موقع 24:
2024-12-23@15:50:45 GMT

معركة لبنان الفاصلة

تاريخ النشر: 2nd, October 2024 GMT

معركة لبنان الفاصلة

بغض النظر عن التسميات التي يأخذها الاجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان، سواء كان عملية محدودة، أو حرباً شاملة، ومهما كانت أهدافه، فإن من المسلّم به أنه لم يكن مباغتاً، خلافاً لكل الحروب السابقة، بقدر ما جرى التحضير له في وضح النهار، ما يعني أنه سيشكل اختباراً حقيقياً لقدرات الأطراف المتحاربة، وربما يتحدد في ضوء نتائجه، شكل المنطقة ومستقبلها، أو ما هو أبعد من ذلك.

بهذا المعنى، فإن المعركة الدائرة في جنوب لبنان هي معركة فاصلة، تسعى إسرائيل من خلالها للاستفادة من الضربات القوية التي وجهتها ل «حزب الله» في الأيام الأخيرة، وصولاً إلى اغتيال أمينه العام، وما نجم عنه من ارتباك في صفوفه، لضرب قدراته الصاروخية وبنيته التحتية، وإبعاده عن المناطق الحدودية، إن أمكن، بهدف إعادة مستوطني الشمال، واستعادة هيبة الردع الإسرائيلية التي فقدت بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
لكن بالمقابل، يسعى الطرف الآخر، رغم كل الخسائر التي لحقت به، إلى إثبات قدرته ليس فقط على البقاء، وإنما تعويض هذه الخسائر بإيقاع خسائر كبيرة في الجيش الإسرائيلي، باعتباره يخوض معركة على أرضه وفي ملعبه، ولديه الإمكانيات والأدوات اللازمة لذلك. غير أن المعركة لن تكون سهلة لكلا الطرفين، إذ لا يمكن مقارنة موازين القوى بين الطرفين، والتي تعطي إسرائيل تفوّقاً من حيث الحجم والطائرات الحربية والقدرات التقنية المتقدمة، يقابلها، على الجانب الآخر، قوات غير نظامية لا تخضع لمعايير الحروب التقليدية، وفي حالات الالتحام يمكنها تحييد كل هذه القدرات، فيما تلعب معرفة الأرض وطبيعتها الطوبوغرافية دوراً كبيراً في التأثير على سير المعركة.
اللافت في سياق هذه الحرب، هو التقلبات في المواقف الأمريكية، فبعد أن دأبت طوال الأسابيع الماضية على التحذير من حرب واسعة ومعارضتها حتى اللحظات الأخيرة، وبادرت إلى تقديم مقترحات لوقف إطلاق النار، عادت لتبدي دعمها العملي والسياسي لهذه العملية، التي كان واضحاً أنها لم تكن لتتم من دون ضوء أخضر أمريكي.
فقد سبق أن أعادت واشنطن نشر قواتها البحرية وتموضعها بما يتلاءم مع التطورات المستجدة والمتسارعة، واستقدمت المزيد من التعزيزات لقواتها ودفاعاتها الجوية في المنطقة.
في كل الأحوال، من المبكر الحديث عن نتائج هذه الحرب، وما إذا كانت ستتسع وتتحول إلى حرب إقليمية شاملة، لكن من المرجح لدى كثير من الخبراء والمحللين، أن هذه الحرب ستكون طويلة وقاسية، وأنها لن تكون محدودة، كما تروّج إسرائيل، لأنها تتعلق بإرادتين متضادتين أو متعاكستين. فإسرائيل تعتقد أنها ستكون نقطة تحول تاريخية على صعيد المنطقة، وفي ضوء نتائجها، سيتحدد ما إذا كان بإمكانها تغيير الواقع، ليس فقط على الحدود الإسرائيلية اللبنانية، وإنما على صعيد الشرق الأوسط كله، كما يرى نتنياهو، يقابله إصرار من الجانب الآخر، على إفشال هذه المخططات، والإبقاء على التوازنات القائمة بين الجانبين منذ سنوات طويلة.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: إسرائيل وحزب الله تفجيرات البيجر في لبنان رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إسرائيل وحزب الله تفجيرات البيجر في لبنان غزة وإسرائيل

