ما قاله الكاتب الفلسطيني ابو بكر بحق اللاعب مؤنس دبور الحامل للجنسية اُسرائيلية
تاريخ النشر: 12th, August 2023 GMT
صراحة نيوز – د. محمد أبو بكر
لم يعش نادي الوحدات الأردني حالة من الجدل والنقاش كما يجري هذه الأيام، بسبب مشاركة النادي في ملحق أبطال آسيا بكرة القدم، حيث سيواجه فريق الأهلي الإماراتي، والذي يلعب بصفوفه اللاعب مؤنس دبور، وهو من فلسطين 1948 وبالتأكيد يحمل الجنسية (الإسرائيلية).
فهناك من يدعو لمقاطعة البطولة، على اعتبار أنّ مواجهة اللاعب دبّور هي تطبيع مع الإحتلال، وبالطبع فإنّ الإنسحاب من البطولة له تكلفة عالية، لا يقدر عليها نادي الوحدات رغم جماهيريته الجارفة في كلّ من الأردن وفلسطين.
ورأي آخر يدعو للمشاركة على اعتبار أن المواجهة هي مع فريق عربي، والنادي الأهلي سيرفع علم الإمارات وليس علم الكيان الغاصب، رغم وجود اللاعب دبور فيه، والنادي مازال يعيش حالة غير مسبوقة من خلافات قد لا تستدعي كل ذلك النقاش.
لي رأي في ذلك؛ راجيا من الأخوة في إدارة الوحدات وجماهيره الوفية القراءة الواعية المتأنيّة، فالمسألة ليست بالسهلة، خاصة وأننا جميعا نجرّم التطبيع مع الكيان الصهيوني، ونرفض أي تواصل معه مهما كان شكل هذا التواصل.
مؤنس دبور فلسطيني، والده فلسطيني وجدّه العاشر فلسطيني أيضا، وهو من مواليد الناصرة، لاعب محترف في كرة القدم، وهو كغيره من أهلنا في الداخل الفلسطيني يحمل الجنسية (الإسرائيلية) رغما عنه، كحال كافة الفلسطينيين في الداخل، وهو بالتأكيد برهن عن احترافيته من خلال الأندية المختلفة في الداخل، سواء كانت عربية أو (إسرائيلية)، وهو ككل الفلسطينيين في الداخل الذين يعملون هنا أو هناك، ولا يجوز بأيّ حال من الأحوال أن نوصمهم بالتطبيع مع الكيان المحتل.
هناك نوّاب عرب في الكنيست، يمارسون بطولة كبيرة في مقارعة الإحتلال أمثال؛ أحمد الطيبي ومحمد بركة وغيرهم، فهل هؤلاء خونة ومطبّعين مع الإحتلال؟ أضف إلى ذلك بأنّ الآلاف من أبناء شعبنا في الضفة الغربية وغزة يذهبون يوميا للعمل في الداخل الفلسطيني، ومع اليهود أنفسهم، ماذا سيفعل هؤلاء؟ هذه هي حياتهم، وهذا هو حالهم اليوم الذي لم يتغيّر منذ أكثر من سبعة عقود، فهل هؤلاء متهمّون بالتطبيع مع الإحتلال، هل سنوجّه التهمة لأهلنا في الداخل الفلسطيني بالخيانة مثلا أيها السادة؟
مؤنس دبو، بعد أن لعب في الداخل ذهب إلى أوروبا ولعب في أندية مشهورة مثل؛ أشبيلية وسالزبورغ وهوفنهايم وغيرها، وجرى طرده من منتخب (إسرائيل) لأنه عبّر عن معارضته لممارسات الإحتلال في القدس والأقصى والضفة الغربية، ثمّ ذهب إلى الإمارات لاعبا في الأهلي.
لا يجوز بأي حال أن نساوي بين أهلنا في مناطق 48 واليهود الغاصبين، كان الله في عون الشعب الفلسطيني الذي نجلده بأنفسنا، ولا نعمل على التفريق بين من يعيش في أوساط اليهود مرغما، وبين من يعيشون خارج فلسطين مثلنا نحن، فلو محمد أبو بكر الذي يعيش خارج فلسطين وجدتموه مطبّعا مع الصهاينة، فلكم الحق بنصب المشنقة له، أمّا أن نعرّض لاعبا من جلدتنا ومن أهلنا للجلد فهذا ظلم كبير.
