استهداف الضاحية الجنوبية.. خلفيات وخافيات!!
تاريخ النشر: 2nd, October 2024 GMT
تصوروا لحظة يستمر فيها الإنسان وهو يتابع القصف التدميري الإجرامي للكيان الصهيوني الإرهابي المحتل على الضاحية الجنوبية من بيروت، فهل من إرهاب أو جنون أكثر من هذا؟..
ستة مبانٍ تسوى بالأرض ولكم أن تتصوروا ماذا سيحل بسكان كل هذه العمارات أو المباني؟!
كأنما هذا الكيان المجرم مثلما مارس الإبادة الجماعية والدمار الشامل في غزة يقوم بمثل هذا في الضاحية الجنوبية لبيروت، وأمريكا أصلاً هي الإرهاب العالمي وهي الإجرام العالمي وإسرائيل إنما جيء بها للمنطقة لدور وظيفي لصالح الاستعمار القديم الجديد، وأمريكا هي الأشنع كاستعمار وهي الأكثر إجراماً في التاريخ البشري بقدر ما عُرف خلاله من جرائم ومجرمين.
كأننا أمام قرار أمريكي ليست إسرائيل مجرد أداة تنفيذه، ينص على وجوب أن يتخلى حزب الله عن خيار إسناد غزة وإلا فإن الضاحية الجنوبية ستكون كما غزة التي يسندها ويساندها..
في هذا السياق يقول ضابط وقائد إسرائيلي كبير ومتقاعد بأنه حتى لو أفنى كل لبنان فإن حزب الله سيبقى وسيظل يطلق الصواريخ على الكيان الصهيوني ولن يتخلى عن إسناد غزة، فماذا عساني أن أقول أو أضيف لطرح هذا الجنرال الصهيوني؟..
في ظل هذا الدم وهذا الدمار في غزة ولبنان ستجد إعلاماً عبرياً يحتفظ بمسمى “عربي” يقول إن إبادة جماعية ودماراً شاملاً في غزة لكون إسرائيل تبحث عن “السنوار”..
هذا الإعلام لا يعنيه أبشع إبادة جماعية ولا أكبر وأوسع دمار والذي يعنيه شرعنة كل هذه الإبادة والدماء والدمار كأنما هو حق لهذا المجرم الصهيوني للوصول إلى السنوار أو لقائد من قادة حزب الله، فكيف لنا فهم هذا الإعلام وماذا نسميه من أفعاله وتفعيله؟..
حزب الله بثقله وبقيادته ومجاهديه هو في الجنوب اللبناني، وهذا قد يحتمل تبرير أو الشرعنة للاجتياح كحرب كما كل الحروب مع أنه لا شرعية ولا مشروعية لكل ما يعمله الكيان المسمى “إسرائيل” منذ تأسيسه كرأس حربة للاستعمار..
لماذا إذاً لا يبدأ هذا الكيان الغاصب والإرهابي والإجرامي بالاجتياح الذي يهدد به قرابة العام ولا زال؟..
إذا أمريكا تمارس أشنع العقوبات على الشعب اللبناني اقتصادياً وهي وراء نقل أموال المصرف اللبناني إلى الخارج وبمنطق أن الشعب اللبناني عليه محاربة حزب الله وإلا فإنها ستقتله بالتجويع فكل هذا هو الممارس صهيونياً في غزة، وما يحدث في الضاحية هو مد وامتداد في واحدية إجرام وجرائم أمريكا والكيان الصهيوني وإن ظل تموضع أمريكا يستعمل لأداء أدوار وإظهار تباينات بين أمريكا والكيان لا وجود لها ولكنها للتضليل والشرعنة الباطلة لباطل مبين على الحق المبين..
ما يحدث للضاحية الجنوبية هو تنفيذ إسرائيلي لقرار أمريكي ولا تصدقوا كل فلاسفة وجهابذة التحليل في الفضائيات، وبين ما يضحك فيما يصلون إليه أو يوصلونه أنه ما دامت أمريكا لا تريد حرباً إقليمية فهي مجبرة أو مضطرة أن تعطي لنتنياهو حق الإبادة والتدمير للضاحية الجنوبية..
