المسلة:
2025-03-23@08:33:20 GMT

الخضرة تواجه التصحر: العراق يكتب قصته البيئية

تاريخ النشر: 2nd, October 2024 GMT

الخضرة تواجه التصحر: العراق يكتب قصته البيئية

2 أكتوبر، 2024

بغداد/المسلة: شهدت العراق في السنوات الأخيرة تحولًا إيجابيًا نحو التشجير كجزء من الجهود الرامية لمواجهة التحديات البيئية والمناخية المتزايدة.

وهذا التحول، المدعوم من المجتمع المدني والحكومة، يعكس فهمًا أعمق للتأثيرات الضارة للتغييرات المناخية والتلوث على البلاد.

وفي مارس 2023، أعلنت الحكومة العراقية عن مبادرة كبرى لزرع خمسة ملايين شجرة بهدف تعزيز الغطاء النباتي في البلاد.

ويقول المهندس الزراعي سعد الحيدري “إن التشجير ليس مجرد نشاط بيئي، بل هو جزء أساسي من الحلول التي يمكن للعراق تبنيها لمواجهة التغير المناخي والحد من التصحر. نعمل الآن على توجيه جهودنا نحو تقديم التدريب والإرشاد للسكان حول أنواع الأشجار الملائمة لبيئة العراق، مع التركيز على الأنواع ذات القدرة العالية على تحمل الجفاف ودرجات الحرارة المرتفعة”.

وأضاف أن “تفاعل المواطنين مع هذه الحملات كان مشجعًا للغاية، حيث بدأوا بإظهار اهتمام كبير بزراعة الأشجار في منازلهم ومساحات أراضيهم الخاصة”.

واعلن امين بغداد المهندس عمار موسى كاظم عن انطلاق الحملة الوطنية للتشجير عبر زراعة 101 الف شجرة، اشارة الى عمر مؤسسة أمانة بغداد الذي تجاوز المائة عام.

ونقل بيان للامانة عن امين بغداد قوله ان “حملة التشجير الوطنية الكبرى تم اطلاقها هذا اليوم في عموم مناطق العاصمة بغداد ، بدءاً من حديقة بغداد في منطقة البياع ضمن قاطع بلدية الرشيد التي شهدت زراعة اول شجرة”.

بينما أكد المهندس الزراعي علي الجبوري أن: “تحدي التغير المناخي في العراق يتطلب مشاركة جماعية من المجتمع. نعتمد على الحملات التوعوية ومواقع التواصل الاجتماعي لرفع مستوى الوعي بأهمية التشجير. لاحظنا زيادة واضحة في التجاوب الشعبي، حيث بدأ الناس يتوجهون إلينا للحصول على مشورة حول كيفية زراعة الأشجار بطريقة مستدامة.”

و  تزايد التفاعل الشعبي مع حملات التشجير جاء كنتيجة لتكثيف الجهود الإعلامية والتوعية من قبل المهندسين الزراعيين والمتخصصين البيئيين اذ يعكف هؤلاء على نشر الوعي بضرورة التشجير عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مع تقديم نصائح وإرشادات بشأن أنواع الأشجار الملائمة لبيئة العراق.

و المشاتل الزراعية، تسهم بشكل كبير في تسهيل الوصول إلى الشتلات بأسعار مخفضة، مع تقديم النصائح اللازمة للمزارعين والهواة. ي

وفي ضوء هذه التطورات، أصبحت الحملات البيئية والتشجير جزءًا لا يتجزأ من التوجه الوطني لمكافحة التغير المناخي. من المتوقع أن تسهم حملات مثل حملة التشجير الكبرى المقررة في أكتوبر المقبل في تعزيز الغطاء النباتي، والتخفيف من آثار التصحر، فضلاً عن تحقيق فوائد اقتصادية بيئية من خلال تحسين البيئة المحيطة وزيادة الغطاء الأخضر الذي يقلل من درجات الحرارة ويزيد من جودة الهواء في العراق.

