رهاناتُ العدوّ الإسرائيلي لرفع سقف أهداف الحرب
تاريخ النشر: 2nd, October 2024 GMT
عبدالحكيم عامر
في خضم الأحداث المتسارعة في المنطقة، يعمل العدوّ الإسرائيلي في محاولة تحقيق أهداف استراتيجية معقدة، فالتركيز في هذه المرحلة المفصلية، ينصب على كسر الروح المعنوية لدى أحرار الأُمَّــة، وتصدير نصر زائف إلى الداخل الصهيوني.
فكسر الروح المعنوية لدى الشعوب العربية والإسلامية أحد الأهداف الأَسَاسية للعدو؛ إذ يسعى إلى إضعاف عزيمة الشعوب العربية والإسلامية التي تتصدى له وتقاومه، مما يساعد على تعزيز سيطرة النظام الإسرائيلي، من خلال استخدام القوة العسكرية، والترويج لخطاب إعلامي يهدف إلى نشر الخوف والقلق، يسعى العدوّ إلى تقويض الثقة في القدرة على المقاومة.
وأما على الصعيد الداخلي، يسعى العدوّ إلى تصدير “نصر” زائف يهدف إلى إقناع المجتمع الإسرائيلي بأن الحكومة قادرة على حماية أمنهم ووجودهم، فمنذ عملية “طوفان الأقصى” في أُكتوبر الماضي، يشعر الإسرائيليون بتهديد حقيقي لم يعد بالإمْكَان تجاهله، لذا، يعمل نتنياهو على استخدام الأحداث الحالية كوسيلة لتعزيز موقفه، وتوجيه الانتباه عن الأزمات الداخلية والضغوط السياسية التي يواجهها.
وفي سياق التصعيد المُستمرّ من قِبل العدوّ في هذه المرحلة المفصلية، يبدو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي المجرم نتنياهو قد رفع سقف أهداف حربه على غزة ولبنان، لم يعد الأمر مقتصرًا على استعادة المحتجزين لدى حماس أَو معالجة أزمة النازحين من مستوطنات الشمال، بل إن الأحداث الراهنة تكشف عن استراتيجية أوسع تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية ضمن مخطّط شامل لقلب الشرق الأوسط.
تتجاوز أهداف العدوّ الإسرائيلي الحالية مُجَـرّد التعامل مع حماس أَو حزب الله؛ فهي تشير إلى طموحات صهيونية تمتد من النهر إلى البحر، يتجلى هذا في توسيع وتغذية الصراعات في الشرق الأوسط؛ لأَنَّها تدور حول مشروع دولة “إسرائيل” الكبرى بالأَسَاس، و”إسرائيل” تريد التخلص من الدول التي تعرقل تنفيذ هذا المشروع الذي يمرر بطريقة تدريجية، وَلقد ظهرت مؤخّراً بوادر من مشروع دولة “إسرائيل” الكبرى.
تسير هذه الأهداف في إطار استراتيجية أكبر تهدف إلى استتباع المنطقة واستعبادها، حَيثُ يرتبط هذا بمسارات التطبيع الإبراهيمية التي تسعى إلى تطبيع العلاقات بين “إسرائيل” وبعض الدول العربية، حَيثُ يُعتبر “محور المقاومة”، الذي يضم إيران واليمن وسوريا ولبنان وفلسطين، هدفًا رئيسيًا للتصفية، بينما يتم تعزيز “محور التطبيع” الذي يضم الدول المتطابقة مع المصالح الإسرائيلية.
وإن الأهداف التي يسعى إليها نتنياهو تعكس رؤية عميقة لتغيير معالم الشرق الأوسط؛ مما ينذر بتحولات كبيرة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وفي العلاقات الإقليمية، إن المراقبة الدقيقة لهذه التطورات تصبح ضرورية لفهم طبيعة الصراعات القادمة وتأثيراتها على المنطقة برمتها.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
وزير الخارجية الإسرائيلي: لم نحقق أهداف الحرب رغم ضرباتنا لحماس
أكد وزير الخارجية الإسرائيلي، أنه لم نحقق أهداف الحرب رغم الضربات التي تلقتها حماس، وفقا لما ذكرته فضائية “القاهرة الإخبارية” في نبأ عاجل.