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تستدرج حزب الله وتمدّد سيطرتها

كتب ابراهيم حيدر في" النهار": تماطل إسرائيل في تنفيذ بنود اتفاق وقف النار في الجنوب رغم مرور 25 يوماً على إعلانه، وتواصل خروقاتها بعد تقدمها إلى بلدات في القطاع الغربي من الناقورة إلى بني حيان، فيما تستمر بتفجير منازل في القطاعين الأوسط والشرقي بذريعة تدمير بنى تحتية لـ"حزب الله".
وترافقت الخروقات مع توغل الجيش الإسرائيلي في المنطقة العازلة بالجولان وصولاً إلى جبل الشيخ وإطاحته اتفاق فصل القوات الموقع عام 1974، بما يعني امساكه بالحدود اللبنانية- السورية حيث وضع البقاع وكل الجنوب تحت المراقبة والرصد.
 
ويكشف مصدر ديبلوماسي وفق ما يتم تناقله في الكواليس أن التطورات السورية زادت من التشدد الإسرائيلي ومماطلته، وأنه لو حدث التحوّل السوري قبل إعلان وقف النار لكانت إسرائيل واصلت حربها على "حزب الله" لتحقيق مكاسب أكثر وذلك على الرغم من أن الاتفاق يلبي شروطها.
 

وعلى وقع استمرار التوتر جنوباً، هناك خطر على الاتفاق وتمديد تطبيقه إلى ما بعد الستين يوماً، ما يؤثر على استكمال انتشار الجيش والبدء بإعادة الاعمار المجمدة حاليا بسبب التركيز الدولي على الوضع السوري، ولذا يرفع لبنان الصوت ويطالب لجنة االمراقبة والأميركيين تحديداً بالتدخل لتطبيق الاتفاق كاملاً وفق القرار 1701 الذي يلتزم به أيضاً "حزب الله" العاجز، ليس في الرد على الخروقات بل أيضاً في إعادة تنظيم أوضاعه واستنهاض بنيته بعد حرب الإسناد ورهاناته الخاطئة القائمة على توازن الردع وحساباته الإقليمية، وأوهام أدت إلى تدمير البلاد، معلناً الانتصار لأن إسرائيل لم تحقق أهدافها بالقضاء عليه.
 
يواجه لبنان أخطاراً في المرحلة الانتقالية لتطبيق الاتفاق، تعكسها مخاوف من استمرار الحرب الإسرائيلية حتى مع وقف النار عبر حرية الحركة لضرب أهداف محددة، ومنع لبنان من إعادة الإعمار، ما يستدعي استنفاراً لبنانياً بتأكيد التمسك بالاتفاق كي لا تتخذ إسرائيل من أي حالة ذريعة لاستمرار عدوانها، وذلك قبل فوات الأوان.
 

مقالات مشابهة

  • الموساد وتفجيرات البيجر.. عميلان سابقان يكشفان تفاصيل جديدة عن العملية التي هزت حزب الله
  • حصاد 2024| لبنان يزداد أوجاعه مع اتساع الحرب بين إسرائيل وحزب الله.. الاحتلال يضرب بقوة الضاحية الجنوبية لبيروت.. وتفجيرات أجهزة بيجر واغتيال حسن نصر الله أبرز الأحداث المؤلمة
  • إسرائيل تستدرج حزب الله وتمدّد سيطرتها
  • إسرائيل تسلّم لبنانيين اعتقلتهم بعد وقف الحرب
  • وزير خارجية تركيا يكشف الملفات التي ناقشها مع الشرع في سوريا
  • حزب الله يكشف عن المعادلة الوحيدة التي تحمي لبنان
  • بلال الدوي: مصر الدولة الوحيدة التي أجبرت إسرائيل على السلام
  • معركة السلطة في جنين بين دعم أميركا ورضا إسرائيل
  • معركة المعارضة المقبلة: وزارة الطاقة
  • إسرائيل تواصل خرق وقف إطلاق النار في لبنان.. جرفت البيوت والأراضي الزراعية