قالت صحيفة مقربة من حزب الله إنه لم يعد أمام المقاومة سوى خيار الهجوم القاسي "كوسيلة وحيدة لردع العدو" الإسرائيلي.

وخلصت الصحيفة إلى أن "إسرائيل" تخوض الحرب منذ عام تحت عنوان "الحرب الوجودية"، وهذا يعني أن على جبهة المقاومة القتال أيضاً من منطلق "الحرب الوجودية" أيضاً.

ويحذر إبراهيم الأمين رئيس تحرير صحيفة "الأخبار" اللبنانية المقربة من حزب الله، من أن الهدف الحقيقي لـ"إسرائيل" هو تدمير حزب الله كمؤسسة عسكرية وسياسية ومدنية واجتماعية، وصولاً إلى شطبه من المعادلة في لبنان، والتخلّص من دوره وتأثيره في ساحات المواجهة الأخرى؛ في سوريا والعراق واليمن وصولاً إلى إيران نفسها.



ويرى الأمين أن ما يقال من أن الرسائل الدبلوماسية التي تصل لبنان وبعض أطراف عربية من أن الاجتياح الإسرائيلي سيكون محدودا ولشريط من القرى التي تقع على الحافة الأمامية توجد فيها مواقع ومنشآت لحزب الله، هي رسائل كاذبة ومخادعة.

وقال: "واهم من يعتقد أن "القيادة الجماعية" للعدو تفكر في حدود المواجهة الموضعية مع حزب الله. لأن إستراتيجية العدو تستهدف تغييراً إستراتيجياً في المنطقة. يكون من ضمنه القضاء على حزب الله، ليس فقط كمصدر تهديد، بل كمركز وساحة لإدارة قوى المقاومة في فلسطين ومناطق أخرى".

وأضاف أن ما تروج له "إسرائيل" من "محدودية أي عمل بري نطاقاً وزمناً"، لا يعبر مطلقاً عن ما يفكر به العدو. لكنه حيلة يمكن لحلفاء العدو ممارسة الضغط السياسي لمحاصرة حزب الله داخلياً. أو انتزاع تنازلات سياسية.

ويؤكد أن الحافزية الموجودة لدى قوات الاحتلال، قيادة وجيشاً وأجهزة أمنية، هي اليوم في أعلى درجاتها، ما يجعل العدو في موقع الراغب بالتقدم خطوة بعد خطوة.

وأضاف أن "النشوة التي تعيشها إسرائيل، وخصوصاً بعد اغتيال الأمين العام لحزب الله تدفعها إلى المضي قدماً في عملياتها. ما يعني بوضوح، أن مسار العمليات العدائية، يظل مرتبطاً بواقع الميدان. وفي كل لحظة تشعر فيها إسرائيل أنها تتفوق، فسوف تتقدم إلى الأمام أكثر".



ويعتقد الأمين أن "العدو استفاد كثيراً من تجربة القتال في غزة منذ عام. وهو ما يجعل قوات الاحتلال، تتصرف بحذر في تحديد الأهداف، ليس فقط لمنع الوقوع في فخ القلق، بل لمنع أي تحولات تحصل على مستوى الجمهور في داخل الكيان". "لذا فإن حديث العدو عن هدف تدمير القدرات التي تهدد المستوطنات الشمالية، يسمح لها بمناورة كبيرة. فإذا شعر العدو بتعقيدات وصعوبات، فهو يعطي نفسه هامش التراجع، وفتح المجال أمام المعالجات السياسية".

ويخلص الأمين إلى القول أن ما يردع "إسرائيل" ويوقف اندفاعتها العسكرية، هو رهن برنامج عمل المقاومة. داعيا إياها لتوجيه "ضربات إستراتيجة في عمق الكيان، والوقوف بثبات في الحلبة، ومبادلة العدو بإستراتيجية اللكمات المتتالية". معتبرا أن ذلك أن "نجاح المقاومة في تحقيق ضربات نوعية ضد العدو، سواء على الحدود، أو في عمق الكيان. يمثل العامل المركزي الذي يعيد ترتيب أولويات العدو، وليس هناك أي شيء آخر على الإطلاق".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة عربية حزب الله المقاومة اللبنانية الاحتلال لبنان حزب الله الاحتلال المقاومة المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حزب الله

إقرأ أيضاً:

تصعيد الاحتلال وضع إيران أمام خيار واحد.. هل تقود الضغوط لحرب شاملة؟

شنت إيران هجوما صاروخيا واسعا على دولة الاحتلال، حيث أعلن الحرس الثوري الإيراني، في بيان، ضرب "أهداف" في إسرائيل بـ"عشرات" الصواريخ، انتقاما لكل من حسن نصر الله وإسماعيل هنية.

