تواجه إيران قرارات مصيرية بعد الهجوم الإسرائيلي على حزب الله اللبناني، بينما يواجه الرئيس الإيراني مسعود بزكشيان نفسه ضغوطا داخلية، وسط تصاعد المخاطر في المواجهة المباشرة مع الطرفين. 

وقال الرئيس بزكشيان إن حكومته ليس لديها خطط لإرسال قوات لدعم حزب الله في لبنان، لكنها تتعرض لضغوط محلية من "التيار المتشدد الداعي لاستغلال ما يرونه الفشل في الوقوف بوجه إسرائيل ويأملون بعرقلة الحوار مع الغرب بشأن الرقابة على برامج إيران النووية".



وقالت صحيفة "الغارديان" في تقرير لها إن هذه "الدعوات زادت لموقف أكثر تشددا بعد الكشف عن مقتل الجنرال عباس نيلفوروشان، قائد الحرس الثوري في سوريا ولبنان بالغارة التي أدت لمقتل زعيم حزب الله، حسن نصر الله ليلة الجمعة".

وأضافت الصحيفة أن "التوتر وصل في إيران لهذه الدرجة حيث وجهت اتهامات لبعض المحافظين بأنهم يقومون بخلق جو سام على منصات التواصل الإجتماعي وتشويه تعليقات للرئيس بزكشيان والمتحدث باسمه والتي بدت بأنها غير داعمة لمحور المقاومة".


وأكدت أن "الخط الرسمي للحكومة بأنه يجب تجنب الحرب المباشرة بين إيران وإسرائيل ولأنها ستكون في مصلحة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يريد جر الولايات المتحدة إلى الحرب مع طهران، لكن يجب عدم ترك حزب الله ليواجه الحرب بنفسه، وهذا هو الموقف الذي كرره بزكشيان في نيويورك الأسبوع الماضي وقبل مقتل نصر الله". 

وبنفس السياق، تعهد المتحدث باسم وزارة الخارجية ناصر الكناني يوم الاثنين قائلا إن "أفعال إسرائيل لن تمر دون رد"، مضيفا إنه "لا توجد حاجة لنشر قوات إيرانية مساعدة أو متطوعة، لأن الحكومتين اللبنانية والفلسطينية لديها القدرة على مواجهة العدوان الإسرائيلي".

وأشارت الصحيفة إلى أن بزشكيان "لا يزال يشعر بالإستياء نظرا لعدم وفاء الولايات المتحدة لتعهداتها التي قطعتها له عبر وسطاء بأنه إن لم يهاجم إسرائيل انتقاما لمقتل رئيس المكتب السياسي  لحركة حماس، إسماعيل هنية في طهران، نهاية شهر تموز/ يوليو فسيوقع الإسرائيليون على اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة".

وأضافت "زعم المتشددون في البرلمان، مثل حسين أمير صابتي، مستشار سعيد جليلي، أحد المرشحين الذين هزمهم بزشكيان في الانتخابات الرئاسية، أن شخصا ما عصى أمرا للمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي ولم ينتقم لمقتل هنية. وزعم أن ضبط النفس الذي مارسته طهران أعطى إسرائيل الضوء الأخضر لقتل نصر الله. وتساءل: "لماذا يدفع 80 مليون إيراني وجبهة المقاومة ثمن سذاجة مجموعة من الناس؟". 

ولقد دفعت هذه الاتهامات نجل الرئيس للرد دفاعا عن والده، قائلا إن حكومته لن تعصي أبدا أمر المرشد الأعلى. 

ومن غير المؤكد ما إذا كان هناك شخص لديه السلطة لتقديم مثل هذا العرض إلى طهران ويتضمن وعدا بوقف إطلاق النار، ولكن الإقتتال الداخلي الحالي يكشف عن القلق السياسي بشأن الكيفية التي قد تتمكن بها إيران من استعادة قوة الردع ضد "إسرائيل". 

