سودانايل:
2025-04-17@15:18:04 GMT

الآثار الاجتماعية لما بعد الحرب

تاريخ النشر: 2nd, October 2024 GMT

mugheira88@gmail.com

• لم يكن الوضع القائم في السودان قبل الحرب وضعاً مستقراً و آمناً و ذلك للانقسامات المجتمعية و الحروب التي انتشرت في ظل نظام الثلاثين من يونيو و شملت نطاقا واسعا من الأراضي السودانية . و لم يطل إستبشار الناس كثيراً بعد قيام ثورة ديسمبر المجيدة في إعادة و ترتيب الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية و السياسية حتي وقعت الحرب بين القوات المسلحة و قوات مليشيا الدعم السريع المتربصة قياداتها بالثورة و الطامعة في خلافة نظام الإنقاذ البائد.


و للحروب آثارُ عميقة و مدمرة خاصة علي الجوانب الاجتماعية لأنها تظل قائمةً و تؤدي الي تدمير المجتمعات و تفكيك الروابط الاجتماعية و ازدياد رقعة الفتق و تهتك النسيج الاجتماعي و اتساع النزاعات الجهوية و الطائفية و العرقية و بذر بذور الكراهية و تعميق الانقسامات مما يؤدي الي العنف وانتشار الجريمة خاصة بعد انتشار السلاح في أيدي المواطنين بسبل مختلفة في ظل الأوضاع المأساوية القائمة و الهشاشة الأمنية السائدة التي تعاني منها الدولة . و لا شك أن هذا الوضع سيشكل عبئا إضافياً و عائقاً أمام تحقيق السلم الاجتماعي، و قديما قيل إن امتلاك السلاح يغري باستخدامه , وتجارب جمع السلاح من أيادي ممتلكيه في حقب مختلفة في البلاد تجربه مكرورة و فاشلة . فامتلاك السلاح يساعد في نشر الحروب القائمة أصلا بين مكونات المجتمع السوداني في مناطق عديدة و منتشر بصور مختلفة في غير مكان واحد و هناك الكثير من الأمثلة التي تثبت هذه الحقيقة . هذا فضلاً عن ظواهر خرق القانون وأخذ الحقوق عنوةً وبالعنف بل بالتعدي علي الآخر و تكريس المظالم والانتهاكات خاصة من الذين تعرضوا للظلم في فترات سابقة أو من المجرمين الهاربين من سجون الدولة في ولايات كثيرة بعد نشوء هذه الحرب اللعينة مما يفتح الباب أمام الفوضى والإنفلاتات الأمنية و استمرار دوامة العنف .
• كما للحروب آثارٌ نفسية بالغة الخطورة علي المجتمعات بما تحدثه من إضطرابات نفسية يعاني منها المشاركون فيها و المتأثرون بنتائجها والناجون من الموت , وهي هزات وجروح لا تندمل بسهولة و غالبا ما تستمر آثارها لسنوات طويلة بعد نهاية الحرب و تعرف باضطرابات ما بعد الصدمة
(Post-Traumatic Stress Disorder)
و ذلك مثل حالات القلق و الشرود الذهني و كثير من الاضطرابات و الهزات النفسية مثل الاكتئاب و الصدمات العاطفية وصعوبة التركيز و الكوابيس و قلة النوم أو عدمه , و حالات الهيجان و التوتر والانفعال الزائد و اللجوء الي العنف و التعدي و الحزن و فقدان الأمل و اللجوء الي العزلة مما يؤثر علي حياة الأفراد اليومية و علاقاتهم الاجتماعية فتكثر حالات الاضطرابات في الشخصية و يكثر الهروب من الدراسة و إهمال العمل بل تركهما في أكثر الأحايين كما تنمو العلاقات غير السوية خاصة لدي الفتيات والمراهقين و الأطفال في سن الدراسة و يعمدون الي تجنب الكبار و عدم القدرة علي بناء علاقات سليمه مع الآخرين كما يعانون من مشاكل في الثقة و التفاعل مع مجتمعاتهم .
فالحروب علاوة علي أنها أفعال عنيفة تزهق الأرواح و تدمر المنشئات و البني التحتية، فهي أيضا كارثة نفسية لها آثار عميقة قد تدوم لسنوات طويلة بعد انتهاء الحرب و صمت السلاح .

