شبكة اخبار العراق:
2025-02-16@22:25:39 GMT

التابع الذي انتهت صلاحية استعماله

تاريخ النشر: 2nd, October 2024 GMT

التابع الذي انتهت صلاحية استعماله

آخر تحديث: 2 أكتوبر 2024 - 9:26 صبقلم:فاروق يوسف مسحورا بالإيرانيين قضى حسن نصرالله حياته. في ذلك كان مقتله. لو لم يكن مسحورا إلى درجة نسيان نفسه لما وضع ثقته المطلقة بنظام سياسي قدم مصلحته غير مرة وعلنا على المبادئ التي يرفعها شعارا له منذ أن وطأت قدما الخميني أرض مطار طهران وفي مقدمتها “الموت لأميركا الموت لإسرائيل”.

لقد قال أحد حكام العراق الجديد يوم كان معارضا “نتعاون مع الشيطان من أجل إسقاط نظام صدام حسين”. لم يأت ذلك التصريح من فراغ. كان النظام الإيراني هو قدوته في ذلك. ففي ثمانينات القرن العشرين تم الكشف عن فضيحة إيران غيت التي عرف العالم من خلالها أن الولايات المتحدة كانت تزود إيران بالسلاح من أجل استمرارها في الحرب ضد العراق. في بدايات الألفية الثالثة لم يخف جنرالات إيران أن الولايات المتحدة لم تتمكن من احتلال أفغانستان والعراق لولا التسهيلات التي قدمتها إيران لعمليتي الغزو. وفي ذلك أكدت إيران استعدادها للتعاون مع الشيطان الأكبر بغض النظر عما ينتج عن ذلك التعاون من مآس ستعاني من تداعياتها البلدان عشرات السنين. لم يكن النظام الإيراني يوما ما وفيا لشعاراته وصادقا فيها. فالقدس على سبيل المثال التي وضعها هدفا لفتوحاته تمر الطريق إليها بكربلاء وهو ما يعني أن احتلال العراق يجب أن يسبق أي تحرك في اتجاه القدس.ألم يكن نصرالله، وهو الذي كان يدعي الفطنة وامتلاك العقل الثاقب والقدرة على أن يضع خبرته في مسارات إستراتيجية مختلفة حين كان يلقي عظاته الطويلة بأسلوب يغلب عليه غرور القوة، قادرا على رؤية حقيقة الدولة التي ضحى بلبنان من أجلها حين وضعه تحت حمايتها أم أن الحب أعمى كما يُقال؟ حتى النزعة الطائفية لا تبرر الخطأ الذي ارتكبه وكان سببا في مقتله. اللبنانيون طائفيون باستثناء عدد قليل. الطائفية هناك اجتماعية وليست سياسية فقط. هناك مسافة بين الطوائف تحكم عليها بالعزلة. ولكن المشهود للبنانيين أنهم جميعا يعتزون بانتمائهم الوطني. وهم يضعون لبنانيتهم فوق انتمائهم الطائفي. لم يكن هناك تناقض بين الأمرين. أما حين خرق بشير الجميل ذلك العهد في التصالح الوطني وتعاون مع إسرائيل فإنه دفع حياته ثمنا لجريمته بعد أن كان لبنان قد دفع حصته من ذلك الثمن ومن خلاله المارونيون. لم يختلف نصرالله عن بشير الجميل فهو الآخر وضع الطائفة الشيعية بعد أن احتكر تمثيلها في خدمة إيران وكان عميلا يفاخر بكونه جنديا لدى خامنئي المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية وأن المئة ألف من مقاتليه يستلمون رواتبهم من إيران وهم يضحون بحيواتهم من أجل تنفيذ الإملاءات التي تصدر من طهران. وكما حدث مع بشير الجميل الذي لم يكن على يقين من أن الإسرائيليين سيغدرون به وفعلوا ذلك كان مصير نصرالله الذي عبث بلبنان طولا وعرضا ودفع دولته إلى الفشل النهائي أن يكون ضحية لغدر إيراني حتمته الظروف الدولية فكان كبش الفداء الجاهز الذي كانت إيران تفكر في التخلص منه لتحاول من خلاله أن تنهي أزمتها مع الغرب. ومع مقتله أظهرت إيران الحجم الحقيقي لسيد المقاومة لديها. الرجل الذي قتلته إسرائيل ما كان ليُقتل لولا تخلي إيران عنه. كم كان ساذجا حين اقتيد إلى اجتماع ضم ما تبقى من قيادات حزبه العسكرية والسياسية ومجلس الشورى الذي كان أعضاؤه يخططون لعزله. سرية ذلك الاجتماع لم تمنع من اطّلاع إيران عليه وهي موقع ثقة جميع مَن حضروه. ولكنها ثقة لم تكن في محلها. ما لم يكن يعلمه نصرالله ولا رفاقه أن النظام الإيراني كان قد قرر التضحية بهم من أجل بقائه. ولأن نصرالله كان جنديا إيرانيا فإنه لم يتوقع أن قيادته ستسلمه للعدو هدية جاهزة. مَن يصدق ذلك؟ ما فعله الرجل من أجل إيران لم يفعله أحد آخر. لقد ضحى ببلده ومواطنيه الذين سلمهم للضياع بمختلف أنواعه من أجل أن يكون وفيا لعهد مجنون قطعه على نفسه بأن يكون تابعا لإيران إلى آخر نفس.مات حسن نصرالله قبل أن يقول كلمته الأخيرة التي ربما كشفت عن شعوره بغدر صانعيه. غير أن ذلك لن يتمكن من قوله حتى لو بقي حيا. ذلك لأنه لم يكن سوى تابع انتهت صلاحية استعماله.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: من أجل لم یکن