عاجل.. حماس تعلن تجاوز العقبات المتعلقة باتفاق وقف النار في قطاع غزة حماس: الاحتلال يتعمد ارتكاب المجازر لإفشال اتفاق وقف إطلاق النار
تواصل إسرائيل وضع أهدافاً لمعركتها الدائرة على الشعب الفلسطيني منذ ما يزيد عن 15 شهراً، وذلك على الرغم من التوصل إلى اتفاقٍ بشأن غزة.
وذكرت مصادر إسرائيلية أن الكابينت (مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي) قرر إضافة هدف جديد للحرب يتمثل في تعزيز وتقوية الأمن في الضفة الغربية وضرب قدرات المنظمات الفلسطينية.
وجاء ذلك على هامش الاجتماع الذي عقده الكابينت من أجل مُناقشة الموافقة على اتفاقٍ لإطلاق سراح عشرات الرهائن في غزة، وهو ما تم.
وكان نتنياهو قد أعلن في وقتٍ سابق إن هناك عقبات فرضتها حماس في اللحظات الأخيرة، وأن ذلك هو الأمر الذي يُعرقل الموافقة الإسرائيلية، ونفت الحركة الفلسطينية المزاعم الإسرائيلية.
وكان إيتمار بن غفير، وزير الأمن القومي الإسرائيلي، قد هدد بالخروج من حكومة نتنياهو الإئتلافية، وذلك في حالة الموافقة على إطلاق النار في غزة.
بنود اتفاقٍ وقف إطلاق النار على غزة
أولا: انسحاب القوات الإسرائيلية
ستقوم قوات الجيش الإسرائيلي بالانسحاب بشكل كامل من كافة مناطق قطاع غزة، بما في ذلك محوري نتساريم وفيلادلفيا، على عدة مراحل.
ثانيا: فتح المعابر
سيتم فتح معبر رفح بشكل كامل لضمان حركة البضائع والمساعدات الإنسانية.
سيتم إدخال 600 شاحنة مساعدات يوميا وفق بروتوكول إنساني ترعاه دولة قطر.
ثالثا: إغاثة وإيواء المتضررين
سيتم إدخال 200 ألف خيمة و60 ألف كرفان لتوفير الإيواء العاجل.
سيتم إعادة تأهيل المستشفيات في القطاع وإدخال فرق طبية وجراحية ومشافي ميدانية.
رابعا: الإفراج عن الأسرى
سيجري تبادل أسرى يشمل الإفراج عن 1000 أسير فلسطيني، بينهم نساء وأطفال دون سن 19.
سيتم تسليم 33 أسيرا إسرائيليا بين أحياء وجثامين، على أن يتم استكمال التفاوض في مراحل لاحقة لتسليم بقية الأسرى.
خامسا: عودة النازحين وحرية الحركة
سيجري عودة النازحين إلى مناطق سكناهم في شمال وجنوب القطاع دون تفتيش، وضمان حرية التنقل بين المناطق.
سيجري الانسحاب التدريجي من المناطق المحتلة في قطاع غزة.
سادسا: وقف الطلعات الجوية
ستتوقف الطلعات الجوية ويغيب الطيران الإسرائيلي عن أجواء القطاع بين 8 إلى 10 ساعات يوميا.
سابعا: المرحلة التنفيذية
سيجري تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق على مدى 6 أسابيع، تليها المرحلتان الثانية والثالثة لاستكمال البنود المتفق عليها.
ثامنا: إعادة تأهيل المناطق المتضررة
تأهيل المستشفيات والبنى التحتية الأساسية لضمان تقديم الخدمات للسكان.