مسقط- الرؤية

قال الخبير الفلكي الدكتور صبيح بن رحمن الساعدي، إن سماء سلطنة عمان تشهد مساء اليوم السبت زخات من الشهب تعرف باسم "البرشاويات" كما يتواصل ظهور هذه الشهب مساء غدا  الأحد، موضحاً أن هذه الظاهرة تعد من أشهر زخات الشهب وأكثرها عددا وتتميز بألوانها المختلفة واللامعة، كما أن سرعتها تتجاوز 250 مليون كيلومتر في الساعة بعد منتصف الليل.

وأشار إلى أن شهب البرشاويات تظهر كل عام في الفترة ما بين منتصف يوليو وحتى نهاية أغسطس، وأنه في هذا العام بدأت الشهب تتساقط منذ تاريخ 14 يوليو 2023 وتستمر حتى الأول من سبتمبر، وأنه خلال هذه الفترة يزداد عدد الشهب العام ما بين 50 إلى 75 شهابا في الساعة الواحدة منتصف ليل اليوم 13 أغسطس، إذ يمكن رؤية هذه الشهب لعدم وجود إضاءة القمر، وتعتبر مناطق السيح والصحاري هي الأماكن المثالية لرصد مثل هذه الظواهر الفلكية.

وأضاف الساعدي أن الشهب بشكل عام عبارة عن حبيبات ترابية لا يتجاوز حجمها حجم حبة الرمل تدخل الغلاف الجوي الأرضي، فتحترق وتتحول إلى رماد نتيجة لاحتكاكها بجزيئات الغلاف الجوي الأرضي، مبيناً أن غالبية زخات الشهب تكون من مخلفات المذنبات التي تعتبر من الأجرام السماوية التي تدور حول الشمس وتأخذ حركتها المدارية أبعادا متفاوتة، فمنها يعود لزيارة الشمس كل عام ومنها يستغرق مئات الأعوام ومنها آلاف الأعوام.

وبين خبر الفلك أن من أشهر المذنبات هو مذنب هالي الذي يزور الشمس كل 76 سنة تقريبا، بينما مذنب سويفت يزور الشمس كل 130 سنة، مضيفا: "عندما يكون المذنب بعيدا عن الشمس يكون صغيرا وغير مرئي، ولا يتجاوز قطر غالبية المذنبات 10 كيلومترات، وتكون على شكل كرات جليدية صخرية، وعند الاقتراب من الشمس والاصطدام بالريح الشمسية يبدأ عندها المذنب بالتحول من الشكل الكروي إلى شكل آخر مكون من رأس (عبارة عن نواة للمذنب يحيط بها هالة وهاجة)  ويظهر له ذنب أو اثنان، ودائما ما يكون ذيله بالاتجاه المعاكس للشمس وكلما اقترب من الشمس زاد طول ذنبه، إذ بلغ ذنب مذنب هالي عام 1910 إلى حوالي 10 ملايين كيلو متر".

وتابع الساعدي أن زخات شهب البرشاويات عبارة عن بقايا المذنب سويفت – تتل الذي زار الشمس آخر مرة عام  1992م، ومر وقتها بين الأرض والشمس، وعندما تمر الأرض خلال دورانها حول الشمس بتلك المخلفات العالقة في السماء، قسم منها يدخل الغلاف الجوي الأرضي بسرعة تصل إلى ربع مليون كيلو متر بالساعة مما يسبب دخولها الغلاف الجوي حدوث احتكاك مصحوب ببريق ناري مع جزئيات الهواء والشهب المتساقطة كأنها نجوم ساقطة تجر خلفها ذيلا متوهجا يصل طوله بضعة سنتمترات وغالبا ما نشاهد البريق الناري على ارتفاع 100 كيلومتر فوق سطح الأرض.

وذكر أن زخات الشهب تسمى عادة باسم المجموعة النجمية التي قدمت منها هذه الشهب، فشهب البرشاويات سميت بهذا الاسم كونها قادمة من اتجاه المجموعة النجمية برشاوس، بينما شهب الأسديات نسبة لمجموعة الأسد النجمية والدلويات نسبة لمجموعة الدلو النجمية، والتوأميات أو الجوزيات نسبة لبرج التوأميات (الجوزاء)  .

 

وقال خبير الفلك: "للراغبين في مشاهدة هذه الشهب عليهم النظر فوق الأفق الشمالي الشرقي لسماء السلطنة بقليل وما حولها بعد منتصف الليل ولغاية بزوغ الفجر، ومع مرور الساعات فإن المجموعة النجمية برشاوس ترتفع حوالي 12 درجة كل ساعة مبتعدة عن الأفق الشمالي الشرقي باتجاه كبد السماء، إذ إن سمك الأصبع يساوي درجتين بينما يبلغ طول فتر اليد 15 درجة وشبر اليد وهي ممدودة إلى أقصاها باتجاه السماء عشرين درجة".

