أرغفة القصائد تعبُرُ النيل وبردى في بيت الشعر بالشارقة
تاريخ النشر: 2nd, October 2024 GMT
في إطار فعاليات منتدى الثلاثاء الذي ينظّمه بيت الشعر بدائرة الثقافة في الشارقة، أقيمت أمسية شعرية أمس، أحياها الشاعر حسين العبدالله من سوريا، والشاعر د. مجتبى عبدالرحمن مضوّي من السودان، وحضرها محمد عبدالله البريكي، مدير البيت، إضافة إلى جمهور غفير احتشد في قاعة المنتدى التي غصت به، وتنوع بين محبي الشعر، والشعراء، والنقاد، الذين قدموا من كل أنحاء الإمارات، ليكونوا في موعد مع القصيدة وليحلقوا مع الشعر في سماء الإبداع.
قدم الأمسية الأستاذ كاميران كنجو، الذي افتتح الفعالية مرحبا بالحضور، وقدم في كلمته الشكر والتقدير لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، على جهوده في تعزيز الثقافة والفنون والابتكار، والتي جعلت من الشارقة نموذجًا يُحتذى به في التقدم والازدهار، كما قال أيضا: ” إن الشعر هو لغة القلوب، صوت الأحاسيس، وصدى المشاعر، ومن خلاله نستطيع أن نعبّر عن أفراحنا وأحزاننا، عن آمالنا وآلامنا. وفي كل بيت شعري، تكمن قصة، وتولد تجربة، وتظهر حكمة.”
افتتح القراءات الشاعر السوري حسين العبدالله، الذي اكتنزت نصوصه بالحس المرهف، والوجدانيات العالية، والذي له صدر له مؤخّرًا ديوان (لو أمطرت ذهبًا)، وقرأ قصيدة: “سفيرٌ من قلبِ أمي”، ليرسم بها بورتريه لأمه، لونه بالأحاسيس الصادقة والصور الشعرية المترعة بالذكريات والحنين، وقال فيها:
للشمس ِ كرسيٌّ هناك ببيتِنا
فرفاقُ أمي الشمسُ والتنّورُ
وحصيرُها في الحَيِّ كان حَرَمْلكًا
وتغارُ من ذاكَ الحصيرِ قصورُ
وبكفِّها مسكٌ و سَلْ حبلَ الغسيلِ
فلم يزلْ يبكي وفيه عبيرُ
وبَخورُها من دَخنةِ التنورِ يا
باريسُ هل مِن مثلِ ذاك عطورُ؟!
ووَضوءُ أمي حفنتانِ من الفراتِ
لذاكَ يسكنُ وجهَ أمي النورُ
بعد ذلك قدم الشاعر قصيدة في المدح النبوي، جاءت فيها إحالات إلى كعب وبردته، بدءًا من عنوانها “ردائي”، مرورا باستخدام اسم “سعاد” الذي كان في مقدمتها، ومما جاء فيها:
حُروفي يا سعادُ اليومَ شهدٌ
فَإنِّي للنبيِّ نذرتُ شِعرَا
سألتُ البدرَ يُقرضني سناهُ
لأجعلَ للقريضِ سناهُ حِبرا
وإذْ بالشمسِ نحويْ قد تدلَّتْ
تُسابقُ يا حبيبُ إليكَ بَدرا
واستمر نهر القصيدة دفّاقًا، لينتقل من بردى إلى السودان ونيليها، بقراءات للشّاعر السوداني د. مجتبى عبد الرحمن مضوّي، الذي سافر بالجمهور في رحلة عبر بعض من نصوصه، والتي تراوحت بين أسئلة الذات وتجليات العاطفة، بلغة شعرية حماسية ورقيقة في آن واحد، فيقول:
هي اللغةُ المعدّةُ للتسامي
وتهذيب الملاحةِ في التمني
مفارقةٌ من المعنى الإضافي
ودحرجةٌ إلى المغزى الأجنّ
وتفسيرِ الـ ” أحبكِ” حين تعصى
مقاربةُ المُكنّى للمُكنّي
لأنكِ لم تُديري بَعدُ كوناً
من الحفلاتِ قبلي أو لأنّي
كما قدم الشّاعر نصًّا آخر، غاص في طيات حروفه بين الخيال الخصب، ورؤية الشاعر للقصيدة وعلاقته مع الشّعر والشعراء، وقد اتضح ارتباطه بتراثه الشعري العربي، حيث وظف الشّاعر ظلاله في نصه، فيقول:
في موسم الشعراءِ قالت برقةٌ
هل تستفيقُ “عكاظُ” من متردّمِ ؟
هل فزّتِ الأعناقُ من متوسّمِ
أم هل عرفت “النحو” بعد توهُّمِ ؟
يا دار برقةَ ، ما المقامُ مصرّحٌ
فيه لزفرةِ راحلٍ متأزّمِ
وفي ختام الأمسية كرّم محمد البريكي الشاعرين المشاركين، ومقدم الأمسية.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
لما لم تُذكر كلمة "أرثوذكسية" في ترنيمة "كنيسة واحدة"؟.. الشاعر رمزي بشارة يشرح التفاصيل
“التلج ده مش ساقع ليه يا رمزي”، هذه الجُملة خير تعليق على رَد الشاعر رمزي بشارة، الملقب ببحر الكلام، على مُنتَقدي ترنيمة "كنيسة واحدة" التي أصدرتها الكنيسة منذ فترة وجيزة، على قناتها الرسمية على يوتيوب وعلى صفحتها الرسمية بِفيس بوك وإنستجرام.
