المعارضة تتمسك بالمحاولة في الرئاسة ولو فشلت
تاريخ النشر: 2nd, October 2024 GMT
كتب شربل البيسري في «الجمهورية »: يشير مصدر من المعارضة المكوّنة من «القوات اللبنانية « ،» الكتائب « ،» تجدّد « ،» كتلة التغييريِّين الثلاثية »، وبعض المستقلين، إلى أنّ هذه الدعوة كان يتلهّفها هؤلاء في ظل اهتزاز وضعية «حزب الله » داخلياً على وقع اغتيال أمينه العام السيد حسن نصرالله وقياديِّي الحزب وهجومَي «البيجر » و"اللاسلكي .
ويُعتقد أنّ بحسب أحد المقرّبين من الحزبَين المسيحيَّين في المعارضة، أنّ «الحزب » لم يَعُد قادراً على فرض مرشحه، على الرغم من عدم تغيُّر القواعد الحسابية لتوزّع الأصوات داخل أروقة ساحة النجمة.
وبما أنّ لا أحد من الطرفين يمتلك أغلبية واضحة ب 65 صوتاً لإيصال مرشحه إلى كرسيّ بعبدا، إّ لّا أنّ المعارضين يَرون في اللحظة الحالية «بادرة لشقّ الحائط الذي بُنِيَ بين الطرفين » على مدى عامَين ونيّف من عمر هذا المجلس.
ويضيف المصدر: «من الصعب الوصول إلى اسم وسطي حتى مع إعادة طرح أسماء تمّ التداول بها سابقاً .»
وتؤشر المعلومات إلى أسباب صعوبة حسم اسم قد يجمع المعارضة ب «التيار الوطني الحر » و «الحزب التقدّمي الاشتراكي » والسنّة الباقين، مع حركة «أمل »، إلى أنّ «انشغال«حزب الله » حالياً بصَدّ الهجوم البري الإسرائيلي لاحتلال جنوب لبنان وعدم انتخابه بحجم الملف أميناً عاماً جديداً ليخلف نصرالله حتى اليوم، لن يسمحا له بفتح ملف الرئاسي، لأنّه قد يخاطر أكثر ممّا تسمح له الظروف في وضع شديد الحساسية .»
إّ لّا أنّ المعلومات الواردة من كواليس المعارضة تعتقد بأنّ «دعوة الرئيس بري للالتقاء على انتخاب رئيس، هي بادرة مهمّة وفرصة ثمينة، لا شكّ في أنّها مدعومة فرنسياً، على الرغم من أنّ المهمات الفرنسية باتت وكأنّها شكلية لا يمكن أن تُحدِث تأثيراً ولا خرقاً. لكن يجب أن نرى كمعارضة أنّ هذه البادرة من الرئيس بري، قدتشكّل مفترق طرق مستقبلياً لفتح الملف بأسرع وقتٍ ممكن ومن دون العودة إلى تعنّت الطرفين بمرشحيهم .»
ويستفيض المصدر بالشرح، بأنّ هذه الخطوة الصادرة من عين التينة «علينا تلقّفها والقيام بكل المشاورات ومحاولات التوصّل إلى اسم، للمصلحة الوطنية العليا أولاً، ولأنّ محور الممانعة لن يتراجع كل يوم لإعطاء مثل هذه المبادرات في ملفات حساسة بهذا الحجم .»
على وقع هذه المعطيات، لم تنفِ المصادر المعارضة سعيها إلى محاولة طرح أسماء، لكن أولاً تعتقد أنّه يجب عليها وضع إطار لبلورة صورة الرئاسة «ممّا سيأخذ وقتاً طويلاً... نأمل أّ لّا يطول عن فترة تعيين أمين عامٍ جديد لحزب الله، لأنّ البلد لا يحتمل غياب الرئيس في زمن الحرب .» غير أنّ مراجع بارزة لا ترى أي إمكانية في طرح الاستحقاق الرئاسي جدّياً في ظل العدوان الإسرائيلي الحالي على لبنان.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
ماذا ينتظر حزب الله بعد انتهاء الحرب؟
تحدّث الأمين العام الجديد لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم يوم الأربعاء، عن مستقبل "حزب الله" بعد انتهاء الحرب، وشدّد على أنّ الهدف الأميركيّ والإسرائيليّ في القضاء على "المقاومة" لن يتمّ تحقيقه، بل أشار إلى أنّ "الحزب" سيخرج أقوى من المعارك، في إشارة إلى الداخل والخارج على أنّ المسّ بموضوع السلاح غير وارد، حتّى لو أفضت المفاوضات لوقف إطلاق النار إلى انسحاب قوّة "الرضوان" وأبرز الوحدات إلى شمال الليطاني، مقابل إنتشار الجيش على كافة الحدود الجنوبيّة.