وأقولها للوحدات الحبيب.. لا تقاطعوا، إذهبوا وصافحوا مؤنس دبور، إسألوه عن أحوال شعبنا في الداخل، احتضنوه كما لو كان من فريقكم، هو فلسطيني وليس يهوديا ولن يكون، من مواليد الناصرة، عربي مثلنا، وهو يحلم بزوال الغاصب يوما ما.
ويبقى رأيي في التطبيع واضحا لا لبس فيه، وعبّرت عنه كثيرا عبر صفحات الحبيبة (رأي اليوم)، التطبيع جريمة وخيانة، وفي حالة الوحدات، لا وجود لأي شبهة تطبيعية، لأنّ التطبيع هو حين رفع العلم الصهيوني إلى جانب أعلامنا في المحافل الرياضية وغير الرياضية، ولا علاقة للصهاينة ببطولة كرة القدم لأبطال آسيا.
وسلام للناصرة.. ناصرة المسيح وأهلها، ولكل شعبنا الصابر على أرض فلسطين التاريخية، وموعدنا بات قريبا بعون الله تعالى، وكل التقدير لنادي الوحدات الأردني الذي يعبّر عن أصالة كبيرة وعشق لا ينتهي لفلسطين والقدس ولكلّ ذرّة تراب غربي النهر.
كاتب فلسطيني
وكان اللاعب دبور اعلن استقالته من المنتخب الإسرائيلي العام الماضي لدوافع سياسية وقومية .
وأكد حينها اعتزاله رسميًا اللعب في صفوف المنتخب الإسرائيلي، وذلك بعد أكثر من عام من إدانته من قبل زملائه والمشجعين لانتقاده “لإسرائيل فيما يتعلق بالقدس، والمسجد المسجد الأقصى”.
وكتب ابن مدينة الناصرة، على حسابه في “إنستغرام” منشورا بـ3 لغات، هي العربية والعبرية والإنجليزية، جاء فيه: “السلام عليكم ومرحبا للجميع، حبيت أخبركم عن قراري بإنهاء مسيرتي المهنية في صفوف المنتخب الإسرائيلي”.
وتابع :”وبهذه الفرصة أشكر عائلتي وكل إنسان ساندني ودعمني في مشواري”.
View this post on InstagramA post shared by Moanes Dabbur (@moanesdabbur)
المصدر: صراحة نيوز
كلمات دلالية: اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة علوم و تكنولوجيا عربي ودولي الشباب والرياضة اخبار الاردن اخبار الاردن علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة علوم و تكنولوجيا الشباب والرياضة الشباب والرياضة عربي ودولي الشباب والرياضة اخبار الاردن اخبار الاردن علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة فی الداخل
إقرأ أيضاً:
من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي … عيون “الرنّة”
عيون “الرنّة”
من أرشيف الكاتب# أحمد_حسن_الزعبي
نشر بتاريخ .. 30 / 12 / 2017
يقول الباحثون إنه ومن أجل التكيف مع الظروف القاسية، فإن غزلان الرنّة تغيّر لون عيونها من البني الذهبي في الصيف الى الأزرق الغامق في الشتاء.. ففي الصيف تمتاز المناطق القطبية بنهارات لا تنتهي، فيكون الضوء شديد السطوع بسبب بياض الثلج وانعكاس أشعة الشمس، لذا تغير لون عينيها الى اللون الذهبي لتستوعب هذا الوضوح وتبحث عن العشب المختبئ تحت كثبان الثلج المتراكم. وفي فصل الشتاء القارس، حيث تصل درجة الحرارة إلى 40 تحت الصفر، يعم الليل أيام الشتاء الطويلة ويشتد الظلام وتزداد حلكته وتجول المفترسات، من ذئاب ودببة وضباع،الأرض المقمرة، تدوس جمر الثلج بحثا عن فريسة تائهة او مريضة لتفترسها، لذا لا بد ان تغيّر “الرنّة” لون عيونها الى الأزرق الداكن حتى تحمي نفسها من أعدائها المتربصين..
