أعلن قصر الإليزيه أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أدان بأشدّ العبارات الهجمات الإيرانية الأخيرة على إسرائيل، مشيرًا إلى أن فرنسا حركت قدراتها العسكرية في الشرق الأوسط للتصدي لما وصفه بالتهديد الإيراني. يأتي هذا التحرك الفرنسي في إطار التزام باريس بأمن إسرائيل، وتزايد القلق الفرنسي من تصاعد التوترات في المنطقة.

تحرك عسكري فرنسي في الشرق الأوسط

التزام فرنسي بأمن "إسرائيل" وحشد عسكري لمواجهة إيران في خطوة تعكس مدى جدية فرنسا في مواجهة التهديدات الإيرانية، أعلن الإليزيه أن القوات العسكرية الفرنسية في الشرق الأوسط تم تحريكها للتصدي لأي تصعيد إيراني محتمل. ويعتبر هذا التحرك العسكري الفرنسي جزءًا من استراتيجية أوسع تهدف لحماية المصالح الفرنسية وحلفائها في المنطقة، مع تركيز خاص على أمن إسرائيل واستقرار الشرق الأوسط.

دعوة لوقف أعمال حزب الله

في ختام اجتماع مجلس الدفاع الفرنسي، طالب ماكرون بوقف الأعمال الإرهابية التي ينفذها حزب الله ضد إسرائيل وسكانها، داعيًا إلى إنهاء التصعيد العسكري. كما دعا السلطات الإسرائيلية إلى ضبط النفس وإنهاء عملياتها العسكرية في لبنان بأسرع وقت ممكن، في خطوة تسعى لتهدئة الأوضاع ومنع تفاقم النزاع.

مبادرة فرنسية لدعم لبنان

مبادرة ماكرون لاستعادة سيادة لبنان  على الجانب الدبلوماسي، أعلنت باريس عن تنظيم مؤتمر قريب لدعم الشعب اللبناني ومؤسساته. هذه المبادرة تأتي في ظل الأزمة التي يشهدها لبنان، وتعمل فرنسا على استعادة سيادته وتعزيز استقراره السياسي، وذلك وسط تزايد الضغط على حزب الله لوقف نشاطاته العسكرية ضد إسرائيل.

غارات إسرائيلية وردود فعل دولية

تزامنًا مع التحرك الفرنسي، شنّت إسرائيل سلسلة من الغارات الجوية على مواقع حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت، مما أثار ردود فعل دولية. تعهدت إسرائيل والولايات المتحدة بالرد على الهجوم الإيراني الذي تخلله إطلاق 180 صاروخًا. هذه الغارات تأتي في إطار تصعيد جديد بين إسرائيل وحزب الله، وسط تصاعد التوترات الإقليمية.

إيران ترد على مقتل قادتهاإيران ترد على مقتل قادتها

الهجوم الإيراني جاء كرد فعل على مقتل قادة من حركة حماس وحزب الله، بما في ذلك اغتيال إسماعيل هنية في طهران وحسن نصرالله في الضاحية الجنوبية لبيروت. هذا التصعيد الخطير يعكس تصاعد الصراع بين إيران وإسرائيل، وسط مخاوف دولية من اندلاع حرب شاملة.

إسرائيل تتعهد بالانتقام

فيما وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الهجوم الإيراني بـ "الخطأ الجسيم"، توعد بأن إيران "ستدفع ثمن" هذا القصف. وتعهد الجيش الإسرائيلي بالرد في الوقت والمكان المناسبين، مما يشير إلى إمكانية تصاعد الأعمال العسكرية في المستقبل القريب.

واشنطن تؤكد دعمها لإسرائيل

من جانبها، أكدت واشنطن دعمها الكامل لإسرائيل، وشددت على أن إيران يجب أن تتحمل عواقب هجومها. الولايات المتحدة كانت قد ساعدت إسرائيل في اعتراض الصواريخ الإيرانية، وتستمر في التنسيق مع تل أبيب لضمان الرد المناسب على التصعيد الإيراني.

اجتماع طارئ لمجلس الأمن

في ظل هذه التطورات المتسارعة، من المقرر أن يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعًا طارئًا لبحث التصعيد في الشرق الأوسط. يأتي هذا الاجتماع في وقت حساس، حيث تحاول الدول الكبرى احتواء الوضع ومنع تفاقم النزاع الذي قد يؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة.