ومن المتوقع أن يدعو جليلي في خطاب له نهاية هذا الأسبوع إيران لأن تعيد إشعال ما يطلق عليها "حلقة النار" حول "إسرائيل" ورفض أي فكرة لاستسلام حزب الله والتخلي عن دعم غزة. وفي محاولة لإزالة أي شك حول ولائه، ذهب بيزيشكيان بنفسه إلى مكاتب حزب الله في طهران وقدم مذكرة تعزية مكتوبة بخط اليد. كما كثف دعواته للدول العربية والإسلامية وذكرها بمسؤوليتها الثقيلة للتدخل. 

وربما تأثر المناخ السياسي في إيران بتصريحات نتنياهو حول مقتل نصر الله وأن وفاته كانت ضرورية لـ "تغيير ميزان القوة بالمنطقة"،ودعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بصراحة لتغيير النظام في طهران، قائلا إن إيران ستكون "حرة ... أسرع بكثير مما يعتقد الناس". 

وفي تغريدة على منصة "إكس" كتبها مستشار دونالد ترامب السابق، جاريد كوشنر قال فيها إن تدمير قيادة حزب الله: "أمر مهم لأن إيران أصبحت الآن مكشوفة تماما، والسبب وراء عدم تدمير منشآتهم النووية، على الرغم من أنظمة الدفاع الجوي الضعيفة، هو أن حزب الله لديه بندقية محملة موجهة نحو إسرائيل. لقد أمضت إيران السنوات الأربعين الماضية في بناء هذه القدرة كرادع لها.


وكان الرئيس ترامب يقول دائما: "لم تفز إيران أبدا في حرب ولكنها لم تخسر أبدا أي مفاوضات، وأن نظام الجمهورية الإسلامية أكثر صرامة عندما يخاطر بحياة حماس وحزب الله والسوريين والحوثيين مقارنة بالمخاطرة بحياته". 

وتحدث عن إمكانية  نشوء شرق أوسط جديد "بدون إيران المعززة بترسانة موجهة لإسرائيل"، قائلا: إن "الوقت قد حان الآن لكي تنهي إسرائيل المهمة. وقد لا يكون كوشنر قريبا الآن من الحكومة في الولايات المتحدة، لكن هذا قد يتغير في غضون أسابيع".

 ومن المرجح أن تؤدي مثل هذه التصريحات إلى زيادة التوترات في طهران، وتعزيز قضية الإيرانيين الذين يقولون إن نتنياهو لا يتردد في الصعود على سلم التصعيد - وأن الحكومة الأمريكية ليس لديها أي وسيلة أو مصلحة في منعه. 

وفي الوقت الحالي، ليس لدى إيران سوى عدد قليل من الخيارات الجيدة لإعادة ميزان الردع، ولكن الدكتورة بوركو أوزشليك، الزميلة في شؤون الشرق الأوسط بالمعهد الملكي للدراسات المتحدة (روسي) بلندن،  ترى أن الخيار الأسوأ أمام إيران هي المواجهة المباشرة مع إسرائيل و"ربما أنقذ هذا مصداقية إيران مع قاعدتها الرئيسية في إيران ومحور المقاومة، مثل هجمات 13 نيسان/ أبريل عندما ردت على تدمير قنصليته في دمشق بوابل من الصواريخ والمسيرات التي اعترضتها القبة الحديدية والولايات المتحدة والحلفاء العرب".

واعتبرت أن "هذا من شأنه أن يزيد من تآكل استعراض إيران للقوة العسكرية ويسبب أزمة شرعية داخل إيران، وكل هذا يترك لإيران خيار إعادة بناء حزب الله المحطم ببطء، أو اللجوء إلى الإرهاب المدعوم من الدولة وإن على وتيرة منخفضة أو مواصلة بناء سلاحها النووي الخاص".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة دولية إيران الإسرائيلي حزب الله اللبناني إيران لبنان إسرائيل حزب الله المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

البرلمان الإيراني: لو كنتم تعلمون ما أعد لكم لتوقفتم الآن عن تهديد إيران

علق رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف على التهديد الإسرائيلي للرد على القصف الإيراني.