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: الغلاف الجوی هذه الشهب

إقرأ أيضاً:

مليون ريال مساهمة قطاع السياحة في الناتج المحلي

سجل قطاع السياحة ممثلا في أنشطة الإقامة والخدمات الغذائية مساهمة في الناتج المحلي الإجمالي بنحو 503 ملايين ريال عماني خلال الأرباع الثلاثة الأولى من عام 2024، وانخفض نمو القطاع بنسبة 6.6 بالمائة مقارنة مع نفس الفترة من عام 2023، كما تراجع عدد زوار سلطنة عمان خلال العام الماضي إلى 3.9 مليون زائر منخفضًا نحو 100 ألف زائر وبنسبة 2.4 بالمائة مقارنة مع عام 2023 وفق الإحصائيات الصادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات، وعلى الرغم من تعافي قطاع السياحة بشكل جيد وتدريجي من التبعات الحادة لتفشي الجائحة التي أثرت كثيرا على القطاع لسنوات عديدة، ما زالت مؤشرات نمو القطاع تظهر تحديات تؤثر على نمو السياحة في سلطنة عمان ومساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي ودوره في توفير فرص العمل، على الرغم من التنافسية العالية في مقومات الطبيعة والفنادق والمنشآت والتطور الكبير في جهود الترويج. وتشير تقارير الأداء المالي والتشغيلي لشركات الضيافة والفنادق في سلطنة عمان إلى أن التقدم ملحوظ في تطوير البنية الأساسية لقطاع السياحة وجهود التسويق الدولية لسلطنة عمان، لكن تحديات عديدة تحد من قدرة القطاع على استمرار النمو، وعلى النطاق العالمي يعد أهم التحديات التي تواجه القطاع هي ارتفاع التضخم خلال السنوات الماضية والذي أدى للتأثير على مستويات المعيشة في غالبية الدول وزيادة أسعار السفر الدولي، فيما يعد أبرز التحديات المحلية هو ضعف حركة السياحة الداخلية واعتماد النشاط السياحي على مواسم الذروة خلال فصل الشتاء وينعكس ذلك في انخفاض متوسط معدلات الإشغال الفندقي التي تبلغ نحو 50 بالمائة فقط من الغرف الفندقية المتاحة في فئة الفنادق من 3-5 نجمات خلال عام 2024.

وفي تقريرها السنوي حول أدائها التشغيلي وتطورات قطاع السياحة خلال عام 2024، أشارت شركة أوبار للفنادق والمنتجعات إلى أن قطاع السياحة في سلطنة عمان يعد ركيزة مهمة لاستراتيجية التنويع الاقتصادي للبلاد من خلال تنفيذ "رؤية عمان 2040"، وعلى الرغم من التقدم الملحوظ في تطوير البنية الأساسية وجهود التسويق الدولية، إلا أن قطاع السياحة يواجه تحديات في تحقيق نمو ثابت، ومع الانتعاش التدريجي في عدد السياح الوافدين لسلطنة عمان منذ الجائحة ظل نمو عدد السياح الوافدين أبطأ مما هو عليه في دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى، وبينما يتزايد عدد الغرف الفندقية في مسقط وغيرها من المناطق، وتتمتع صناعة الفنادق في عمان بقدرة تنافسية عالية، لكن نمو السياحة الداخلية بطيء للغاية، وتبقى السياحة في سلطنة عمان موسمية إلى حد كبير، حيث تتركز فترات الذروة في أشهر الشتاء من شهر أكتوبر إلى مارس، وأوضحت الشركة أنه كما هو الحال في السنوات السابقة، كان عام 2024 أيضًا تحديًا كبيرًا بالنسبة لصناعة الضيافة والسفر، واستمر ارتفاع معدلات التضخم في جميع أنحاء العالم، وزيادة أسعار تذاكر الطيران، وعلى الرغم من التحديات العديدة، فقد أظهرت الشركة تحسنا في الإيرادات على مدى السنوات الثلاث الماضية، وسجلت الشركة متوسط نمو بنحو 11 بالمائة على أساس سنوي بين عامي 2020 و2023، وكان تحسن الإيرادات أفضل أيضا خلال الربع الأخير من 2024 لكنه لا يغطي خسارة الإيرادات المتكبدة خلال الأرباع الثلاثة الأولى من العام، وقد تم بذل كل الجهود للحفاظ على استقرار الشركة وضمان استمرارية عملها. ومن الناحية الإيجابية، أدى تجديد المنشآت إلى تحسن ملحوظ في نقاط الجودة والتقييمات عبر الإنترنت والإيرادات في الربع الأخير من 2024 مما يضع أساسًا قويًا للثقة في تحقيق النمو في المستقبل، وحققت المجموعة مبيعات بقيمة 2.5 مليون ﷼ عماني، وهو أقل بنسبة 7 بالمائة من مبيعات عام 2023 وبلغت نسبة الإشغال الإجمالية 51 بالمائة مستقرة عند نفس مستويات عام 2023. ويأتي 48 بالمائة من إجمالي الإيرادات من قطاع الغرف، و22 بالمائة من قطاع الطعام، و20 بالمائة من قطاع المشروبات، و10 بالمائة من القطاعات الأخرى. وفي نظرتها المستقبلية، أشارت إلى أنه يمكن لصناعة السياحة في عُمان أن تقدم إمكانيات نمو طويلة الأمد نظرًا لتنوع المعالم والمقومات السياحية، والاستثمارات الحكومية واسعة النطاق في قطاع السياحة، وجهود ترويج الإمكانيات السياحية المتاحة داخل البلاد، كما من المتوقع أن تشهد عُمان نموًا اقتصاديًا في مختلف قطاعاتها وأن ستستمر في أن تكون وجهة مرغوبة بين المسافرين.