وأثارت هذه الترنيمة جَدَلًا واسعًا منذ فترة الاعداد لها وقبل أن تصدر، فهناك من تَوَقَّع أنها تدعو للوحدة مع الطوائف وأن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية واحدة مع الكنائس الأخرى، وبناءً على تَوَقُّعاتهم قاموا بعمل ڤيديوهات على يوتيوب ومنشورات على فيس بوك، ليحاربوا هذه الوحدة، ثم اكتشفوا أن "كنيسة واحدة" ليس لها علاقة بموضوع الوحدة مع الكنائس الأخرى، والآن بدأو بشن هجوم جديد، متسائلين "أين كلمة أرثوذكسية ولماذا لم يتم ذِكرها في الكلمات؟"..
لما لم تُذكر كلمة "أرثوذكسية" في ترنيمة "كنيسة واحدة"؟.. الشاعر رمزي بشارة يشرح التفاصيل
وتعليقات على ذلك قال بحر الكلام إنه للإجابة عن ذلك التساؤل يجب أن توضع بعض الأمور في الحسبان مثل:
• ترنيمة: كنيستي كنيستي هي بيتي..
لا يوجد بها كلمة "أرثوذكسية"
• ترنيمة: كنيستي القبطية.. كنيسة الإله
قديمة قوية.. أرجو لها الحياة
لا يوحد بها كلمة "أرثوذكسية"
• ترنيمة: كنيستي أرجو لكِ من عزة الإله..
خلاص كل الشعب يا سفينة النجاة.
لا يوجد بها كلمة "أرثوذكسية"
وقد كتبها الأستاذ الشاعر المؤلف "القديس" حبيب جرجس.
وتوجد ترانيم أُخرى لنفس الكاتب عن الكنيسة ولم يُذكَر بها كلمة "أرثوذكسية"
-يُمكنك الرجوع لكتاب: "الترنيمات الروحية للكنيسة القبطية"
للقديس حبيب جرجس.
• بدأت ترنيمة كنيسةواحدة بصوت قداسة البابا تواضروس الثاني "بابا وبطريرك ورئيس أساقفة المدينة العُظمى الإسكندرية وبطريرك الكرازة المُرقُسية،خليفة كاروز ديارنا المصرية، مار مرقس الرسول، البابا الـ ١١٨"
• ترنيمة كنيسة واحدة ذُكر بها مقاطع كاملة من الصلوات الليتورچية للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، مِثل:
-"نَعم نسألك أيها المسيح إلهنا ثَبِّت أساس الكنيسة"
من طِلبة القداس الغريغوري
-"سلامًا وبنيانًا لكنيسة الله الواحدة الوحيدة المقدسة الجامعة الرسولية آمين"
من تقديم الحَمَل في القداس الباسيلي
-شيريه تي إكليسيا إبئي إنتيه ني آنجيلوس.
ومعناها:
"السلام للكنيسة بيت الملائكة"
من أرباع الناقوس التي تُصَلَّى في رفع بخور باكر وعشية
-"الشكوك وفاعلوها"
من أوشية الاجتماعات -السيمينارات-
• ترنيمة كنيسة واحدة ذُكِرَ بها مصطلحات كنسية أرثوذكسية مِثل:
"كاهن وشماس"
• ترنيمة كنيسة واحدة ظهر بها خورس الكلية الإكليريكية بالأنبا رويس بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية
ولم يكن مُجرد ظهور لكن شاهدناهم يترنمونَ بكلمات الترنيمة.
• ترنيمة كنيسة واحدة كان من بينَ مُرَنِّمِيها الأرشيدياكون إبراهيم عياد مرتل كاتدرائية الأنبا رويس بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية
• ترنيمة كنيسة واحدة ظهر بها أب راهب من دير المحرق التابع للكنيسة القبطية الأرثوذكسية
هو أبونا بيشوي المِحَرَّقي
وكان يُردد كلمات الترنيمة مع الجمع الواقف
• ترنيمة كنيسة واحدة شاهدنا فيها مُكرَّستان بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية
طاسوني سارة الأنبا برسوم العريان
وطاسوني بريسكيللا الشهيدة دميانة
• ترنيمة كنيسة واحدة شارك في ترنيمها أبونا بقطر نسيم وهو واحد من الآباء الكهنة بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية
• ترنيمة كنيسة واحدة كتبها ولَحَّنها وأخرَجها
نفس من قام بكتابة ونفس من قام بتلحين ونفس من قام بإخراج
هذه ترنيمة “مُهتمة بالتعليم” التي عُرِضَت في اليوبيل الذهبي للكلية الإكليريكية بالمحرق
وكلماتها:
مُهتمة بالتعليم..