إقرأ أيضاً:

وكيل «رياضة كفر الشيخ» يكرم الفائزين في مسابقة الشطرنج

كرَّم الدكتور عزت محروس، وكيل وزارة الشباب والرياضة بمحافظة كفر الشيخ، الطلائع الفائزين في مسابقة الشطرنج، برعاية الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، واللواء دكتور علاء عبد المعطي، محافظ كفر الشيخ، وبحضور عبدالمنعم الكناني، وكيل المديرية للرياضة، ومصطفى غريب، وكيل المديرية للشباب، وإشراف تنفيذي لبنى أبو القاسم، مدير إدارة تنمية النشء.

أسماء الفائزين في مسابقة الشطرنج

وجاء في المركز الأول محمد حمدون محمد، من مركز شباب شباس عمير التابع لإدارة شباب قلين، والمركز الثاني محمود محمد مجدي، من مركز شباب أبو قطفة التابع لإدارة شباب بيلا، وجاء في المركز الثالث شادي عبد الحي عبد الحليم، من مركز شباب دقلت التابع لإدارة شباب كفر الشيخ، والمركز الثالث مكرر مريم محمد مجدي، من مركز شباب أبو قطفة التابع لإدارة شباب بيلا.

وكيل الوزارة: لعبة الشطرنج من أهم الرياضات الذهنية على مستوى العالم

وأكد وكيل وزارة الشباب والرياضة بكفر الشيخ، أنّ لعبة الشطرنج من أهم الرياضات الذهنية على مستوى العالم لتنمية قدرات العقل، وتطوير مستوى الذكاء والتركيز، لافتا إلى أنّ لعبة الشطرنج أصبحت تُدرس في المدارس بعدد كبير من الدول، وتناولتها دراسات علمية.

مقالات مشابهة

  • محافظ المنيا يعلن مزيدًا من التيسيرات لترخيص ميكروباصات جديدة
  • وكيل «رياضة كفر الشيخ» يكرم الفائزين في مسابقة الشطرنج
  • «اجتماعية الشارقة» تشارك في ماراثون «أصدقاء التهاب المفاصل»
  • سبب مفاجئ لأحداث طريق المطار
  • انتهت الدفعة 6.. فماذا بقي من المرحلة الأولى من اتفاق غزة؟
  • بعد أمريكا| دول أوروبية ترحب بعودة روسيا إلى مجموعة السبع إذا انتهت الحرب
  • ما هي وحدة "سابير" التي أنقذت إسرائيل من صواريخ إيران؟
  • مفاجأة جديدة عن اغتيال نصرالله.. تقريرٌ إسرائيلي يعلنها
  • على نهج الحوثي.. الإخوان يفرضون خطيباً بالقوة في جامع السنة في مدينة التربة بتعز
  • ليلة النصف من شعبان انتهت.. فهل خسرت دعاء المعجزات؟