الغارديان: اغتيال نصر الله وضع الرئيس الإيراني أمام ضغوط المتشددين الإيرانيين
تاريخ النشر: 2nd, October 2024 GMT
تواجه إيران قرارات مصيرية بعد الهجوم الإسرائيلي على حزب الله اللبناني، بينما يواجه الرئيس الإيراني مسعود بزكشيان نفسه ضغوطا داخلية، وسط تصاعد المخاطر في المواجهة المباشرة مع الطرفين.
وقال الرئيس بزكشيان إن حكومته ليس لديها خطط لإرسال قوات لدعم حزب الله في لبنان، لكنها تتعرض لضغوط محلية من "التيار المتشدد الداعي لاستغلال ما يرونه الفشل في الوقوف بوجه إسرائيل ويأملون بعرقلة الحوار مع الغرب بشأن الرقابة على برامج إيران النووية".
وقالت صحيفة "الغارديان" في تقرير لها إن هذه "الدعوات زادت لموقف أكثر تشددا بعد الكشف عن مقتل الجنرال عباس نيلفوروشان، قائد الحرس الثوري في سوريا ولبنان بالغارة التي أدت لمقتل زعيم حزب الله، حسن نصر الله ليلة الجمعة".
وأضافت الصحيفة أن "التوتر وصل في إيران لهذه الدرجة حيث وجهت اتهامات لبعض المحافظين بأنهم يقومون بخلق جو سام على منصات التواصل الإجتماعي وتشويه تعليقات للرئيس بزكشيان والمتحدث باسمه والتي بدت بأنها غير داعمة لمحور المقاومة".
وأكدت أن "الخط الرسمي للحكومة بأنه يجب تجنب الحرب المباشرة بين إيران وإسرائيل ولأنها ستكون في مصلحة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يريد جر الولايات المتحدة إلى الحرب مع طهران، لكن يجب عدم ترك حزب الله ليواجه الحرب بنفسه، وهذا هو الموقف الذي كرره بزكشيان في نيويورك الأسبوع الماضي وقبل مقتل نصر الله".
وبنفس السياق، تعهد المتحدث باسم وزارة الخارجية ناصر الكناني يوم الاثنين قائلا إن "أفعال إسرائيل لن تمر دون رد"، مضيفا إنه "لا توجد حاجة لنشر قوات إيرانية مساعدة أو متطوعة، لأن الحكومتين اللبنانية والفلسطينية لديها القدرة على مواجهة العدوان الإسرائيلي".
وأشارت الصحيفة إلى أن بزشكيان "لا يزال يشعر بالإستياء نظرا لعدم وفاء الولايات المتحدة لتعهداتها التي قطعتها له عبر وسطاء بأنه إن لم يهاجم إسرائيل انتقاما لمقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية في طهران، نهاية شهر تموز/ يوليو فسيوقع الإسرائيليون على اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة".
وأضافت "زعم المتشددون في البرلمان، مثل حسين أمير صابتي، مستشار سعيد جليلي، أحد المرشحين الذين هزمهم بزشكيان في الانتخابات الرئاسية، أن شخصا ما عصى أمرا للمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي ولم ينتقم لمقتل هنية. وزعم أن ضبط النفس الذي مارسته طهران أعطى إسرائيل الضوء الأخضر لقتل نصر الله. وتساءل: "لماذا يدفع 80 مليون إيراني وجبهة المقاومة ثمن سذاجة مجموعة من الناس؟".
ولقد دفعت هذه الاتهامات نجل الرئيس للرد دفاعا عن والده، قائلا إن حكومته لن تعصي أبدا أمر المرشد الأعلى.
ومن غير المؤكد ما إذا كان هناك شخص لديه السلطة لتقديم مثل هذا العرض إلى طهران ويتضمن وعدا بوقف إطلاق النار، ولكن الإقتتال الداخلي الحالي يكشف عن القلق السياسي بشأن الكيفية التي قد تتمكن بها إيران من استعادة قوة الردع ضد "إسرائيل".
ومن المتوقع أن يدعو جليلي في خطاب له نهاية هذا الأسبوع إيران لأن تعيد إشعال ما يطلق عليها "حلقة النار" حول "إسرائيل" ورفض أي فكرة لاستسلام حزب الله والتخلي عن دعم غزة. وفي محاولة لإزالة أي شك حول ولائه، ذهب بيزيشكيان بنفسه إلى مكاتب حزب الله في طهران وقدم مذكرة تعزية مكتوبة بخط اليد. كما كثف دعواته للدول العربية والإسلامية وذكرها بمسؤوليتها الثقيلة للتدخل.