ونشرت صحيفة "الغارديان" مقالا لمؤسس "مؤسسة البورصة والبازار"، وهي مؤسسة بحثية تركز على صنع السياسات الاقتصادية في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، اسفنديار باتمانغيليج، قال فيه إن قادة إيران وجدوا أنفسهم، الأسبوع الماضي، في موقف مألوف.

كانت الغارة الجوية الإسرائيلية التي قتلت زعيم حزب الله حسن نصر الله هي الأحدث في سلسلة من الاغتيالات لشخصيات بارزة مرتبطة بالنظام.

في بيان قصير رثى فيه نصر الله، أعلن المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي أن إسرائيل "لم تنتصر" بتنفيذ الضربة على نصر الله، والتي وصفها بأنها "فظاعة" وأصر على أن إسرائيل ستواجه ضربات "أكثر سحقا" انتقاما. لكن هذه الضربات ستأتي من مجموعات "جبهة المقاومة" وليس من إيران نفسها.


لقد أدى غياب أي تعهد مباشر بالانتقام في بيان خامنئي إلى مخاوف بين العديد من الناس في طهران من أن إسرائيل تكشف عن الضعف الإيراني.

ولتخفيف هذه المخاوف، ورد أن قائدا في الحرس الثوري الإسلامي أطلع البرلمانيين الإيرانيين على أن الضربة الناجحة على نصر الله لم تقلل من قدرات حزب الله.

ومع ذلك، ليس كل السياسيين والمحللين في إيران مقتنعين. فقد اقترح علي مطهري، عضو البرلمان الإيراني، أن إسرائيل تجرأت على قتل نصر الله لأن إيران فشلت في الرد بشكل حاسم بعد اغتيال الزعيم السياسي لحماس، إسماعيل هنية، على الرغم من تعهدها بالانتقام.

وإن افتقار إيران إلى الرد الحاسم تجاه إسرائيل يعكس عاملين. أولا، تفتقر إيران إلى خيارات جيدة عندما يتعلق الأمر بالرد على إسرائيل، وهي دولة تتمتع بجيش تقليدي أقوى بكثير وقدرات سيبرانية وتجسسية واسعة النطاق ورادع نووي. وحتى وابل الصواريخ والمسيّرات غير المسبوق الذي أطلقته إيران على إسرائيل في نيسان/ أبريل كان محسوبا لتجنب المزيد من التصعيد.

وثانيا، أصبح صناع القرار الإيرانيون، الذين يدركون أنهم يفتقرون إلى الخيارات الجيدة، أكثر عزوفا عن المخاطرة في وقت تستمر فيه إسرائيل في رفع الرهانات.


وقد يكون حذر إيران مفاجئا، نظرا لأنها تُصوَّر في كثير من الأحيان على أنها دولة تغذي الإيديولوجية اللاعقلانية. والواقع أن القادة الإيرانيين يبدون محاصرين بعقلانيتهم وهم يجلسون على الطاولة في مواجهة خصم على استعداد للمقامرة بجرأة متزايدة. ويدرك خامنئي أن أوراقه سيئة، وأنه انسحب مرارا وتكرارا في مواجهة الضغوط الإسرائيلية. وبذلك، منع إيران من الانجرار إلى ما كان ليتحول إلى حرب مدمرة بكل تأكيد.

ولكن كومة أوراق القوة التي كانت إيران تمتلكها في السابق تتضاءل.

والواقع أن النهج الإيراني له تفسير تاريخي واضح. فعلى النقيض من إسرائيل، الدولة التي تشكلت من خلال التعبئة المتكررة والدائمة للحرب، فإن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تمثل مشروعا سياسيا ملتزما بعدم التعبئة. في حين تم تعزيز الحكومة الدينية والهياكل العسكرية في البلاد من خلال "الدفاع المقدس" عن الأراضي الإيرانية خلال الحرب الإيرانية العراقية، فإن العقد الاجتماعي الذي نشأ بعد الحرب ركز على فكرة أن تلك الكوابيس لن تتكرر.

وعدت القيادة الدينية في إيران مواطني البلاد بالأمن والازدهار - وهو التزام ثقيل في منطقة تعاني من الحرب والحرمان. وفي كثير من النواحي، فشل قادة إيران في الوفاء بهذا الوعد. لقد تقوض الازدهار بسبب عزلة البلاد في ظل العقوبات الأمريكية. كما تقوض الأمن بسبب القمع الذي فرضته الدولة على شعبها، وخاصة النساء الإيرانيات.

ولكن خامنئي، الذي كان رئيسا لإيران خلال الصراع الذي دام ثماني سنوات مع العراق، نجح في إبقاء الحرب تحت السيطرة، حتى مع الدمار الذي حل بأفغانستان والعراق وسوريا المجاورة، وحتى مع استمرار كبار الساسة في الولايات المتحدة وإسرائيل في التهديد بغزو حاسم لإيران.

