الجديد برس:

توعّد «المجلس السياسي الأعلى» الحاكم في صنعاء، الكيان الإسرائيلي بردٍّ موجع على العدوان على مدينة الحديدة الساحلية غرب اليمن.

وأعلن المجلس، في بيان، أن صنعاء تراجع بنك أهدافها وستعمل على توسيع عملياتها خارج قواعد الاشتباك، فيما أكدت ردود الفعل المحلية على الجريمة وجود استعدادات للسيناريوات المحتملة كافةً، وأن قوات صنعاء قادرة على فرض أكثر من معادلة جوية وبحرية في حربها مع العدوّ، ووكلائه في المنطقة والداخل.

وأكد «المجلس الأعلى» أن الرد على الغارات الإسرائيلية على الحديدة لن يطيقه كيان الاحتلال، مشيراً إلى أن «العدوان استهدف للمرة الثانية منشآت مدنية، متعمداً مضاعفة معاناة الشعب اليمني»، ومستدركاً بأنه «لن يثني اليمن عن مساندة الشعبين الفلسطيني واللبناني، وأن قوات صنعاء قادرة على تأديب الكيان ولها باع طويل في ذلك».

وفي الإطار نفسه، رأى المكتب السياسي لحركة «أنصار الله» أن «العدوان الإسرائيلي على الحديدة غير منفصل عن التصعيد الإسرائيلي الخطير ضد لبنان وفلسطين ومحور المقاومة»، معتبراً «ضرب منشآت مدنية وخدمية في الحديدة دليل تخبّط وضعف كيان العدوّ ومن يقف خلفه».

وقال عضو المكتب السياسي للحركة، علي القحوم، لـ«الأخبار»، إن «الاعتداء الإسرائيلي على الحديدة جريمة مدانة لن تسقط بالتقادم، وكما أفشلت الحركة محاولات أميركا وبريطانيا إضعاف دور جبهة الإسناد اليمنية في مواجهة الكيان ومساندة الشعب الفلسطيني، لن تستطيع وقف عمليات قوات صنعاء البحرية والجوية في ظل إمعان الكيان في توسيع نطاق جرائمه بحق الشعبين الشقيقين الفلسطيني واللبناني».

وحمّل الكيان الإسرائيلي والولايات المتحدة «مسؤولية توسيع دائرة الصراع في المنطقة، والدفع نحو حرب مفتوحة سيكون الخاسر الأكبر فيها المحتل وأعوانه»، وأكد أن الرد اليمني على جريمة استهداف الحديدة سيأخذ طابع الاستعجال.

وفيما حاول الكيان الإسرائيلي تضخيم الاعتداء الأخير في وسائل إعلامه، أكدت مصادر محلية في المدينة، لـ«الأخبار»، أن ما جرى تسبّب بتدمير محطة الحالي الكهربائية، وهي محطة تعمل بالمازوت بقدرة عشرة ميغاواط، وتغذي أجزاء من الحديدة، فضلاً عن رصد أضرار بالغة أصابت محطة الكثيب في المدينة نفسها.

وفي السياق ذاته، أكدت شركة النفط اليمنية فشل الهدف الرئيسيّ للعدوان الإسرائيلي، والمتمثّل في إشعال أزمة وقود في المحافظات اليمنية كافةً. وأكد المتحدث الرسمي باسم الشركة، عصام المتوكل، لـ«الأخبار»، تمكّنها من إفشال هدف الكيان من استهداف الحديدة، من خلال اتخاذها إجراءات مسبقة حالت دون وصول العدو إلى مخزون النفط.

وعلى رغم أن الهجوم الإسرائيلي قوبل باستنكار محلي وخارجي، إلا أن الحكومة الموالية للتحالف السعودي – الإماراتي لم تصدر أي موقف واضح منه، وحاولت استغلاله لتسويق نفسها كحمامة سلام للرأي العام اليمني، متجاهلة أن عروضها بفتح جبهات مساندة للكيان الإسرائيلي ضد حركة «أنصار الله»، لا تزال قيد النقاش مع الجانبين الأمريكي والإسرائيلي حتى اللحظة، وأن الترتيبات الأمريكية – الإسرائيلية مع تلك الحكومة لدعمها عسكرياً، جارية منذ نحو شهر.

المصدر: جريدة الأخبار اللبنانية

المصدر: الجديد برس

إقرأ أيضاً:

“المجلس الدولي وعجزه في حل قضايا الشرق الأوسط ازدواجية المعايير والصراع مع الكيان الصهيوني”

بقلم : جمعة المالكي ..

