وتصف طهران صاروخ فاتح-1 بأنه صاروخ "أسرع من الصوت"، أي أنه يسافر بسرعة 5 أضعاف سرعة الصوت أي "حوالي 6100 كيلومتر في الساعة".
لكن المحللين يشيرون إلى أن جميع الصواريخ الباليستية تقريباً تصل إلى سرعة تفوق سرعة الصوت أثناء رحلاتها، وخاصة أثناء اندفاعها نحو أهدافها.
What are the missiles in Iran’s arsenal and how does Israel counter them? https://t.co/xYcuMy5lU7
— Brandon Adams (@bjadams156) October 2, 2024 الدفاعات الصاروخية الإسرائيليةفي المقابل تُشغل إسرائيل مجموعة من الأنظمة لمنع هجمات الصواريخ الباليستية ذات المسارات، التي تخرجها من الغلاف الجوي إلى الصواريخ والصواريخ المنخفضة التحليق.
وتم الاهتمام بنظام القبة الحديدية ليكون عالي الفعالية، حيث يستخدم لمكافحة الصواريخ والأسلحة المدفعية القادمة. ولكن القبة الحديدية هي الطبقة السفلية من منظومة الدفاع الإسرائيلي، وليست النظام الذي يمكن استخدامه لمكافحة الصواريخ الباليستية، التي أطلقت أمس الثلاثاء، وفقًا لمنظمة الدفاع الصاروخي في البلاد.
أما المستوى التالي في الدفاع الصاروخي فهو نظام "David’s Sling"، الذي يحمي من التهديدات قصيرة ومتوسطة المدى، وفقًا لمنظمة الدفاع الصاروخي.
ويستخدم David’s Sling، وهو مشروع مشترك بين نظام الدفاع المتقدم رافائيل الإسرائيلي وشركة رايثيون الأمريكية العملاقة للدفاع، نظامي Stunner والتي تم تطويرها بالاشتراك مع الولايات المتحدة.
ويستخدم هذا النظام رؤوس حربية متشظية وتعرف باسم صاروخ أرو 2" لتدمير الصواريخ الباليستية القادمة في مرحلتها النهائية أثناء اندفاعها نحو أهدافها في الغلاف الجوي العلوي، وفقًا لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية.
ويبلغ مدى صاروخ "أرو 2" 56 ميلاً، ويبلغ أقصى ارتفاع له 32 ميلًا، وفقًا لتحالف الدفاع الصاروخي، حيث وصف أرو 2 بأنه ترقية لدفاعات صواريخ باتريوت الأمريكية.
كما يُستخدم صاروخ "حيتس 3" تقنية "الضرب القاتل" لاعتراض الصواريخ الباليستية القادمة في الفضاء، قبل أن تعود إلى الغلاف الجوي في طريقها إلى الأهداف.
Iran's missile arsenal: Strategies Israel uses to counter threat | Full comparisonhttps://t.co/YpDvCziNsm#iranmissileattack #IranMilitary #strategy #Israel #counterthreat #FullComparison #comparison #IranvsIsrael
— News Boxer (@NewsBoxerDotCom) October 2, 2024وأثناء هجوم إيران على إسرائيل في أبريل (نيسان) الماضي، أسقطت طائرات حربية إسرائيلية وأمريكية عدداً كبيراً من الذخائر الإيرانية القادمة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الإيرانية عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الصواریخ البالیستیة الدفاع الصاروخی
إقرأ أيضاً:
ماذا يعني رفع إيران ميزانيتها العسكرية 200%؟
طهران – مرر البرلمان الإيراني، أول أمس الثلاثاء، مشروع ميزانية العام الإيراني المقبل، الذي يبدأ بتاريخ 21 مارس/آذار، بزيادة مخصصات المؤسسات العسكرية، إذ صرحت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني بأن ميزانية الدفاع ارتفعت بنحو 200%، على أمل أن تلبي هذه الزيادة احتياجات البلد الأمنية والعسكرية.
ولا يعني هذا الإجراء أن الميزانية قد تم إقرارها بشكل رسمي، إذ إنها ستخضع لفحص لجان خاصة بوصفها "مشروع قانون"، لكن الملفت أن الإعلان جاء بعد 3 أيام فقط من الهجوم العسكري الذي شنته إسرائيل على مواقع عسكرية إيرانية السبت الماضي.
كما يأتي هذا الإعلان في وقت تشهد فيه المنطقة توسعا للجبهات وتصعيدا منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وفي وقت اقترب فيه التومان الإيراني من أدنى مستوياته (الدولار الأميركي يعادل 69 ألف تومان).
في حين صرح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن بلاده فتحت المجال بما يتعلق بالمفاوضات، "لكن يبدو أن الأوروبيين غير مهتمين بهذا الاتجاه" وفق تعبيره، مما يزيد التساؤل عن مصير العقوبات المفروضة على إيران.
احتياجات تنظيميةفي ميزانية العام الجاري، يصل إجمالي المبلغ المخصص لميزانية المؤسسات العسكرية إلى 469 ألف مليار تومان (6.8 مليارات دولار)، وتمتلك هيئة الأركان المشتركة للحرس الثوري الإيراني ميزانية تبلغ حوالي 125 ألف مليار تومان (1.8 مليار دولار)، كما يمتلك الحرس الثوري أيضا إمكانية الوصول إلى النفط الخام ومصادر مالية أخرى، لكن لا يُذكر حجمها الدقيق في الميزانية.
