بطريرك الأقباط الكاثوليك يشارك في رتبة التوبة
تاريخ النشر: 2nd, October 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
شارك البطريرك الأنبا إبراهيم إسحق، بطريرك الإسكندرية وسائر الكرازة المرقسية للأقباط الكاثوليك، ورئيس مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك بمصر اليوم، في رتبة التوبة، عشيّة افتتاح الدورة الثانية للجمعية العامة العادية السادسة عشر لسينودس الأساقفة، التي ترأسها قداسة البابا فرنسيس، وذلك ببازيليك القديس بطرس، بالفاتيكان.
كما شارك عدد من الآباء الكرادلة، والبطاركة، والمطارنة، والأساقفة، والإكليروس، من مختلف الكنائس الكاثوليكية حول العالم، وتضمنت رتبة التوبة شهادات حياة وطلب للمغفرة باسم الجميع في الكنيسة.
وألقى البابا فرنسيس بابا الفاتيكان تأملًا روحيًا للحاضرين قال فيه كما يذكّرنا سفر ابن سيراخ، "صَلاةُ المُتَواضِعِ تَختَرِقُ الغُيومَ". نحن هنا متسولون لرحمة الآب. الكنيسة هي على الدوام كنيسة الفقراء بالروح والخطأة الذين يبحثون عن المغفرة، وليست فقط للأبرار والقديسين، بل هي كنيسة الأبرار والقديسين الذين يعترفون بأنهم فقراء وخطأة.
وتابع البابا فرنسيس أردت أن أكتب طلبات المغفرة التي قرأها بعض الكرادلة، لأنَّه كان من الضروري أن نسمِّيَ خطايانا الرئيسية بأسمائها. إنَّ الخطيئة هي على الدوام جرح في العلاقات: العلاقة مع الله والعلاقة مع الإخوة والأخوات. لا أحد يخلص بمفرده، ولكن صحيح أيضًا أن خطيئة شخص تؤثر على الكثيرين: كما أن كل شيء مرتبط في الخير، كذلك هو في الشر. إنَّ الكنيسة في جوهرها للإيمان والإعلان هي علائقية على الدوام، وفقط من خلال علاج العلاقات المريضة يمكننا أن نصبح كنيسة سينودسية. كيف يمكن أن نكون صادقين في رسالتنا إذا لم نعترف بأخطائنا ولم ننحنِ لكي نعالج الجراح التي تسببنا بها بخطايانا؟ يبدأ علاج الجراح بالاعتراف بالخطيئة التي ارتكبناها.
وأضاف يقدّم لنا إنجيل لوقا الذي سمعناه رجلين، فريسي وعشار، وكلاهما ذهب إلى الهيكل للصلاة. أحدهما وقف بشموخ، والآخر بقي في الخلف لا يُريدُ ولا أَن يَرَفعَ عَينَيهِ نَحوَ السَّماء. ملأ الفريسي المشهد بشخصيته التي تجذب الأنظار، فارضًا نفسه كنموذج. بهذه الطريقة يعتقد أنه يصلي، لكنه في الحقيقة يحتفل بنفسه، ويخفي هشاشته في أمانه الزائف. ماذا يتوقع من الله؟ هو ينتظر مكافأة على استحقاقاته، وبهذه الطريقة يحرم نفسه من مفاجأة الخلاص المجاني، ليصنع إلهًا لا يستطيع أن يفعل شيئًا سوى المصادقة على شهادة كمال مزعومة. إنَّ "الأنا" الخاص به لا يترك فسحة لأي شيء أو أي شخص، ولا حتى لله.
وتابع البابا فرنسيس كم من مرة في الكنيسة نتصرف بهذه الطريقة؟ كم من مرة شغلنا كل الفسحات نحن أيضًا، بكلماتنا وأحكامنا وألقابنا، وقناعتنا بأن لدينا استحقاقات فقط؟ وبهذه الطريقة يستمر ما حدث عندما كان يوسف ومريم، وابن الله في حشاها، يقرعون الأبواب طلبًا للضيافة. سيولد يسوع في مذود لأنّه، كما يخبرنا الإنجيل، "لم يكن لهما موضع في الـمضافة". نحن اليوم جميعًا مثل العشار، لا نريدُ ولا أَن نرَفعَ عَينَينا نَحوَ السَّماء ونشعر بالخجل بسبب خطايانا. ومثله، نبقى في الخلف، تاركين المكان الذي احتلّته الغطرسة، والنفاق، والكبرياء. لا يمكننا أن ندعو اسم الله بدون أن نطلب المغفرة من الإخوة والأخوات، ومن الأرض ومن جميع المخلوقات. وكيف يمكننا أن نكون كنيسة سينودسية بدون مصالحة؟ كيف يمكننا أن نقول إننا نريد أن نسير معًا دون أن نمنح وننال المغفرة التي تعيد الشركة في المسيح؟ إنَّ المغفرة التي نطلبها ونمنحها تولِّد تناغمًا جديدًا لا تتعارض فيه الاختلافات، وحيث يمكن للذئب والحمل أن يقيما معًا. أمام الشر والألم البريء نسأل: أين أنت يا رب؟ ولكن علينا أن نوجّه السؤال إلى أنفسنا، ونسأل عن المسؤوليات التي لدينا عندما نفشل في إيقاف الشر بالخير.