وما أراد قاسم قوله في آخر إطلالة له، هو أنّ "حزب الله" لن يكون ضعيفاً بعد الحرب، وتوجّه للمراهنين وخصوصاً الولايات المتّحدة الأميركيّة والمعارضة في لبنان، وأكّد لهم أنّ "المقاومة" ستبقى قويّة عسكريّاً وسياسيّاً. وفي هذا الإطار، فإنّ نواب كتلة "الوفاء للمقاومة" استأنفوا نشاطهم السياسيّ وتحرّكهم في مراكز النزوح وفي مجلس النواب، في رسالة مفادها أنّ "الحزب" لا يزال يتمسّك بثوابته السياسيّة.
في المقابل، فإنّه بعد تكليف "حزب الله" لرئيس مجلس النواب نبيه برّي بالتفاوض عنه سياسيّاً، فإنّه يبدو أنّه في المرحلة المُقبلة سيتعامل بليونة أكثر مع الإستحقاقات الدستوريّة وبشكل خاصّ في ما يتعلّق بالإنتخابات الرئاسيّة، وسيكون حاضراً للقبول بأيّ تسويّة لانتخاب رئيس وسطيّ غير مستفزّ، قادر على التعامل مع المشاكل الإقتصاديّة والماليّة، وإعادة إعمار المناطق والبلدات المُدمّرة.
ومع عودة الحراك السياسيّ لنواب كتلة "الوفاء للمقاومة"، فإنّ "حزب الله" يكون قد وجّه رسالة إلى خصوم الداخل بأنّه سيكون مُشاركاً فاعلاً ومُقرّراً بارزاً في الإستحقاقات الدستوريّة، وأنّه لن يقبل بإقصائه لأنّه سيخرج منتصراً من الحرب عبر إفشال المُخطّط الإسرائيليّ بالقضاء على ترسانة "المقاومة" العسكريّة وعناصرها.
كما أنّ أولويّة "الحزب" بعد الحرب ستكون التركيز على إعادة إعمار الجنوب والضاحية الجنوبيّة لبيروت والبقاع، لأنّه وعد مناصريه بذلك، وأكّد الشيخ قاسم لهم أنّ منازلهم الجديدة وبلداتهم ستكون أفضل من قبل، وأنّ "حزب الله" بدأ بإعداد المشاريع لإطلاق عجلة بناء البيوت التي قام العدوّ باستهدافها وتفجيرها.
أمّا في ما يتعلّق بالسلاح غير الشرعيّ، فإنّ المعارضة وعلى رأسها الكتل المسيحيّة ستضع هذا الملف على طاولة البحث، وستطلب من رئيس الجمهوريّة الجديد أنّ يتناوله في أيّ طاولة حوار قد يعقدها بعد انتخابه. وقد يُشكّل أيّ موضوع مرتبط بتطبيق القرار 1559 والتضييق على "حزب الله" مشكلة داخليّة، أو قد لا يصل المتحاورون لأيّ نتيجة كما حصل في عدّة مناسبات سابقة.
وتجدر الإشارة إلى أنّ "حزب الله" يُواجه مشاكل سياسيّة مع المعارضة ومع "التيّار الوطنيّ الحرّ" بسبب إقحامه البلاد في "حرب الإسناد لغزة"، ويتوجّب عليه أنّ يُعيد التواصل مع النائب جبران باسيل وتقويّة علاقته بأفرقاء آخرين كيّ يقطع الطريق أمام أيّ مُحاولة يُراد منها مُعالجة موضوع السلاح والتضييق على "المقاومة"، فـ"الحزب" ليس من المتوقّع أنّ يقبل أنّ يقوم الداخل بنزع سلاحه، بعدما فشلت أميركا وإسرائيل في العام 2006 والآن في ذلك.
وقد حمى "حزب الله" سلاحه وحقّه في المقاومة بسبب علاقاته السياسيّة مع أطراف سنّية ومسيحيّة ودرزيّة، وهو سيُحافظ على هذا الأمر كيّ يضمن مستقبل "المقاومة"، وقد يكون موعد إقتراب الإنتخابات النيابيّة محطّة لعودة الحلفاء السابقين إليه ودخوله في تحالفات جديدة. المصدر: خاص "لبنان 24"