و قال كريم الزيدي، صاحب مشتل في بغداد: “في السنوات الأخيرة، شهدنا تزايدًا في الطلب على الأشجار والشتلات، وهذا يعكس تزايد الوعي الشعبي بأهمية التشجير. نقوم في مشتلنا بتقديم خصومات خاصة على الأشجار سريعة النمو والمتوافقة مع مناخ العراق لتشجيع الناس على زراعتها. نعتبر أنفسنا جزءًا من هذه الجهود الوطنية، ونساهم من خلال تقديم الاستشارات المجانية وتوفير الشتلات للمبادرات البيئية المحلية.”

هذه الجهود المشتركة بين الحكومة، المجتمع المدني، والمواطنين، تعكس التزامًا حقيقيًا بتحسين جودة الحياة والتصدي للتحديات المناخية، حيث يلعب كل فرد دورًا في تحقيق رؤية بيئية أكثر استدامة للبلاد.

أما فاطمة العامري، وهي صاحبة مشتل آخر في بغداد، فأشارت إلى أن: “التشجير أصبح حاجة ملحة للعراق بسبب مشكلات التصحر وتراجع المساحات الخضراء. نحن في المشاتل نقوم أيضًا بتنظيم ورش عمل توعوية لمساعدة المواطنين في فهم كيفية العناية بالنباتات والأشجار بشكل صحيح، وأعتقد أن نشر ثقافة الزراعة هو جزء من الحل لمواجهة تحديات البيئة الحالية.”

من جانبه، قال المواطن أحمد الربيعي، الذي شارك في إحدى حملات التشجير: “بدأت بزراعة الأشجار حول منزلي بعد أن أدركت تأثيراتها الإيجابية على البيئة. الأشجار لا تضفي جمالًا فقط، بل تساعد أيضًا في تقليل الحرارة وتنقية الهواء. المشاركة في الحملات البيئية أصبحت نشاطًا ممتعًا ومفيدًا لي ولعائلتي.”

بينما عبرت أمينة حسين، وهي موظفة عن تجربتها في التشجير قائلة: “قبل سنوات قليلة لم أكن أعرف الكثير عن أهمية الأشجار، لكن بعد حملات التوعية الأخيرة، أدركت دورها في تحسين الهواء وتقليل الأتربة. الآن أقوم بزرع أشجار في الفناء الخلفي لمنزلي وأشجع جيراني على فعل الشيء نفسه.”

المهندسون الزراعيون، أصحاب المشاتل، والمواطنون يتكاتفون جميعًا لتعزيز الوعي بأهمية التشجير، في سبيل مواجهة التحديات المناخية التي تواجه العراق. هذا التعاون المشترك يعكس التزام الجميع بتحسين البيئة والمساهمة في بناء مستقبل أكثر استدامة للبلاد.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

التّقيّة السياسيّة العراقية تجاه دمشق بين الشراكة والتوجّس!

يُعدّ مصطلح "التّقيّة" من المصطلحات "الدينيّة" التي استغلّتها بعض الفرق الإسلاميّة، وربّما استُخدمت بمناقشات وأدبيات جماعات ثقافيّة وفكريّة! واستعملت التّقيّة، قديما وحديثا، بشكل واسع في المواقف الشرعيّة المفصليّة والدقيقة لإخفاء الرأي المخالف لمَن يملكون السطوة والقوّة من الحكام!

والملاحظ أنّ "التّقيّة الدينيّة" انتقلت اليوم إلى السياسة، وصرنا بمواجهة "التّقيّة السياسيّة"! ويمكنّنا تعريفها بأنّها إخفاء الرأي السياسيّ الحقيقيّ لهذا المسؤول أو ذلك، لتحقيق مصالح آنية أو مستقبليّة للطائفة أو البلاد!

وبمتابعة المسار الحاليّ لعلاقات العراق وسوريّا، وخصوصا مع انقلاب المواقف الرسميّة العراقيّة، يمكننا القول بأنّنا أمام "تقيّة سياسيّة" في العلاقة الجديدة مع الإدارة السورية بزعامة الرئيس أحمد الشرع المتّهم بالإرهاب في العراق!

والكلام عن علاقات بغداد ودمشق ليس بهذه السهولة نتيجة التّشنّجات الخطيرة والأجواء السلبيّة القائمة، ومع ذلك سنحاول ترميم الصور الممزّقة، وتصوير المشهد الضبابيّ لعلاقات البلدين! الواضح أنّه، ورغم استئناف بغداد لعمل سفارتها في دمشق نهاية العام الماضي، إلا أنّ الغيوم السوداء بقيت تُخيّم على العلاقات المشتركة!

