إيران: هجومنا على إسرائيل دفاع عن النفس
تاريخ النشر: 2nd, October 2024 GMT
قال مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني، إن الهجوم الصاروخي على إسرائيل تم تنفيذه "وفقا لحق الدفاع عن النفس المنصوص عليه في المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة".
جاء ذلك في رسالة بعثها إيرواني لمجلس الأمن الدولي مساء الثلاثاء، حصلت الأناضول على نسخة منها.
وذكر المندوب الإيراني في رسالته أن بلاده استهدفت بالصواريخ نقاطا عسكرية وأمنية إسرائيلية.
وأضاف أن الهجوم الصاروخي كان ردا على انتهاكات "النظام الصهيوني" لسلامة أراضي إيران وسيادتها.
وأشار إلى أن الانتهاكات الإسرائيلية شملت "اغتيال ضيف طهران الرسمي رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية (نهاية يوليو/ تموز الماضي)، واغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله" في غارة على الضاحية الجنوبية لبيروت قبل أيام.
وصرح إيرواني بأن "الهجوم استهدف فقط منشآت عسكرية وأمنية وفقا للمبادئ الأخلاقية والقانون الإنساني الدولي، على عكس ’النظام الصهيوني’ الذي يستهدف المدنيين الأبرياء" في قطاع غزة ولبنان.
وأشار إلى أن تقاعس مجلس الأمن الدولي سمح لإسرائيل بانتهاك جميع "الخطوط الحمراء"، وأن هذا الأمر لم يترك لإيران أي خيار سوى الاحتفاظ بحقها في الدفاع عن النفس وفقاً للقانون الدولي.
وأكد أن إيران حذرت بشدة "النظام الإسرائيلي الإرهابي" من أي عدوان جديد، وأن لطهران الحق في حماية مصالحها ووحدة أراضيها وسيادتها.
وحذر من أن "رد إيران سيكون سريعا وحاسما وأقوى بكثير من ذي قبل ودون أي تحفظات" في حال تنفيذ إسرائيل أي هجوم جديد على بلاده.
وأمس الثلاثاء، أعلنت إيران أنها أطلقت عشرات الصواريخ على إسرائيل (180 بتقدير تل أبيب) ما تسبب في إصابات بشرية وأضرار مادية وإغلاق المجال الجوي، فيما هرع ملايين الإسرائيليين إلى الملاجئ بينما دوت صفارات الإنذار في كامل البلاد.
وبدعم أمريكي مطلق، تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حربا على قطاع غزة أسفرت عن أكثر من 138 ألف قتيل وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وللمطالبة بإنهاء هذه الحرب، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها "حزب الله"، مع الجيش الإسرائيلي منذ 8 أكتوبر قصفا يوميا عبر "الخط الأزرق" الفاصل، أسفر إجمالا حتى مساء الثلاثاء عن 1873 قتيلا، بينهم أطفال ونساء، و9 آلاف و134 جريحا، حسب وزارة الصحة اللبنانية.
وردا على هذا القصف، كثفت إسرائيل منذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي عدوانها على لبنان، ما خلّف حتى مساء الثلاثاء ما لا يقل عن 1073 قتيلا، بينهم أطفال ونساء، و2955 جريحا، بالإضافة إلى أكثر من مليون نازح، وفق رصد الأناضول لبيانات السلطات اللبنانية.
المصدر: الموقع بوست
إقرأ أيضاً:
«التايمز»: رضا بهلوى.. مُنقذ إيران المُحتمل أم رمزٌ للماضى؟.. ابن الشاه: نحن بحاجة إلى تغيير النظام.. وسأموت من أجل ذلك
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يُنظر إلى رضا بهلوي، البالغ من العمر ٦٤ عامًا، الابن المنفى لآخر شاه في إيران، محمد رضا بهلوي، بشكل متزايد من قِبل الكثيرين في إيران على أنه مفتاح الإطاحة بالنظام الحالي.