ويرى أستاذ السياسة والباحث في الشأن العسكري حسين حقيان أن الزيادة بنسبة 200% في ميزانية الدفاع الوطني قد تكون مفيدة في 3 مجالات وهي: الاحتياجات التنظيمية للقوات المسلحة، والاحتياجات الداخلية للبلاد، والأهداف الإستراتيجية في بُعد الردع.
ويوضح في حديثه للجزيرة نت ما يعنيه بالاحتياجات التنظيمية للقوات المسلحة، قائلا إنه "على الرغم من أن القوات المسلحة في إيران تتمتع بموارد مالية كبيرة، هناك فجوة واضحة بين الأهداف والإمكانيات المتاحة لها، كما أن إيران تقدم دعما لعدة جبهات مقاومة".
الهجمات على الحدود الشرقية لإيران كشفت جزءا من ضعف التجهيزات العسكرية (الإيرانية)ويضيف أنه في ظل هذه الظروف، فإن الرواتب الشهرية للعسكريين ليست كافية لتلبية متطلبات العيش، مما يدفع بعضهم للعمل في وظائف إضافية، معتبرا أن هذا الوضع لا يؤثر فقط على كفاءة عملهم، بل يحمل أيضا مخاطر تتعلق بالأمن، وبالتالي، فإن جزءا من زيادة الميزانية يمكن تخصيصه لتحسين الوضع الاقتصادي للعسكريين.
وبشأن ما يتعلق بالاحتياجات الداخلية للبلاد، يقول حقيان إن "الإيرانيين سيتذكرون عام 2024، بأنه رغم الانخراط في نزاع علني مع إسرائيل، فإن معظم الخسائر كانت بسبب الهجمات الإرهابية على الحدود الشرقية، حيث لم يتوفر الحد الأدنى من تجهيزات حراسة الحدود لقوات الشرطة، مثل المركبات والسترات الواقية من الرصاص".
وأضاف أن الاعتماد على أساليب تقليدية في تأمين الحدود كان من أسباب ارتفاع الخسائر، "فبالتالي، فإن زيادة الميزانية العسكرية قد تتيح تجهيز قوات الشرطة وحرس الحدود، وإقامة أنظمة مراقبة ذكية وإلكترونية على الحدود".
أهداف إستراتيجيةويتابع الباحث في الشأن العسكري موضحا الأهداف الإستراتيجية في مجال الردع، قائلا إنه "بعد تجاوز إيران وإسرائيل الخطوط الحمر المتعلقة بالصراع المباشر، تسعى إيران لتعزيز قدراتها الردعية عبر تحديث أسلحتها".
ويردف أن عملية "الوعد الصادق 1" كشفت أن صواريخ "كروز" الفرط صوتية والهجمات الجماعية بالطائرات المسيرة بدون طيار لم تكن فعالة بالقدر الكافي، بينما في عملية "الوعد الصادق 2" برزت الحاجة لوجود طائرات إنذار مبكر حساسة ضد الاختراق الجوي "أواكس"، وهي مسألة أُدرجت في خطط وزير الدفاع الجديد.
كما يقول إن إيران تحاول التغلب على العقبات التكنولوجية والعسكرية وتعزيز قدرتها الردعية، والتي تشمل الاحتياجات المحددة من صواريخ كروز الفرط صوتية، وأقمار صناعية للتجسس والاتصالات، وطائرات إنذار مبكر، وسفن دورية بحرية، "وبالتالي، فإن تحقيق هذه الأهداف يتطلب تدفق استثمارات ضخمة على القطاع الصناعي، والذي يمكن توفيره عبر زيادة الميزانية" حسب قوله.
ويختم حقيان بالقول إن إيران تنوي استكمال بناء قواعد الصواريخ المنتشرة في جميع أنحاء البلاد بسرعة، حيث تتيح هذه القواعد المنتشرة إمكانية الحفاظ على قدرة الردع، وتقلل من احتمالية القضاء على القدرة العسكرية بالكامل في أول موجة من أي هجوم، مما يتيح لإيران الاحتفاظ بالقدرة على توجيه ضربة انتقامية وتحقيق الردع المطلوب.
رسائل مبطنةمن جانب آخر، يرى الباحث العسكري محمد مهدي يزدي أن إعلان خبر زيادة الميزانية العسكرية يحمل جانبا من الحرب النفسية، ويظهر أيضا دعم الحكومة للقوات المسلحة، وتحديدا في ما يتعلق بردود إيران العسكرية على إسرائيل.
ويضيف في حديثه للجزيرة نت أن زيادة الميزانية العسكرية تدعّم قدرات القوات المسلحة بشكل ملحوظ، وتزيد من قدرات إيران الدفاعية والهجومية بشكل كبير.
ويخلص إلى أن هذه الزيادة تحمل رسالة إلى دول المنطقة، التي استخدمت إسرائيل مجالها الجوي لشن الهجوم، وتؤكد لهم بأن إيران لن تتراجع عن الدفاع عن أرضها وأمنها.