الكلام عن علاقات بغداد ودمشق ليس بهذه السهولة نتيجة التّشنّجات الخطيرة والأجواء السلبيّة القائمة، ومع ذلك سنحاول ترميم الصور الممزّقة، وتصوير المشهد الضبابيّ لعلاقات البلدين! الواضح أنّه، ورغم استئناف بغداد لعمل سفارتها في دمشق نهاية العام الماضي، إلا أنّ الغيوم السوداء بقيت تُخيّم على العلاقات المشتركة!
بداية ينبغي العودة قليلا إلى الوراء، وتحديدا منذ إرجاء زيارة الشيباني لبغداد قبل شهر، والتي لم تُحدّد حينها، وضرورة ملاحظة أنّ خطابات العراق الرسميّ، اليوم وليس قبل شهر تقريبا، تختلف عن خطاباته السابقة، وتتناقض مع خطابات العراق غير الرسميّ المتشنّجة!

ورغم التّشنّجات السياسيّة والإعلاميّة العلنيّة زار وزير الخارجيّة السوريّ أسعد الشيباني، العراق يوم 14 آذار/ مارس الحاليّ، والتقى برئيس الحكومة محمد شياع السوداني، بعد أن قيل بأنّ من أسباب تأجيل زيارته لبغداد قبل شهر تقريبا هي رفض السوداني اللقاء به!

وخلال الزيارة اجتهدت الجيوش الإلكترونيّة التابعة للعراق غير الرسميّ، وربّما الرسميّ، لرفع العديد من الوسوم، (الهاشتاجات، Hashtags) المضادّة للرئيس الشرع واتّهمته بقتل العراقيّين، وغيرها من الاتّهامات المليئة بالشحن الطائفيّ والمذهبيّ!‏ وأثناء الزيارة رفض أعضاء مجلس النوّاب العراقيّ من الجنوب والوسط زيارة الشيباني ودعوا لاستجواب وزير الخارجيّة العراقيّ تحت قبّة المجلس!

زيارة الشيباني لبغداد لم تسبقها أيّ "مباركة بغداديّة" بسقوط نظام بشار الأسد، أو بسيطرة الإدارة الجديدة، كَون بغداد، وعلى لسان كبار قيادات "الشيعة"، متخوّفة من الواقع السوريّ الجديد، وهي تتّهم العديد من القيادات، بمَن فيهم الرئيس الشرع، بالإرهاب داخل العراق!

وهنا تبرز أمامنا بعض التساؤلات، ومنها:

ما الذي غيّر الموقف الرسميّ العراقيّ تجاه سوريا؟

وهل زيارة الشيباني ستكون مناسبة جيّدة لفرش السجّاد الأحمر للشرع ومشاركته في القمّة العربيّة المرتقبة ببغداد في أيّار/ مايو القادم؟

وهل علاقات البلدين ستبقى صامدة وتتنامى في ظلّ الأجواء العراقيّة غير الرسميّة السلبيّة في التعاطي مع الإدارة السوريّة، أم أنّ الأيّام مليئة بالمعضلات السياسيّة والأمنيّة العراقيّة الداخليّة الضاربة للتقارب مع دمشق؟

وبالعودة لجدليّة تَغيّر الموقف العراقيّ تجاه القيادة السوريّة، أظنّ أنّ العراق أراد أن يُثْبِت للآخرين، وخصوصا لواشنطن والدول العربيّة، بأنّه بعيد عن "محور المقاومة" الموالي لطهران، وبأنّه لا يدور في فلك "الأجندات الإيرانيّة"!

وربّما أراد العراق، أيضا، النأي التامّ بنفسه عن مسار العقوبات الأمريكيّة القصوى ضدّ طهران، وخصوصا بعد رفض واشنطن منح بغداد استثناءات جديدة لتوريد الغاز الإيرانيّ الضروريّ للطاقة الكهربائية، وهذه شرارة لثورة شعبيّة مرتقبة نتيجة لأجواء الصيف العراقيّ الملتهبة!