وربما تأثر المناخ السياسي في إيران بتصريحات نتنياهو حول مقتل نصر الله وأن وفاته كانت ضرورية لـ "تغيير ميزان القوة بالمنطقة"،ودعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بصراحة لتغيير النظام في طهران، قائلا إن إيران ستكون "حرة ... أسرع بكثير مما يعتقد الناس".
وفي تغريدة على منصة "إكس" كتبها مستشار دونالد ترامب السابق، جاريد كوشنر قال فيها إن تدمير قيادة حزب الله: "أمر مهم لأن إيران أصبحت الآن مكشوفة تماما، والسبب وراء عدم تدمير منشآتهم النووية، على الرغم من أنظمة الدفاع الجوي الضعيفة، هو أن حزب الله لديه بندقية محملة موجهة نحو إسرائيل. لقد أمضت إيران السنوات الأربعين الماضية في بناء هذه القدرة كرادع لها.
وكان الرئيس ترامب يقول دائما: "لم تفز إيران أبدا في حرب ولكنها لم تخسر أبدا أي مفاوضات، وأن نظام الجمهورية الإسلامية أكثر صرامة عندما يخاطر بحياة حماس وحزب الله والسوريين والحوثيين مقارنة بالمخاطرة بحياته".
وتحدث عن إمكانية نشوء شرق أوسط جديد "بدون إيران المعززة بترسانة موجهة لإسرائيل"، قائلا: إن "الوقت قد حان الآن لكي تنهي إسرائيل المهمة. وقد لا يكون كوشنر قريبا الآن من الحكومة في الولايات المتحدة، لكن هذا قد يتغير في غضون أسابيع".
ومن المرجح أن تؤدي مثل هذه التصريحات إلى زيادة التوترات في طهران، وتعزيز قضية الإيرانيين الذين يقولون إن نتنياهو لا يتردد في الصعود على سلم التصعيد - وأن الحكومة الأمريكية ليس لديها أي وسيلة أو مصلحة في منعه.
وفي الوقت الحالي، ليس لدى إيران سوى عدد قليل من الخيارات الجيدة لإعادة ميزان الردع، ولكن الدكتورة بوركو أوزشليك، الزميلة في شؤون الشرق الأوسط بالمعهد الملكي للدراسات المتحدة (روسي) بلندن، ترى أن الخيار الأسوأ أمام إيران هي المواجهة المباشرة مع إسرائيل و"ربما أنقذ هذا مصداقية إيران مع قاعدتها الرئيسية في إيران ومحور المقاومة، مثل هجمات 13 نيسان/ أبريل عندما ردت على تدمير قنصليته في دمشق بوابل من الصواريخ والمسيرات التي اعترضتها القبة الحديدية والولايات المتحدة والحلفاء العرب".
واعتبرت أن "هذا من شأنه أن يزيد من تآكل استعراض إيران للقوة العسكرية ويسبب أزمة شرعية داخل إيران، وكل هذا يترك لإيران خيار إعادة بناء حزب الله المحطم ببطء، أو اللجوء إلى الإرهاب المدعوم من الدولة وإن على وتيرة منخفضة أو مواصلة بناء سلاحها النووي الخاص".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة دولية إيران الإسرائيلي حزب الله اللبناني إيران لبنان إسرائيل حزب الله المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
ترامب: أريد أن تكون إيران دولة رائعة وسعيدة ولكن لا يمكنها امتلاك سلاح نووي
يرتقب أن تجرى اليوم السبت في سلطنة عمان مفاوضات بين واشنطن وطهران، محورها الأساسي الملف النووي الإيراني.
وفي السياق، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن إيران « لا يمكنها امتلاك سلاح نووي »، وذلك قبيل محادثات السبت حول برنامجها النووي.
وقال ترامب للصحافيين على متن طائرة الرئاسة الأمريكية « اير فورس وان »، أمس « أريد أن تكون إيران دولة رائعة وعظيمة وسعيدة. لكن لا يمكنهم امتلاك سلاح نووي »، وذلك قبل ساعات من لقاء مبعوثه ستيف ويتكوف بوزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في عمان.