يقول أيضاً إن إيران لا تريد حرباً إقليمية لأنها بذلك إنما تخدم نتنياهو الذي هو الوحيد من يريد هذه الحرب بل وهذه الحرب لصالحه وحده..
هذا الطرح يبرئ أمريكا وهي الإجرامية والمجرمة قبل ما تسمى “إسرائيل”، وفي مثل هذا الطرح ما يحمل شرعنة “ضمنية” لكل الإجرام والجرائم المرتكبة في غزة وفي الضاحية، ومع الأسف فمثل هذه الأطروحات باتت تتسلل بل تتوغل في أداء الإعلام العربي..
إذا لم نعد نستطيع الفصل بين عبرية إعلام وعربيته التي تستعمل عبرياً، فالمستحيل الفصل بين أمريكا الإسرائيلية وإسرائيل الأمريكية، بينما هم يريدون فصلنا بل وإعادة تفصيلنا كمقاومة ومحور مقاومة.!!
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
تجدد الغارات العنيفة على الضاحية الجنوبية لبيروت وإسرائيل تطبق الحصار بلدة الخيام
شن الطيران الإسرائيلي، مساء السبت، سلسلة غارات عنيفة على الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث استهدفت منطقة السان تريز في الضاحية الجنوبية لبيروت.
كما استهدفت الغارات منطقة الليلكي في الضاحية الجنوبية لبيروت، بالإضافة إلى غارة استهدفت محيط الجامعة اللبنانية في منطقة الحدث بالضاحية الجنوبية”.
وتابعت: “غارة إسرائيلية تستهدف برج البراجنة في الضاحية الجنوبية لبيروت”.
وشنت الطائرات الحربية الإسرائيلية في وقت سابق، 4 غارات بالصواريخ الموجهة على مبان سكنية في المنطقة، وغالبا ما يشي هذا النوع من الضربات باغتيال قيادات من “حزب الله” أو الجماعة الإسلامية، أو غيرها من المجموعات المتصلة بالحزب.
وكانت استهدفت سلسلة غارات إسرائيلية عنيفة مدينة بيروت في الرابعة فجر اليوم السبت، من دون إنذار مسبق، وتركّزت على مبنى مؤلف من 8 طوابق في منطقة فتح الله بحي البسطة الفوقا في قلب العاصمة اللبنانية، وهو حي شعبي مكتظ بالسكان، وسط تقارير عن استهداف قياديين بارزين في «حزب الله».
وأسفرت الغارات الإسرائيلية عن تدمير مبنى واحد على الأقل وتعرض مبان أخرى لأضرار جسيمة. ووفق «وكالة الأنباء المركزية» تم استخدام صواريخ خارقة للتحصينات سُمع دويها في مناطق مختلفة من لبنان ووصل صداها الى مدينة صيدا جنوبا. ووفق الوكالة، فإن الصواريخ شبيهة بتلك التي استخدمت في عمليتي اغتيال الأمين العام السابق لـ«حزب الله» حسن نصرالله ورئيس المجلس التنفيذي في الحزب هاشم صفي الدين.
واستهدفت الضربة الجوية فجر اليوم مبنى سكنياً في قلب بيروت ودمرته بالكامل وسط أنباء عن استهداف القيادي البارز في «حزب الله» طلال حمية، فيما تدخل الحرب المفتوحة بين إسرائيل و«حزب الله» شهرها الثالث.
وأوردت «الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام» الرسمية، أن بيروت «استفاقت على مجزرة مروّعة، حيث دمّر طيران العدوّ الإسرائيلي بالكامل مبنى سكنياً مؤلفاً من ثماني طبقات بخمسة صواريخ في شارع المأمون بمنطقة البسطة».
وأفادت وزارة الصحة اللبنانية في أحدث إحصائية لها بالقول:” 24 شهيداً و45 جريحاً في حصيلة غير نهائية لغارات طيران العدو الإسرائيلي على بلدات شمسطار وبوداي وفلاوي والفكهاني وبريتال وحورتعلا وراس العين في محافظة بعلبك الهرمل”.
