محمد الموشكي
إن اليأسَ عند العظماء وعند الأولياء وعند الأقوياء وعند الواثقين بالله وعند المجاهدين في سبيل الله، يقولُ الشهيد القائد السيد حسن نصر الله: “لا يجوز قطعًا”، وكأنَّ السيد أراد من هذه الجملة أن تكون لنا فتوى عامة أَو قاعدة جهادية أَسَاسية في مقارعة ومقاومة الأعداء من أهميتها في سياق المواجهة، وهو كذلك.
فاليأس لم يولد يوماً من الأيّام نصرًا وعزًا، واليأس لم يولد في يوم من الأيّام صمودًا وثباتًا، بل ولد اليأس الهوان كُـلّ الهوان والضعف كُـلّ الضعف والهزيمة كُـلّ الهزيمة.
ولنا في اليأس أمثلة كثيرة: فاليأس هو من أودى بنبي الله يونس إلى بطن الحوت، واليأس هو من أخاف جيش طالوت من مواجهة جيش جالوت، واليأس هو من جعل العراقيين بعد مقتل كُـلّ أعلام آل البيت يستسلمون للحُجَّاج.
وبشكل عام، اليأس هو من أهم العوامل التي تجعل الناس يستسلمون للطغاة والمجرمين، حَيثُ قال بعض علماء النفس عن تأثير اليأس على النفوس بأنه يقود إلى الاكتئاب والقلق، حَيثُ يتوغّل في النفس ويجعل الشخص يشعر بالعزلة وعدم الجدوى.
وفي محكم كتاب الله، حُرِّم اليأس على المؤمنين، حَيثُ قال: “قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أنفسهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جميعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ”.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
هل يجوز الصلاة بمفردي في المسجد قبل إقامة الصلاة.. رد أمناء الفتوى
قال الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الأذان ليس من شروط صحة الصلاة، وإنما الشرط الأساسي لصحة الصلاة هو دخول الوقت الشرعي المحدد لها.
وأوضح خلال بث مباشر عبر الصفحة الرسمية لدار الإفتاء المصرية على موقع "فيسبوك"، أن الصلاة تصبح صحيحة بمجرد أن يبدأ المؤذن في رفع الأذان، أي بمجرد قوله "الله أكبر"، دون الحاجة إلى انتظار إقامة الصلاة في المسجد.
وأشار الورداني إلى أن ترديد الأذان خلف المؤذن يُعد سنة وليس فرضًا، وبالتالي إذا فات المسلم ترديد الأذان فلا يؤثر ذلك على صحة صلاته.
وأكد أن الهدف من إقامة الصلاة في المساجد هو جمع المصلين وتنظيم الصلاة الجماعية، وليس دليلاً على دخول وقت الصلاة، لأن الوقت قد دخل فعليًا مع بداية الأذان.
تركت المصحف الورقي منذ سنوات وأقرأ من الهاتف فهل لي نفس الثواب هل النوم عذر لترك صلاة الفجر وأدائها في الصباح.. أمين الفتوى يجيب هل يجوز البدء في الصلاة فور انطلاق الأذانوفي سياق متصل، أوضح الدكتور محمود شلبي، أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء، أن الصلاة تصح بمجرد سماع الأذان مباشرة، ولا يُشترط انتظار انتهاء الأذان لإقامتها.
وأكد شلبي أن الأذان هو علامة على دخول الوقت، بينما التأخير الذي تقوم به جماعة المساجد عقب الأذان يكون بهدف إتاحة الفرصة للمصلين للحضور، وليس تأكيدًا على دخول الوقت.
وأضاف شلبي، أثناء إجابته على سؤال ورد إلى دار الإفتاء حول إمكانية الصلاة فور سماع الأذان، أنه من الأفضل للمسلم أن ينتظر قليلاً بعد بدء الأذان ليتمكن من ترديده مع المؤذن، ثم يدعو بالدعاء المعروف بـ"دعاء الوسيلة"، ويصلي السنة الراتبة، ثم يؤدي الفريضة.
وبهذا يحصل المسلم على أجر ترديد الأذان والدعاء، وهو ما يعظم من ثواب الصلاة.
دعاء نبوي يقال عند سماع الأذان يغفر الذنوبوعلى صعيد آخر، ورد عن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- دعاء يُقال عند سماع الأذان، يغفر الله -عز وجل- ذنوب قائله.
فقد روى الإمام مسلم عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من قال حين يسمع المؤذن: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، رضيت بالله رباً، وبمحمد رسولاً، وبالإسلام ديناً، غفر له ذنبه."
دار الإفتاء المصرية تُشدد دائمًا على أهمية اتباع السُنة النبوية في كل ما يتعلق بالعبادات، مؤكدة أن الالتزام بترديد الأذان والدعاء بعده يُعد من السنن التي تزيد من الأجر والثواب، وتحث المسلمين على الحرص عليها لتحقيق الاستفادة الكاملة من شعائر الإسلام.