تصاعدت في الأسبوعين الأخيرين الضربات الإسرائيلية على مختلف المناطق اللبنانية بوتيرة مُخيفة حاصدة المزيد من الشهداء والجرحى ومخلفة آلاف النازحين.
 
وتؤكد الأرقام ان عدد النازحين من الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت تخطى المليون نازح، وقال وزير البيئة ناصر ياسين مؤخرا ان عدد النازحين المسجّلين نتيجة الاعتداءات بلغ 157 ألفا يتواجدون في 856 مركز استقبال وإيواء، ولكن العدد أكبر بكثير ونقدّر ان أكثر من مليون لبناني قد نزحوا وتركوا منازلهم أي تقريباً ربع اللبنانيين المقيمين.


 
 
بدورها، أعلنت مفوضية اللاجئين ان أكثر من 70 ألفا فروا من لبنان في الأيام الأخيرة، مشيرة إلى ان اللبنانيين يهربون من صراع إلى آخر وان الوضع يزداد خطورة.
 
وفي هذا الإطار، يؤكد الخبير في التنمية الإجتماعية والناشط الاجتماعي رمزي بو خالد عبر "لبنان 24" ان "أزمة النزوح الحالية في لبنان هي من أكبر أزمات النزوح الداخلية في العالم"، مشيرا إلى انه "في بلد مثل لبنان نزح نحو مليون و200 ألف شخص إلى مناطق في الداخل وبالتالي هذه مشكلة كبيرة جدا وتُهدد بخلق أزمات تفوق قدرة لبنان على تحملها".
 
واعتبر بو خالد ان "الدولة بأجهزتها ومن خلال منسق لجنة الطوارئ الحكومية وزير البيئة ناصر ياسين أثبتت قدرتها في المرحلة الأولى على استيعاب الصدمة الأولى وهي النزوح ولكن لاحقا مع تفاقم الأحداث والأعداد الكبيرة للنازحين بدأت تظهر صعوبات في ما يتعلق بمواكبة حالات النزوح مع العلم ان ثمة محاولات جدية في خطة الطوارئ الحكومية لاستيعاب هذه الموجة وترتيب الأمور بشكل يتناسب مع الواقع على الأرض".
 
وتابع: "بعد موجة النزوح الكبيرة تعمل حاليا غرف الطوارئ في المناطق كافة على تسجيل النازحين وخاصة من خلال مراكز الايواء التي فتحت في البداية من دون إذن أو فتحت بطريقة غير رسمية ومن ثم بدأت بتسجيل النازحين لأن المنظمات الدولية كافة والمساعدات مُرتبطة بخطة طوارئ. فالمراكز مُلزمة بتسجيل النازحين ويجب ان يتم التنسيق مع "منسقي المراكز" بواسطة غرفة الطوارئ للحصول على الدعم والمساعدة".
 
ولفت بو خالد إلى ان "هذه العملية قد تسمح بتسجيل النسبة الأكبر من النازحين أما من نزح او استأجر منازل او انتقل إلى منازل أقرباء لهم هم نازحون طبعا ولكن يتواجدون في منازل خارج نطاق تغطية خطة الطوارئ لذا نجد الفرق بين العدد الفعلي للنازحين والعدد المُسجل ولاحقا سيكون هناك نسبة كبيرة من غير المسجلين وهو ما يمكن تسميته بنازحين ضمن نطاق الأقارب وبيوت الايجار".
 
وعن تحذير الصحة العالمية من ان النزوح والوضع المعيشي في لبنان يهددان بانتشار الأوبئة، نبّه بو خالد إلى واقع النزوح والخطر الذي من الممكن ان يتعرّض له النازحون ولاحقا كافة مراكز الايواء لاسيما على الصعيد الاجتماعي والصحي والنفسي، وقد بدأ العديد من "أصحاب النخوة" تقديم المساعدات من ضمن اختصاصاتهم من أطباء وجمعيات من خلال إغاثة الأطفال وتأمين الصحة النفسية لهم داخل مراكز الايواء قدر المستطاع لأن الحاجة ستكون كبيرة جدا لاحقا ومطلوب من باقي اللبنانيين ان يتطوعوا وان يساعدوا في هذا الإطار".
 
ولفت إلى ان "عودة النازحين إلى قراهم ومنازلهم قد لا تكون مُتاحة قريبا لا خلال سنة وحتى لأكثر من عام لأن الحرب قد تطول بحسب التوقعات وهذا الأمر يستوجب إغاثة من نوع آخر وترتيبات من نوع آخر، ويؤكد ان "الأمور ليست بسيطة والتعويل هو على وحدة الشعب اللبناني في كافة المناطق التي احتضنت النازحين والتي فتحت المنازل والمدارس والمراكز لأن عودتهم لن تكون سريعة".
 
وتابع: "كي لا نقع في خطر النزوح والتبعات التي تترتب عنه المطلوب اليوم إعداد خطة مستقبلية من قبل الأجهزة الرسمية في الدولة اللبنانية لاستيعاب التبعات الاجتماعية لهذا الأمر أي بمعنى ان المرحلة المقبلة في حال توقفت الحرب يجب ان تكون مرحلة مختلفة وبخطة محكمة للعمل على إعادة النازحين وبشكل منظم حيث يمكن عودة من يمكنه العودة ومن ليس بإمكانه العودة يتم إبقاؤه ضمن مراكز إيواء لفترة معينة والا فستزداد المشاكل، والخطر من عملية النزوح سيستمر".
 