وفي سياق متصل، قطعت القوات الإسرائيلية خطوط الإمداد إلى مدينة الخيام الحدودية في جنوب لبنان، وأحكمت طوقاً نارياً على المقاتلين الموجودين فيها بالقصف المدفعي والجوي، بعد تقدمها إلى بلدة ديرميماس المشرفة على مجرى نهر الليطاني، في محاولة للتوغل إلى وسط المدينة التي لا يزال مقاتلو «حزب الله» يوجدون فيها، ويحاولون التصدي للقوات الإسرائيلية، وذلك بعد 25 يوماً من محاولات السيطرة على المدينة الاستراتيجية.
وقالت مصادر مواكبة للتطورات الميدانية في جنوب لبنان، إن القوات الإسرائيلية تقدمت بالفعل إلى أحياء داخل مدينة الخيام، انطلاقاً من أطرافها الجنوبية والشرقية، ووسعت دائرة التوغل إلى الأطراف الشمالية الشرقية، بغرض إحكام الطوق على المدينة، لكنها شككت في روايات السيطرة على وسط المدينة ومركزها الحيوي، قائلة إن القتال في الأحياء الداخلية «لا يزال مستمراً، بدليل أن القصف المدفعي وقصف المسيرات والغارات الجوية لا تزال تستهدف المدينة».
وقالت المصادر إن القوات الإسرائيلية نفذت شعاعاً نارياً لمسافة سبعة كيلومترات على الأقل حول الخيام، لمنع رمايات الصواريخ المضادة للدروع، وذلك بقصف مدفعي مكثف وغارات جوية وغارات المسيرات، لافتة إلى أن القصف الجوي والمدفعي «يستهدف أيضاً أحياء المدينة». وقالت إن هذا الضغط الناري الهائل، «دفع (حزب الله) للاعتماد على المسيرات الانتحارية لضرب تجمعات الجيش الإسرائيلي في محاور التوغل وداخل الأحياء، إلى جانب القصف الصاروخي الذي يستهدف محيط المدينة ومداخلها الشرقية والجنوبية والشمال الشرقي».
وأفادت قناة «المنار» الناطقة باسم «حزب الله» بـ«محاولة التفاف جديدة» نفذتها القوات الإسرائيلية من جهة نبع ابل السقي التي تؤدي إلى الأحياء الشمالية لمدينة الخيام، عبر تحرك لعدد من الجرافات والدبابات، انطلاقاً من وطى الخيام شرقاً في ظل سماع أصوات انفجارات ورشقات رشاشة في المحيط. وأفادت أيضاً بأن عدداً من آليات الجيش الإسرائيلي «غادرت من شرقي الخيام باتجاه الوطى ومنها نحو منطقة الوزاني» الواقعة في الجنوب الشرقي.
وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية اللبنانية بأن الجيش الإسرائيلي «يستعمل منذ ليل الجمعة، شتى أنواع الأسلحة في عملية توغله ومحاولة سيطرته على البلدة، التي تعدّها إسرائيل بوابة استراتيجية تمكنها من التوغل البري السريع، خلافاً لما حدث في بعض البلدات الجنوبية الأخرى»، لافتة إلى أن «هذه المحاولات تترافق مع تصعيد واضح في القصف الجوي والمدفعي الإسرائيلي في اليومين الماضيين».
وقالت الوكالة إن الجيش الإسرائيلي «يحاول في خطته للتقدم البري في البلدة، تطويقها من جميع الجوانب والمحاور، مع غطاء جوي وبري واسع»، مضيفة: «ولا تقتصر خطة الجيش الإسرائيلي في الخيام على التوغل البري فقط، بل شملت تنفيذ عمليات تفخيخ بعض المنازل والمباني ونسفها، كما حدث في بعض البلدات الجنوبية الأخرى مثل العديسة ويارون وعيترون وميس الجبل».
وتعدّ بلدة الخيام ذات رمزية خاصة بالنسبة للبنانيين؛ إذ كانت أول منشأة يحررها أهالي الجنوب بعد تطبيق إسرائيل القرار الدولي 425 في 25 مايو (أيار) 2000، وهو اليوم الذي يُطلق عليه «حزب الله»: «يوم التحرير».