أفادت وسائل إعلام إسرائيلية برصد صاروخ أطلق من لبنان سقط في منطقة تل أبيب دون أن يتم تفعيل صافرات الإنذار. 

تأتي هذه الحادثة في سياق تصاعد التوترات الإقليمية، بعد سلسلة من الأحداث التي تزيد من احتمال وقوع مواجهة عسكرية أوسع بين إسرائيل وإيران، وسط تحذيرات دولية من عواقب وخيمة إذا استمر التصعيد.

الصاروخ اللبناني واستجابة إسرائيل

أكد جيش الأحتلال الإسرائيلي أن الصاروخ الذي أُطلق من لبنان سقط في منطقة وسط إسرائيل، مما أثار مخاوف من تصاعد الصراع على الحدود الشمالية لإسرائيل.

 

ووفقًا لوسائل إعلام إسرائيلية، دوت صافرات الإنذار في مناطق عدة في شمال إسرائيل مثل زرعيت والشوميرا في الجليل الغربي، والمطلة في إصبع الجليل، وإفن مناحم في الجليل الأعلى.

الهجوم الإيراني 

وأطلقت إيران نحو 200 صاروخ على إسرائيل في هجوم وصفته بالانتقام لمقتل عدد من قادة حزب الله وحركة حماس، إلى جانب نائب قائد الحرس الثوري الإيراني في بيروت.

هذه الضربة الإيرانية جاءت ردًا على عملية اغتيال القادة، بمن فيهم زعيم حزب الله حسن نصر الله، والزعيم السياسي لحماس إسماعيل هنية، وقائد الحرس الثوري الإيراني عباس نيلفروشان.

اعتراض الصواريخ والخسائر

تمكنت منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية من اعتراض العديد من الصواريخ التي أطلقتها إيران، ورغم نجاح النظام الدفاعي في إسقاط معظمها، إلا أن بعض الصواريخ تمكنت من الوصول إلى الأرض، مما تسبب في خسائر محدودة.

 

التحذيرات الدولية والتوقعات المستقبلية

أصدرت كل من الولايات المتحدة وإسرائيل تحذيرات قوية لإيران، مهددة بعواقب وخيمة في حال استمرار التصعيد. 

وتستمر الجهود الدبلوماسية في محاولة لاحتواء الوضع، إلا أن خطر حدوث المزيد من التصعيد العسكري لا يزال قائمًا. 

 

سيناريوهات الرد الإسرائيلي المحتملة

وفقًا لتقرير نشرته SpecialEurasia، وُضعت ثلاثة سيناريوهات محتملة لمستقبل الصراع بين إيران وإسرائيل:

السيناريو الأول: توجيه ضربة إسرائيلية محدودة
قد تقوم إسرائيل بتنفيذ ضربات محدودة تستهدف منشآت عسكرية إيرانية أو مواقع حيوية تابعة للحرس الثوري الإيراني. 

الهدف من هذه الضربات هو ردع إيران عن القيام بمزيد من الهجمات الصاروخية، مع تجنب تصعيد شامل قد يؤدي إلى حرب إقليمية.

السيناريو الثاني: توسع الصراع إلى مواجهة إقليمية
قد يتطور الوضع إلى مواجهة عسكرية أوسع تشمل مشاركة أطراف إقليمية أخرى، مثل حزب الله وحماس.

 في حال تصاعدت الهجمات المتبادلة، قد يؤدي ذلك إلى اندلاع حرب إقليمية تشمل عدة دول في الشرق الأوسط، وهو ما تحاول الدول الكبرى تجنبه من خلال الجهود الدبلوماسية الحالية.

السيناريو الثالث: حلول دبلوماسية مؤقتة
في هذا السيناريو، قد تنجح الجهود الدبلوماسية في تهدئة الوضع مؤقتًا، مع العودة إلى طاولة المفاوضات من خلال وساطات دولية. ومع ذلك، سيكون هذا الحل هشًا في ظل العداء المستمر بين الطرفين، ما يعني أن خطر اندلاع مواجهات مستقبلية لا يزال قائمًا.

إعلان الحرس الثوري مسؤوليته

من جهته، أعلن الحرس الثوري الإيراني مسؤوليته عن الهجوم الصاروخي على إسرائيل، مؤكدًا أن الضربة جاءت ردًا على اغتيال القادة الإيرانيين في بيروت. 

ووفقًا لتصريحات الحرس الثوري، استهدفت الصواريخ ثلاث منشآت عسكرية إسرائيلية في تل أبيب، من بينها قاعدة استخباراتية في الجليل كانت قد أخلتها القوات الإسرائيلية كإجراء احترازي قبل الضربة.

مخاوف من توسع النزاع

تثير هذه التطورات مخاوف متزايدة من توسع النزاع ليشمل دولًا أخرى في المنطقة. 

