ما هو تأثير السفر للفضاء على قلب الإنسان؟.. «السر في الجاذبية»
تاريخ النشر: 2nd, October 2024 GMT
دائما ما يثير الفضاء الخارجي الكثير من تساؤلات البشر عما يدور هناك، وطبيعة الوضع عند سفر الإنسان إليه، مثل كيفية التنفس، والحركة بدون جاذبية، وكيفية عمل الأجهزة الحيوية لجسم الإنسان وأبرزها القلب، وكان هذا هو الدافع لمجموعة من العلماء في جامعة جونز هوبكنز الأمريكية إلى إرسال 48 عينة من أنسجة القلب المعدلة بيولوجيًا إلى محطة الفضاء الدولية وإخضاعها للاختبار، حيث تمت مراقبتها لمدة 30 يومًا ومقارنتها بعينات متطابقة على الأرض لمعرفة تأثير الخروج إلى الفضاء عليها.
بعد انقضاء المدة، فحص الفريق تأثير الجاذبية المنخفضة على عدة أشياء مثل قوة انقباض الخلايا المسماة بقوى الارتعاش، وكذلك أي أنماط نبض غير منتظمة، ووجدوا أن خلايا القلب لا تعمل بشكل جيد حيث تنبض في الفضاء بنصف قوة نبض القلب الموجود على الأرض، حسبما ذكر موقع space المتخصص في علوم الفضاء.
معاناة رواد الفضاء بعد العودة إلى الأرضوأشارت دراسات سابقة إلى أن رواد الفضاء يعانون من انخفاض في وظيفة عضلة القلب ونبضات غير منتظمة بعد العودة إلى الأرض من رحلات الفضاء وهو ما يسمى بعدم انتظام ضربات القلب.
والجيد في الأمر أن بعض هذه التأثيرات الناتجة عن السفر الخارجي إلى الفضاء تتلاشى بمرور الوقت، لكن على الجانب الآخر تكون هناك تأثيرات سلبية في حالة بعثات الفضاء طويلة الأجل مثل رحلات القمر والمريخ.
تولى دوك هو كيم، أستاذ الهندسة الطبية الحيوية والطب بكلية الطب في جامعة جونز هوبكنز، قيادة مشروع إرسال أنسجة القلب إلى محطة الفضاء الدولية، وانشأ هو وطالب الدكتوراه فى ذلك الوقت، جوناثان تسوى، أنسجة القلب المعدلة بيولوجيًا من الخلايا الجذعية متعددة القدرات البشرية (iPSCs).
قام الفريق بتنمية الخلايا فى أجهزة تسمى بـ «العضو على الشريحة»، وهى نماذج مصغرة لأعضاء مختلفة يتم فيها زراعة الأنسجة والخلايا المهندسة أو الطبيعية داخل رقائق ميكروفلويدية، وتم تصميم شريحة ثلاثية الأبعاد لتقليد قلب الإنسان البالغ فى حجرة نصف حجم الهاتف الخلوي.
تجربة عملية لإثبات تأثير الفضاء على القلبوأوضح كيم أنه تم استخدام قدر كبير من التكنولوجيا المتطورة في مجالات هندسة الخلايا الجذعية والأنسجة، وأجهزة الاستشعار الحيوية والإلكترونيات الحيوية، والتصنيع الدقيق أثناء هذه التجربة لضمان قابلية هذه الأنسجة للبقاء فى الفضاء.
ووجد العلماء أن الخلايا المرتبطة بالفضاء ظهر عليها مستوى مرتفع من الالتهاب والتلف، وأصبحت البروتينات التي تساعد القلب على الانقباض أقصر وزاد اضطرابها، كما أن الميتوكوندريا في الخلايا أصبحت أكبر ومستديرة بشكل زائد، ما أفقدها شكلها، وهذا يدل على أن الخلايا تعرضت لضغوط كبيرة في الفضاء مما ساهم في ضعف انقباضات خلايا القلب.
المصدر: الوطن
إقرأ أيضاً:
هل يجوز استفتاء القلب في الأحكام الشرعية؟.. الإفتاء تجيب
تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا يقول صاحبه: إذا أفتى العلماء بحلة شيء وأنا أشك أنه حرام فهل لى أن أستفتى قلبى أم أتبعهم؟.
وأجاب الشيخ عويضة عثمان،أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عن السؤال قائلا: إن الله تعالى يقول "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون"، والإنسان مطالب بأن يسأل العلماء عما لا يعرف.
وأوضح فى فتوى له، أنه لا يجوز أن يقول الإنسان فى كل شيء سأستفتى قلبى، فهل أنت أهل لمعرفة الحلال والحرام لكى تستفتى نفسك؟!.
ونوه بأن الإنسان الذى يستفتى لا بد أن يكون قد نظر فى الأدلة وعلم الأحكام والمسائل الفقهية وأشكلت عليه بعض الأمور ولا يستطيع أخذ قرار فيها، يعنى "الفطرة السوية"، أما نحن فقد غلب علينا الهوى فى بعض الأمور.
وأضاف: أن كثيرا ما يريد الإنسان أن يخالف كلام الشيخ عندما يسمعه، وهو يعلم أن كلامه صحيح ولكن هواه يغلب عليه بغير ذلك، فإذا حكمنا هذا الكلام فى كل واقعة سنكون بذلك تركنا قول الله تعالى:"فاسألوا أهل الذكر".
وبين انه لابد أن نتعلم أن نرجع إلى علمائنا المتخصصين فى مسألة الفتوى فى كل كبيرة وصغيرة، فلو قال كل شخص لنفسه سأستفتى قلبى ويحكم بالهوى وما يغلب عليه نفسه فلماذا ندرس الفقه ولماذا نضع مؤسسات للفتوى؟! .. فلابد أن ننزل الكلام فى مكانه ونصابه.
ووجه كلامه للسائل وقال انه يقول: "أنا شاكك إنه حرام حتى لو اتفق العلماء على إنه حلال فهل يجب عليه اتباعهم أم يستفتى قلبه" فقد وصل به التشدد إلى هذا مع أنه حريص، لكن حرصه سيؤدى به الى أن يضيق على نفسه فى أمور كثيرة، فيمكن أن يكون الشخص عالما فى مجاله ولكن ليس من الدارسين المتخصصين للفتوى.
وطالما اتفق العلماء على شيء أنه حلال فقد جعل الله لك مخرجا، فأنت أوكلت الأمر الى أهله وأحلوه، فلا تشدد على نفسك ولا تتصف بهذه الصفة، لأن هناك قوما شددوا على أنفسهم حتى شدد الله عليهم.