وأوضح أنه لا يمكننا أن نتظاهر بأننا نحلُّ النزاعات عن طريق تغذية العنف الذي يصبح أكثر وحشية، أو أن نخلص أنفسنا من خلال التسبب بالألم، أو أن ننقذ أنفسنا بموت الآخر. كيف يمكننا أن نسعى وراء سعادة دُفِعَت بثمن تعاسة إخوتنا وأخواتنا؟ عشية بداية الجمعية العامة لسينودس الأساقفة، يشكل الاعتراف فرصة لكي نستعيد الثقة في الكنيسة وإزاءها، تلك الثقة التي تحطمت بسبب أخطائنا وخطايانا، ولكي نبدأ في شفاء الجروح التي لا تزال تنزف، ونكسر "قيود الشر". هذا ما نقوله في صلاة الـ"Adsumus" التي سنبدأ بها غدًا الاحتفال بالسينودس: "نحن هنا تُثقِّلنا بشرية خطيئتنا". نحن لا نريد أن يثقِّل هذا العبء مسيرة ملكوت الله في التاريخ.
وخلص البابا فرنسيس إلى القول قمنا بدورنا، حتى فيما يتعلّق بالأخطاء. نواصل الرسالة على قدر ما أُعطي لنا، ولكننا نتوجّه الآن إليكم أيها الشباب الذين تنتظرون منا تسليم الشهادة، ونطلب أيضًا منكم المغفرة إذا لم نكن شهودًا صادقين. واليوم في عيد القديسة تريزيا الطفل يسوع، شفيعة الرسالات، نحن نطلب شفاعتها. أيها الآب، نجتمع هنا مدركين أننا بحاجة إلى نظرة محبتك. إنَّ أيدينا فارغة، ولا يمكننا أن نحصل إلا على ما يمكنك أن تقدمه لنا. نسألك المغفرة على جميع خطايانا، ساعدنا لكي نرمِّم وجهك الذي شوهناه بعدم أمانتنا. نطلب المغفرة، ونشعر بالخجل، من أجل الذين جُرحوا بسبب خطايانا. أعطنا شجاعة التوبة الصادقة من أجل ارتداد حقيقي. نطلب ذلك متضرِّعين إلى الروح القدس لكي يملأ بنعمته القلوب التي خلقتها،
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أقباط أقباط الإرثوذكس بطريرك الأقباط الكاثوليك البابا فرنسیس یمکننا أن
إقرأ أيضاً:
البابا فرنسيس يدق ناقوس الخطر ويدعو لتحقيق دولي.. هل تشهد غزة إبادة جماعية؟
يشهد قطاع غزة جرائم تصنف ضمن أكثر الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان في العصر الحديث، حيث تتزايد الدعوات الدولية للتحقيق في العمليات العسكرية الإسرائيلية وارتباطها بمفهوم الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني. في هذا السياق، أدلى البابا فرنسيس بتصريحات غير مسبوقة تسلط الضوء على ما يحدث في غزة، مؤكدًا ضرورة إجراء تحقيقات دقيقة لتحديد ما إذا كانت هذه الانتهاكات تصل إلى مستوى الإبادة الجماعية وفقًا للقانون الدولي.
البابا فرنسيس يدعو للتحقيق في الإبادة الجماعية بغزةالبابا فرنسيس يدعو للتحقيق في الإبادة الجماعية بغزةفي كتاب جديد يصدر قريبًا، اقترح البابا فرنسيس أن يدرس المجتمع الدولي ما إذا كانت الحملة العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة تتضمن خصائص الإبادة الجماعية. وأشار إلى أن خبراء دوليين يرون أن الوضع الحالي يحمل سمات الإبادة الجماعية، مؤكدًا ضرورة إجراء تحقيق دقيق لتقييم هذا الادعاء بناءً على التعريف القانوني للإبادة الجماعية.
