رشا عوض

أهم هدف لهذه الحرب هو استئصال الخصوم السياسيين للحركة الكيزانية الإجرامية وتجريف البلاد من أي صوت معارض أو حتى مستقل، ومعاقبة أي شخص متعاطف مع الثورة تعاطفا حقيقيا.

فضلا عن أن هناك تياراً  انفصاليا نشطا وسط هذه العصابة يرغب في تقسيم جديد للسودان، حتى ينفرد بحكم مطلق في الشمال وشرق السودان (دولة البحر والنهر)، ولذلك سوف تتم تصفيات على أساس الانتماء القبلي لعرب دارفور، ليكون رد الفعل هو الانتقام من قبائل الشمال لإعلاء نبرة الكراهية والمطالبة بالانفصال.

غوغائية الحرب هي البيئة النموذجية لتنفيذ هذه الجرائم إذ لا قانون ولا منطق سوى قوة السلاح، وهناك تهمة جاهزة اسمها “متعاون مع الدعم السريع”! تهمة لا تخضع لأي معيار وغير قابلة للاستئناف أو حتى مجرد النقاش! كل من قال لا للحرب متعاون مع الدعم السريع! كل من قال هذه حرب قذرة متعاون مع الدعم السريع! باختصار كل من لم يتماهى مع سرديات الكيزان هو متعاون مع الدعم السريع!

مجازر الكيزان المرتقبة تم التمهيد لها بتكثيف نشر مجموعة من السخافات في مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصا قروبات الواتساب الخاصة بالأحياء السكنية وحتى القروبات الأسرية، على رأس هذه السخافات وجود مرشدين للدعم السريع ساعدوهم على نهب المنازل، وأرشدوهم إلى أماكن وجود الذهب والعربات والأثاث الفاخر! ودلوهم حتى على أماكن الثياب النسائية السمحة وأطقم العشاء والشاي الفاخرة! حتى يستنتج السذج والبسطاء أن سبب نكبتهم في فقد ممتلكاتهم ليس الدعم السريع الذي استولى على أقاليم كاملة في البلاد بقوة السلاح، وأصبحت تحت تصرفه تماما يصول ويجول وينهب كل شيء ولا حاجة إليه بمرشدين ولا يحزنون! فضلا عن أن الجيش الذي هرب ترك الدعامة في إجازة طويلة ومريحة في معظم أحياء الخرطوم استمرت لأشهر؛ مما وفر لهم فرصة دخول المنازل الواحد تلو الآخر، ونهب ما بداخلها، وتركها مفتوحة ليأتي اللصوص المعتادون على السرقة من أحزمة الفقر والبؤس المحيطة بالأحياء الأقل فقرا وبؤسا!

غضب المواطن بسبب فقده لكل ما يملك مفهوماً جدا ومشروع، ولكن “مزارع العلف الكيزاني” عبر منتجاتها المسمومة ترغب في توجيه هذا الغضب إلى الوجهة الخطأ! بدلا من أن يغضب المواطن من طرفي الحرب التي بفوضاها وغوغائيتها تسببت في مأساته، وبدلا من أن يغضب من الجيش الذي قصر تقصيرا مخجلا في حمايته، يصب المواطن جام غضبه على مواطنين مثله اسمهم المتعاونين مع الدعم السريع! وبهذا التمهيد الماكر يهلل المواطنون، ويكبرون للمجازر الجماعية المرتقبة ليس فقط بضمير مرتاح، بل بإحساس زائف بأنهم انتصروا على العدو الذي سرقهم وتسبب في قتل أو اعتقال أبنائهم! وفي “حلبة الزار” هذه ينسى الناس تماما المتعاون الأصلي مع الدعم السريع الذي أنشأه وأسس وجوده في الدولة السودانية من داخل برلمانه ومكنه من مناجم الذهب، وفتح له بوابات العلاقات الخارجية!

وحتى في هذه الحرب تحصل الدعم السريع على قوائم بأسماء الكيزان وضباط الجيش والشرطة الأثرياء وأماكن سكنهم ومخابئ أموالهم من ذات الأجهزة الأمنية الكيزانية التي اشترى الدعم السريع معظم عناصرها بالمال! وجزء من هذه الأجهزة بات جزء أساسيا من استخبارات الدعم السريع!

هل من مسخرة أكبر من أن يأتي من فعل كل ذلك، وينصب المشانق للأبرياء والمغلوبين على أمرهم تحت اتهامات “التعاون مع الدعم السريع”! وتسويق هذا العلف تحت عنوان معاقبة من تسببوا في سرقة المواطنين! هل من سارق للمواطنين أكبر من الكيزان؟ وهل من قاتل لهم أكبر من مرتكبي الإبادات الجماعية ومشعلي الحروب وأصحاب بيوت الأشباح!