وقالت شركة فنادق الخليج: إنها سجلت إجمالي إيرادات 7.6 مليون ﷼ عماني في السنة المالية 2024، وشهد الفندق زيادة بنسبة 2.28 بالمائة في الإيرادات الإجمالية وبنسبة 30.54 بالمائة في صافي الربح بعد الضريبة مقارنة بالعام الماضي، ويرجع ذلك أساسًا إلى تحسين التحكم في المصروفات التشغيلية، وانخفاض الاستهلاك، وتكاليف التمويل، وأشارت إلى أن أسعار الغرف في فنادق محافظة مسقط تقع تحت ضغط بسبب المنافسة السوقية من الفنادق الجديدة التي تم افتتاحها مؤخرًا، كما أن منافسة منافذ الطعام والشراب في الفندق تتزايد بسبب افتتاح العديد من المطاعم ذات العلامات التجارية الجديدة في مسقط، وأوضحت الشركة العالمية للفنادق أنها حققت إيرادات بلغت 7.862 مليون ﷼ عماني في عام 2024 بارتفاع بنسبة 4 بالمائة مقارنة مع عام 2023، وبالرغم من زيادة المنافسة من قبل فنادق جديدة تمكنت من الاحتفاظ بحصتها السوقية، وتظهر الحجوزات المؤكدة للفترة القادمة نتائج إيجابية خاصة في بداية العام، بالرغم من أن وتيرة الأعمال لم تستعد عافيتها بالكامل لسابق عهدها ما قبل جائحة كورونا، وتركز الشركة على تطوير الخدمات الخاصة بالأطعمة والمشروبات لتواكب التطورات في الأسواق الإقليمية والعالمية، والتوسع في التسويق في أسواق كانت تعتبر ثانوية سابقًا، مع تبني نهج جديد خلال 2025 حيث سيتم التعاون مع شركاء تسويق عالميين ومكاتب ترويج رائدة في الأسواق الرئيسية وتعزيز الترويج في الأسواق الإقليمية، وبالتعاون مع وزارة التراث والسياحة سيتم التركيز على التسويق في الأسواق العالمية وذلك من خلال المشاركة مع الوزارة في المعارض المختلفة والعمل مع وكالات التسويق والترويج العالمية، وقالت شركة ظفار للسياحة: إنها تواصل هيكلة أعمالها وتنفيذ مبادرة إستراتيجية لتحويل الشركة إلى كيان مربح بعد مواجهة صعوبات مالية كبيرة منذ عام 2018 وحتى عام 2022، وتتعاون الشركة بشكل وثيق مع وزارة التراث والسياحة للارتقاء بقطاع السياحة في عُمان خاصة في ظفار، كما تعمل الشركة مع بلدية مرباط ومحافظة ظفار لضمان أن تتمتع مرباط بنشاط سياحي مرموق خلال المواسم السياحية الثلاثة الشتاء والخريف والصرب. مشيرة إلى أن موسمي الخريف والصرب كانا نشطين في عام 2024 وزادت نسب الإشغال خلال هذه الفترة إلى نسبة 73 بالمائة مقارنة مع 40 بالمائة في عام 2023، بينما بلغ متوسط إجمالي الإشغال خلال عام 2024 نسبة 44 بالمائة مقارنة مع 30 بالمائة في عام 2023 .

مقالات مشابهة

  • مخزومي التقى سفير سلطنة عمان.. هذا ما تمّ بحثه
  • مليون ريال مساهمة قطاع السياحة في الناتج المحلي
  • تأثر أجواء سلطنة عمان بأخدود من منخفض جوي
  • خسوف جزئي للقمر يزين سماء المملكة المتحدة
  • القارة القطبية الجنوبية تفقد 16 مليون كيلومتر مربع من الجليد
  • تأثر أجواء سلطنة عمان بأخدود من منخفض جوي .. عاجل
  • ما الذي يمكننا تعلمه من ظاهرة “قمر الدم” النادرة؟
  • 29 يومًا.. المعهد القومي للبحوث الفلكية يعلن مدة شهر رمضان فلكيًا
  • خسوف كلي للقمر.. هل نراه في سلطنة عُمان؟
  • وكيل الاقتصاد في حوار لـ عمان: التنويع الاقتصادي ركيزة للاستدامة والازدهار .. وسياسات عُمان منفتحة ومرنة لتحفيز الاستثمار