وعشية المباحثات المرتقبة، كتب علي شمخاني المستشار الحالي لخامنئي والأمين السابق للمجلس الأعلى للأمن القومي، على منصة إكس « وزير الخارجية الإيراني في طريقه إلى عمان بكامل الصلاحيات لإجراء مفاوضات غير مباشرة مع أمريكا. بعيدا عن الاستعراض والحديث أمام الكاميرات، تحاول طهران التوصل إلى اتفاق حقيقي وعادل ».
و أكد مستشار للمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، أمس الجمعة أن طهران تبحث عن اتفاق « حقيقي وعادل » في المباحثات مع الولايات المتحدة بشأن ملفها النووي، السبت.
أضاف في النسخة العربية من المنشور الصادر أيضا بالفارسية والإنجليزية « مقترحات هامة وقابلة للتنفيذ جاهزة. إذا دخلت واشنطن في اتفاق بصدق، فإن الطريق إلى الاتفاق سيكون ميسرا ».
لكن البيت الأبيض أكد، الجمعة، أن المحادثات الأمريكية مع إيران ستكون مباشرة.
وقالت المتحدثة باسم الرئاسة الأمريكية كارولاين ليفيت للصحافيين « ستكون هذه محادثات مباشرة مع الإيرانيين، أريد أن يكون ذلك واضحا تماما »، مضيفة « يؤمن الرئيس بالدبلوماسية والمحادثات المباشرة، والتحدث مباشرة في القاعة نفسها ».
تصاعدت النبرة، الخميس، بين الجانبين، إذ لوحت طهران عن طريق شمخاني بـ »إجراءات رادعة » في حال تواصل التهديدات بحقها، تصل إلى حد « طرد » مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بعدما حذر ترامب من عمل عسكري ضد إيران في حال عدم التوصل إلى اتفاق.
وردا على ذلك، اعتبرت وزارة الخارجية الأمريكية أن طرد طهران مفتشي الوكالة الأممية « سيشكل تصعيدا وخطأ في الحسابات من جانب إيران »، وأن « التهديد بعمل كهذا لا ينسجم بالطبع مع تأكيدات إيران بشأن برنامجها النووي السلمي ».
وأكدت إيران على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية إسماعيل بقائي، الجمعة، أنها ستعطي الدبلوماسية « فرصة حقيقية » في محادثات عمان.
وقال بقائي على إكس « سنعطي الدبلوماسية فرصة حقيقية بحسن نية ويقظة تامة. على أمريكا أن تقدر هذا القرار الذي اتخذ رغم خطابها العدائي ».
تستضيف سلطنة عمان التي سبق أن أدت أدوار وساطة بين البلدين العدوين، السبت، المحادثات التي يقودها وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، ومبعوث الرئيس الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف.
وقال ويتكوف لصحيفة وول ستريت جورنال، في إشارة إلى الرسالة التي ينوي إيصالها إلى الإيرانيين « أعتقد أن موقفنا يبدأ بتفكيك برنامجكم. هذا هو موقفنا اليوم ». وأضاف « هذا لا يعني… أننا لن نجد طرقا أخرى لمحاولة الوصول إلى حل وسط بين البلدين »، مؤكدا أن « الخط الأحمر » بالنسبة لواشنطن هو « عسكرة قدراتكم النووية ».
من المنتظر أن تصل الوفود إلى سلطنة عمان، السبت، وأن تبدأ المفاوضات غير المباشرة بعد الظهر، عبر وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي، بحسب وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء.
وكشف ترامب في مطلع آذار/مارس أنه بعث رسالة إلى طهران يعرض عليها فيها إجراء مفاوضات، لكنه لوح بعمل عسكري ضدها في حال عدم التوصل لاتفاق.
وردت طهران بتأكيد انفتاحها على مفاوضات غير مباشرة، رافضة إجراء محادثات مباشرة طالما واصلت الولايات المتحدة سياسة « الضغوط القصوى ».
وأثار ترامب صدمة واسعة بإعلانه هذا الأسبوع خلال استقباله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، أن واشنطن ستجري مباحثات « مباشرة » مع طهران.
قبيل الاجتماع، واصلت واشنطن سياسة « الضغوط القصوى »، معلنة فرض عقوبات على إيران استهدفت شبكتها النفطية وبرنامجها النووي.