مقالات ذات صلة الاحتلال يسعى لبناء جدار على الحدود مع الأردن.. ما طوله وتكلفته؟ 2024/12/21في السياسة أيضا لا بد من تغيير لون العيون حسب فصول التحالفات، فلا عزاء لـ”العيون السود” في القطب المتجمد ولا في الشرق الأوسط الملتهب، فاللون الثابت والنظرة الواحدة لا يضمنان البقاء على قيد الحياة ولا يحميان من الأعداء الذين يبحثون عن فريسة في صراع البقاء. لا بد من اتباع نهج “الرّنة” في التكيّف مع الظروف القاسية التي لا تحمي أحداً ولا تنظر إليه بعين العطف، حتى القطعان المتشابهة إذا ما ضعف فرد من أفرادها أو كسرت ساقه ولم يستطع المضي معها تتركه لمفترسيه، فالهروب والانقضاض لا يرحمان الضعفاء، الضعف في صراع البقاء يعني الموت غير المعلن.. فما الذي جعل أمّة “الرنّة” إذن تغيّر بحر عيونها حسب الفصل وشدة الضوء والليل والنهار؟.. إنه البقاء والدفاع عن النفس وحفظ سيادة الذات..
في العروبة، تشبه بعض الدول “الرنّة” الى حدّ بعيد، تحمل “شجرة المبادئ” فوق رأسها تاجاً وقوة وأداة حادة لمعركة لا تقبل المساومة عليها ولا تقبل ان تكسر او تقطع؛ تهاجم بها عند الضرورة وتهرب بها عند الضرورة أيضاَ، لكنها لا تسقطها عن رأسها أبدا، فالغزال إن تخلّى عن “قرونه” صار نعجة؛ والنعاج مهما قاومت غلبتها السكين الصغيرة.. بالمناسبة، أمة الرنّة تبقى مخلصة لأبناء جنسها ما استطاعت، تحاول أن تذود عن القطيع حتى لو نزفت كل دمها على الثلج الأبيض كي لا تترك ثغرة في القبيلة. لا يميتها سهم الصيّاد أو عضة الذئب، فهي تهرب بالسهم عند الضرورة وتلعق الجرح فتشفى، لكنها تموت كمداً إِن “نُطحت” بقرن شقيق..
undefined
أجمل ما في هذه الكائنات الأنفةُ والكرامة والبرّية التي تجري في عروقها، فهي لا تقبل التدجين أبداً، ولا تقبل الانبطاح، تقاوم، تقاتل بتاج العظم الذي يكسو رأسها، وقد تموت، لكنها لا تركض وراء صائدها من أجل حفنة علف أو غصن من عوسج.. هي برية، مثابرة، ثائرة على الظروف والفصول والثلج العنيد، تحفر في الجليد القاسي إن احتاجت لتلتقم ما تسدّ به جوعها ويقويها على المواجهة..
في التاريخ لم يدجّن غزال رنّة واحد إلا في الأساطير وأفلام الكرتون، إذ صوّر في قصص الأطفال وهو يجرّ عربة بابا نويل والسوط يلذع جنبيه ليصل في الموعد أثناء توزيع الهدايا على حلفاء “سانتا كلوز” في عيد الميلاد.. كل غزلان الرنّة سخرت من الغزال الكرتوني لأنه ارتضى لنفسه أن يترك القطيع ويدخل قصص التسلية بعربة السيد “بابا نويل “، ورغم كل هذا لا أحد يذكره في الأغاني ولا في الحكايات ولا في الأمنيات، لا يذكره سوى السوط الذي يطلب منه المسير أو التوقف أو تغيير مسار العربة.. “الرنةّ الكرتوني” عندما فقد بريّته فقد مبادئه وصار مطية للسيد “بابا نويل” الأشقر..
أجمل ما في غزلان “الرنّة” الحقيقية أنها قد تغيّر نظرتها وحدّة إبصارها لكنها لا تغير مبادئها.. يقول الباحثون حتى في الموت -الذي هو النهاية الحتمية لكل الكائنات- يفضل الرنّة ان يموت فوق المرتفعات، يثني ساقيه على الأرض أولا، ثم يرخي رأسه على الصخر أو الثلج ليترك “تاج رأسه العاجي” مرتفعاً…”فالرنّة” لا تموت مطأطئة أبداً..
احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com
#173يوما
#الحرية_لاحمد_حسن_الزعبي
#أحمد_حسن_الزعبي
#كفى_سجنا_لكاتب_الأردن
#متضامن_مع_أحمد_حسن_الزعبي