دَرِّستي عهد جديد وعهد قديم
أقوال آباء.. تَفسير
عالية قوي فـ نَظري..
الوعظ عندك عملي مِش نَظري
ليكي مننا التقدير
رابطانا بالملكوت..
وِمربيانا يا أمي عاللاهوت
مَبنية على صخرة إيمان الصَّخر ليكي أساس
رابطانا بالأقداس..
بعقيدة طقس وتسبحة وقُداس
وفـ كل ليتورچية بتنَقِّي قلوب الناس
يا قبطية إيمانك مُستقيم وعظيم
"أرثوذكسية" مُقدسة جامعة رسولية
كنيسة تسليم
مؤمنة عايشة بتسليم
ياما علوم لاهوتية دَرِّستيها فـ إكليريكية
حافظتي على الإيمان وغلبتي عصور وثنية
قوية غلبتي
حتى أبواب الجحيم
بالتعليم الصحيح..
نخدم ونسعى سُفَرا للمَسيح
ننده قلوب وعقول
دايمًا على استعداد..
لمُجاوبة السائلين وللإرشاد
وبكل خير بنجول
يا كنيستي فيكي كنوز..
فيكي العقيدة اتجسدت فـ طقوس
شِفا للنفوس كرمة وأصلك فـ السما مغروس
"وطوبى للفاهمين"..
فابعت يا رب عينين مع أذُنين
اوهبنا حكمة ومعرفة ونور مـ السما مخصوص
ورَنَّمَها.. رُهبان وكهنة وإكليريكيين كخورس، وكان الصولو للقمص بيشوي القمص لوقا وهو كاهن بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية
ومِن خِرِّيجي إكليريكية المحرق
• كما أن ترنيمة كنيسة واحدة كتبها الشاعر الذي قام بكتابة ترانيم شهيرة بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية للسيدة العذراء مريم والشهداء والقديسين
مثل: م ر ي م.. مريم اسمك غالي عليَّ
ومريم يا ابنة يواقيم
وترنيماتٍ أخرى للعذراء كثيرة "جدًا" -بالمِئات- يعوزنا الوقت لذِكرها على وجه التحديد
ومدائح وترانيم لشهداء وَقِدِّيسي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية،
وترانيم للكنيسة القبطية الأرثوذكسية نَفسَها
مثل:
اسمحي لي يا إكليسيا
وترنيمة: يا إكليسيا
وهما ترنيمتان عن "أسرار الكنيسة السبعة"
• ترنيمة كنيسة واحدة شارك في تصويرها عدد كبير من الكورالات، كُلَّها من كنائس تابعة للكنيسة القبطية الأرثوذُكسية، وشارك في تسجيلها كورال مار إڤرام السرياني التابع لكنيسة السيدة العذراء مريم بالقُصيرين، بإشراف عام من قائد الكورال الخادم القبطي الأرثوذكسي مينا نصر.
• ترنيمة كنيسة واحدة ظهر في الڤيديو كليب الخاص بها، مجموعة من الشهداء والقديسين، كالشهيد مار مرقس، والشهيد أبانوب، والبابا كيرلس السادس والبابا شنودة الثالث، وغيرهم..
في إشارة إلى أن الكنيسة المُجاهدة والكنيسة المُنتصرة كنيسة واحدة
• هذه الأفلام لنَفس المُخرج الذي قام بإخراج ترنيمة كنيسة واحدة:
- فيلم العابد.. أبونا بولس العابد
- فيلم التلميذ.. الأنبا تادرس تلميذ الأنبا باخوميوس أب الشركة
-فيلم ٤٩ شهيد.. التسعة والأربعين شهيدًا شيوخ شيهيت
-فيلم نِسر البرية.. أبونا فلتاؤس السرياني.
وهو المُخرج القبطي الأرثوذكسي چوزيف نبيل
وكلمات ترانيم كل هذه الأفلام السابقة هي لنفس المؤلف الذي قام بكتابة كلمات ترنيمة كنيسة واحدة
• وأخيرًا ترنيمة كنيسة واحدة
بالفِعل ذُكِرَ بها كلمة أرثوذكسية، فَمُصطلح "إيمان أرثوذكسي" معناه "إيمان مُستقيم"
وورد في كلمات الترنيمة:
"عايشه بإيمانها المُستقيم"
أي: "عايشه بإيمانها الأرثوذُكسي"، "أَمَّا الْبَارُّ فَبِالإِيمَانِ يَحْيَا»." (عب 10: 38)
علشان كده الكنيسة عايشة بالإيمان.. لكن مش أي إيمان.. "عايشه بإيمانها المُستقيم"
كما أن الأرثوذكسية ليست مجرَّد "كلمة" تبحث عَنها فنتأكد من أرثوذُكسية ما سنستمع إليه أو نُشاهده أو نقرأه، لكنها حياة، حياة عَبَّرَت عنها كلمات ترنيمة كنيسة واحدة، أو عن بعض الملامح الرئيسية لها.
واختتم رده ضاحكا: “ماعرفشي ليه سمعت صوت الفنان عمرو عبد الجليل خارج من التعليق ده وبيقول: هُوَّ التلج ده مش ساقع ليه”