وقلل رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية محمد إسلامي، الجمعة، من تأثير هذه الخطوة. وقال « مارسوا أقصى الضغوط من خلال العقوبات المختلفة، لكنهم لم يتمكنوا من منع البلاد من المضي قدما ».
بعد أعوام من المفاوضات الشاقة، أبرمت طهران وست قوى كبرى منها الولايات المتحدة وروسيا والصين، اتفاقا بشأن برنامجها النووي عام 2015، أتاح فرض قيود على برنامج الجمهورية الإسلامية وضمان سلميته، لقاء رفع عقوبات اقتصادية.
وخلال ولايته الرئاسية الأولى، اعتمد ترامب أيضا سياسة « ضغوط قصوى » حيال الجمهورية الإسلامية، كان من أبرز محطاتها سحب بلاده أحاديا في 2018 من الاتفاق الدولي وإعادة فرض عقوبات على طهران التي ردت بالتراجع تدريجا عن التزاماتها الأساسية بموجب الاتفاق.
وتشتبه بلدان غربية تتقدمها الولايات المتحدة، إضافة الى إسرائيل، في أن إيران تسعى إلى التزود بالسلاح النووي. من جهتها، تنفي طهران هذه الاتهامات وتؤكد أن برنامجها النووي مصمم لأغراض مدنية.
ولوح ترامب، الأربعاء، مجددا بعمل عسكري ضد إيران في حال عدم التوصل إلى اتفاق.
وفي رد على سؤال بشأن خيار العمل العسكري، قال ترامب « إذا لزم الأمر، تماما ». وأضاف « إذا تطلب الأمر تدخلا عسكريا، فسيكون هناك تدخل عسكري. وإسرائيل بطبيعة الحال ستكون مشاركة بقوة في ذلك، وفي مركز القيادة ».
وسادت تكهنات واسعة النطاق بأن إسرائيل قد تهاجم، ربما بمساعدة الولايات المتحدة، منشآت إيرانية إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق جديد.
وتأتي المباحثات في ظل متغيرات في الشرق الأوسط، بعدما أضعفت حربان خاضتهما إسرائيل في قطاع غزة ولبنان حليفين رئيسيين لطهران هما حركة حماس وحزب الله، بينما يتعرض الحوثيون المدعومون منها لضربات أمريكية.
وأمل وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو الخميس بأن تؤدي المحادثات الى « السلام »، مضيفا « كنا في منتهى الوضوح بأن إيران لن تحصل أبدا على السلاح النووي، وأعتقد أن هذا ما قاد إلى هذا الاجتماع… ولدينا أمل كبير ».
ورحبت أطراف معنية باتفاق العام 2015، بالمباحثات الأمريكية الإيرانية.
وحضت ألمانيا، طهران وواشنطن، على التوصل إلى « حل دبلوماسي »، بينما شدد الاتحاد الأوربي على عدم وجود بديل من الدبلوماسية في ملف إيران النووي.
شددت إيران على ضرورة أن تقتصر المحادثات على الملف النووي، وألا تتطرق إلى بنود أخرى تثير قلق الدول الغربية، خصوصا برنامجها الصاروخي ونفوذها الإقليمي وتعاونها مع روسيا.
ونقلت وكالة « إرنا » الرسمية عن مساعد وزير الخارجية مجيد تخت روانجي قوله الجمعة « إذا لم يطرح الجانب الأمريكي مطالب وقضايا غير ذات صلة، وإذا تخلى عن التهديد والترهيب، فهناك إمكانية جيدة للتوصل الى اتفاق ».
وكرر المسؤولون الإيرانيون مرارا حذرهم من تجربة المباحثات مع الولايات المتحدة، مشددين على ضرورة بناء الثقة والاتعاظ من التجارب الماضية، خصوصا في ظل انقطاع العلاقات بين البلدين منذ أكثر من أربعة عقود.
وأكد بقائي، الجمعة، أن إيران « لن تصدر أحكاما مسبقة ولن تتنبأ » قبل المحادثات، مضيفا « نعتزم تقييم نوايا الطرف الآخر وجديته يوم السبت، وتعديل خطواتنا التالية بناء على ذلك ».
كلمات دلالية السلاح النووي ايران ترامب