وفي تطور آخر، رفعت جنوب أفريقيا دعوى أمام محكمة العدل الدولية تتهم إسرائيل بانتهاك اتفاقية منع الإبادة الجماعية. وأمرت المحكمة في يناير الماضي إسرائيل بضمان عدم ارتكاب قواتها لأعمال إبادة جماعية. ورغم ذلك، لم تُصدر المحكمة حكمًا نهائيًا بشأن ما إذا كانت هناك إبادة جماعية في غزة.
109 شاحنات.. الأونروا تعلن تعرض قافلة مساعدات للنهب في غزة غزة.. ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال الإسرائيلي إلى 43,922 شهيدا و103,898 مصاباوتنفي إسرائيل هذه الاتهامات، مدعية أنها تستهدف حركة حماس والجماعات المسلحة فقط. واستنكرت السفارة الإسرائيلية لدى الفاتيكان تصريحات البابا بشأن الإبادة الجماعية، معتبرة أن إسرائيل تمارس حقها في الدفاع عن النفس. وأكد السفير الإسرائيلي لدى الفاتيكان، يارون سايدمان، أن الحديث عن الإبادة الجماعية يمثل تمييزًا ضد الدولة اليهودية، مشيرًا إلى أن إسرائيل تواجه تهديدات متعددة منذ السابع من أكتوبر 2023.
وعلى الرغم من حرصه المعتاد على التزام الحياد في الصراعات الدولية، كثف البابا فرنسيس انتقاداته لإسرائيل مؤخرًا، مشددًا على تجاوزاتها في قطاع غزة. في سبتمبر الماضي، أعرب عن استنكاره لمقتل الأطفال الفلسطينيين جراء الغارات الإسرائيلية، واعتبر الضربات الجوية الإسرائيلية في لبنان "تتجاوز الأخلاق".
ومنذ بدء الحملة العسكرية الإسرائيلية في أكتوبر 2023، أعلنت وزارة الصحة في غزة عن سقوط أكثر من 43,800 قتيل جراء الهجمات الجوية والبرية. ورغم تصريحات البابا حول الإبادة الجماعية، لم يسبق له أن وصف الوضع في غزة بهذا المصطلح علنًا، لكن القضية أثارت جدلًا واسعًا بعد اجتماع سري بينه وبين مجموعة من الفلسطينيين العام الماضي.
تصريحات البابا فرنسيس وتصعيد الانتقادات الدولية يسلطان الضوء على ضرورة فتح تحقيقات شاملة في الانتهاكات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني في غزة. ومع تزايد الضحايا وارتفاع وتيرة الجرائم، يبقى السؤال: هل سيُحاسب المجتمع الدولي مرتكبي هذه الجرائم، أم ستظل العدالة بعيدة المنال؟
ومن جانبه، قال الدكتور جهاد أبولحية، أستاذ القانون والنظم السياسية، إن المخطط الصهيوني لاقتلاع الشعب الفلسطيني وتهجيره معروف ولم يتوقف المسؤولون الإسرائيليون عن التصريح به كلما أتيحت لهم الفرصة. وأشار إلى أن هدف إسرائيل الدائم كان التوسع على حساب الأراضي الفلسطينية، وأن عمليات الاستيطان الأخيرة، التي شهدت تصاعدًا غير مسبوق، تتم بدعم مباشر من الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، في إطار سياسة ممنهجة لفرض سيادة كاملة على الضفة الغربية تمهيدًا لتغيير الوضع الجغرافي والديموغرافي للمنطقة.
وأضاف: إعلان وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، عن نيته فرض السيادة على الضفة الغربية هو جزء من استراتيجية الاحتلال لإضفاء شرعية زائفة على أعمال الإبادة الجماعية التي تُنفذ بحق الفلسطينيين. هذا الإعلان ينسجم مع الدعم الذي وفرته إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، والذي مهد الطريق لإسرائيل لتكثيف انتهاكاتها، مشددًا على أن هذه الخطوات تمثل خرقًا صارخًا للقانون الدولي.
وأكد أبولحية أن ما تقوم به إسرائيل ليس مجرد تهجير قسري أو توسع استيطاني، بل هو عملية إبادة جماعية تهدف إلى القضاء على وجود الشعب الفلسطيني وطمس هويته بالكامل، مستغلة الصمت الدولي لتصعيد جرائمها.
وتابع: لا يمكن لهذه المخططات، سواء أعلنها سموتريتش أو نتنياهو أو غيرهما، أن تنال من إرادة الشعب الفلسطيني. رغم كل ما يتعرض له الفلسطينيون من حملات إبادة جماعية غير مسبوقة في قطاع غزة والضفة الغربية، سيظل شعبنا صامدًا في وجه هذه الجرائم، ولن يسمح بتمرير هذه المخططات مهما كانت التحديات.