وقال محمد باقر قاليباف في تدوينة على منصة "X" يوم الثلاثاء: "لم يظهر للمعتدين سوى ركن من أركان قوة إيران.. إننا بكل قوتنا ومن منطلق حق الدفاع المشروع نقف ضد دعاة الحرب التي يمارسها النظام الصهيوني".

وأضاف رئيس البرلمان "تم تصميم ردود غير متوقعة ضد تهديدات العدو".

وتابع قائلا: "لو كنتم تعلمون ما أعد لكم، لتوقفتم الآن عن تهديد إيران الأبية".

هذا، وأكدت وزارة الخارجية الإيرانية أن طهران على استعداد تام لاتخاذ المزيد من التدابير الدفاعية من أجل حماية مصالحها المشروعة والدفاع عن سيادتها ضد أي عدوان عسكري واستخدام غير قانوني للقوة ولن تتردد في ذلك.

وذكرت الخارجية في بيان "أن القوات المسلحة الإيرانية تماشيا مع إعمال الحق الأصيل في الدفاع المشروع وبموجب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، وردا على الأعمال العدوانية للكيان الصهيوني، قررت تنفيذ سلسلة هجمات صاروخية على أهداف ومنشآت عسكرية وأمنية تابعة للكيان الصهيوني".

وأفادت بأن لجوء إيران إلى حق الدفاع المشروع بعد فترة طويلة من ضبط النفس، يظهر النهج المسؤول الذي تتبعه طهران تجاه السلام والأمن الإقليميين والدوليين في وقت لا تزال تستمر فيه الأعمال غير القانونية والإبادة الجماعية التي يقوم بها نظام الفصل العنصري ضد الشعب الفلسطيني واعتداءاته العسكرية المتكررة على لبنان وسوريا.

وأعلن الحرس الثوري يوم الثلاثاء إطلاق عشرات الصواريخ باتجاه إسرائيل وحذر من أن رد إسرائيل سيقابله رد من طهران "أكثر سحقا وتدميراً".

وأفاد الحرس الثوري بأن الهجوم الصاروخي استهدف 3 قواعد عسكرية إسرائيلية، ردا على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران نهاية يونيو الماضي، والأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، وقائد العمليات في الحرس الثوري الإيراني عباس نيلفوروشان، في غارات جوية على الضاحية الجنوبية لبيروت.

وقال مسؤول إيراني كبير لـ"رويترز" إن إطلاق الصواريخ جاء بناء على أوامر من الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي الذي ظل في مكان آمن منذ الغارات الجوية الإسرائيلية على بيروت التي قتلت نصر الله الأسبوع الماضي.

هذا، توعد مسؤولون إسرائيليون برد شديد على الهجوم الصاروخي الذي نفذته إيران يوم الثلاثاء على إسرائيل فيما تتواصل مداولات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الأمنية.

وأكد الجيش الإسرائيلي أن الهجوم الإيراني "ستكون له عواقب" وأن المستوى العسكري في إسرائيل لديه خطط.

كما صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن إيران ارتكبت خطأ كبيرا وستدفع ثمنه، مؤكدا أن من يهاجمهم سيهاجمونه.

مقالات مشابهة

  • هل تواصلت إيران مع الولايات المتحدة قبل قصف إسرائيل؟
  • هل تواصلت إيران مع الولايات المتحدة قبل الهجوم ضد إسرائيل ؟.. عراقجي يجيب
  • وزير الخارجية الإيراني: رد طهران انتهى ما لم تستدع إسرائيل مزيدًا من الانتقام
  • البرلمان الإيراني: لو كنتم تعلمون ما أعد لكم لتوقفتم الآن عن تهديد إيران
  • هل طفح الكيل بطهران؟..واشنطن: إيران تستعد لشن هجوم على إسرائيل
  • الغارديان: اغتيال حسن نصر الله سيجر الشرق الأوسط نحو الكارثة
  • إسرائيل تطلب من الولايات المتحدة منع إيران من الرد على اغتيال حسن نصر الله
  • غارديان: اغتيال نصر الله يضع طهران أمام خيار مصيري ويهين واشنطن
  • لن يمر دون عقاب..إيران تتعهد بمساعدة حزب الله ضد إسرائيل بعد اغتيال نصرالله