ماكرون واستراتيجية فرنسا في الشرق الأوسط

في ختام هذا التحرك العسكري والدبلوماسي، يتضح أن ماكرون يسعى لفرض دور أكبر لفرنسا في الساحة الدولية، وخاصة في الشرق الأوسط. الحشد العسكري الفرنسي يهدف إلى مواجهة التهديدات الإيرانية وحماية الحلفاء، بينما تعمل باريس على مبادرات دبلوماسية لإعادة الاستقرار للبنان ومنع التصعيد في المنطقة.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: قصر الإليزيه ماكرون واشنطن اسرائيل ايران فی الشرق الأوسط حزب الله

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تقتل قياديا في حزب الله وتفرج عن خمسة معتقلين لبنانيين  

 

 

بيروت - قالت إسرائيل إنها قتلت قياديا مسؤولا عن منظومة الدفاع الجوي في حزب الله، وأعلنت من جهة أخرى الإفراج عن خمسة لبنانيين اعتقلوا خلال الحرب الأخيرة وذلك في "بادرة حسن نية" حيال الرئيس اللبناني الجديد.

على الرغم من دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله حيّز التنفيذ، استمرت الدولة العبرية في تنفيذ ضربات داخل الأراضي اللبنانية، مدعية أنها تهدف إلى منع حزب الله من التعافي وإعادة تسليح نفسه أو إعادة تموضع قواته في الجنوب.

والثلاثاء جاء في بيان للجيش الإسرائيلي "هاجمت طائرات سلاح الجو في وقت سابق من اليوم (الثلاثاء) في منطقة النبطية بجنوب لبنان بشكل دقيق وبتوجيه استخباراتي من هيئة الاستخبارات العسكرية وقضت على المدعو حسن عباس عز الدين، مسؤول منظومة الدفاع الجوي في وحدة بدر الإقليمية التابعة لمنظمة حزب الله الإرهابية".

وقال الجيش إنه شنّ ضربة ثانية الثلاثاء في منطقة فرون، استهدف فيها عناصر في حزب الله.

وجاء في بيان الجيش الإسرائيلي "تم رصد عدة مخربين داخل موقع كان يستخدمه حزب الله الإرهابي في منطقة فرون جنوب لبنان حيث قامت طائرة لسلاح الجو بتوجيه من القيادة الشمالية باستهداف المخربين".

وأفادت "الوكالة الوطنية للإعلام" الرسمية اللبنانية بمقتل شخصين بضربتين إسرائيليتين.

وأوردت الوكالة نقلا عن وزارة الصحة اللبنانية أن "غارة العدو الإسرائيلي بمسيرة استهدفت سيارة على طريق دير الزهراني أدت إلى استشهاد مواطن".

ولاحقا أوردت أن مواطنا آخر قتل بغارة إسرائيلية على سيارة في وادي فرون.

أنهى اتفاق وقف إطلاق النار الذي وُقع في 27 تشرين الثاني/نوفمبر بعد أكثر من عام من المعارك بين حزب الله وإسرائيل، وشهرين من الحرب المدمرة، على رغم ان الطرفين يتبادلان الاتهامات بخرقه.

ونصّ الاتفاق على سحب إسرائيل قواتها من جنوب لبنان، وانسحاب حزب الله الى شمال نهر الليطاني، أي على بعد نحو ثلاثين كيلومترا من الحدود، مقابل تعزيز انتشار الجيش اللبناني وقوات الأمم المتحدة (يونيفيل).

وكان يفترض أن تنجز إسرائيل الانسحاب في غضون ستين يوما من بدء تنفيذ الاتفاق.

وبعد تمديد المهلة حتى 18 شباط/فبراير، أبقت الدولة العبرية على تواجدها في "خمسة مرتفعات استراتيجية" على امتداد الحدود، قائلة إن ذلك هدفه التأكد "من عدم وجود تهديد فوري" لاراضيها. في المقابل، اعتبر لبنان ذلك بمثابة "احتلال" وطالب المجتمع الدولي بالضغط على اسرائيل لاتمام انسحابها.

وتتطلب الهدنة من حزب الله اللبناني التراجع إلى شمال نهر الليطاني، على بعد حوالي 30 كيلومترا من الحدود، وتفكيك أي بنية تحتية عسكرية متبقية في الجنوب.