ورغم أنه لم يزور إيران منذ سنوات مراهقته، إلا أن الاحتجاجات والمطالبات بعودته تتزايد. وقد لاقى خطابه الأخير، الذي ألقاه عبر وسائل التواصل الاجتماعي بمناسبة رأس السنة الفارسية، صدىً واسعًا في جميع أنحاء البلاد، مُشعلًا مظاهراتٍ ودعواتٍ لعودة ولي العهد. أدت ثورة عام ١٩٧٩ إلى سقوط نظام والده، لكن بهلوي يُصرّ اليوم على أن وقت تغيير النظام قد حان أخيرًا.
في مقابلة، صرّح بهلوي بأنه "لم يسبق للنظام خلال هذه السنوات الـ ٤٦ أن كان ضعيفًا كما هو اليوم"، مُشيرًا إلى أن إيران على وشك التحرر. بحسب بهلوي، فإن فرصة إسقاط الجمهورية الإسلامية آخذة في الاتساع، مدفوعةً بالاضطرابات الداخلية والدعم الدولي. إلا أن استراتيجيته لا تتضمن التدخل العسكري المباشر، بل يدعو إلى دعم الشعب الإيراني في نضاله من أجل الديمقراطية مع الحفاظ على الضغط العالمي على النظام.
دعوة لثورة شعبية
يُعرب بهلوي صراحةً عن عدم فعالية الجهود الدبلوماسية الساعية إلى إصلاح النظام. ويُجادل بأن سلوك النظام متأصل ولن يتغير بالمفاوضات، كما يتضح من فشل المحادثات بشأن القضية النووية. ويرى أن على الحكومات الغربية التخلي عن فكرة إمكانية التوصل إلى حل دبلوماسي مع النظام، لأن "الأمل في الحرية والعدالة والمساواة وحقوق الإنسان في ظل ديكتاتورية دينية لن يتحقق أبدًا".
مع موافقته على حملة "الضغط الأقصى" التي شنها الرئيس ترامب، والتي شملت فرض عقوبات واغتيال قاسم سليماني، يُشدد بهلوي على أن هذه الإجراءات يجب أن تُضاف إليها "أقصى دعم" للاحتجاجات المناهضة للنظام في إيران. يعتقد بهلوي أن هذا المزيج من الضغط والدعم للاحتجاجات سيؤدي إلى ركوع النظام. لقد أدى الوضع السياسي في إيران، المتفاقم بسبب سوء الإدارة الاقتصادية والاضطرابات الاجتماعية والقمع المتزايد، إلى تزايد الانشقاقات داخل النظام، حيث سلط بهلوي الضوء على إمكانية حدوث تصدعات في التماسك الداخلي للنظام.
الصراعات في الداخل: الفوضى الاقتصادية والقمع
إن الصراعات الاقتصادية في إيران موثقة جيدًا، وقد تفاقمت بسبب العقوبات والفساد وسوء الإدارة. فقد انخفض الريال الإيراني إلى مستويات غير مسبوقة، ويتصاعد التضخم بشكل حاد، وأدى انقطاع التيار الكهربائي إلى شلل الحياة اليومية. وقد أدى رد الحكومة الوحشي على احتجاجات "المرأة، الحياة، الحرية" في عام ٢٠٢٢ - التي أشعلتها جريمة قتل مهسا أميني أثناء احتجازها لدى الشرطة - إلى إعدام مئات المتظاهرين. وعلى الرغم من هذه الفظائع، يجادل بهلوي بأن النظام يعيش وقتًا مستعارًا. يشير بهلوي إلى تغير مواقف الجمهور الإيراني، وخاصة الشباب، الذين يتحدون بشكل متزايد قوانين النظام الصارمة، مثل فرض الحجاب.
ويشير بهلوي إلى حوادث مثل جلوس شابة عارية على سيارة شرطة في طهران كدليل على شعور جديد بالعزيمة بين الناس. ويزعم: "لقد زال الخوف. لقد تجاوز الناس تلك المرحلة". ويجادل بأن هذه الموجة الجديدة من التحدي هي علامة على أن الإيرانيين مستعدون للتغيير، وأنهم يرون فيه قائدًا محتملًا لمستقبل ما بعد النظام.