   

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

ورش وبرامج مختلفة.. جمعية الصم بالشرقية تكثف جهود نشر لغة الإشارة

تستعد جمعية الصم وضعاف السمع وذويهم للاحتفال بأسبوع الأصم العربي، الذي يوافق العشرين من أبريل الجاري، وذلك من خلال تقديم حزمة من البرامج والمبادرات التي تهدف إلى تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية لغة الإشارة، ودعم الهوية اللغوية والتنوع الثقافي للأشخاص الصم ومستخدمي هذه اللغة الحيوية.لغة الإشارة لغة طبيعيةوأكد المتحدث الإعلامي ومدير إدارة الإعلام والاتصال بالجمعية، سعيد الباحص، أن احتفاء الجمعية بهذه المناسبة يأتي لترسيخ فكرة أن لغة الإشارة هي لغة طبيعية مكتملة الملامح، مشيراً إلى أهميتها كلغة دولية يستخدمها الصم في تفاعلاتهم المختلفة.سعيد الباحص
وشدد الباحص على أن الاستفادة من هذه اللغة والخدمات المقدمة بها تُعد أمراً حيوياً لنمو وتطور أبناء فئة الصم، ولتحقيق الأهداف التنموية المتفق عليها دولياً لهم.برامج تدريبية متنوعةوفي هذا السياق، أوضح الباحص أن الجمعية نجحت، عبر وحدة الوعي المجتمعي لديها، في تقديم العديد من المبادرات الفاعلة، من ضمنها تنفيذ 16 برنامجاً تدريبياً متنوعاً حول أساسيات لغة الإشارة، استهدفت عدداً من موظفي القطاعات الحكومية والخاصة بالمنطقة الشرقية.
أخبار متعلقة تفاصيل إطلاق "منارة الرياض" لتدريب الطلاب على تقنيات الفضاءتقنيات المستقبل.. تأسيس وادي الكم لتشغيل أول حاسوب كمي في المملكةوأضاف أن الجمعية ابتكرت أنماطاً توعوية وتعليمية مبتكرة، بما في ذلك إنتاج فيديوهات حديثة بلغة الإشارة، بهدف تسهيل تواصل الصم وضعاف السمع في الأماكن العامة وحصولهم على الخدمات بيسر، إلى جانب تدريب المستفيدين على آليات التواصل الفعال مع هذه الفئة.جهود مستمرة لنشر لغة الإشارةوأشار المتحدث الإعلامي إلى أن الجمعية تواصل جهودها في نشر ثقافة لغة الإشارة من خلال بناء شراكات استراتيجية، حيث تم إبرام أكثر من 13 اتفاقية تعاون مع جهات حكومية وخاصة، تركز بشكل كبير على خدمة الصم وضعاف السمع وتتضمن برامج تدريبية على لغة الإشارة.
كما تواصل الجمعية تقديم برامجها الأساسية الأخرى كالتدخل المبكر، ورياض الأطفال للصم، والدورات التطويرية للمنتسبين، والمشاركة في الفعاليات المجتمعية لزيادة الوعي بقدرات الصم.
واختتم الباحص بالتأكيد على أن كافة هذه الجهود تصب في تحقيق الأهداف الاستراتيجية للجمعية، وفي مقدمتها الوصول بالصم وضعاف السمع إلى مرحلة الاندماج المجتمعي الكامل، انطلاقاً من رؤية الجمعية بأن تكون ”نبراساً مضيئاً“ في خدمة الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية، وتمكينهم ليصبحوا أفراداً فاعلين ومؤثرين في مجتمعهم، ودعم تطلعاتهم لتحقيق طموحاتهم.

مقالات مشابهة

  • نزع سلاح المقاومة الفلسطينية: المعركة الأخيرة للمحتل
  • البويرة: 5 جرحى إثر اصطدام بين سيارة وشاحنة بالأخضرية
  • هل نزع السلاح يُنهي الحرب؟
  • موقع أفريقي: هكذا تؤدي الحرب السودانية إلى زعزعة استقرار الدول المجاورة
  • ورش وبرامج مختلفة.. جمعية الصم بالشرقية تكثف جهود نشر لغة الإشارة
  • الهجرة الدولية: ثلثا سكان السودان في حاجة ماسة للمساعدات الغذائية
  • الأمين العام للأمم المتحدة يندد بتدفق السلاح والمقاتلين إلى السودان
  • استئناف عرض حاجة تخوف 17 أبريل الجاري
  • حماس: أبلغنا مصر أن المدخل لأي اتفاق هو وقف الحرب والانسحاب وليس السلاح
  • الهدنة مقابل السلاح.. حماس ترد على مقترح جديد لوقف الحرب في غزة