منذ عقود طويلة، تلعب الأمم المتحدة والمجالس الدولية دورًا محوريًا في معالجة القضايا الدولية، إلا أن قدرتها على حل القضايا في منطقة الشرق الأوسط، خصوصًا القضايا العربية، تظل محل انتقاد واسع وخنوع واضح من بين هذه القضايا، يبرز الصراع العربي الإسلامي _ الصهيوني ، والذي أصبح رمزًا للتحديات المستمرة التي تواجه المنطقة.
لا يخفى على المتابعين كيف تتعامل القوى الكبرى والمجالس الدولية مع القضايا العربية والإسلامية بمعايير مزدوجة، مقارنة بما يحدث مع دول أخرى. ففي حين يُظهر المجتمع الدولي حزمًا واستجابة سريعة لحل الأزمات في مناطق أخرى، تبقى القضايا العربية، مثل القضية الفلسطينية واللبنانية ، عالقة بدون حلول جذرية. تتخذ الدول الكبرى مواقف متباينة تجاه النزاعات، حيث يبدو أن مصالحها الاقتصادية والسياسية تفرض نفسها على مبادئ حقوق الإنسان والعدالة لتتضح للعالم اجمع عدالتهم اكذوبة .
الكيان الصهيوني ، على سبيل المثال، استفاد لسنوات من الحماية الدبلوماسية التي توفرها لها القوى الكبرى في المجلس الدولي، مما أدى إلى تجاهل المجتمع الدولي المتكرر للانتهاكات المستمرة بحق الفلسطينيين وجنوب لبنان والجولان وكثير من القضايا المهمة . وعلى الرغم من قرارات الأمم المتحدة المتتالية التي تدين بناء المستوطنات والاعتداءات على الفلسطينيين وجنوب لبنان والجرائم الإنسانية بحق الشعوب ، لم يكن هناك تحرك فعلي على الأرض لوقف هذه السياسات أو محاسبة المسؤولين عنها.
لا يمكن إنكار أن الشرق الأوسط، وخصوصًا القضايا العربية، شكلت تحديًا دبلوماسيًا كبيرًا للأمم المتحدة. ولكن السؤال يبقى هل يعود الفشل إلى ضعف الإرادة الدولية ؟ أم إلى المصالح التي تتعارض مع مبادئ الحلول العادلة؟

في الوقت الذي فشلت فيه الأمم المتحدة في التوصل إلى حلول سياسية عادلة للصراع العربي الإسلامي -الصهيوني ، نجد أن التدخلات الدولية في أزمات مثل الحرب في العراق وسوريا، لم تؤدِّ إلى حل النزاعات، بل زادت من تعقيد الأوضاع وأدت إلى مزيد من العنف وعدم الاستقرار
أدت السياسات المزدوجة إلى فقدان كثير من العرب والمسلمين الثقة في المجتمع الدولي وقدرته على إنصافهم. فمن ناحية، يتم فرض عقوبات شديدة على بعض الدول العربية أو الإسلامية لأسباب مختلفة، ومن ناحية أخرى، يتم التغاضي عن انتهاكات حقوق الإنسان عندما يكون الفاعل إحدى الدول الحليفة للقوى الكبرى.

هذه الازدواجية دفعت بالكثير من الدول العربية والشعوب إلى البحث عن حلول إقليمية أو بديلة، بعيدًا عن التدخل الدولي الذي بدا غير متوازن. ومع استمرار هذا الاتجاه، يخشى أن تزيد الفجوة بين العرب والمسلمين والمجتمع الدولي، مما يهدد بإضعاف التعاون المستقبلي لحل الأزمات.

خلاصة القول لا يمكن إنكار أن المجلس الدولي يواجه تحديات كبيرة في حل قضايا الشرق الأوسط، ولكن ازدواجية المعايير في التعامل مع القضايا العربية، خصوصًا في الصراع مع الكيان الصهيونى ، تبقى حجر عثرة أمام أي تقدم وكذلك عجزه التام . يجب أن يدرك المجتمع الدولي أن العدل والمساواة في التعامل مع جميع الأطراف هو السبيل الوحيد لإعادة الثقة وتحقيق الاستقرار في المنطقة. بدون ذلك، سيبقى الشرق الأوسط مرآة لعجز النظام الدولي في تحقيق العدالة والسلام.

جمعة المالكي

مقالات مشابهة

  • قوات صنعاء تعلن عن تنفيذ عملية عسكرية ناجحة في عمق الكيان الإسرائيلي باستخدام صواريخ قدس 5
  • بيان عسكري مرتقب لقوات صنعاء يكشف عن عملية جديدة في عمق “إسرائيل”
  • السياسي الأعلى بصنعاء: القوات اليمنية قادرة على تأديب الكيان الإسرائيلي المجرم
  • المجلس السياسي الأعلى: العدوان الإسرائيلي على الحديدة لن يمر دون رد
  • السياسي الاعلى: العدوان على الحديدة لن يمر دون رد
  • المجلس السياسي الأعلى يدين العدوان الإسرائيلي على الحديدة ويؤكد أنه لن يمر دون رد
  • في أول رد رسمي على العدوان الإسرائيلي على الحديدة.. صنعاء تكشف عن بنك أهداف كبير واستراتيجي لها في عمق كيان الاحتلال
  • لحج: مقتل مجند في فصائل الانتقالي وجرح آخرين بعد هجوم فاشل على مواقع لـ “الحوثيين” شمال غرب المسيمير
  • “المجلس الدولي وعجزه في حل قضايا الشرق الأوسط ازدواجية المعايير والصراع مع الكيان الصهيوني”