وعن الاختلاف ما بين نزوح اللبنانيين في عام 2006 و2024، أجاب بو خالد: "في الـ 2006 استمرت الحرب 33 يوما وبقيت محصورة في مناطق الجنوب والضاحية الجنوبية أما باقي المناطق اللبنانية فكانت آمنة وبالتالي عملية النزوح كانت جزئية وإعادة النازحين تمت بخطة سريعة مع توفر إمكانات مالية هائلة في حينها لإعادة الإعمار وفتح الطرقات وإعادة إصلاح البنى التحتية، أما اليوم فموجة النزوح أكبر بكثير وهي تطال مناطق عديدة في الجنوب والبقاع والضاحية ونحن على أبواب الشتاء ولا نعرف متى يمكن ان يطبق وقف إطلاق النار".
 
وتابع: "كما ان هذا الموضوع له عدة أبعاد إنسانية وصحية وثمة احتمال من انتشار الأمراض المُعدية لاسيما عند الأطفال وهذا الأمر له تداعيات صحية كبيرة، إضافة إلى ان النازحين مع اقتراب فصل الشتاء سيعانون من عدم وجود تدفئة ليلا وهذا الأمر سيخلق مشاكل صحية عند البعض ويشكل خطرا على النازحين إضافة إلى إمكانية تأمين المازوت والمحروقات والاهتمام بالنظافة الشخصية لتجنب الأمراض، إضافة إلى أزمة الطعام وقدرة مراكز الايواء على تأمين الطعام والمياه، ومشكلة النفايات داخل المدارس او مراكز الايواء وهذا الملف لديه أبعاد كبيرة ويجب الانتباه لهذه الأمور لمعالجة وتجنب هذه المخاطر قبل وقوعها".
 
إذا يبدو ان لبنان امام حالة انسانية ضخمة وحرجة ومن المتوقع ان تتفاقم حيث ان الاحتياجات كثيرة وغير مسبوقة حتى بتاريخ الحروب والكوارث الطبيعية ومن المتوقع ان تتزايد، فلبنان يتعرّض لـ "زلزال حقيقي" جراء العدوان الإسرائيلي" يجب الحد من أضراره كي لا يقع المحظور.





المصدر: لبنان 24

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: مراکز الایواء بو خالد إلى ان

إقرأ أيضاً:

بزيادة 7%.. مطار القاهرة يستقبل أكثر من 2.5 مليون راكب خلال يناير

حقق مطار القاهرة الدولي ، خلال شهر يناير 2025 نموًا ملحوظًا في إجمالي الحركة الركابية والجوية، حيث استقبل المطار 2 مليون و587 ألف راكب.

بينما بلغ عدد الرحلات الجوية لمختلف شركات الطيران الوطنية والأجنبية 18,450 رحلة، مسجلاً زيادة بنسبة 9% في أعداد الركاب و7% في عدد الرحلات مقارنةً بنفس الفترة من عام 2024.

ومن المقرر أن يشهد مطار القاهرة إرتفاعاً في الحركة الركابية والجوية خلال الفترة القادمة نتيجة الاقبال علي عمرة شعبان ورمضان إضافة إلي كافة الخدمات التي يوفرها مطار القاهرة للمسافرين علي متن رحلات الطيران المتعددة الجنسيات.

وفي هذا السياق، صرّح المهندس أيمن فوزي عرب، رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية القابضة للمطارات والملاحة الجوية، بأن هذه الزيادة تعكس رؤية مطار القاهرة نحو تعزيز مكانته كمركز إقليمي رئيسي لحركة الطيران، من خلال الاستثمار المستمر في تطوير البنية التحتية وتحسين كفاءة التشغيل والخدمات. 

وأضاف: “نعمل على تحقيق التوازن بين التوسع في الحركة الجوية وضمان أعلى مستويات الراحة للمسافرين، بما يتماشى مع استراتيجيتنا لدعم قطاع الطيران المدني المصري”.

من جانبه، أكد المحاسب مجدي إسحق عازر، رئيس مجلس إدارة شركة ميناء القاهرة الجوي، أن هذه الأرقام تعكس التزام الشركة بتوفير تجربة سفر متميزة، مشيرًا إلى أن "تحقيق هذه الزيادة في أول شهر من العام الجديد هو تأكيد على جهودنا في تقديم أعلى معايير الخدمة والجودة، وتعزيز مكانة المطار كمركز رائد يربط مصر بالعالم وفقًا لأفضل معايير التميز."

مقالات مشابهة

  • صحة مطروح تقدم أكثر من 1.3 مليون خدمة طبية منذ انطلاق "بداية"
  • نائب لبناني ينتقد عدم إنصاف السنة في الحكومة الجديدة.. سنتخذ موقفا موحدا
  • خالد طلعت:امام عاشور رابع أكثر لاعبي العالم تسجيلا للأهداف في عام 2025
  • خالد تاج الدين منتقدا جوارديولا: اللعب لليفر أو مان يونايتد يليق على مرموش أكثر
  • بزيادة 7%.. مطار القاهرة يستقبل أكثر من 2.5 مليون راكب خلال يناير
  • عودة النازحين إلى جنوب لبنان وسط تصعيد ميداني
  • اليوم التاسع للمعرض: إشادات كبيرة من الناشرين بالتنوع.. وعدد الزوار يتجاوز 3.5 مليون مواطن
  • الخولي: مقتل كوجانيان حلقة جديدة في مسلسل جرائم النازحين السوريين
  • مفوضية حقوق الإنسان: نزوح الفلسطينيين في أكثر من اتجاه على مدار 15 شهرًا خلف وضعًا إنسانيًا كارثيًا
  • عودة إلى الرماد.. مأساة النازحين في شمال غزة بعد أكثر من عام من الحرب