- نزاعات حدودية -

في تطوّر منفصل، أعلنت إسرائيل الثلاثاء أنها وافقت على الإفراج عن خمسة لبنانيين اعتقلتهم خلال الحرب الأخيرة مع حزب الله.

وجاء في بيان لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أنه "بالتنسيق مع الولايات المتحدة وكبادرة حسن نية حيال الرئيس اللبناني الجديد (جوزاف عون)، قررت إسرائيل الإفراج عن خمسة معتقلين لبنانيين".

وأوردت الرئاسة اللبنانية في منشور على موقع إكس أن الرئيس عون تبلّغ "تسلّم لبنان أربعة أسرى لبنانيين كانت قد احتجزتهم القوات الإسرائيلية خلال الحرب الأخيرة، على أن يتم تسليم أسير خامس يوم غد" الأربعاء.

وجاء قرار الإفراج بعد انعقاد اجتماع في وقت سابق الثلاثاء في بلدة الناقورة اللبنانية على الحدود ضم ممثلين عن الجيش الإسرائيلي والولايات المتحدة وفرنسا ولبنان.

وأشار بيان مكتب نتانياهو إلى أنه "خلال الاجتماع، تم الاتفاق على إنشاء ثلاث مجموعات عمل مشتركة تهدف إلى استقرار المنطقة".

 ولفت إلى أن "هذه المجموعات ستركز على حل النزاعات المتعلقة بوجود القوات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية والمناطق المتنازع عليها على طول الحدود، بالإضافة إلى قضايا أخرى".

وتتولى مجموعة عمل من بين المجموعات الثلاث كذلك مسألة إطلاق سراح بقية المعتقلين اللبنانيين لدى اسرائيل، وأخرى مسألة النقاط الخمس التي أبقت اسرائيل فيها قواتها في جنوب لبنان بعد وقف إطلاق النار.

وفي مقابلة مع قناة "الجديد" اللبنانية، قالت نائبة المبعوث الخاص الأميركي للشرق الأوسط مورغان أورتاغوس "نريد التوصل إلى حل سياسي في نهاية المطاف للنزاع الحدودي، والتمكن من التوصل إلى حلّ هناك".

وأضافت أورتاغوس "نعلم أن هناك 13 نقطة متنازعا عليها على طول الخط الأزرق، وقد تم التوصل إلى اتفاق بشأن بعضها، لكن لا تزال العديد من النقاط بحاجة إلى تسوية دبلوماسية وسياسية".

وتابعت "لذلك، ستتولى الولايات المتحدة، بالتعاون مع شركائنا وأصدقائنا في أوروبا، لا سيما فرنسا وأطراف أخرى، قيادة هذا المسار السياسي والدبلوماسي من خلال فرق العمل الثلاثة".

ولفتت إلى أن إسرائيل "انسحبت من 99 بالمئة من الأراضي".

وأعربت عن ثقتها بإمكان التوصل إلى حل للنقاط الخمس وفي نهاية المطاف للمسائل العالقة المتّصلة بالخط الأزرق.

Your browser does not support the video tag.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تقصف منشأة أسلحة لحزب الله في لبنان
  • إسرائيل تشنّ غارة جوية على منشأة أسلحة لحزب الله في لبنان
  • عون: علينا القيام بالإصلاحات لاستعادة الثقة الدولية
  • لبنان سيشكلها.. ما هي مهام اللجان الـ3 المكلفة حل النقاط العالقة مع إسرائيل؟
  • إسرائيل تقتل قياديا في حزب الله وتفرج عن خمسة معتقلين لبنانيين  
  • عاجل من صنعاء| القوات المسلحة تعلن بدء تنفيذ عملياتها العسكرية ضد كيان العدو الصهيوني.. وهذا ما سيحدث (تفاصيل + فيديو)
  • استهداف مسؤول عسكري كبير في حزب الله بغارة إسرائيلية
  • إسرائيل ولبنان تتفقان على مفاوضات لترسيم الحدود
  • إليكم صور الأسرى الذين سلّمتهم إسرائيل إلى لبنان
  • لمراقبة البقاع اللبناني.. إسرائيل تفرض واقعًا عسكريًا جديدًا في جنوب سوريا