إن المجازر التي بدأت في الحلفايا، وسوف تتكرر في أي منطقة تصلها كتائب الكيزان يجب إدراجها تحت العناوين الصحيحة: تصفيات سياسية وعرقية لخصوم الكيزان، انتقام من الثورة بأثر رجعي، تعبيد الطريق لهيمنة مطلقة واستبداد أكثر رعونة وانحطاطا من استبداد الإنقاذ الأولى، تقسيم المجتمع وإشاعة الكراهية بين مكوناته!

الوسومرشا عوض

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: رشا عوض

إقرأ أيضاً:

تصفية عشرات المدنيين على يد الجيش السوداني و«كتائب البراء»

تمت تصفية مجموعة من الشباب- معظمهم متطوعين- عقب استعادة الجيش السوداني والكتائب المتحالفة معه السيطرة على منطقة الحلفايا شمالي الخرطوم بحري.

التغيير: وكالات

كشفت مصادر من أحياء الحلفايا- شمالي العاصمة السودانية الخرطوم، أن عناصر الجيش وكتائب البراء بن مالك المتحالفة معه، أقدمت على إعدام عشرات الشباب المدنيين من سكان منطقة الحلفايا رمياً بالرصاص باعتبارهم متعاونين مع قوات الدعم السريع، دون محاكمة.

وتمكن الجيش السوداني من استعادة السيطرة على مناطق في شمال الخرطوم بحري مثل الكدرو والحلفايا إثر حملة عسكرية بدأها الخميس الماضي بعد نحو عام ونصف العام من المعارك الدائرة بينه وبين قوات الدعم السريع.

وطبقاً لمنصة الجماهير المدنية “مجد”، يوم الاثنين، تناقضت التقارير بشأن أعداد ضحايا المجزرة، إذ رصدت “مجد” تقارير تفيد بأن عدد القتلى 33 شابًا، فيما قالت بعض المصادر إن العدد أكبر من ذلك.

وأفادت مصادر لـ”مجد” بأن هناك أعدادًا من المعتقلين ينتظرون مصيرًا مجهولًا على يد كتائب البراء والاستخبارات العسكرية.

وكان الناشط والراصد للوضع الميداني والعمليات العسكرية محمد خليفة، قد نشر بحسابه الشخصي على (فيسبوك)، أن عدد المدنيين الذين تم إعدامهم على يد كتائب البراء والجيش بلغ 120 مدنياً.

كما أفادت مصادر متطابقة أن معظم شهداء مذبحة الحلفايا كانوا من المتطوعين في خدمة التكايا والعمل الإنساني في المنطقة.

وقالت مصادر إن مسلحين أغلبهم من كتائب البراء بن مالك، ألقت القبض على عشرات المدنيين من منازلهم في الحلفايا واقتادتهم إلى ساحة عامة، ومن ثم أطلقت الرصاص عليهم وأعدمـتهم في وضح النهار.

من جانبها، اتهمت قوات الدعم السريع، كتائب الحركة الإسلامية بارتكاب مجزرة بشعة بتصفية أكثر من 70 شاباً من المتطوعين في خدمات “التكايا” والمطابخ الجماعية في ضاحية الحلفايا.

وقالت في بيان، الاثنين، إن عناصر ما يسمى بـ”كتيبة البراء” الإخوانية والاستخبارات العسكرية، نفذت أبشع الجرائم بحق الشباب المتطوعين بدواعٍ واهية وذرائع باطلة في محاولة غبية لاتهامهم بالتعاون مع قوات الدعم السريع.

واعتبرت أن الجريمة تأتي ضمن مخطط متكامل ضد شعوب ومكونات مجتمعية بعينها، وتغذيه روح العداء السافر والتشفي جراء الهزائم.

الوسومالاستخبارات التكايا الجيش الحلفايا الخرطوم الدعم السريع السودان بحري كتيبة البراء بن مالك محمد خليفة منصة الجماهير المدنية

مقالات مشابهة

  • مجزرة الحلفايا !
  • مجزرة الحلفايا سوف تتكرر في اي منطقة تدخلها كتائب الكيزان!
  • وحدة خطاب (تقدم) و (مليشيا الدعم السريع) : اكذوبة إعدامات خارج القانون فى الحلفايا
  • محامو الطواريء تؤكد إنتهاكات كتائب البراء وقوات من الجيش في تصفية مدنيين بمنطقة الحلفايا
  • عن حرب الكذبة والفجار (لعنة الكيزان)!!
  • تصفية عشرات المدنيين على يد الجيش السوداني و«كتائب البراء»
  • وزير العدل يعلن عن فقدان بيانات الدولة منذ 1902 بيد “الدعم السريع” ويلعن استعادة 80% منها
  • الحديث ان حرب الدعم السريع هي ضد المواطن وليس ضد الجيش امر لايمكن مغالطته
  • المصير الذي ستؤول إليه مليشيا الدعم السريع وحواضنها وحلفاءها سيكون مثل (..)