ومن التناقضات الغريبة اتّهام بغداد لغالبيّة قيادات دمشق بالإرهاب وفي ذات الوقت اتّفق الطرفان، قبل أيّام، على محاربة الإرهاب!

ووفقا لتصريحات الشيباني ببغداد يبدو أنّ التعاون العراقيّ- السوريّ سيكون استراتيجيّا وخصوصا مع الاتّفاق المشترك على مقاتلة "داعش"، وهذا يعني أنّ المرحلة المقبلة ستشهد، ربّما، عمليّات مشتركة لمحاربة "التنظيم" في البلدين!

حكومة بغداد أمام اختبار حقيقيّ في كيفيّة الحفاظ على علاقاتها مع دمشق، واستمرار ضبطها للميادين السياسيّة والإعلاميّة العراقيّة في التعاطي مع الحالة السوريّة الجديدة
وعلى النقيض من الاتفاق تابعنا، بعد زيارة الشيباني، كتابات لبعض النخب السوريّة "الثقيلة" تتحدّث عن تشكيل غرفة عمليّات بمقرّ سفارة أجنبيّة في بغداد وبحضور "بعض زعامات المليشيات وضباط من الحرس الجمهوريّ السوريّ، وهدفها خلق ربكة في الساحة السوريّة عبر الاغتيالات والسيّارات الملغمة"!

فكيف يمكن تفهم هذه التناقضات؟

ومن التناقضات الكبيرة مقاطع الفيديو المصوّرة لأشخاص ملثّمين ينتمون إلى "تشكيلات يا علي الشعبيّة"، وكانوا يتنقلون بين أماكن عمل وسكن الشباب السوريين في العراق، ويُفتّشون أجهزتهم الخلويّة (الموبايلات) ويعتدون عليهم بالضرب والشتائم!

وهذا التدخّل السافر في توجهات السوريّين في العراق مرفوض، ويتناقض مع بيان وزارة الخارجيّة العراقيّة بهذا الخصوص!

وبعيدا عن المناحرات السياسيّة هنالك اليوم تقارير صحفيّة إيجابية تؤكّد تراجع معدّلات تهريب المخدّرات للعراق من سوريا، وانخفاض تهريب الدولار، والوقود، والأدوية، وسرقات السيّارات وغيرها من المواد المهرّبة إلى سوريا!

ومع هذه التطورات المتنوّعة فإنّ حكومة بغداد أمام اختبار حقيقيّ في كيفيّة الحفاظ على علاقاتها مع دمشق، واستمرار ضبطها للميادين السياسيّة والإعلاميّة العراقيّة في التعاطي مع الحالة السوريّة الجديدة!

وختاما، هل نحن أمام "تقيّة سياسيّة" تسعى لترطيب الأجواء مع دمشق وإبقاء جذوة الخلافات؟ وهل "التّقيّة السياسيّة" ستبقى سيّدة الموقف في علاقات بغداد ودمشق المستقبليّة، أم أنّ العراق غير الرسميّ سيكون له موقف آخر؟

x.com/dr_jasemj67

مقالات مشابهة

  • أسعار صرف الدولار تستقر عند 148500 ألف دينار في العراق
  • هل يستطيع العراق لعب دور المحور في التفاوض بين إيران وأمريكا؟ - عاجل
  • كيف رسم الفنانون الأشجار عبر التاريخ؟ .. دراسة تكشف
  • صحيفة سعودية تكشف عن إخلاء الحوثيين مقراً رئيسياً في العراق
  • التّقيّة السياسيّة العراقية تجاه دمشق بين الشراكة والتوجّس!
  • الأسر الفقيرة في العراق تواجه خطر انهيار المساكن​
  • سلة العراق تواجه الهند ضمن التصفيات المؤهلة لكأس آسيا
  • إعدام أشجار يثير استياء مواطنين بكلميم
  • أرجوكم استمعوا إلى ترنيمة نيجرفان بارزاني!
  • ‏توفيق الحميدي‏ يكتب: ماذا تعني زيارة رئيس وزراء العراق السابق المقرب من ايران إلى صنعاء في ظل التصعيد العسكري؟