عودة رضا بهلوي: الرمزية والجدل
في حين أن عودة بهلوي تحظى بإشادة الكثيرين باعتبارها منارة أمل، إلا أنها لم تخلُ من منتقديها. فقد اتسم نظام والده بالترف الشديد للطبقة الحاكمة، بينما عاشت أغلب البلاد في فقر مدقع. يشير النقاد إلى أسلوب حياة الشاه الباذخ، بما في ذلك حفله الشهير المُبذّر الذي أُقيم في برسبوليس عام ١٩٧١، باعتباره رمزًا للانفصال عن الواقع الذي يواجهه الإيرانيون العاديون. حتى بهلوي نفسه يُقرّ بعيوب عهد والده، مُقرًّا بوجود "مشاكل في إيران في عهد والدي"، لكنه يُشكك في جدوى عواقب الثورة - عقود من القمع والحرب والانهيار الاقتصادي -.
ومع ذلك، يُصرّ بهلوي على أن ارتباطه بالشعب الإيراني كان عميقًا، على الرغم من مكانته المُتميّزة كولي للعهد. ويتذكر جهوده للتواصل مع الإيرانيين العاديين، من مزارعي الأرز إلى الصيادين، خلال طفولته، وهو يقود سيارته في جميع أنحاء البلاد بسيارة ميني كوبر أهدتها له جدته. يقول: "نعم، كنت ولي العهد وعشت في القصر، لكنني قضيت وقتًا طويلًا مُتخفّيًا". تُعدّ محاولاته للتصالح مع شباب إيران محورية في رؤيته لمستقبل أكثر ديمقراطية.
الطريق إلى إيران جديدة
لا تتمحور رؤية بهلوي لمستقبل إيران حول استعادة النظام الملكي، بل حول إرساء نظام ديمقراطي يُشارك فيه الشعب في حكمه. وهو يتصور نفسه مُيسّرًا للعدالة الانتقالية، مُقدّمًا المصالحة لا الانتقام. ويؤكد قائلًا: "ما نحتاجه ليس الانتقام، بل المصالحة"، مُقرًا بإمكانية الانقسام في حقبة ما بعد النظام. ويُشدد على أهمية عدم تكرار أخطاء الماضي، حيث أُعدم القادة السابقون دون محاكمات عادلة بعد الثورة.
ويُقارن بين هذا وبين انتقال إسبانيا من الديكتاتورية إلى الديمقراطية، مُستشهدًا بدور الملك خوان كارلوس في تفكيك حكم فرانكو الفاشي. ويعتقد بهلوي أنه يُمكنه لعب دور مُماثل في تحقيق الاستقرار والديمقراطية في إيران، بمجرد الإطاحة بالنظام.
مستقبل إيران: هل سيتحقق حلم بهلوي؟
تنبع خطة بهلوي لبناء إيران جديدة من إيمانه بأن رغبة الشعب في الحرية ستنتصر في النهاية. لقد أكسبته دعواته لتغيير النظام والتزامه بدعم الاحتجاجات المناهضة له دعم الكثيرين، إلا أن الشكوك لا تزال قائمة. يتساءل المحللون عما إذا كان يحظى بالدعم اللازم داخل إيران لقيادة ثورة كهذه، لا سيما في ظل النفوذ المتجذر للحرس الثوري الإسلامي والانقسامات العميقة داخل البلاد.
على الرغم من التحديات، لا تزال رؤية بهلوي لإيران حرة تُلهم الأمل في نفوس المناضلين من أجل التغيير. ولا يزال من غير المؤكد ما إذا كان سيتمكن من حشد الدعم الكافي لإحداث ثورة ناجحة. ومع ذلك، فإن تزايد عدد المنشقين عن النظام واستمرار الاحتجاجات يُوحيان ببصيص أمل في أن يحظى الشعب الإيراني، الذي طال إسكاته، بفرصة استعادة مستقبله.