الردّ الإيراني سيُقابل حتمًا بردّ إسرائيلي... إنها الحرب الشاملة
تاريخ النشر: 2nd, October 2024 GMT
غريبة هي الأسئلة التي بدأنا نسمعها بقوة، وحتى بالأخص من قِبل أوساط "ممانعة"، عن الدور غير الإيجابي الذي تؤدّيه الجمهورية الإيرانية الإسلامية تجاه المقاومتين في كل من غزة ولبنان، وهما في أمس الحاجة اليوم إلى الدعم الإيراني المباشر لكي يستطيعا أن يواجها إسرائيل في حربها المفتوحة، التي بدأت في القطاع وامتدّت إلى كل لبنان بعدما أسقطت ما كان يُسمّى بـ "قواعد الاشتباك"، ولن تنتهي، على ما يبدو، عند حدود محدّدة، بل ستشمل مفاعيل هذه الحرب المنطقة بأسرها، إن لم يكن بالمباشر فعلى الأقل من خلال ما يترتب عنها من نتائج لن تصبّ حتمًا في خانة الاستقرار.
عندما بدأ العدو الإسرائيلي حربه الجوية ضد حركة "حماس" في قطاع غزة لم يميّز في عدوانه واستهدافاته بين فلسطيني "حماسي" وآخر لا علاقة له بـ "الحركة"، ولم يكن أحد يتوقّع أن يتمادى ويتورط بهجوم برّي، حتى عندما بدأه من الشمال في اتجاه الجنوب، وقد حوّل القطاع على مدى سنة إلى أرض محروقة وغير صالحة للعيش فيها. وهذا ما يعتزم القيام به في لبنان. وهذا ما سبق أن حذّر من الوصول إليه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عندما تخّوف من تحويل لبنان إلى غزة ثانية.
أمّا ما يقوله المحللون المنتمون إلى محور "الممانعة" عن الدور غير المساند من قِبل طهران لـ "حماس" ولـ "حزب الله" في مقاومة "العين" لـ "المخرز" الاسرائيلي ففيه الكثير من التلميحات عن انكفاء إيران عن القيام بما كانت تعد به في حال تمادت إسرائيل في تهديد حلفائها في المنطقة، وهي تمادت أكثر من اللزوم، لأنها أيقنت، على ما يقول هؤلاء، بأن طهران لن تحرّك ساكنًا، وهي تضبط تحركها على توقيت مفاوضاتها الجارية من تحت الطاولة مع الأميركيين.
ولا ينطلق هؤلاء المحللون من مجرد نظريات أو مجرد "خبريات" ترويها "نسوة الفرن"، بل يستندون إلى جملة معطيات بدأت بالردّ الصوري على عملية قصف إسرائيل القنصلية الإيرانية في دمشق، وما سبقها من سقوط لطائرة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ورفاقه في ظروف غامضة لم تُكشف أسرارها بعد، وعلى الأرجح لن تُكشف في المدى المنظور. وما صرح به الرئيس الإيراني الحالي مسعود بازكشيان عندما كان في نيويورك عن أن "حزب الله" لن يستطيع مواجهة إسرائيل لوحده لا يزال مدار أخذ وردّ عن مرامي هذا الحديث في خضم معمعة المعركة المفتوحة بين إسرائيل و"حزب الله" بعدما اعتبرت تل أبيب أن قطاع غزة قد أصبح في حكم الساقط عسكريًا.
ويقول بعض المشكّكين إن إسرائيل لم تكن لتقوم بما قامت به في القطاع وما تقوم به في لبنان اليوم لو لم تكن متيقنة من أن طهران لن تحرّك ساكنًا. ولم تكن تل أبيب تجرؤ على التمادي في عدوانها لو لم تكن تعرف أن طهران لن تتورط في حرب بعيدة عن أراضيها، وهي التي تخوض حروب متقدمة من خلال حلفائها في المنطقة، وبالأخص "حزب الله"، الذي يُعتبر أقوى دفاعاتها المتقدمة.
ولهذا فإن أي حديث عن أن طهران قد "باعت" بالمجان "حزب الله" هو حديث غير واقعي، في رأي بعض المقربين من الديبلوماسية الإيرانية، خصوصًا أن المسؤولين الإيرانيين، واستنادًا إلى تجاربهم السابقة، لا يتخّلون عن أوراقهم قبل أن يأخذوا في المقابل ما يمكن اعتباره ثمنًا مضاعفًا عمّا يمكن أن يتخّلوا عنه. والدليل أن قيادة العمليات العسكرية في الغرفة العسكرية لـ "المقاومة الإسلامية" هي في يد بعض الجنرالات الإيرانيين المنتدبين لهذه الغاية إلى حين استعادة زمام الأمور محليًا بعد انتخاب أمين عام جديد لـ "حزب الله" خلفًا للسيد نصرالله.
ولكن الردّ الإيراني على اغتيال نصرالله واسماعيل هنية واللواء عباس نيلوفوروشان قطع الشك باليقين، مع ما رافق هذا الرد على إسرائيل بتحذيرها بأن أي ردّ على هذه العملية فإنه سيواجه بهجمات عنيفة.
وعليه، واستنادًا إلى تهديدات نتنياهو من على منبر الأمم المتحدة، فإن إسرائيل ستردّ حتمًا. وهذا من شأنه أن يوقع المنطقة في حرب لا نهاية لها. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله أن طهران لم تکن
إقرأ أيضاً:
الرئيس الإيراني: لا نسعى للحرب أو امتلاك قنبلة نووية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكد الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، أن طهران تلتزم بتكنولوجيا نووية سلمية، مشددًا على أن بلاده لا تسعى للحرب أو امتلاك قنبلة نووية.
وأضاف بزشكيان - في كلمة ألقاها، الأربعاء، خلال مراسم الاحتفال باليوم الوطني للتقنية النووية - "إيران تقف بقوة في وجه التهديدات، كلما زادت تهديداتهم، كلما اتخذنا موقفًا أكثر صرامة".
ورفض الرئيس الإيراني، الاتهامات الغربية بأن طهران تسعى للحصول على أسلحة نووية، موضحًا أن المرشد الإيراني علي خامنئي أعلن أن إيران لا تسعى إلى امتلاك قنبلة نووية، حسبما أوردت وكالة أنباء (إرنا) الإيرانية.
وأوضح موقف خامنئي من المفاوضات مع أمريكا، إذ قال إنه يعارض فقط إجراء محادثات مباشرة نظرًا للعداء الذي أظهره مسئولون أمريكيون تجاه إيران.
وتصاعدت حدة التوترات بين طهران وواشنطن خلال الأسابيع الأخيرة، خاصة بعد أن هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بقصف إيران إذا رفضت التفاوض مع الولايات المتحدة.
وأعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي - أمس - أن مسئولين إيرانيين وأمريكيين سيعقدون مفاوضات غير مباشرة رفيعة المستوى بشأن برنامج طهران النووي يوم السبت المقبل في سلطنة عمان.