إذا انجرت إيران إلى حرب مع إسرائيل، فسوف يمثل ذلك نهاية المشروع السياسي الذي ترأسه خامنئي لمدة 35 عاما. وهذا يعني أن إيران لا تستطيع، على الرغم من صلاح حكومتها الدينية المزعوم، أو المزايا الواضحة لوطنيتها، التغلب على قوى التحول في الشرق الأوسط. وعلى النقيض من ذلك، تبنت إسرائيل التحول. وأطلقت على العملية للقضاء على نصر الله اسم "النظام الجديد"، وهو ما يعكس استخدام إسرائيل للتدمير كقوة إبداعية.


لا شك أن حزب الله يشكل تهديدا للأمن الإسرائيلي. ومع ذلك، فقد قضت إسرائيل على زعيم ظل مترددا في الدخول في حرب أوسع نطاقا. وهذا لا يبشر بالخير بالنسبة لإيران، حيث أصبح قادتها أكثر صراحة بشأن نفورهم من الصراع.

في مؤتمر صحفي عقد في الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي، صرح الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان بأن إيران "مستعدة لوضع كل أسلحتها جانبا طالما أن إسرائيل مستعدة للقيام بنفس الشيء". لكن إسرائيل لن تتخلى عن أسلحتها إذا كانت تعتقد أن هذه الأسلحة يمكن أن تعيد ترتيب ميزان القوى الإقليمي لصالحها.

ومن المثير للقلق أنه في حين فشلت الصواريخ والمسيّرات الإيرانية في ردع إسرائيل، هناك سلاح آخر يدعو بعض المحللين الإيرانيين إيران إلى تطويره. وهو سلاح قد يكون أكثر ملاءمة لتعزيز الموقف الدفاعي الإيراني لأنه لا يحتاج إلى استخدامه ليكون فعالا. إيران دولة على عتبة الحصول على قنبلة نووية.

بعد عقدين من التصعيد النووي، تمتلك إيران المرافق والمعرفة اللازمة لبناء قنبلة نووية. يمكن أن يعيد السلاح النووي ترسيخ الردع مع إسرائيل، مما يسمح لإيران بتجنب الانجرار إلى صراع واسع النطاق، وتوفير زخم جديد للمفاوضات لتهدئة الصراع في المنطقة.

لكن بناء قنبلة من شأنه أن يمثل مقامرة جريئة، وهي المقامرة التي رفض خامنئي منذ فترة طويلة القيام بها. إذا قدر القادة الإسرائيليون أن إيران تبني سلاحا نوويا، فإنهم سينفذون ضربة عسكرية لمنع هذه النتيجة، على الأرجح في شكل عملية مشتركة مع الولايات المتحدة.

ولكن ليس هناك ما يضمن نجاح مثل هذه الضربة. وكما لاحظت الخبيرة النووية كيسلي دافنبورت في وقت سابق من هذا العام: "نظرا لأن إيران تمتلك بالفعل القدرة على تطوير الأسلحة النووية، فإن الانتكاسات الناجمة عن ضربة عسكرية ستكون مؤقتة لأن إيران تمتلك المعرفة اللازمة لإعادة بناء البرنامج".

بعد الغارة الجوية المشؤومة في بيروت، لم تكن الحجة لصالح امتلاك إيران لسلاح نووي أقوى من أي وقت مضى. ولكن خامنئي قد يفتقر إلى العزيمة اللازمة للسعي لتحقيق الردع النووي. وغالبا ما يكافح اللاعبون العقلانيون للقيام بمغامرات خطيرة.

مقالات مشابهة

  • تصعيد الاحتلال وضع إيران أمام خيار واحد.. هل تقود الضغوط لحرب شاملة؟
  • تحالف الأحزاب المناهضة للعدوان يثمن العمليات العسكرية الإيرانية ضد الكيان الصهيوني
  • تظاهرات في صنعاء مباركة للرد الايراني في عمق الكيان
  • اليمن: نبارك العملية الإيرانية التي ضربت الأهداف الإسرائيلية
  • شهادة السيد نصر الله.. مفتاح للمعركة التاريخية أمام العدو الصهيوني
  • إسرائيل تعلن بدء عملية برية.. وحزب الله يدك تحركات العدو بشكل مباشر
  • دماء نصر الله وحتمية زوال الكيان
  • الحوثي: تهديدات الكيان المؤقت للبنان تمثل حربًا نفسية تجسّد يأس العدو
  • غارديان: اغتيال نصر الله يضع طهران أمام خيار مصيري ويهين واشنطن