على الرغم من أن الهجمات الصاروخية كانت موجهة بشكل رئيسي إلى إسرائيل، إلا أن التوترات الطائفية والسياسية التي تتصاعد في المنطقة تجعل من السهل أن تنجر دول أخرى إلى الصراع.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: صواريخ لبنان على إسرائيل التصعيد الإسرائيلي الإيراني الحرب الإقليمية في الشرق الأوسط الحرس الثوري الإيراني صفارات الإنذار في إسرائيل الصراع الإسرائيلي اللبناني التوترات الإقليمية الثوری الإیرانی الحرس الثوری

إقرأ أيضاً:

العلاقات بين إسرائيل وتركيا تتأرجح.. بسبب إيران وحزب الله؟

تستمر إسرائيل في تنفيذ عملياتها العسكرية في سوريا، حيث تستهدف مواقع تابعة للجيش السوري وأخرى مرتبطة بإيران وحزب الله، في محاولة منها للحد من النفوذ الإيراني ومنع نقل الأسلحة المتطورة إلى لبنان.

وفي الوقت ذاته، تتهم إسرائيل تركيا بالتعاون مع إيران في تهريب الأموال إلى حزب الله، ما يثير تساؤلات حول مستقبل العلاقات بين الدولتين.

ومنذ بداية النزاع في سوريا، وضعت إسرائيل نصب عينيها تقليص النفوذ الإيراني في المنطقة، حيث تعتبر إيران وحزب الله تهديدًا وجوديًا لأمنها. لذلك، تتبنى تل أبيب استراتيجية هجومية، تشمل شن غارات جوية على المواقع العسكرية التي يُعتقد أنها مرتبطة بإيران.

وسلط حسن المومني، مدير مركز الدراسات الاستراتيجية، الضوء خلال حديثه لغرفة الأخبار على سكاي نيوز عربية على أن "الموقف الإسرائيلي في سوريا يمثل مصدر إزعاج لتركيا، التي تسعى لتكون قائدة التغيير في البلاد". هذا التوتر يعكس التنافس الإقليمي بين تركيا وإسرائيل على تأمين مصالحهما.

ويرى الدكتور بكير أتاجان، مدير مركز إسطنبول للفكر، أن تركيا يجب أن تتعامل بحذر مع علاقاتها مع إيران وإسرائيل. ويضيف أنه إذا كانت تركيا ترغب في لعب دور إقليمي مؤثر، فعليها أن تحسن استخدام أوراقها السياسية، بما في ذلك علاقاتها مع الدولتين.

من جهته، يشير مائير كوهين، الدبلوماسي الإسرائيلي السابق، إلى أن المخاوف الإسرائيلية لا تقتصر على تهريب الأموال إلى حزب الله، بل تشمل أيضًا التحالفات التركية مع سوريا، التي قد تشكل تهديدًا أكبر على إسرائيل.

العلاقات بين إسرائيل وتركيا تتأرجح بين التعاون والتوتر، وهو ما يعكس التحديات السياسية والإقليمية التي تواجه كل من الدولتين. حسين عبد الحسين، الباحث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، يرى أن "تركيا لديها مصالح متشابكة في المنطقة، وقد تدعم حزب الله دون أن تعكس هذه المواقف سياسة الحكومة بالكامل".

والعلاقات بين الدول ليست دائمًا ثابتة، بل تتأثر بتفاهمات غير معلنة قد تتغير مع تغير الظروف الإقليمية. كما يشير المومني إلى أن "العلاقات الدولية لا تتمحور حول الأبيض والأسود، بل هي مليئة بالمساحات الرمادية التي تسعى الدول لتحقيق مصالحها من خلالها".

وتظهر هذه التطورات أن العلاقات بين إسرائيل وتركيا تعكس التعقيدات السياسية في الشرق الأوسط، وتستدعي فهمًا عميقًا لتأثيراتها على الاستقرار الإقليمي. (سكاي نيوز)

مقالات مشابهة

  • ترامب يوجه بتحريك قنابل جي .بي.يو-43 الشهيرة بأم القنابل ذات القدرات الفائقة لسحق كهوف صعدة ونسف تحصينات الحرس الثوري الإيراني
  • العلاقات بين إسرائيل وتركيا تتأرجح.. بسبب إيران وحزب الله؟
  • قائد القوات الجوفضائية في الحرس الثوري الإيراني يؤكد أن عملية “الوعد الصادق 3” ستنفذ في الوقت المناسب
  • الحرس الثوري الإيراني في مازندران: تفكيك شبكة نفوذ أمريكية وإسرائيلية في المحافظة
  • الحرس الثوري الإيراني في مازندران: تفكيك شبكة نفوذ أميركية وإسرائيلية في المحافظة
  • الحرس الثوري الإيراني يوقف بريطانيين بتهمة التجسس
  • قائد القوات الجوفضائية في الحرس الثوري الإيراني: سننفّذ عملية الوعد الصادق 3 في الوقت المناسب
  • الدولار يستقر وسط تصاعد التوترات التجارية وآمال السلام
  • محللون: إسرائيل تفرض واقعا جديدا في لبنان وحزب الله ليس جاهزا لمواجهة عسكرية
  • لماذا تبقي إسرائيل على قوات عسكرية في 5 مواقع جنوب لبنان؟