آمنة الكتبي (دبي) 

أخبار ذات صلة العراق يدين الهجوم على مقر رئيس بعثة الإمارات في الخرطوم «نيويورك أبوظبي» تستكشف فنون الخليج

نمت العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية الصين الشعبية لتصبح من أبرز الشراكات الثنائية في منطقة الشرق الأوسط وآسيا، ورسخت هذه العلاقة على أسس متينة من التعاون في مجالات الاقتصاد والسياسة والثقافة، مما جعلها نموذجاً يحتذى به في العلاقات الدولية.


وشهدت هذه العلاقات التنموية قفزات نوعية خلال السنوات الأخيرة، خاصة في مجالات الاقتصاد والطاقة والصناعة والاستثمار والثقافة. 
لقد أصبحت العلاقات بين الإمارات والصين محركاً رئيسياً للتعاون الاقتصادي ودافعاً أساسياً لمشاركة الإمارات في العديد من المشاريع المشتركة، حيث ترتبط الدولتان بعلاقات وثيقة على مختلف الأصعدة يجسدها الحوار القائم بين الجانبين بشكل دائم، واللقاءات على أعلى المستويات بين البلدين، والاجتماعات الوزارية والحكومية المستمرة بصورة تبرهن على مدى الاهتمام الكبير الذي يوليانه لتطوير العلاقات الثنائية فيما بينهما.
وتتميز العلاقات الإماراتية الصينية بأنها تاريخية ومتجذرة، إذ تعد زيارة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، إلى الصين في مايو 1990 الأولى من نوعها التي يقوم بها رئيس دولة خليجية إلى الصين، التي جاءت بعد زيارة الرئيس الصيني الراحل يانغ شانغكون إلى دولة الإمارات في ديسمبر 1989.
وتسهم الزيارات الرسمية المتبادلة بين قادة البلدين، في ترسيخ العلاقات الثنائية بينهما ودفعها نحو مزيد من التطور، ومنها زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى الإمارات في عام 2018، فيما أسست الزيارة التي قام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى جمهورية الصين الشعبية في يوليو 2019 لمرحلة فارقة وجديدة من الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
وبدأت العلاقات الدبلوماسية الثنائية بين البلدين في 1 نوفمبر 1984، وتم افتتاح سفارة الصين في أبوظبي في أبريل 1985، فيما تم افتتاح سفارة الدولة في بكين في 19 مارس 1987، وفي دلالة على الأهمية القصوى التي توليها الإمارات لتعزيز علاقتها بالصين تم افتتاح قنصليات متعددة للدولة في كل من هونغ كونغ في أبريل 2000، وشنغهاي في يوليو 2009، وكوانغ جو في يونيو 2016، وفي المقابل جرى افتتاح قنصلية الصين في دبي في نوفمبر 1988.

تنسيق مشترك 
واتسمت العلاقات بين دولة الإمارات والصين بالتعاون والتنسيق المشترك على الصعد كافة، وهو ما تجلى في توقيع أكثر من 148 اتفاقية ثنائية ومذكرة تفاهم في شتى المجالات، حيث يواصل البلدان جهودهما في تطوير الشراكة الاقتصادية المتميزة بينهما نحو مستويات أكثر تنافسية، وتوسيع مجالات التعاون في القطاعات ذات الاهتمام المتبادل، لا سيما الاقتصاد الجديد وريادة الأعمال والسياحة والطيران والنقل اللوجستي، وتعزيز التواصل بين مجتمعي الأعمال الإماراتي والصيني، ودعم آليات نمو المشروعات الصغيرة والمتوسطة في أسواق البلدين.
وتضطلع اللجنة الاقتصادية والتجارية والفنية المشتركة بين البلدين بأدوار مهمة في استكشاف الفرص الاستثمارية الواعدة في أسواق البلدين، بما يخدم رؤاهما وتوجهاتهما الاقتصادية في الحاضر والمستقبل، حيث بلغ حجم التجارة الخارجية غير النفطية لدولة الإمارات مع الصين خلال العام الماضي 296 مليار درهم، أي ما يعادل (81 مليار دولار) بنسبة نمو 4.2% مقارنة بعام 2022، وبذلك حافظت الصين على موقع الشريك التجاري الأول لدولة الإمارات في تجارتها غير النفطية في عام 2023، إذ استحوذت على ما نسبته 12% من تلك التجارة.
وتتربع الصين على المركز الأول من حيث واردات دولة الإمارات بنسبة 18%، كما تحتل الصين المرتبة الـ11 في صادرات دولة الإمارات غير النفطية بنسبة مساهمة تبلغ 2.4% والمرتبة الـ8 في إعادة التصدير بنسبة مساهمة تبلغ 4%، وفي حال استثناء النفط الخام من تجارة الصين مع الدول العربية خلال 2023 تكون الإمارات الشريك التجاري العربي الأول بنسبة مساهمة تبلغ 30%.
ويمثل التعليم ركناً أساسياً في العلاقات الثقافية الإماراتية الصينية، فهناك زيادة كبيرة من ناحية التبادل الطلابي والتعاون بين الجامعات والهيئات التعليمية بجميع أشكالها لتبادل الخبرات بين البلدين في هذا المجال.

