اللحظات الأخيرة في حياة المذيعة السورية صفاء أحمد.. «زوجها شاف دمها على الأرض»
تاريخ النشر: 2nd, October 2024 GMT
لحظات قليلة كانت هي الفاصلة بين آخر ما نشرته المذيعة السورية صفاء أحمد التي وثقت غارة إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية عبر صفحتها الشخصية، ليكون مصيرها القتل في هجوم جوي مماثل على منطقة المَزّة في دمشق، لتترك زوجها وأسرتها الصغيرة ممزقين القلب برحيلها.
اللحظات الأخيرة في حياة المذيعة السورية صفاء أحمدوعقب تلقي خبر استشهاد المذيعة السورية صفاء أحمد، سطّر زوجها أحمد الحسن عبر صفحته كلمات حزينة ينعي خلالها زوجته قال فيها: «إنا لله وأنا إليه راجعون، لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيءٍ عنده بأجلٍ مسمى، (ولاتحسبن الذي قتلو في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون)، بكامل الرضا والتسليم أزف لكم نبأ استشهاد زوجتي وحبيبتي وأم أولادي شمس السورية الإعلامية صفاء أحمد .
اللحظات الأخيرة في حياة المذيعة السورية صفاء أحمد يرويها زوجها طبيب الأسنان في تصريحات تليفزونية، الذي كان معها بموقع الحادث في منزلهما بمنطقة الحديقة الفرنسية والذي استشهدت به زوجته، إذ لم يفصله عنها سوى عدة أمتار، فعند سماع دوي الضرب والانفجارات، ابتعدوا جميعًا عن الشبابيك واستعدوا للانتقال إلى جهة آمنة، وفي هذه اللحظة توجّهت زوجته إلى الصالون لإحضار بعض الأغراض في اللحظة ذاتها التي استهدف الكيان الصهيوني منطقة المَزّة في دمشق: «في اللحظة دي صار الانفجار الثاني، وفوتت أجيبها من الأرض، وما بقدر أوصف المشاعر كيف كانت لما كان دمها سايح، شعور ما بقدر أوصفه بالكلام، الله يصبرنا، وهذا هو الثمن اللي بندفعه لنصرة هذا البلد».
لم يمهل القدر زوج المذيعة صفاء أحمد وقتًا كي يقدم لها الإسعافات الأولية، فعندما وضع يده على موضع الجرح الذي استقرت به الشظية وجد الدم يسيل بغزارة، وهو ما سبب شعورًا بالهلع لأولادها الذين فرّوا إلى الخارج: «اتصلنا بالإسعاف ونقلوها للمشفى وحاولوا إسعافها هناك، وبذلوا جهد كبير لكن هي للأسف غادرت الحياة واستشهدت».
وتروي ابنة شقيقتها اللحظات التي سبقت وفاتها، عندما علمت بأنّ هناك استهداف لمنطقة المَزّة بدمشق، ويقع منزل خالتها صفاء أحمد مواجهًا لأبراج الاتصالات في المنطقة، وعند سماع دوي الضرب حذرها أولادها من الخروج إلى الصالون وأن تبتعد عن الشبابيك إلا أنّها أصرت أن تحضر هاتفها المحمول: «فجأة جالها شظية بمنطقة الرقبة، ولما خدوها ع المشفى عملولها إنعاش ولكن كانت اتوفت، وأنا لسّاتي ما مصدقة أنّها ماتت، حاسة أنّها لسة عايشة».
ويروي والدها المقاتل في الجيش العربي السوري آخر لحظاتها في الليلة التي سبقت مقتلها: «صفاء بتكفل طفل يتيم في بيتها اسمه أرام وبتربيه عندها، وراحوا لزيارتها أخوتها في الحديقة الفرنسية وقعدوا على المقاعد بجوار منزلها وقالو لها انزلي، قالتلهم بس بكمل دروس أرام، كانت جدية لأبعد الحدود وبتحب الخير للعالم».
معلومات عن المذيعة السورية صفاء أحمدوصفاء أحمد هي إعلامية ومذيعة في التلفزيون الوطني السوري، من مواليد 20 يناير 1981 بحي الزهراء في مدينة حمص وتبلغ من العمر 42 عامًا، وتخرجت في كلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة «البعث» بمحافظة حمص عام 2000، ثم بدأت العمل في مجال الإعلام منذ عام 2002، وقدمت العديد من البرامج التلفزيونية والندوات الحوارية المباشرة وقدمت عدد من البرامج الاجتماعية، من أبرزها: «رسالة حمص» و«رسالة حماه» و«في أروقة المحاكم» و«صباح سوري» و«صباح الخير» و«حلوة يا شام» و«نجوم صغيرة».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: المذيعة السورية صفاء أحمد صفاء أحمد المذيعة صفاء أحمد المذیعة السوریة صفاء أحمد
إقرأ أيضاً:
سلسلة روايات كانت ممنوعة: أدب السجون – رواية “بيت خالتي” للكاتب أحمد خيري العمري
دمشق-سانا
عندما واجه الكاتب العراقي أحمد خيري العمري تفاصيل مأساة المعتقلين السوريين في سجون النظام المجرم، وجد نفسه أمام واقع لا يمكن تجاهله، فبدلاً من طي صفحة الألم اختار أن يكتب، محولًا معاناتهم إلى كلمات تعبر عن فظائع يصعب على العقل البشري تصورها.