قطاع السياحة 
يعد قطاع السياحة من أهم القطاعات الرئيسية في العلاقات الاقتصادية المشتركة بين البلدين، حيث وصل إجمالي عدد السياح الصينيين إلى أكثر من مليون زائر في الأشهر  العشرة الأولى من عام 2023، كما وصل عدد الصينيين الموجودين في دولة الإمارات إلى نحو 350 ألفاً، وتجاوز عدد رحلات الطيران بين البلدين شهرياً 210 رحلات عبر شركات الطيران الوطنية الإماراتية.
وتستحوذ الثقافة على حيز مهم في العلاقات الإماراتية الصينية، إذ ينظر كلا البلدين للثقافة كقوة ناعمة تؤدي دوراً مهماً في مد جسور التعاون والتقارب بين الدول والشعوب حول العالم، وتشهد العلاقات الثقافية بين البلدين تطوراً متنامياً وملحوظاً، يتمثل في تبادل الزيارات الطلابية ووفود المسؤولين الثقافيين والإعلاميين والباحثين بينهما.
ومنذ عام 1989، الذي قام فيه الرئيس الصيني آنذاك، يانغ شانغ كون، بزيارة لدولة الإمارات، تم توقيع العديد من الاتفاقيات الثقافية بين البلدين، فقد وقعت الإمارات والصين في ذلك العام، الاتفاقية الإماراتية الصينية للتعاون الثقافي، وفي عام 2001، وقّع البلدان اتفاقية التعاون الثقافي والإعلامي، كما ساهم مركز الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لدراسة اللغة العربية والدراسات الإسلامية، الذي تأسس عام 1990، بجامعة الدراسات الإسلامية في بكين، في نشر الثقافة العربية في الصين، وتعزيز اللغة العربية، كما ساهمت الأسابيع الثقافية والمهرجانات الموسيقية والفعاليات التي يتم تنظيمها بين البلدين، ومعارض الكتب، في تعزيز العلاقات الثقافية بينهما والدفع بها إلى الأمام عاماً بعد عام.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الإمارات والصين الإمارات الصين العلاقات الإماراتية الصينية التجارة الإماراتية الصينية العلاقات الصينية الإماراتية الإماراتیة الصینیة الإمارات والصین دولة الإمارات الإمارات فی فی العلاقات بین البلدین الصین فی

إقرأ أيضاً:

جمال الكعبي: علاقاتنا مع الصين متينة بروابطها الثقافية والاقتصادية والتاريخية

بكين (وام)

أخبار ذات صلة تربويون: «اليوم الإماراتي للتعليم» استمرار لنهج القيادة في الاهتمام بالمعلم مكتوم بن محمد يوجِّه بتطوير منظومة الخبرة الفنية أمام الجهات القضائية

شاركت وكالة أنباء الإمارات «وام»، في احتفالات جامعة الاتصالات الصينية بمرور 70 عاماً على تأسيسها.
مثَّل «وام» الدكتور جمال محمد الكعبي، مدير عام المكتب الوطني للإعلام، مدير عام وكالة أنباء الإمارات «وام» بالإنابة. وأكد في كلمة خلال الاحتفال، متانة العلاقات الإماراتية - الصينية، والتي تستند إلى روابط ثقافية واقتصادية وتاريخية، مشدداً على أهمية التعاون الدولي في تطوير الإعلام وتعزيز التواصل بين الشعوب.
والتقى جانغ شيو تينغ، رئيس الجامعة، وبحثا سبل تعزيز التعاون في مجال الإعلام، معرباً عن تطلعه إلى مستقبل مشترك مليء بالتعاون المثمر وتبادل الخبرات لبناء جسور تواصل أقوى بين المؤسسات الإعلامية في دولة الإمارات وجامعة الاتصالات الصينية.
كما التقى فو هوا، رئيس وكالة أنباء شينخوا؛ لبحث تعزيز العلاقات بين الجانبين، وناقشا سبل توطيد أواصر التعاون الإعلامي وتبادل الخبرات في مجال الصحافة والإعلام الرقمي.
وتطرق اللقاء إلى أهمية تعزيز التغطية الإعلامية المشتركة للأحداث والفعاليات في كلا البلدين؛ مما يسهم في تعميق التفاهم المتبادل، وتعزيز العلاقات الثنائية على الأصعدة كافة.
ووجَّه د. الكعبي الدعوة لرئيس جامعة الاتصالات الصينية، ورئيس وكالة أنباء شينخوا، لحضور الكونغرس العالمي للإعلام المقرر عقده في الفترة بين 26 إلى 28 نوفمبر المقبل في أبوظبي. وأعرب عن تطلعه لمزيد من التعاون مع جمهورية الصين الشعبية في مجال الإعلام والاتصال، بما يعزز التفاهم والتعاون المشترك بين البلدين، سعياً نحو مستقبل مشرق يربط العالم، ويعزز التفاهم المشترك.

مقالات مشابهة

  • الإمارات وقطر.. علاقات أخوية ومستدامة
  • منصور بن زايد: العلاقات بين الإمارات والصين تشهد تطوراً مستمراً
  • خالد بن محمد بن زايد ورئيس الوزراء القطري يؤكدان عمق العلاقات التاريخية بين البلدين
  • العراق وبريطانيا يؤكدان على تعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية والتجارية بين البلدين
  • جمال الكعبي: علاقاتنا مع الصين متينة بروابطها الثقافية والاقتصادية والتاريخية
  • وزير الاقتصاد يُشارك في حوار برلين العالمي لمناقشة السياسات التي تدعم النمو الاقتصادي العالمي
  • مندوبية التخطيط: تباطؤ النمو الاقتصادي إلى 2,4 في المائة خلال الفصل الثاني من سنة 2024
  • غرفة الأخشاب والأثاث: منتدى الأعمال المصري الفرنسي فرصة لتنمية العلاقات الاقتصادية بين البلدين
  • غرفة الأخشاب: منتدى الأعمال المصري الفرنسي فرصة لتنمية العلاقات الاقتصادية بين البلدين